«مجمع الشفاء» والجنون الإسرائيلي الذي لا شفاء منه!

حجم الخط
0

لليوم العاشر، يتابع الجيش الإسرائيلي جنونه الذي أصبح «مجمع الشفاء» أكبر منشأة طبية شمال غزة، عنوانا بارزا عليه.
كان جيش الاحتلال، حتى يوم كتابة هذه السطور، أمس الأربعاء، يتحدث عن قتل العشرات واعتقال المئات من «المسلحين» رغم أن هذا هو اقتحامه الرابع للمجمّع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وأن هجومه الأول عليه، واقتحامه، كان بمثابة الذروة الأولى للعدوان البري على غزة، والذي رافقه، حينها أيضا، مزاعم بشأن وجود مقر قيادة حركة «حماس» أسفل المستشفى، وهي مزاعم تأكد زيفها لاحقا.
معلوم أن المجمع، مثل كل المشافي الفلسطينية في غزة، تحوّل إلى مكان لجوء آلاف النازحين، فما الذي حصل لتقوم قوات إسرائيلية بإعداد هذا الهجوم المباغت الجديد في الساعة الثانية والنصف صباحا من يوم 18 آذار/مارس، ولماذا حاصرته بالدبابات، واقتحمته واستهدفت الطواقم الطبية والمدنيين المتواجدين بالتهجير مجددا، وبالتنكيل، والاعتقالات، وعمليات القتل المباشر التي أدت لسقوط عشرات المدنيين، وغير المباشر، التي أدت لمقتل أكثر من 13 طفلا؟
أحد التفسيرات التي اقترحتها صحيفة «الغارديان» البريطانية هو أن إسرائيل اكتشفت أنها لا تسيطر على شمال غزة، الذي قامت بفصله عسكريا عبر إنشاء طريق جديد يقسم القطاع إلى نصفين، وأن «حماس» رغم ما تكبدته من خسائر فإنها لا تزال تمتلك عددا كافيا من المقاتلين، وأنظمة القيادة الوظيفية الكافية لشن هجمات متفرقة على القوات الإسرائيلية مستخدمة منظومة الأنفاق.
التفسير الآخر، أن القيادة الإسرائيلية جنّ جنونها بعد أن لاحظت الإيصال الناجح للمساعدات الغذائية التي وصلت إلى شمال القطاع، وهو ما أدى إلى حصول الغارات الإسرائيلية في اليوم التالي على عملية إيصال المساعدات، واستهدافها القاتل للشهيد فائق المبحوح، الذي كان مدير العمليات في قوة شرطة غزة، المسؤولة عن الإدارة المدنية لحكومة غزة.
لكن اغتيال المبحوح يتجاوز هدف كسر إسرائيل للمنظومة المدنية لحركة «حماس» فقد استهدفت أيضا بعض الشخصيات من عشائر غزة التي ساهمت في التنسيق مع المبحوح في إيصال المساعدات، وهو ما يعني أن إسرائيل تحاول تفكيك أي منظومة إدارية مدنية في شمال غزة للمساهمة في مزيد من التهجير للسكان هناك عبر استخدام سلاح المجاعة، وهو ما يكشفه عمل تل أبيب الحثيث على منع دخول أي مساعدات للشمال.
في المقابل، فإن الهجمات التي تعمّدت إسرائيل شنّها عدة مرّات على الفلسطينيين الذين يحاولون استلام المساعدات في مختلف بقاع القطاع بما فيها رفح، وإعلانها المستمر عن خططها لاستكمال اجتياح القطاع، توحي بأنها تعمل على تعميم «هندسة المجاعة» والانهيار التام لأي نظام في كل القطاع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية