شاحنات «تيسلا» تواجه مشاكل كبيرة غير معلنة ومستقبلها لا يزال غامضاً

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: أظهرت صور تم التقاطها بواسطة طائرات بدون طيار مئات الشاحنات غير المكتملة والمكدسة في ساحات خارجية للتخزين تابعة لمصنع شركة «تيسلا» الأمريكية في تكساس، وهو ما يرجح صحة التقارير التي تحدثت عن «مشاكل خطيرة تتعلق بالسلامة» تواجه هذه الشاحنات الكبيرة العاملة بالطاقة الكهربائية النظيفة والتي كان من المفترض أن تطرحها شركة «تيسلا» في الأسواق.

ونقل تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» عن أحد العملاء قوله إن شركة «تيسلا» أوقفت عمليات تسليم شاحنتها «Cybertruck» المستقبلية وسط مشكلات خطيرة تتعلق بالسلامة وسط مزاعم بأن المشكلة التي تعطل هذه المركبات تتعلق بدواسة الوقود الخاصة بها.
وقالت المهندسة كريستينا بالان إن مشكلات سلامة دواسة الوقود والفرامل التي واجهت «تيسلا» قبل عقد من الزمن مع طراز سيارات تيسلا «S» من المحتمل أن تحدث الآن مرة أخرى مع شاحنات «سايبر تراك» الكبيرة.
وقالت بالان، التي ترفع دعوى قضائية ضد شركة السيارات الكهربائية التي يملكها رئيسها السابق إيلون ماسك بتهمة التشهير: «بعد أن غادرت، أصبح الأمر أسوأ».
وأضافت بالان: «لدي عدد لا بأس به من الأشخاص الموجودين الآن في تيسلا. لقد لفتوا انتباهي إلى بعض قضايا السلامة الخطيرة».
ووصف أصحاب سيارات «سايبر ترك» الجدد دواسة الوقود الخاصة بها بأنها «فخ الموت» ما يوضح كيف يمكن لغطاء الدواسة أن ينزلق من دواسة الوقود ويعلق على السجادة، ويغلقها في مكانها ويحفز السيارة على التسارع بأقصى سرعة.
وتأتي إفصاحات بالان في الوقت الذي تظهر فيه لقطات جديدة لطائرة بدون طيار لأساطيل كاملة من شاحنات «سايبر ترك» غير المكتملة المدعومة بمخاوف بشأن قطع الغيار، بالإضافة إلى إعلان ماسك أنه سيتم تسريح ما يصل إلى 14 ألف عامل في شركة «تيسلا» بسبب ضعف مبيعات السيارات الكهربائية.
وبالان، التي انضمت إلى مصنع تيسلا في فريمونت بولاية كاليفورنيا في عام 2010 كمهندس كبير للتصميم، تقاتل الآن تيسلا في المحكمة بشأن ما تصفه بأنه انتقام لجهودها لتصحيح مشكلة خطيرة في طراز «أس» من السيارات.
ووفقاً لبالان فقد أظهرت الأرضية سيئة الصنع، ميلًا للالتفاف أسفل دواسات مكابح سيارة «تيسلا» الكهربائية بالكامل، ما يمنع السائقين من إبطاء سياراتهم، على عكس المشكلة الأخيرة التي أدت إلى تشويش دواسات «سايببر تراك» بأقصى سرعة.
وقالت بالان: «لقد قالوا إنهم سيحاولون التعامل مع الأمر» في إشارة إلى موظفي «تيسلا» الحاليين والمبلغين المحتملين في المستقبل الذين تواصلوا معهم.
لكنها تشعر بالقلق من أن معركتها القانونية الطويلة والعامة الآن مع شركة تيسلا، مع الدعاوى القضائية المتعلقة بالإنهاء غير المشروع والتشهير على مدار العقد الماضي، قد تخيف موظفي تيسلا الآخرين وتمنعهم من الإدلاء بمعلومات حول المشاكل التي تواجه شاحنات «سايبر تراك».
وقالت بالان: «الناس، والمهندسون الجيدون، يخشون أن يقولوا إن هناك خطأ ما، لأنهم يعرفون أنهم سوف يسيرون على نفس المسار الذي كنت عليه».
وعلى الرغم من عدم وجود إعلان رسمي من «تيسلا» فقد نشر العديد من العملاء رسائل نصية تلقوها من الشركة لإلغاء «موعد التسليم» الخاص بهم والمتعلق بتسليم شاحنات «سايبر تراك» بسبب «تأخير غير مبرر وغير متوقع» فيما يتعلق بإعداد سيارتهم.
وأشارت «تيسلا» إلى مشكلة غير محددة في الأجزاء، وفقاً لهذه النصوص الموجهة للعملاء، والتي يمكن أن تتعلق بأغطية دواسة الوقود.
وأرسل أحد ممثلي شركة «تيسلا» رسالة إلى أحد العملاء يقول فيها: «يبدو أنهم يحتاجون حتى 20 نيسان/أبريل على الأقل لتصحيح المشكلة، لكن من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً أطول من ذلك». وتابعت الرسالة النصية للشركة: «تعمل شركة تيسلا على توصيل الأجزاء المحسنة إلى جميع المواقع المتضررة في أسرع وقت ممكن».
وتُظهر لقطات جديدة لطائرة بدون طيار الجهود السريعة لتوسيع مصنع «تيسلا» خارج أوستن في ولاية تكساس الأمريكية، حيث يوجد ما يقدر بنحو 600 شاحنة من طراز «سايبر تراك» في وضع الخمول على الجانبين الغربي والشرقي من طريق ولاية تكساس السريع 130.
وتم دفع الشاحنة الجديدة إلى الإنتاج في مصنع «تيسلا» كما زعم محامو عمال البناء في السنوات الأخيرة، على الرغم من مخاطر السلامة في الموقع وعدم اكتمال بناء المنشأة نفسها.
وقد تقدم مؤخراً عميل واحد على الأقل من عملاء «سايبر تراك» في كاليفورنيا مدعياً أن مكابح السيارة الكهربائية تعطلت بعد أسابيع قليلة من الشراء، ما أدى إلى اصطدام سيارتهم بعمود إشارة الطريق.
وفي منشور على منتدى مالكي الشاحنات التي تنتجها شركة «تيسلا» قال السائق إنه حاول إبطاء الشاحنة عن طريق الضغط على الفرامل، ليجد أنها لم تعمل، مضيفاً أن الأكياس الهوائية أيضاً لم تنفتح عندما اصطدمت السيارة الكهربائية بالعمود.
وأظهرت صور الحادث تحطم الواجهة الأمامية الفولاذية اللامعة، وتدلي اللوحة الجانبية وانحناء غطاء المحرك على جانب الاصطدام.
والتقييم الخارجي المستنير الذي أجرته بالان لوضع «سايبر تراك» هو أن بعض المهندسين الحاليين في الشركة قد يكونون متورطين في معركة مع الإدارة لإصلاح مشكلات سلامة السيارة الكهربائية، على الرغم من التهديدات التي تتعرض لها سبل عيشهم.
وقالت بالان: «من تجربتي، ومن تجربة فريقي، يمكنني أن أؤكد لكم أنه في وقت ما حاول أحد المهندسين أو أحد المديرين إصلاح المشكلة» وأوضحت أن «حجم التهديد والهجوم على المهندسين يتسع إذا وجدوا أمرا أو مشكلة.. هكذا هي عقلية تيسلا».
وتقول جريدة «دايلي ميل» إنها تواصلت مع شركة «تيسلا» للحصول على تعليق منهم حول هذه المزاعم، لكن تبين بأن إدارة الشركة قامت بحل فريق العلاقات الإعلامية الأمريكي في تشرين الأول/أكتوبر 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية