مطالب بإسقاط اتفاقية «الكويز» بسبب ضلوعها في مؤامرة خراب القطن المصري

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: بمفردهم على ظهر الكوكب نجحوا في عدم الاستسلام للشيطان الأكبر الذي يدير شؤون العالم من واشنطن.. عطّل الغزيون غريزة الجوع في داخلهم فباتوا غير صالحين للانصياع أو الانكسار وقبول الهوان، الذي يفرض عليهم ليكونوا مطية للولايات المتحدة ودولة الكيان الغاصب، التي زُرعت بين ظهرانيهم ظلما وزورا وبهتانا، بهدف السطو على أغلى ما تمتلك الشعوب، غير أنهم ما زالوا يقاومون ويثيرون دهشة الجميع لفرط بأسهم وجلدهم. يضرب كبار العالم وخدمهم أخماسا في أسداس.. كيف للفلسطينيين أن يواصلوا للشهر السابع على التوالي نضالهم في قطاع غزة، دون كسرة خبز ولا شربة ماء.. ويتساءل كثير من ناشطي العالم ومفكريه كيف لمليوني غزاوي تلك القدرة الأسطورية على الثبات والمقاومة في وجه المارد الأمريكي، ليمثلوا الأمة الوحيدة التي رفضت الركوع لواشنطن واستمرت حتى الساعة في النضال، رغم خذلان الأشقاء وفشل العالم بأسره في أن يمد لهم يد العون بأي شكل، بينما تستمر المسرحية السخيفة لإرسال الطعام لشمال غزة بـ”القطارة” من قبل الولايات المتحدة التي تستهدف استغفال العالم، وتجميل وجه الرئيس الثمانيني وبلاده التي فضحها صمود غزة.
ومن معارك البرلمان طالب النائب السيد عبد العال رئيس حزب التجمع بضرورة عودة الدولة لزراعة القطن، قائلا إن «مساحة القطن اليوم 255 ألف فدان، وفي 2004 كانت 755 ألف فدان، والسبب هنا دخول اتفاقية “الكويز” حيز التنفيذ وفتح السوق المصري أبوابه أمام صناعة المنسوجات»، داعيا إلى إعادة النظر في اتفاقية “الكويز”، قائلا: «هذه الاتفاقية دمرت محصول القطن المصري، وتركته في أيدي التجار يتلاعبون به». وتقدم النائب سيد حنفي بسؤال لوزير التموين بسبب استمرار ارتفاع أسعار الخبز السياحي، مؤكدا أن الفترة الأخيرة شهدت انخفاضات كبيرة في سعر طن دقيق الخبز من 26 ألف جنيه إلى نحو 16 ألف جنيه في المتوسط، بعدما نجحت الدولة في استقرار سعر صرف الدولار، مشيرا إلى أنه رغم الانخفاض الكبير في سعر الدقيق، إلا أن أصحاب المخابز يرفضون تخفيض أسعار الخبز السياحي، الذي تضاعف سعره في الآونة الأخيرة في ظل اضطراب سعر صرف الدولار.
ومن الفتاوى المثيرة للجدل: ذكرت دار الإفتاء المصرية، حكم إجراء عمليات لتجميل الأنف، مؤكّدة أنّه لا مانع شرعا من إجراء عمليات تصغير الأنف؛ إذا كان حجم الأنف غير طبيعي ويتأذى الشخص منه نفسيّا؛ لأن ذلك من قبيل العلاج وليس من باب التجميل. ولفتت دار الإفتاء إلى أنّه من المقرر شرعا أنَّه لا يجوز للإنسان تغيير شيء من خلقته التي خلقه الله عليها التماسا للحسن، ولكن يجوز شرعا إجراء عمليات التجميل في الحالات التي تكون فيها الأنف كبيرة بصورة غير طبيعية، بحيث يكون القصد من العملية إعادة الأنف إلى الحجم الطبيعي الذي خلقه الله عليه لعامة الناس.
كسفتونا

اعتدنا في طفولتنا وصبانا، في سياق المزاح بين بعضنا بعضا، وفق ما ذكّرنا الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”، أن يختبئ أحدنا في مكان متربصا بأحد رفاقه… ليظهر له فجأة، ويصيح في وجهه «بخ» ليصاب هذا الأخير بالخوف والهلع، قبل أن يتبين حقيقة المزحة التي تعرض لها. غير أننا شهدنا ـ للأسف الشديد، وأقولها هنا بعيدا عن أي سخرية أو استخفاف… وإنما تعبير عن ضيق ومرارة بالغين- حالة «بخ» كبيرة، سمتها إيران “الوعد الصادق” (ويا لها من تسمية أسيء إليها) إزاء إسرائيل، في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي (14/4). وما زاد الطين بلة أن «بخ» الإيرانية تلك.. بدت منذ الوهلة الأولى وكأنها كانت مجرد تمثيلية؟ لماذا، لأنها هددت بها إسرائيل مسبقا، بل حذرت الآخرين كى لا يأخذوها مأخذ الجد، وراحت طائراتها المسيرة تتهادى في الطريق لأهدافها (وليس أبدا ترسانة طائراتها العسكرية الكبيرة، فائقة السرعة، والمتطورة للغاية، الموجودة في مطاراتها) وسبقت الصور ومقاطع الفيديو تلك الصواريخ والمسيرات، بحيث تمت مشاهدتها في سماء العراق والأردن… وأسقط 99% منها قبل أن تصل للأجواء الإسرائيلية ماذا كانت نتيجة هذا الهجوم الإيراني؟ اصيبت طفلة بدوية بشظايا، وعولج 31 آخرون من إصابات طفيفة، أو من الهلع وصاحبت هذا كله المظاهرات الصاخبة للجماهير الإيرانية في شوارع طهران، أما الآثار الفعلية لتلك العملية الهزلية، فكانت أولا صرف أنظار العالم عن محنة غزة، التي تنحط إلى درك الإبادة الجماعية المتعمدة والتدمير شبه الشامل لها، وكانت ثانيا- ويا للأسف- إعادة حشد الدعم الدولي لإسرائيل، وتقديمها بمظهر الضحية للوحش الإيراني القاسي، وثالثا، إعطاء فرصة ذهبية لإسرائيل كي تنتهز الفرصة لانتقام إسرائيلي حقيقي وليس هزليا – من إيران التي ضبطت متلبسة بمحاولة ضربها يا آيات الله في إيران… كسفتونا، الله يكسفكم.

يسعى إليها

الطرف الوحيد الذي يريد توسيع الحرب في المنطقة هو إسرائيل.. أو بالدقة نتنياهو. الطرف الإيراني من وجهة نظر جلال عارف في “الأخبار”، لا يريد أن يهدر ما حققه في السنوات الماضية من نفوذ إقليمي، ويرغب في التركيز على استكمال برنامجه النووي.. والولايات المتحدة تفهم ذلك جيدا، ورغم مشاركتها الأساسية والحاسمة في مواجهة صواريخ ومسيرات إيران وتقليل آثار الضربة الإيرانية لأقصى حد، فإنها ما زالت حريصة على تأكيد أنها لا تريد التصعيد، وأن التزامها تجاه إسرائيل هو التزام بالدفاع عنها وليس بدعم أي «هجوم» تشنه أو المشاركة فيه. والسؤال الخطير الذي تواجهه إدارة بايدن – إذا استمر التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران هو، كيف يستمر الفصل بين الدفاع والهجوم؟ ثم إلى متى تتمكن أمريكا من تجنب التورط في حرب مباشرة ضد إيران؟ سيفعل نتنياهو المستحيل لكي تتم، ولكي تكون أمريكا شريكة فيها؟ وتجربة بايدن في هذا المجال مع نتنياهو لا تطمئن، وما حدث بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والدعم اللامتناهي الذي قدمه بايدن عسكريا وسياسيا واقتصاديا، كان أيضا تحت عنوان «الدفاع عن إسرائيل»، لكنه انتهى بحرب إبادة تورطت فيها أمريكا، وبخداع مستمر من نتنياهو لإطالة الحرب واستمرار المذبحة ورفض كل محاولات إيقاف إطلاق النار حتى الآن. الخطر الآن أكبر.. والحرب الإقليمية التي كان بايدن يقول إنه يحاول تجنبها بكل الوسائل يزداد خطر اندلاعها مع استمرار التصعيد وتورط أمريكا في حرب جديدة في عام الانتخابات، هو الروشتة المضمونة لسقوط بايدن.. لكن نتنياهو، كالعادة يرفض نصائح بايدن وكل زعماء الغرب بعدم التصعيد. يريد ومعه تيار قوى في إسرائيل، أن يستعيد «قوة الردع» التي اهتزت، لكنه يعرف أن المضي في التصعيد لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أمريكا.. على الأقل ليضمن قيامها بـ«الدفاع» ضد الرد الذي قالت إيران إنه سيكون أشد وأقوى. هل يمكن أن تستمر هذه اللعبة الخطرة التي لا تتحملها المنطقة أو العالم؟ أمريكا طلبت إطلاعها مسبقا على أي تحرك إسرائيلي نحو إيران. قد يساعدها ذلك على تجنب الأسوأ، لكنه، في الوقت نفسه، يضاعف مسؤوليتها عن أي تصعيد مقبل نحو حرب لا تريدها، لكن نتنياهو يريدها ويسعى إليها منذ سنوات.

السودان أيضا

الشعب السوداني يموت جوعا، من يصدق أن السودان ربما يكون الدولة الأغنى في الدول العربية يعاني الآن من المجاعة.. أسوأ الأشياء كما يراها فاروق جويدة في “الأهرام”، أن السودان لا يواجه احتلالا ولا يحارب جيشا أجنبيا، ولكن لعنة الحرب الأهلية شردت الملايين وعرّضت شعبه للمجاعات، والمأساة أن الجيش السوداني هو الذي يدمر نفسه، بعد تمرد الدعم السريع، وأن القتال يدور بين أبناء الوطن الواحد، وللأسف فإن مثل هذه الحروب لا غالب فيها ولا مغلوب، إنها انتحار لا يترك بشرا ولا أرضا، ولا يستطيع طرف أن يحسمها.. الغريب أن السودان يشهد كل يوم مذابح بشرية بعيدا عن عيون العالم، لأن العالم مشغول في مذابح أخرى.. أمام ضراوة المواجهة والإصرار على نصر لن يتحقق بين رفاق السلاح وأبناء الوطن الواحد فشلت كل محاولات الصلح التي قامت بها دول عربية وأجنبية وقرر الجميع الخروج من هذا المستنقع.. السودان الذي لا يجد الطعام الآن من أغنى الدول العربية، وفي السودان توجد مساحات من الأراضي الخصبة، التي تكفي لإطعام العالم العربي كله، وفي السودان آلاف المناجم التي تجعل منه واحدا من أكثر الدول ثراء، ولكن لعبة المناصب وصراعات السلطة أضاعت على الشعب السوداني، فرص الرخاء والحياة الكريمة.. وتشرد الملايين من السودانيين في دول الجوار ومن بقي الآن تهدده المجاعة.. لقد أطلقت الأمم المتحدة نداءات كثيرة لدول العالم لإنقاذ أطفال السودان من المجاعة، ولكن الجميع مشغول في إطعام نفسه.. أين عقلاء السودان.. لقد فشل العالم في إسكات المعارك الدامية بين الجيش السوداني والدعم السريع التي دمرت الوطن، وانسحب الجميع وتركوا السودان للقتل والموت والدمار.. الجيوش خُلقت لكي تحمي شعوبها.

من المستفيد؟

ما زالت الضربة الجوية التي وجهتها إيران نحو إسرائيل تثير تساؤلات كثيرة وتكهنات أكثر حول مآلات الصراع المستمر بين إسرائيل، الدولة المارقة التي لا تتوقف اعتداءاتها على دول الجوار، وإيران الطامحة للعب دور إقليمي في عالم لا يرحم الضعيف. وبينما يعرف الجميع وفقا لأسامة غريب في “المصري اليوم”، أن إسرائيل ترد على أي هجوم مهما بلغ ضعفه وتهافته فور وقوعه، وذلك بغرض تحقيق الردع وبث الرعب في قلوب الأعداء، فإن إيران على العكس تتميز بما يسميه البعض الصبر الاستراتيجي، وهو في معناه الحقيقي يمثل القدرة على تلقي الصفعة تلو الصفعة دون أن تحرك ساكنا، بأمل أن يأتي يوم تستطيع فيه أن تقطع اليد التي تضربها. وحتى عندما تفكر في الانتقام فإنها تفكر طويلا قبل أن ترد بشكل محسوب لا يجعل بوابات جهنم تنفتح في وجهها. حدث ذلك بعد مقتل قاسم سليماني، حيث انتظر الإيرانيون سبعة عشر يوما قبل أن يقصفوا قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق.. ويقال إنهم أخطروا عدوهم مسبقا بموعد الضربة حتى لا تسفر عن وقوع ضحايا.. وقد تكرر الموقف هذه المرة أيضا عندما ردت إيران على قتل مستشاريها الكبار في جريمة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وكان الرد دون المتوقع بالنسبة للجماهير التي طال اشتياقها لرؤية من يصفع الكيان الشرير بقوة، دون أن يخشى العواقب. ولا أدري هل نقول للأسف، أم نقول لحسن الحظ أن إيران من العقلاء الذين يخشون العواقب ويتحسبون لها جيدا.

صابرون للنهاية

يقال دائما حسبما أخبرنا أسامة غريب، أن الصبر الإيراني موجود في الجينات، ويضربون مثالا بصانع السجاد الذي يقضي شهورا طويلة في غزل الخيوط حتى ينتج في النهاية سجادة فاخرة، لكن في اعتقادي أن الموضوع يتجاوز هذا التفسير الخفيف، والأمر أن إسرائيل تستطيع أن تهاجم وتعتدي طول الوقت في حماية الدول الكبرى والمنظمات الدولية أيضا، أما إيران فظروفها مختلفة.. الإيرانيون ليسوا جبناء ولا خوّارين، فالاستشهاد جزء أساسي من عقيدتهم، لكنهم يعلمون أنهم إذا ما تورطوا في الحرب فلن يواجهوا إسرائيل وحدها، لكن سوف يواجهون أقوى الدول عسكريا واقتصاديا، ولن تجد إيران بين أعضاء الأمم المتحدة دولة واحدة تساندها، فحتى روسيا التي لجأت للعون العسكري الإيراني في حربها في أوكرانيا ستكون أقرب لإسرائيل منها لإيران، والأمر مماثل بالنسبة للصين. لقد نجحت إسرائيل في أن تكون وحش العالم المدلل الذي يتسابق الجميع من أجل مساعدته، وحتى في الانتخابات في أمريكا وأوروبا، فإن المرشحين يتنافسون حول من يخدم إسرائيل أكثر. إيران تعرف أنه حتى الدول العربية ستكون ضدها في أي حرب مع إسرائيل.. وهذه حالة دولية شديدة الغرابة، ومن تجلياتها أن إيران لا تملك دولا حليفة، لكن لديها ميليشيات صديقة قوامها الشيعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحتى الدول المتعاطفة مع الموقف الإيراني لا تجسر على إعلان التعاطف خوفا من سطوة أعداء إيران. لكل هذا فإنه يمكن اعتبار الضربة التي وجهت لإسرائيل في الرابع عشر من أبريل/نيسان تمثل أعلى درجات التهور الإيراني في ظل ميزان العدالة المختل في هذا العالم.

خوفهم دائم

الشّعور بالخوف لن يتبدّد حتما مع استمرار سياسة الاستيطان، ووضع العراقيل أمام الوصول إلى الحل النهائي للصراع الحالي بعودة الحق الفلسطيني. في كتابه «فهم الطبيعة البشرية» الذي اعتنى به عماد فؤاد في “الوطن” وضع عالم النفس النمساوى ألفرد إدلر نظرية «عقدة التفوق»، التي صاغها باعتبارها سلوكا يعتقد خلاله الشخص تفوقه على الآخرين، وغالبا يمارس قدرا من التفاخُر والتعالي على المحيطين به. ويوضح إدلر أن تلك العقدة في حقيقتها تُعد آلية دفاع ضد الشعور بالنّقص وتدني الذات. فرضية إدلر تنطبق بشكل كبير على المجتمع الإسرائيلي، فعُقدة التفوق لدى الإسرائيليين تكوّنت تحت شعارات ومفردات لاهوتية، مثل «شعب الله المختار»، و«أرض الميعاد»، وتتّسق مع الادعاءات بالتقدّم في كل المجالات على دول الجوار، وتقديم «الكيان الاستيطاني»، باعتباره واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط. وعلى الجانب الآخر يقبع في الذاكرة اليهودية تاريخ طويل من الشعور بالاضطهاد، وكثرة الروايات عن «الشتات»، وهي الموضوعات التي تتعمّد الآلة الإعلامية الصهيونية ترويجها باستمرار لاكتساب تعاطف العالم، وضمان تدفق الدعم الغربي، وهذا أيضا هو الذي يفاقم الشعور بالخوف الدائم وعدم الإحساس بالأمن والأمان. عُقدة الخوف أحكمت حلقاتها على أفكار الكثير من الإسرائيليين، ممن يرون ضرورة أن تنفض دولتهم يدها تماما من جيرانها العرب، ووضع استراتيجية لأن تصبح امتدادا للقارة الأوروبية، عبر توثيق العلاقات مع دولها لآفاق أوسع مما هي عليه الآن، فأوروبا هي الأقرب إلى إسرائيل ثقافيا واقتصاديا. هذا التوجه الانعزالي يُعبّر عن فشل للمشروع الصهيوني، يتناقض تماما مع أفكار القادة الأوائل، وما أعلنوه في 14 مايو/أيار 1948 عند إعلان دولتهم عن الحرص على مد أيديهم إلى كل الجيران (العرب) لضمان تحقيق «المصالح المشتركة»، وبعد ثلاثة أرباع القرن، وجد الإسرائيليون أن الملاذ الآمن (المحتمل)، هو الارتماء في أحضان أوروبا، وهذا التوجُّه أيضا أصبح من الصعوبة بمكان، بعد تصاعد أصوات الشعوب الأوروبية الرافضة للعدوان الهمجي على غزة، والضاغطة على الحكومات لرفض سياسة الاستيطان، والفصل العنصري في الأراضى الفلسطينية المحتلة، التي بسببها يظل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو السائد على الدوام. هذه النزعة الانفصالية عن الوسط المحيط بإسرائيل، مصدرها الأساسب هو الخوف واليأس من إمكانية توافر الأمن. كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عجزت عن توفير الأمان لشعبها.

بيد سوناك

استطلاعات الرأي العام البريطاني ترجح أن يشكل حزب العمال الحكومة المقبلة، للمرة الأولى منذ عقدين تقريبا. وهي الانتخابات التي قد تجري في موعدها في يناير/كانون الثاني المقبل، أو تجري في مايو/أيار، وفق ما ترى الدكتورة منار الشوربجي في “المصري اليوم” إذا ما دعا ريشي سوناك لانتخابات مبكرة. فتونى بلير كان آخر رئيس للحكومة من حزب العمال. وبلير وبوش الابن كانا وراء غزو العراق واحتلاله 2003 في انتهاك واضح للقانون الدولي. وبلير كان أيضا من ثبّت، مع بيل كلينتون، دعائم الاقتصاد العالمي النيوليبرالي الذي فصّله رونالد ريغان مع مارغريت ثاتشر. وهو الاقتصاد المسؤول عن كوارث بالجملة، بدءا من ارتفاع نسب الفقر والفجوة بين الأغنياء والفقراء في العالم، ومرورا بالكوارث الاقتصادية حتى في أمريكا وبريطانيا، ووصولا لكارثة المناخ. فكلينتون وبلير تراجعا عن المواقف التقليدية لحزبيهما، أملا في سحب البساط من تحت أقدام المحافظين في السياسة الخارجية والاقتصاد. وكير ستارمر رئيس حزب العمال حاليا، ليس بالضبط نسخة من توني بلير، لكنه يتبنى، هو الآخر، مواقف أقرب لحزب المحافظين منها لجمهور حزبه، تماما كما كان يفعل بلير. ويصدق ذلك على ما يجري في غزة مثلما يصدق على برنامجه الاقتصادي. فمظاهرة لندن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي بلغ عدد المشاركين فيها نصف مليون متظاهر، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار في غزة حدثت في الوقت ذاته، الذي رفض فيه ستارمر التصويت لصالح وقف إطلاق النار. وليس سرا أن القوى الاجتماعية والسياسية الأكثر قربا لحزب العمال، كانت هي التي نظمت المظاهرة. وستارمر رفض وقف إطلاق النار في التوقيت ذاته الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي أن 89% من ناخبي حزبه يريدون الوقف الفوري لإطلاق النار. أكثر من ذلك، أثار موقف ستارمر هذا رفضا قويا بين عدد من قيادات الحزب ورموزه، فاستقال عدد من وزراء حكومة الظل.

لا علاقة بغزة

ستارمر يعيد للأذهان وفقا لرأي الدكتورة منار الشوربجي، سجل توني بلير الذي كان قد تعرض لانتقادات قوية من داخل حزبه، حين رفض وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، فكان ذلك الرفض، مع قرار غزو العراق طبعا، أحد أسباب تدني شعبيته، ما اضطره لاحقا للاستقالة عام 2007. والحقيقة أن ستارمر منذ بدء العدوان على غزة تبنى حرفيا المذكرات التي توزعها السفارات الإسرائيلية عادة في مثل تلك الأحوال وتتضمن المواقف «المطلوب» تبنيها، بل إنه عشية العدوان أصدر ما يشبه البيان حذر فيه أعضاء الحزب من الإدلاء بأي تصريحات بخصوص غزة تتعارض مع ما يصرح به هو شخصيا، وظل جمهور الحزب لا يستطيع التفرقة بين موقفي ستارمر ورئيس حكومة المحافظين ريشي سوناك، فازدادت الضغوط حتى اضطر ستارمر اضطرارا في فبراير/شباط الماضي للمطالبة «بوقف إطلاق نار إنساني»، أي بعد أربعة شهور كاملة من بدء العدوان الإسرائيلي. وفي استطلاع جديد للرأي أُجري في أول مارس/آذار، تبين أن 66٪ من عموم البريطانيين يريدون وقفا فوريا لإطلاق النار، بينما يرى 14% منهم فقط أن ستارمر أدار مواقف الحزب من غزة «بشكل جيد». غير أن الاستطلاع ذاته أظهر أيضا أن موقف ستارمر من غزة لم يؤثر – حتى الآن- على فرص الحزب في الانتخابات المقبلة مقابل حزب المحافظين، المنهارة شعبيته أصلا. فلا فارق كبير بين الحزبين حتى تؤثر القضية. وهو ما يشير بوضوح إلى أن وصول ستارمر لرئاسة الحكومة في تلك الانتخابات سيكون دلالة على هزيمة المحافظين، لا على فوز حزب العمال.

خطاب مقيت

منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، لاحظ محمود زاهر في “الوفد” أن الخطاب الديني في إسرائيل، لم يعد محصورا على جماعات صهيونية متطرفة، وإنما أصبح خطاب منظومة الحكم السائدة والمهيمنة، بكل نُخَبِها السياسية والعسكرية والدينية، وهنا يبدو التساؤل منطقيا، بعد أكثر من ستة أشهر، من الإبادة الجماعية والقتل والترويع والتجويع بحق الأبرياء الفلسطينيين: ماذا سيفعل «المعتدلون» المسلمون والعرب والفلسطينيون، في مواجهة عصابات محتلة، سواء أكانت في سدَّة الحكم أو النُّخب السياسية والعسكرية والدينية، التي تُسيطر على الكيان الصهيوني؟ يقينا، لا يتسع المجال لسرد الأقوال المأثورة لزعماء الكيان الغاصب، الذين يستخدمون «النصوص الدينية» في التحريض على القتل الممنهج للفلسطينيين، وممارسة الاغتصاب والإبادة والتجويع والتهجير، في مشاهد يندى لها جبين الإنسانية للأسف، «نصوص ومفردات دينية تحت الطلب»، تُحرّض على قتل وتدمير وإبادة «الحيوانات البشرية»، ولو بـ«إسقاط قنبلة نووية»، على الطريقة اليهودية الوحيدة: «دمِّر أماكنهم المقدسة، واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم»ما يحدث في غزة المُسْتَبَاحة، يكشف بوضوح زَيْف ادعاءات «السلام الدافئ»، كما يؤكد عدم جدوى «التطبيع المجاني»، الذي لا يمكن أن يكون ثمنا للخراب والدمار والإبادة والحصار والتجويع، ودماء عشرات آلاف الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال. إن آثار العدوان الهمجي المستمرة، تعزز الحقيقة الدامغة بأن قادة «إسرائيل» من سياسيين وعسكريين، وقبلهم «رجال الدين والحاخامات»، يُدركون جيدا أنهم فوق المحاسبة وفوق القانون، وأن العنصرية والكراهية والدعوة للإبادة الجماعية أخذت «صَكا على بياض»، من «العالم المتحضر»، وكذلك ما يُسمى بالمنظمات الدولية أخيرا.. في كتابه «الجريمة المقدسة»، يقول الدكتور عصام سخنيني: «إن خطاب الإبادة الصهيوني استخدم التوراة وأسفارها لشرعنة جرائمه وممارساته في فلسطين، رغم التعارض الصارخ بين الصهيونية بوصفها حركة علمانية، والتوراة بوصفها نصا دينيا».

مهنة البحث عن المتاعب

سيل من الاعترافات الجديرة بالانصات تمثل بالتأكيد حال السواد الأعظم ممن انتسبوا لمهنة صاحبة الجلالة، أطلقها صبري الموجي في “المشهد”: كفرتُ بالكلمة المكتوبة التي مارستُها عقب التحاقي ببلاط صاحبة الجلالة منذ ما يزيد على 20 سنة في مجتمعٍ لا يُعيرُها اهتماما، وليس لها عنده أيُّ صدى. وردة فعل المجتمع مع الكلمة تدعو للدهشة، أو للحسرة، فقد جعل البعضُ أو الكثيرُ بينهم وبينها سدا، فأصابتهم الغشاوة فهم لا يُبصرون، رغم أنها لا تصدر عني – كغيري من الكتّاب – إلا بعد قدح زناد فكري لأسوق لقارئي خلاصة فكر، وعصارة تجربة، ورأيا يستند إلى الحجة والدليل، ويُغلب المنطق. ولكني – وبكل أسف – أؤكد أن هذه الكلمة، أضحت في مجتمعاتنا الشرقية كماء ينزل على أرضٍ قيعان تبتلعه دون أن تُخرج ثمرا ولا زرعا. فكتبتُ وكتب غيري الكثير، ولكن بلا أثر أُشيع أن العرب قوم لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون، وإذا عملوا لا يُتقنون، وهذا سرُ تخلفهم مقارنة بالغرب، الذي شيّد إيوان العلم، واهتم بالكلمة باعتبارها أهم لبنات صرحِ العلم المنيف، وحرصَ على الانضباط، وأتقن العمل، ورفض الواسطة والمحسوبية، اللتين غرقت في مستنقعاتهما مجتمعاتنا الشرقية، فنتج عن ذلك إكبارُ أقزام، وتسويدُ أناس فاقدي الأهلية لمجرد أنهم أهل ولاء وحسب. وللأسف لوحظ أنه في تلك الهيئات والمصالح، التي استعانت بهؤلاء الأقزام، نخرَ سوس الفساد، وأكلتْ دابةُ الأرض مِنسأتها، فصارت عبئا على الدولة، بعدما اتسع خرق فسادها على الراقع.. نعم فقدتْ الكلمةُ المكتوبة في الصحافة الورقية بريقها في ظل ثورة التواصل الاجتماعي بوسائله المتعددة، إضافة إلى رحيل أساطين الصحافة، ورموزها الكبار، لكنها تظل من وجهة نظري وسيلة المعلومة الأجدى والأقوى تأثيرا، إذا توافر لها كتّابٌ أمثال الراحلين الكبار؛ لأن معلومةَ الميديا الحديثة هي ومضة سرعان ما تنطفئ، أما الكلمةُ المكتوبة فهي شمس متوهجة تشع فكرا ومعرفة، حيث أن العقل يغوص في بحار مقاصدها ومراميها، وما دام الحالُ كذلك، فلا بد أن تُعيد الدولة النظر في حال المؤسسات الصحافية عن طريق توفير الدعم المادي لها وتمكين الكفاءات من إدارتها بعيدا عن المحسوبية المقيتة، واستكتاب أصحاب الفكر الخلّاق، كي تعود الصحافة الورقية لسابق مجدها.

رائحة الكتب

التبرع بالمكتبة يُشبه التبرع بالأعضاء.. صحيح أن كل شيء راح لحاله، لكن سوف تشعر بأن هناك شيئا ما ينقصك، حسبما أوضح محمد أمين في “المصري اليوم” الذي عاد بالذاكرة للوراء: حاولت أن أقنع نفسي بأنها صدقة مع أن ورقة بمئة جنيه كانت تحل المشكلة كلها، ولكن عم علي، كان يأخذ البقايا من الأوراق والكتب ليبيعها ويقتات من ثمنها، فوجدت أنني إزاء شعوره بالحاجة وتعاطفي الشديد معه تبرعت بالمكتبة كلها، وقد سبق أن تبرعت بمكتبتي الأولى للمسجد الكبير في قريتي. كانت مكتبتى الأولى كلها من الكتب الإسلامية وكتب الأحاديث والتفاسير، وذات يوم وأنا في المسجد لاحظت أن الناس تنتظر عقب الصلاة لتقرأ القرآن وقصص الأنبياء، أو تحب سماعها من الشباب المتعلمين في القرية، فقمت إلى البيت وحملت الكتب مع بعض الأصدقاء، وأودعت الكتب مكتبة المسجد، ولذلك لم يكن غريبا أن أتبرع أيضا هذه المرة بالمكتبة، فالثقافة التي لا توفر الغذاء للفقراء تبقى ثقافة نظرية، لا قيمة لها، ويصبح مآلها إلى البواب أو بائع الروبابيكيا أو الرصيف على سور الأزبكية والميادين العامة، أو سور الجامعة، وأنا وأنت نمر على باعة الكتب عند جامعة القاهرة ولا نسأل أنفسنا كيف وصلت إليهم. بالتأكيد هي نتاج لمكتبات بعض الأساتذة الذين أعطوها للباعة المهتمين بالكتب كي يعيشوا، دون أن يأخذوا ثمنها، فالكتب في حد ذاتها لا تُقدر بثمن ولا يمكن لأحد الأساتذة أن يفاصل في السعر مع بسطاء الناس، فقد خرجت من ذمته فلتخرج كلها. هناك من يتبرع بمكتبته لدار الكتب والوثائق القومية، وهناك من يتبرع بها لدار الكتب المصرية، وهناك من يعيش فقيرا ويكون أحوج إليها من البواب وبائع الروبابيكيا، والعياذ بالله. والبعض يلجأ لدار الكتب لأنها ذاكرة الأمة المصرية، بموجب القانون، وهي الجهة الوحيدة المنوط بها إيداع نسخة من كل كتاب.. وتعتبر الجهة الأولى في الحصول على المكتبات المهداة، أعرف أن أكثر الناس حزنا من تصرفي هو الزميل الكاتب الصحافي ماهر حسن، الحارس على الثقافة وراعى المثقفين في الصحيفة، فقد تواصلت معه منذ شهرين لإبلاغه برغبة صديقة في التبرع بمكتبة تراثية فاخرة تملكها، وأرادت أن تهديها لي، لإيداعها في مؤسسة «المصرى اليوم» والسؤال: لماذا لم أفعل مثلها؟ باختصار، كانت لحظة إنسانية.

يستحق الرحمة

الشعب المصري ما زال قادرا رغم الظروف المؤلمة التي يواجهها على توليد الضحكة والسخرية من كل شيء حتى من نفسه.. والأهم حسب عبد الغني عجاج في “المشهد”، أن المصريين ما زالوا يمسكون بزمام خفة الدم والتنكيت.. ولا أدل على ذلك من كم التعليقات والفيديوهات التي ظهرت في الآونة الاخيرة لمطرب وممثل هندي أطلقت عليه جماهير وسائل التواصل الاجتماعي لقب (أبو علاء) توظيفا لقدر الشبه الذي رأته بينه وبين الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، رحمة الله عليه. خفة الدم المصرية ترجمت الأغاني الهندية على مزاجها وبقدر كبير جدا من السخرية، وبقدر ملحوظ من التقدير لذكرى الرجل الذي حكم مصر نحو 30 عاما وله مزاياه وله عيوبه وله إنجازاته وله إخفاقاته.. ولم تنس جماهير وسائل التواصل الاجتماعي التذكير بأن مبارك رحمه الله كان أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر/تشرين الأول، أعظم الحروب المصرية والعربية في التاريخ الحديث. وبذكاء ملحوظ استدعت خفة الدم المصرية واحدا من أشهر الاوبريتات التي لحنها الراحل عمار الشريعي أشهر غواص في بحر النغم واشترك في غنائها نخبة من أروع الفنانين منهم القدير محمد العزبي.. وأعنى به أوبريت (اخترناه) الذي كان بمثابة تحية لحسني مبارك، رغم عدم ذكر اسمه في الأوبريت. أبو علاء الهندي اندمج وهو يرقص على نغمات “اخترناه”… وللحق فضحكته ونظراته فيها الكثير من نظرات وضحكة أبو علاء المصري رحمه الله.. الأمر برمته اصطياد لخاطرة أو فكرة صنعت الترند وصنعت حالة من الدهشة والبهجة. فرحت جدا لأنني تأكدت أن شعبنا سيظل بمشيئة الله من أخف شعوب العالم دما.. غير أن ما أسعدنى أكثر ما أظهرته تلك الفيديوهات وما صاحبها من تعليقات تقدير واحترام لذكرى رجل دولة لم يكن شيطانا ولم يكن ملاكا، رجل حارب من أجل مصر ووضع فقراءها نصب عينيه، وآثر الموت على أرضها التي أحبها وتمسك بكل ذرة رمل بها.. رحم الله أبا علاء المصري وهنيئا لأبي علاء الهندي الذي أصبح أشهر من راجندر كومار بطل فيلم (سانغام) الذي حطم الأرقام القياسية في البقاء في دور العرض.

قوة فتاكة

جاءت “هوجة إيران” كما يحلو لرفعت رشاد في “الوطن”، أن ينعتها، منذ هجومها على إسرائيل مناسبة لا تعوض لفتح مجلد السخرية المصري وإطلاقه في لحظات موجات ساخرة من كل ما حدث تفصيلا. امتلأت ساحات التواصل الاجتماعي بما جادت به القرائح المصرية وصرنا لا نستطيع ملاحقة التعليقات السريعة على نكات وعبارات ساخرة مركبة على صور أو مشاهد من أفلام أو مسرحيات كما الدوبلاج. إذا كنا في الماضي يمكن أن نرى أو نقرأ رسما كاريكاتيريا أو تعليقا ساخرا في جريدة، أو مجلة كل فترة، الآن الوضع مختلف، يمكننا أن نشاهد في لحظات عشرات أو مئات الصور والتعليقات الساخرة ما يجعلني أدعو إلى توثيق ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قفشات ساخرة للتذكرة به في يوم ما، بل يمكن أن يخضع هذا لدراسات تحليلية وأكاديمية عن ظروف الحياة في المجتمع المصري في هذا الزمن، وهو أمر قد تحبه أجيال قادمة. فنحن لم نعرف إن كان الفراعنة شعبا ساخرا أو متجهما، ولم نعرف إن كان المصريون أيام البطالمة كانوا ضحوكين أم عبوسين، ولم تتم دراسة مثل هذا النوع من التساؤلات، لكن ما أراه وأعايشه الآن يستحق أن يدون وأن يدرس ويحلل. لا يترك المصريون فرصة إلا وأطلقوا عليها وابلا لا ينقطع من السخرية والتعليقات المثيرة للضحك، حتى ذرف الدموع. هذه القوة الفتاكة التي يملكها المصريون يجب أن توظف كقوة ناعمة لدى أشقائنا الفاهمين لغتنا ولهجتنا والمستمتعين بسخريتنا وضحكاتنا وهم يحبون ذلك كثيرا. لا علاقة لهذا المقال في ما حدث بين إيران وإسرائيل مؤخرا فذاك الأمر موضوع سياسي، أما ما أتناوله هنا فهو رصد لما حدث من موجة كوميدية لا يستطيع أحد أن يتمالك نفسه أمامها ولا يمكن أن يمنع نفسه من الضحك، إن لسخريتنا قوة كبيرة قادرة على تحريك ـ ليس الشفاه فحسب ـ وإنما القلوب والعقول أيضا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية