غزة أم المسلمون الأوائل… ومن يحمي الشيخ السلكاوي ولا مؤاخذة؟!

حجم الخط
0

يذكرنا أهل غزة، في صمودهم ورباطة جأشهم، بصدر الإسلام الأول، حيث يمثل سلوك المؤمنين أهمية للوعاظ في قدرتهم على الشحن الديني والنفسي به، وقد استقر في وجدان الناس أنها خصال تميز بها المسلمون في زمن النبوة فقط، لكن ها هي تتسرب من زمانهم إلى زماننا، ومن مجتمع المدينة إلى القطاع!
لقد أذهل إسماعيل هنية الجميع وهو يتلقى خبر استشهاد ثلاثة من أبنائه وعدد من أحفاده بشجاعة مذهلة، وبعد قليل كان مع الزميل أحمد طه في مقابلة بثتها «الجزيرة» مباشر، وكان اللقاء في مجلس القائد الفلسطيني، وقد أحصى له أعداد الشهداء من عائلته، فإذا بهم يتجاوزون الثمانين شهيداً، هم بجانب أبنائه وأحفاده، أبناء أخوته وأبناء شقيقاته، فانصرف الذهن إلى موتور تحتفي به القنوات التلفزيونية المصرية، ليكمل مهمة مذيع قناة «القاهرة والناس»، الذي حول برنامجه إلى قناة خاصة برئيس الحكومة الإسرائيلية، ولتمكينه من النصر التلفزيوني، الذي لم ينجح في تحقيقه على الأرض!
فالشاهد أن الإعلام الإسرائيلي نفسه يحمل على نتنياهو لفشله، ويسلم بأنه هُزم في غزة، ولم تنجح حربه في تحقيق أهدافها، لعدم معقولية هذه الأهداف، بينما مذيعهم في «القاهرة والناس» يعلن نهاية المقاومة وانتصار إسرائيل، وهو يعيد ويزيد، ويلت ويفت، في هذا الخطاب، ولو كان نتنياهو يملك قناة تلفزيونية ينفق عليها من حر ماله، لاستحت أن تردد مثل هذا الكلام!
«الموتور»، يهاجم المقاومة في قنوات التلفزيون المصري، كما لو كان يشغل موقع المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويذيع من هذه المنابر، المملوكة للسلطة المصرية، بيانات الإفك، على نحو كاشف بأن هذا الظهور الدائم منذ الأحداث هو لاعتماد السلطة لهذا الخطاب، لأنها لا تقدم أصحاب الخطاب المنحاز للمقاومة، ولا تغطي المظاهرات التي خرجت على «سلالم» نقابة الصحافيين تندد بهذا العدوان!
وهذا «الموتور» سبق له الإعلان عن أن أولاد إسماعيل هنية، وعددا من قيادات حماس (ذكرهم بالاسم)، هم خارج غزة، وقد تم تهريبهم ويعيشون في قصور مترفة في الدوحة، وتركوا الشعب الفلسطيني لمصيره، فردت عليه السماء بخبر استشهاد ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية بجانب عدد من أحفاده، ولا يمكن للجانب الإسرائيلي أن يجاري أكاذيبه أو يعتمدها!
وإذا افترضنا البراءة في أهل الحكم، وأنهم يستضيفون هذا الموتور من باب تبني «الرأي والرأي الآخر» لكانوا ملزمين بالرد على هذه الأكاذيب، لأن خروج أبناء إسماعيل هنية وغيره، إذا حدث فسوف يكون عبر معبر رفح، الذي يخضع للسيادة المصرية، فهل يقصد أنه خروج غير شرعي، فأين كانت السلطة المصرية على المعبر، وسيناء وغيرها من المحافظات التي تنقلوا بينها حتى وصلوا للدوحة!
والآن، وقد ردت السماء على هذه الأكاذيب، فإن هذه القنوات التلفزيونية مطالبة بالاعتذار، ولا يصح في هذه الحالة مقولة: «ناقل الكفر ليس بكافر»، فلولا هذه المنابر لما راجت هذه الأكاذيب، كما أن «الأصول المهنية» تقول إن هذا المحلل الاستراتيجي، الذي يقاوم المقاومة، ثبت للجميع أنه كذاب أشر، يستوجب مقاطعته وعدم السماح له بالظهور، وقد أدخل الغش والتدليس على الجمهور، وهو دائماً ما يقدم نفسه على أنه برميل معلومات متحرك، ويستخدم هذه المعلومات (التي تبين أنها من تأليفه) في الحط من قدر المقاومة، فلماذا يفعل؟!
والسؤال الأهم هو لماذا تعتمده قنوات السلطة في مصر وقد تبين أنه يكذب ويتحرى الكذب!

الصندوق الأسود لمبارك

شاهدته في جنازة فتحي سرور، رئيس البرلمان السابق، فتذكرته، إنه زكريا عزمي، رئيس ديوان الرئاسة في عهد مبارك، وأقوى رجل في عهده، والذي انتصر على كل الذين يحيطون بالعرض، فغادروا وبقي هو حتى آخر يوم!
فزكريا عزمي، وليس مصطفى الفقي، هو الصندوق الأسود لمبارك، والأخير عمل مع الرئيس الأسبق لسنوات قليلة، وغادر قبل عشرين عاماً من خلع مبارك، ومع هذا هو ضيف برامج «التوك شو» الأثير، ولم يجد الرجل جديداً يقوله، فتحول من شاهد رؤية لشاهد رأي، يدلي بدلوه في موضوعات لم يعاصرها، وفي مراحل لم يكن فيها شيئاً مذكورا، كما فعل مع برنامج الكويتي عمار تقي، الذي أخذه لعهد عبد الناصر والسادات وكأنه كان من شهود المرحلة!
وأمام دعوات الاستضافة، صار يقول كلاماً مختلفاً في القضية الواحدة، ومن نفي التوريث، إلى تأكيده، ومن انتقاله من شاهد إلى محلل حول هذا الموضوع، وهي روايات تحتاج لمتفرغ لجمعها!
زكريا عزمي مادة خام، وليس بئر نفط، شح وصار السحب منه ينتج ماء لا غازاً، وعزمي ليس مستهلكا، فلا أذكر أن وسيلة إعلام حاورته في عهد مبارك أو بعد الثورة عليه، لكن المشكلة أنه ليس متحدثاً ماهراً، وليس مغرماً بالأضواء، ومشكلته التي ستجعله يعتصم بالصمت أنه ليس بريئاً بالمرة، وهو المسؤول عن صنع سياج بينه وبين الناس، والسيطرة على هواية مبارك في مقابلة من يريد ليجلس بالساعات في جلسات الحكايات التي تروق له، فقد عزله عن دائرة حكمه، ومن يخترقها بقدراته الخاصة كوزير الأوقاف محمد علي محجوب، فإنه يفخخه، فيعزله مبارك بوشاية محكمة!
المشكلة الأخرى التي ستواجه من يفكر في استضافة زكريا عزمي، أنه من صنف من الناس، ينتهون بانتهاء نفوذهم، وبعد أن كانوا لا يرضون من الغنيمة إلا بنصيب الأسد، يصبحون أكثر زهداً إذا فقد سلطانهم، انظر إلى مبارك الذي تحول تماماً من شخص لا يقدر عليه أحد إلى متوسل للتعاطف في محاكمته، وبعض رجالات العهد الكبار من كانوا لا يهتمون حتى بالحد الأدنى من هندامهم في السجن، وقد روي عن رئيس الحكومة عاطف عبيد أنه كان ينتعل حذاء ممزقاً، مع أن سجونهم كانت مترفة، وكان زكريا عزمي من هؤلاء الذين فقدوا أنفسهم بفقدانهم السلطة، فهي مرحلة وانتهت بالنسبة لهم!
وهذا كله مما يجعل من محاولة اقناع برنامج ما لزكريا عزمي بالكلام، ليست سهلة، لكن الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب، وليس البحث عن مصطفى الفقي، الذي ينتظر على الهاتف في انتظار اتصال برنامج تلفزيوني به، فلا يهتم بموضوع المقابلة، حيث ينصب اهتمامه كله على ما سيتقاضاه مقابل ذلك، وهذا حقه، فمن حق كل إنسان تقدير نفسه كما يرى!
نحن لسنا أمام انتاج فقير، ومن هنا يمكن اغراء زكريا عزمي، الذي لا ينقصه المال، ولكن البحر يحب الزيادة، بدلاً من «حكاوي القهاوي» لمصطفى الفقي.
هرمنا!

الشيخ السلكاوي ولا مؤاخذة!

يخرج القارئ الشيخ السلكاوي من وقف لوقف، ومن حفرة ليهوي في بئر، فقد أوقفت الإذاعة المصرية التعامل معه، بعد أن هز جسده بالرقص وهو يقرأ القرآن الكريم، فعاد ليتم وقفه لنسيانه آيات في قراءة صلاة الجمعة، ليرتكب عدداً من الأخطاء في تلاوة أية واحدة في القراءة لصلاة الفجر والمنقولة إذاعياً. ليضعنا هذا أمام وابل من الأسئلة، التي لا تجد لها إجابة، هل أجازت الإذاعة الشيخ السلكاوي قارئاً، وفق المعايير المتبعة في ذلك؟ ومن هم أعضاء اللجنة؟ أم أن الأمر اختلف الآن فصار الاعتماد قرار رئيس الإذاعة؟!
ولماذا بعد الوقف تكون الهيئة الوطنية للإعلام (بديل اتحاد الإذاعة والتلفزيون)، على أحر من الجمر لانقضاء العقوبة، فيعود مباشرة للميكروفون، في حين أن عدداً كبيراً من القراء لا ينافسونه في هذا الظهور الإذاعي والتلفزيوني؟ فهل اختياره هو قرار إدارة البرامج التلفزيونية، وهل تملك المغامرة؛ ومع أول ظهور له يقع في مصيبة أخرى؟!
فمن يقف وراء السلكاوي.. ولا مؤاخذة؟!

إذاعة الإعلانات والقرآن الكريم

منذ أن أنشئت إذاعة القرآن الكريم لم تقبل الإعلانات، إلا في هذه الحقبة السوداء، فالمكسب المالي للنظام وهيئاته هو ما يهمهم، وقد ضج المستمعون بالشكوى من وصلات الإعلانات الطويلة في الإذاعة الوقورة، لكن لا حياة لمن تنادي!
لماذا هذه الطبعة من حكم العسكر رديئة في كل شي؟!

صحافي من مصر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية