فصائل عراقية تتبنى استهداف منشآت عسكرية إسرائيلية بطائرات مسيّرة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: نفّذت فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية، هجمات طالت منشآت عسكرية لقوات الاحتلال، بينها قاعدة جوية في إيلات «أم الرشراش» بواسطة طائرات مسيّرة، مؤكدة مواصلة عملياتها كردٍ على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين، وفيما بحث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مع مسؤول أوروبي، جرائم تل أبيب في غزّة، شدد على أهمية إيقاف العدوان وإيصال المساعدات للفلسطينيين.

ردا على المجازر

ووفق بيان أصدرته «المقاومة» المؤلّفة من الفصائل الشيعية المسلحة، أكدت أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق منشأة عسكرية للاحتلال الصهيوني بأراضينا المحتلة صباح اليوم الإثنين (أمس) بواسطة الطيران المسيّر، وتؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دكّ معاقل الأعداء».
وقبل ذلك بساعات قليلة، نشرت «المقاومة» بياناً أعلنت فيه استهداف «قاعدة جوية عسكرية للاحتلال الصهيوني في إيلات (أم الرشراش) بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر» أيضاً.
يأتي ذلك متزامناً مع توجيه عضو مجلس النواب، سهيلة السلطاني، انتقاداً لموقف الدول العربية جراء ما يحدث من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، فيما أكدت أن ثورة الجامعات الأمريكية لمؤازرة غزة فضحت زيف واشنطن التي تتبجح بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقالت في تصريحات صحافية إن «ما تفعله المقاومة الإسلامية في العراق ولبنان واليمن وفلسطين، جعل ما يسمى بقوى الاستكبار العالمية تعيد جميع حساباتها في المنطقة والعالم» مشيرة إلى أن «الحرب المستمرة على المقاومة الفلسطينية كشفت زيف الادعاءات للدول العربية».
وأكدت أن «التاريخ يسجل جميع مواقف المتخاذلين والمطبعين مع الكيان الصهيوني الغاصب» لافتة إلى أن «القضية الفلسطينية أعادت ترتيب جميع السياسات الخارجية لدول المنطقة، بصورة عامة».
واعتبرت أن «فشل أمريكا وربيبتها إسرائيل أتضح للجميع، وخاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي تحققت عبر المقاومة الإسلامية، فضلا عن عملية الوعد الصادق التي دكت الداخل الإسرائيلي» مبينة أن «ثورة الجامعات الأمريكية لمؤازرة غزة فضحت واشنطن التي تتبجح بالديمقراطية وحقوق الإنسان التي تنادي بها».
ويستعد العراق لإرسال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية والعلاجية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزّة، كدفعة جديدة.

السوداني يبحث مع سفير الاتحاد الأوروبي جرائم الاحتلال في غزة

وسبق أن أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي عن تجهيز أكثر من 340 طنا من المساعدات الغذائية والأدوية لإرسالها إلى غزة بدعم من الحكومة العراقية.
وقالت الجمعية في بيان إن «طواقم الهلال الأحمر تجهز أكثر من 300 طن من المساعدات الغذائية، فضلا عن تجهيز أكثر من 40 طنا من الأدوية والمواد الطبية بغية إرسالها إلى غزة عن طريق الأردن ومصر».
وأضاف البيان إنه «سيتم نقل المساعدات برا من منطقة الكرمة في الانبار عن طريق الشاحنات إلى الأردن، ثم تنقل عن طريق ميناء العقبة في الأردن بحرا إلى مصر عن طريق ميناء النويبع وصولا إلى معبر رفح».
وأوضح أن «عملية نقل المساعدات سيتم بإشراف الهلال الأحمر العراقي بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني والهلال الأحمر المصري».
وفي العاصمة الاتحادية بغداد، بحث السوداني مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، توماس سيلر، تطورات القضية الفلسطينية وما يجري من أحداث في القطاع.
بيان لمكتب السوداني أشار إلى أن اللقاء تضمن بحث «الأوضاع المأساوية في غزة، والسياسات العدوانية والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضدّ المدنيين الأبرياء، والتأكيد على ضرورة إيقاف العدوان وإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين».
كذلك، جرى خلال اللقاء، بحث «العلاقات الثنائية بين العراق والاتحاد الأوروبي، وأهمية توجيه الجهود نحو المزيد من التعاون وعقد الشراكات الاقتصادية المثمرة مع دول الاتحاد» كما تمّ التطرق إلى «إمكانية تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني، والإجراءات المتخذة؛ من أجل استئناف الطيران العراقي في المجال الجوي الأوروبي» فضلاً عن بحث «التعاون مع مصرفَي الاستثمار والتنمية والأعمار الأوروبيين؛ لتعزيز الخبرات ودعم مشاريع القطاع الخاص التنموية في العراق».
ويشهد العراق هدوءا نسبياً في هجمات المتبادلة بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية، التي اتسعت حدّتها عقب تصاعد الأحداث في غزّة واتخاذ الفصائل قراراً باستهداف المصالح الأمريكية في العراق ـ بضمنه إقليم كردستان ـ ردّاً على ضلوع واشنطن في دعم العمليات التي تنفذّها سلطات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين.
وعادة ما يؤكد المسؤولون العراقيون أن أمن البلاد مرتبط بشكلٍ وثيق بأمن المنطقة.
وعلى هذا الأساس، شدد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، الذي يزور إيران حالياً، خلال لقائه رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، على أهمية التنسيق بين (بغداد وطهران وأربيل) لحماية الاستقرار في المنطقة.
ووفق بيان لمكتب بارزاني، فإنه خلال الاجتماع الذي حضره نائبا الرئيس ووزير الداخلية ووفد من رئاسة إقليم كردستان، أكد الجانبان على «تعزيز العلاقات بين إيران والعراق وإقليم كردستان على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة، ورفع مستوى التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية، إلى جانب الإشادة بالعلاقات العريقة والتاريخية بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان».
وعبّر الرئيس الإيراني عن «شكر وتقدير جمهورية إيران الإسلامية لإقليم كردستان على التسهيلات والمساعدات التي يقدمها للزوار الإيرانيين الذين يقصدون العتبات المقدسة في جنوب العراق، خلال مرورهم عبر إقليم كردستان. من جهته، شكر رئيس إقليم كردستان دعم إيران ومساعداتها للعراق والإقليم» طبقاً للبيان.

تنسيق وتعاون

وفي محور آخر من الاجتماع، شدد الجانبان على ضرورة وأهمية «استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين جمهورية إيران الإسلامية وبين العراق وإقليم كردستان لحماية الأمان والاستقرار في المنطقة».
وأول أمس، وصل بارزاني إلى إيران يرافقه وفد يضم نائبي الرئيس ووزير داخلية إقليم كردستان ورئيس ديوان الرئاسة وعددا من مسؤولي الإقليم، تلبية لدعوة رسمية من جمهورية إيران الإسلامية.
وبالإضافة للقاء رئيسي، من المقرر أن يجتمع رئيس الإقليم مع كبار المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية، لبحث سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين إيران وبين العراق وإقليم كردستان، إلى جانب مناقشة الأوضاع والتطورات التي تشهدها المنطقة بصورة عامة، حسب بيان سابق لمكتبه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية