علماء ينشرون أول محادثة بين البشر والحيتان في البحر.. ماذا تعني؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: زعم علماء مختصون في الولايات المتحدة أنهم تمكنوا من إجراء أول محادثة واتصال مباشر بين البشر والحيتان في البحر، وهو ما يشكل اختراقاً علمياً بالغ الأهمية.

وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فإن العلماء يعتقدون بأن هذا الحوار الذي تم إجراؤه مع الحيتان قد يُمهد الطريق للتواصل مع الكائنات الفضائية في العالم الخارجي.
وقال العلماء إن أول محادثة في العالم بين البشر والحيتان قد تكون الخطوة الأولى لفهم الكائنات الفضائية.
وتحدث فريق من معهد «SETI» وجامعة كاليفورنيا مع حوت أحدب يبلغ من العمر 38 عاماً، يُدعى توين، قبالة سواحل ألاسكا.
واستخدموا ميكروفوناً تحت الماء لإرسال نداءات للحيتان، وتلقوا 36 رداً حيث بدا وكأن توين كان منخرطاً بنشاط في تبادل تواصلي.
وقامت الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل الردود، وكشفت أن توين ربما شارك مكالمة ترحيب مع الفريق على متن قارب في المحيط الهادئ.
وفي حين أن التحدث إلى نوع مختلف لم يتم بهذه الطريقة من قبل، إلا أن الباحثين قد يستخدمون هذه التجربة للتحدث يوماً ما مع كائنات حية خارج كوكب الأرض.
وفي غياب أي كائنات فضائية، يأمل الباحثون في استخدام الحيتان لتطوير استراتيجيات التواصل غير البشري.
وتعتبر الحيتان الحدباء وكيلاً فضائياً جيداً بسبب ذكائها العالي للغاية وقدرتها على الاتصال.
وقالت بريندا ماكوان، مؤلفة البحث الرئيسية، لجامعة كاليفورنيا في ديفيس: «إن الحيتان الحدباء معقدة للغاية اجتماعيا» وأضافت: «إنهم يسافرون مسافات شاسعة. لديهم ذخيرة صوتية ضخمة. أقول دائماً أن كل صوت يصدر في العالم الطبيعي يصدره الأحدب. إنه أمر لا يصدق تنوع الأصوات التي تنتجها».
وعثر الفريق على توين مع حجرة في المحيط الهادئ، وقرر أنه أفضل مكان لنشر الميكروفونات تحت الماء.
وغادر توين الحجرة وانضم إلى الفريق بالقارب هناك، ما سمح للباحثين بالتقاط أول محادثة فردية مع الحوت – إلى جانب ثرثرة الحجرة أثناء اصطيادهم لوجبتهم التالية.
وعلى الرغم من أن بعض الأصوات التي تصدرها الحيتان يمكن أن تكون أصواتاً اجتماعية، إلا أن الباحثين يعتقدون أنها قد تصدر أوامر مثل إخبار بعضها البعض بالصعود أو النزول.
وعلى سبيل المثال، اقترح الفريق أن الحيتان ربما تقول لبعضها البعض «أضرب الشبكة بشكل أعمق» أو حتى تقول «أنت أحمق» كرد فعل عاطفي.
وأخبر الفريق جامعة كاليفورنيا في ديفيس أنهم عندما أسقطوا الميكروفونات تحت الماء لأول مرة، لم يسمعوا شيئاً ولكنهم لم يشعروا بالقلق لأن الحيتان سافرت آلاف الأميال من هاواي وكانت تتغذى. لقد بحثوا حتى عثروا على حجرة كانت تنطق مع بعضها البعض ونفذوا المحاولة مرة أخرى لتسجيل ما كانوا يقولونه.
وفي اليوم التالي، قام الباحثون بإسقاط مكبرات الصوت والمسجلات في الماء وقاموا بتشغيل تسجيل الأصوات عندما ظهر الحوت بالقرب من القارب.
واستغرق الأمر ثلاث محاولات قبل أن يستجيب توين للمكالمة، وفي كل مرة بعد ذلك، أصبح الرد أقوى وحاول الباحثون مطابقة درجة استجابات الحوت التي قامت بعد ذلك بتعديل زمن الاستجابة الخاص بها ليتناسب مع التسجيل.
وابتكر الباحثون تقنية الاتصال تحت الماء باستخدام ميكروفونات وأجهزة تسجيل متطورة تعمل تحت الماء، إضافة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تسجل وتحلل الأصوات التي تصدرها الحيتان.
ويتم تدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات المستمدة من نداءات الحيتان واللغة البشرية ويبحث عن الأنماط والهياكل اللغوية.
ومن الممكن أن يكون رد توين المستمر على التسجيل قد نشأ من التسجيل في اليوم السابق، وفقاً للباحثين الذين قالوا إنه تبين أن الحوت كان جزءًا من تلك الحجرة.
وقال الباحثون: «من المحتمل جداً أن تكون هذه المكالمة بالذات بارزة جداً.. هذه كانت مكالمة على دراية بالحوت بطريقة أو بأخرى. وربما هذا هو السبب وراء استجابته لكل هذا بشكل مباشر وبقائه معنا لمدة 20 دقيقة».
وفي الورقة البحثية، اقترح الفريق العلمي أن استجابة توين كانت مدفوعة بـ«الإثارة وربما بداية الانفعالات».
ومن الممكن أن يكون رد توين المستمر على التسجيل قد نشأ من التسجيل في اليوم السابق، وفقاً للباحثين الذين قالوا إنه تبين أن الحوت كان جزءًا من تلك الحجرة.
ويقول الباحثون الذين يعملون في مجال البحث عن الذكاء خارج الأرض إنهم بدأوا في فهم تواصل الحوت الأحدب ويأملون أن يساعدهم ذلك عندما يتواصلون مع الكائنات الفضائية.
وقال الدكتور لورانس دويل من معهد «SETI» والمؤلف المشارك في الدراسة: «بسبب القيود الحالية على التكنولوجيا، فإن الافتراض المهم للبحث عن كائنات ذكية خارج كوكب الأرض هو أن الكائنات الفضائية ستكون مهتمة بإجراء اتصالات وبالتالي استهداف أجهزة الاستقبال البشرية».
وأضاف: «هذا الافتراض المهم يدعمه بالتأكيد سلوك الحيتان الحدباء».
وقال فريد شارب، المؤلف المشارك في الورقة البحثية، لجامعة كاليفورنيا في ديفيس: «على حد علمنا، ربما كان هذا هو التبادل الصوتي الأكثر تفصيلاً الذي تم الإبلاغ عنه حتى الآن مع حوت البالين».
وتابع: «والطريقة التي تم بها ذلك، وحقيقة أن الحيوان ظل موجوداً لفترة طويلة، وتفاعل معنا مؤقتاً. إنه يفتح الباب لمزيد من عمليات التشغيل الديناميكية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية