مسؤولان عراقيان يحثّان على دعم القضية الفلسطينية واحتواء التصعيد في المنطقة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: شدد مستشار الأمن القومي العراق، قاسم الأعرجي، أمس الخميس، على وجوب خفض التصعيد في قطاع غزة واستعادة حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، مشيراً في الوقت عينه إلى أهمية الحيلولة دون تفاقم الأزمات والصراعات وتداعياتها على مجمل الأوضاع في المنطقة، في حين دعا وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الدول العربية إلى دعم القضية الفلسطينية، خصوصاً في الجانب القانوني من خلال المحاكم الدولية.
وذكر في كلمته في الاجتماع الثاني عشر لكبار المسؤولين عن قضايا الأمن المنعقد في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا 2024، أن “رؤية العراق للهوية الوطنية في ضوء التحديات التي واجهها هي تعريف لذاتنا المجتمعية التي تعيش على أرض العراق وتحتكم إلى الدستور الذي أقرّ بتنوع الأديان والقوميات والمذاهب”.
وأوضح أن “الهوية الوطنية العراقية هي مفهوم عابر للهويات الفرعية الضيقة، وهي دافع لاستيعاب التنوع والتعددية، لتعزيز السلم المجتمعي والوحدة والتكامل”، مبيناً أن “العراق واجه تداعيات الإرهاب التي كادت أن تعصف بهويته الوطنية وأمنه القومي بوعي العراقيين والتحامهم، لأجل بناء دولة المواطنة والتعايش المشترك”.
وأضاف: “لقد حرر العراقيون مدنهم من الإرهاب وتحرر الإنسان قبل الأرض، وهو انتصار عظيم يستحق أن نفتخر به كعراقيين”، معتبراً أن “الهوية الوطنية هي حصن لتعزيز الأمن القومي العراقي وهي مناعة ضد كل الأفكار المتطرفة والإرهابية”.
وحسب الأعرجي فإن “مؤسسات الدولة العراقية تتعامل مع متطلبات تعزيز الشراكة والوحدة الوطنية من خلال بناء شراكات تنموية مع القطاع الخاص، لتحقيق الرفاه الاقتصادي للمواطنين كأولوية قصوى”، لافتاً إلى أن “الهوية الوطنية العراقية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي للبلد، فكلما ترسخت تعزز معها أمننا القومي”.
وأكد أن “برنامج حكومة محمد شياع السوداني يسير وفق متطلبات تعزيز الهوية الوطنية الجامعة كواجب قانوني والتزام أخلاقي، وبالتالي فهو دعم للأمن القومي العراقي”، منوهاً بأن “رسالة العراق إلى المجتمع الدولي، هي رسالة اطمئنان بأن شعبنا قد تجاوز تحديات العنف والإرهاب والهويات الفرعية ويسير قدماً على طريق السلم والتنمية المستدامة”.
وكشف المسؤول العراقي عن تطلع بلاده لـ”دعم مسيرة الاقتصاد وتحريك عجلة التنمية والتعليم والمفاصل الأخرى المتعلقة بمستقبل العراقيين، من خلال تحويل الأزمات إلى فرص للنجاح”، مبيناً أن “العراق، ما زال بحاجة لدعم المجتمع الدولي، لتحقيق مسارات ومتطلبات إدارة التنوع والتعددية وتعزيز أمنه القومي وصولاً لتحقيق استقرار وتنمية مستدامين”.
وعلى هامش المؤتمر، التقى الأعرجي بنظيرته المصرية فايزة أبو النجا، وبحثا معاً التعاون الأمني والاستخباري ومكافحة “الإرهاب”.
وذكر بيان لمكتبه الإعلامي بأن “الأعرجي، وعلى هامش الاجتماع الثاني عشر لكبار المسؤولين عن قضايا الأمن والمنعقد في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، التقى مستشار رئيس جمهورية مصر العربية للأمن القومي، فايزة أبو النجا”.
جرى خلال اللقاء “استعراض العلاقات التاريخية الأخوية بين العراق ومصر، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة، لا سيما التعاون الأمني والاستخباري ومكافحة الإرهاب”. كما شهد اللقاء، حسب البيان، “الإشادة بزيارة السوداني إلى جمهورية مصر الشقيقة والتي عكست حرص العراق على تطوير وترسيخ العلاقات بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين”.
وجرى التأكيد أيضاً على أهمية “خفض التصعيد في قطاع غزة واستعادة حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة”.
كما بحث الأعرجي مع الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، باتروشيف نيكولاي بلاتونوفيتش، آخر المستجدات والتطورات الأمنية والسياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وقال مكتبه الإعلامي في بيان منفصل: “تناول اللقاء بحث آخر المستجدات والتطورات الأمنية والسياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، لا سيما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات والمعلومات”.
كما استعرض الأعرجي خلال اللقاء “تطور إمكانيات الأجهزة الأمنية العراقية بكل تخصصاتها”، مؤكداً أهمية “تبادل الخبرات والمعلومات مع الدول الصديقة والشقيقة وصولاً لأمن مستدام يخدم المنطقة والعالم”.
فيما تضمّن لقاء الأعرجي بمستشار الأمن الوطني في رئاسة الجمهورية السورية، علي مملوك، ملف ضبط الحدود وتبادل المعلومات في مجال مكافحة “الإرهاب”.
وشهد اللقاء “استعراض آخر تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار وسبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين”.
وأكد الجانبان، وفق بيان صحافي، ضرورة “استمرار التعاون وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب وضبط حدود البلدين والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لترسيخ دعائم أمن واستقرار مستدامين في المنطقة”.
وقبل ذلك، التقى الأعرجي، على هامش الاجتماع، أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمد يان.
وتناول اللقاء، حسب بيان لمكتبه، “بحث آخر التطورات الأمنية في المنطقة، وسبل تمتين علاقات التعاون بين بغداد وطهران، لا سيما في مجالات الأمن والاستخبارات وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب والمخدرات”.
وشدد خلال اللقاء على “أهمية تكاتف المجتمع الدولي بوجه التحديات التي تواجهها المنطقة، للحيلولة دون تفاقم الأزمات والصراعات وتداعياتها على مجمل الأوضاع في المنطقة”.
على الصعيد ذاته، أكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أهمية تحقيق التعاون بين الدول العربية وتعزيز العمل المشترك.
وذلك خلال لقاء بالسفراء العرب المعتمدين في لاهاي.
حسين قدم خلال اللقاء “شرحاً موجزاً عن سياسة العراق الخارجية والتحديات التي تواجه المنطقة في المرحلة الراهنة”، مؤكداً أهمية “تحقيق التعاون بين الدول العربية من أجل تعزيز العمل المشترك”.
وشدد رئيس الدبلوماسية العراقية على ضرورة “دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة ومنها دعم فلسطين في الجانب القانوني من خلال المحاكم الدولية المتواجدة في مدينة لاهاي”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية