شباب الأخوان بالكوفية الحمراء في إستعراض منظم وسط العاصمة الأردنية وغياب مفاجئ للبلطجية ومجموعات الولاء في إربد

عمان ـ ‘القدس العربي’: تمكن مئات المعتصمين من الحركة الإسلامية ونشطاء الحراك الأردني ظهر الجمعة من التجمع ببساطة ودون إخلال أمني على دوار وصفي التل في مدينة إربد شمالي البلاد وسط مظاهر أمنية حرصت على إبعاد المناوئين من مجموعات الولاء.
وأثبت الحراكيون بصورة واضحة الجمعة بأن الحلقات الأمنية قادرة على التحكم ببعض نشطاء الولاء الذين يميلون للعنف وإبعادهم حيث خلت المسيرة من المجموعات التي تصفها المعارضة بالبلطجة والزعران.
معنى ذلك أن المتحرشين بالمسيرات الإصلاحية بإسم الولاء يمكن ضبطهم ويخضعون للرعاية من بعض الحلقات الأمنية وفقا للإتهام العلني الذي وجهه معارضون متعددون من بينهم الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد.
وكانت المسيرة التي إنطلقت الجمعة الماضية في مدينة إربد قد إنتهت بإصابات وجرحى وقمعت بقسوة في إطار الصراع بين مراكز القوى داخل النظام وأثار ذلك موجة عاتية من الجدل أثرت فيما يبدو على مجريات الثقة بحكومة الرئيس عبدلله النسور تحت قبة البرلمان.
وقمعت مسيرة الأسبوع الماضي بحجة منع وصولها لدوار وصفي التل لمقتضيات أمنية وبدعوى منع الإحتكاك بمجموعات الولاء المناوئة.
لكن مسيرة الجمعة وصلت لنفس الدوار بهدوء وبدون إحتكاكات فيما تغيب البلطجية عن الساحة تماما مما يعزز القناعة بأن بعض السلطات تستخدم مجموعات الولاء لقمع المتظاهرين المطالبين بالإصلاح. وعمليا تسبب الرد على ما حصل في إربد قبل أكثر من أسبوع بإنعاش نسبي للحراك الشعبي في الأردن فقد قدم الأخوان المسلمون في العاصمة عمان الجمعة رسالة سياسية إستعراضية عندما نظموا مسيرة في منتهى التنظيم.
وعمليا ظهر عدد كبير من الكادر الشاب للأخوان المسلمين في شوارع العاصمة وأمام المسجد الحسيني مرتدين الكوفية الحمراء التي تعتبر من الرموز الوطنية وتحرك هؤلاء الشباب بطريقة إستعراضية على نمط ‘الكشافة’ عبر صفوف منتظمة.
الرسالة هنا كانت واضحة أيضا وتشير الى ان الأخوان المسلمين ما زالوا بالساحة وفي حالة عافية وقوة كما ألمح الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور. في غضون ذلك دخل البرلمان في عطلة نهاية الأسبوع المناسبة تماما للإسترخاء بعد لحظات عصيبة عايشتها الحكومة خلال مناقشات الثقة البرلمانية فيما يبدو أن جبهة حليفة وسط النواب لرئيس الحكومة عبد الله النسور تتفكك أو تحتاج لإعادة بناء قبيل ساعات من التصويت على الثقة البرلمانية.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت القوى الأساسية في جهاز الدولة ستتدخل لصالح الحكومة مع النواب الذين يميل معظمهم لحجب الثقة عن الحكومة وسط خطابات إستعراضية مضادة ومعاكسة للإتجاهات الحكومية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع من المقرر أن يجري النسور سلسلة إتصالات ‘فردية’ مع أعضاء البرلمان أملا في إنقاذ الحكومة والحصول على ثقة البرلمان في توقيت حرج وحساس عمليا.
قبل ذلك ومساء الخميس أخفق النسور في التوصل إلى إتفاق حيوي مع كتلة التجمع الديمقراطي التي فاوضها مساء الخميس وإشترطت مبادرة النسور لتعديل وزاري سريع تدخل فيه الكتلة بشراكة مع الحكومة قبل الحصول على الثقة.
عمليا تعهد النسور للكتلة وقوامها 17 نائبا بإجراء تعديل وزاري بمجرد الحصول على الثقة وبعد عودة الملك عبد الله الثاني الذي غادر إلى واشنطن ظهر الجمعة لكن الكتلة أبلغت النسور أنها ستحجب الثقة ما لم تدخل في شراكة عبر تعديل فوري قبل التصويت على الثقة مما يعني بإن المفاوضات أخفقت.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عثمان:

    اعتقد انك تقصد ان الحضور اقتصر على البلطجيه هذا اليوم كما اثبت المنظر المقرف الذي أشرت اليه، والذي تنبعث منه رائحة البلطجة والكراهية!

  2. يقول عبيدة ملكاوي:

    اعتقد ان الإخوان المسلمين ظهر وجههم الإرهابي الحقيقي فهم أبطال الالتفاف على كل مواقفهم السابقة للوصول إلى الحكم وعندهم استعداد للوصول إلى السلطة حتى لو كانت على حساب ملايين جماجم ، لا يتركون فرصة لاستخدام العنف وما عدم استخدامهم للعنف الآن إلا لآنهم غير قادرين على ذلك …فأحذروا شرور الإخوان

إشترك في قائمتنا البريدية