نواكشوط- “القدس العربي”: ألقت أوضاع الحرب الشرسة التي يشنها العدو الصهيوني على أبناء غزة منذ ستة أشهر، بظلالها على عيد الفطر في موريتانيا هذا العام، وهو ما عكسته خطب العيد وإدراجات رجال الدين والساسة والمدونين.

كما تابعت هيئات تسيير قوافل الإغاثة نشاطها طيلة شهر رمضان، موزعة المواد الغذائية والملابس وماء الشرب.

وكانت قضية الحرب ثاني موضوع يتناوله أئمة العيد بعد أحكام زكاة الفطر التي أوصى غالبية الأئمة المصلين، بإرسالها إلى الأهالي في غزة، دعما لصمودهم الأسطوري أمام جيش الاحتلال المتوحش.

وكانت خطبة الشيخ محفوظ إبراهيم فال في جامع مركز تكوين العلماء طافحة بمؤازرة الأهالي في غزة حيث استهلها بقوله “هذا العيد عيد فلسطين المباركة، هنيئا لأهل فلسطين المباركين بما نعم الله به عليهم من العزة في زمن الذلة وبالجهاد والاستشهاد في زمن الاستسلام”.

وقال “أما أنا فلن أهنئ إلا الشعب الفلسطيني فقط، على أن الله أنعم عليه بالعزة زمن الذلة، وبالكرامة زمن الدناءة، وبالجهاد والاستشهاد زمن الاستلام وموت الشهامة”.

وأضاف “سلام في العالمين على فلسطين وأهلها المرابطين فهم أهل العيد وغيرهم العبيد”.

ودافع الشيخ محفوظ عن دفع زكاة الفطر للأهالي في غزة قائلا “ألا فادفعوا زكاة أموالكم وأبدانكم وابعثوا بصدقة الفطر وصدقة الدهر إلى غزة العزة محتسبين في ذلك وجه الله والدار الآخرة، وجودوا عليها بأنفسكم ونفائسكم ولا تستكثروا في حقها كثيرا فمهما بذلتم فكل بذلكم قليل في مقابل ما يبذلون”.

وخاطب الإمام الشيخ محمد ولد سيدي أوبك المصلين بجامع أشابور قائلا في خطبة العيد “ستعودون إلى بيوتكم الآن وتفرحون مع أولادكم؛ فتذكروا أن بعض إخوانكم بغزة من لم تُبق له الحرب ولدا، ومنهم من لم تترك له مالا ولا بيتا يعود إليه؛ منهم من كان ذا مال وأولاد فأتت الحرب على كل ذلك وتركته فريدا، تذكروهم دائما في دعائكم وواسوهم من أموالكم”.

وعلى صعيد المؤازرة الإغاثية، أعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني عن تمكنه من توزيع كميات كبيرة من ملابس وكسوة العيد على أطفال غزة”، مشيرا إلى “أن نوعية الكسوة كان راقيا شاملا لجميع المقاسات”.

وأوضح “أنه تمكن كذلك من إيصال نحو 50 ألف زكاة فطر من موريتانيا إِلى مصرفيها في قطاع غزة”.

وأضاف الرباط في إيجاز صادر عنه “أنه أرسل زكاة الفطر من موريتانيا على أربع دفعات، حيث بلغ مجموعها 49.910″، مؤكدا “أن هذه الدفعات غطت جميع مناطق قطاع غزة المحاصر”.

وشكر الرباط “كافة أبناء الشعب الموريتاني على ثقتهم في الرباط، وإيثارهم لإخوتهم المحاصرين في غزة، ومدهم يد العون لهم وهم يواجهون حرب إبادة شاملة على يدي الكيان الصهـيوني الغاصب منذ أزيد من ستة أشهر”.

ودعا الرباط الشعب الموريتاني “لمواصلة الهبة الوطنية والإيمانية نصرة لإخواننا المضطهدين في قطاع غـزة في وجه آلـة الحـرب الصهيونية الغادرة”.