غياب الحلول للأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان يهدّد بمزيد من هجرة الأساتذة والأطباء.. وطوني بارود آخر المغادرين

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: تتفاقم حالة الغلاء في لبنان، وتنعكس الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية سلباً على سائر القطاعات، ولا توفّر لا الجسم الطبي ولا التربوي ولا النقابي ولا الإعلامي، بل يجترع الكل كأس المعاناة الناجم عن تآكل القدرة الشرائية للرواتب والحوافز المالية بفعل تقلبات سعر الدولار، وآخرها ارتفاع سعر دولار صيرفة إلى 38000 ليرة.

وبعدما كان يعوّل عليه الأساتذة والنقابيون في المرحلة السابقة، على دولار صيرفة لتعويض قيمة الرواتب المتدنية، فيحسّنها إلى حد ما، جاءتهم النكسة من ارتفاع سعر صيرفة إلى 38 ألفاً، بعد أن كان 31 ألفاً، الأمر الذي انتقص من راتب الأستاذ الذي كان يتقاضى على سعر صيرفة ما قيمته 300 دولار فتراجع راتبه إلى نحو 220 دولاراً كحد أقصى، فضلاً عما يترتب من تكاليف إضافية على المواطنين والمعنيين، بسبب احتساب قيمة البطاقات الخلوية واشتراكات الهاتف الخلوي وأسعار المحروقات وتعرفة الكهرباء الجديدة والأدوية على سعر الصيرفة الجديد، إضافة إلى تضخم أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

وحيال هذه المستجدات، علت الصرخات من قبل الأساتذة في القطاعين الرسمي والخاص، ولوّحوا بتحركات قد تضطرهم إلى وقف العام الدراسي في حال لم يوجد أي حل يُحفّز الأستاذ للوصول إلى مدرسته بفعل غلاء سعر البنزين، ناهيك عن المستلزمات الحياتية الضرورية الأخرى منها الكهرباء الغائبة، ما يضطر الأستاذ إلى تكبّد فاتورة المولد الكهربائي، ليتمكن من تصحيح المسابقات لدى عودته مساء إلى المنزل.

ويتصاعد الخوف، في حال استمر الوضع على ما هو عليه من هجرة الأساتذة إلى الخارج، ولا سيما بعد تسجيل هجرة العديد من أساتذة شباب في عزّ عطائهم لتحسين مستقبلهم، وهذا ما ينطبق أيضاً على الجسم الطبي، حيث طالب تجمع الأطباء بتحسين دخل الأطباء لمواجهة هجرة ما تبقى من الأطباء في لبنان، معلنين “أن عدد الأطباء الذين هاجروا لبنان تخطى الألف طبيب، كما هو مسجل”، وفي حال بقي الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعباً ومأزوماً فالرقم إلى ارتفاع، وقد يكون أضعاف ما هو مسجل”، فيما “الهجرة لا تقتصر على الأطباء فحسب، بل تطال الممرضين والممرضات وأطباء الأسنان والصيادلة، وباقي مكونات القطاع الصحي”.

وينسحب الوضع المأزوم وتدني الدخل على الإعلاميين أيضاً، حيث هاجر عدد لا بأس به من الإعلاميين إلى الخارج في السنتين الماضيتين، وآخر المغادرين الإعلامي الشهير، ومقدم البرامج طوني بارود إلى الإمارات، وقد وثّق سفره بصورة التقطها في مطار بيروت، وبدا عليه الحزن لترك بلده وعائلته.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية