رئيس البرلمان العراقي: استقرار المنطقة مرهون بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: انتقد زعيم ائتلاف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، الثلاثاء، جرائم لسطات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزّة، من بينها اقتحام مجمع ناصر الطبي في القطاع، وقتل وخطف المئات من المواطنين العزّل، موجهاً «نداءً إنسانياً» لدول العالم لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة الحرب الإسرائيلية، فيما رهن رئيس البرلمان العراقي «بالإنابة» محسن المندلاوي، الاستقرار في المنطقة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا في بيان صحافي المجتمع الدولي إلى «إرضاخ الكيان الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي بإيقاف العدوان على قطاع غزة المستمرة منذ 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023».
وأضاف: «يواصل الكيان الإسرائيلي الغاصب جرائمه الوحشية في قطاع غزة المحاصر والتي يهدف من خلالها كما تثبت الوقائع إلى إنهاء الحياة بشكل كامل في غزة بدءا من تدمير كل مقوماتها وتصفية شعبها أمام أنظار المجتمع الدولي، وما اقتحام مجمع ناصر الطبي مرتين وقتل واختفاء المئات من المواطنين المتواجدين فيه إلا حلقة في مسلسل جرائم هذا الكيان الهمجي».
وفي الوقت الذي أدان فيه الحكيم «جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة» وجّه «للعالم أجمع شعوبا وحكومات ومنظمات دولية، نداء الإنسانية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة، وإجبار الكيان الصهيوني على الرضوخ لقرار مجلس الأمن القاضي بإيقاف الحرب».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت عضو البرلمان العربي، النائبة العراقية حنان الفتلاوي، إن الرهان على أن تؤدي إطالة أمد الحرب إلى حالة فتور في دعم القضية الفلسطينية «خاسر» مشددة على أهمية استمرار الدعم للشعب الفلسطيني.
وشددت في كلمة لها خلال انطلاق أعمال الجلسة الثالثة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي في القاهرة، على أهمية تبني البرلمان العربي لـ«تقرير متكامل مدعم بالوثائق والإحصائيات الرسمية يرسل إلى جميع المنظمات في العالم بشأن واقع حال المرأة الفلسطينية في ظل الظروف الحالية» مطالبة باستخدام مصطلح «الكيان الصهيوني» في تقارير وبيانات البرلمان العربي.
وأفادت بأن «من المهم أن يتبنى البرلمان العربي تقديم تقرير عن حال المرأة الفلسطينية في خضم المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني» داعية إلى «تسليط الضوء على ما تعانيه المرأة الفلسطينية بما يتعلق بعدد الشهيدات والمعتقلات أو عدد اللاتي فقدن أولادهن أو إخوانهن وعدد نزلاء المخيمات».
وأشارت إلى أن «هذا التقرير المدعم بالإحصائيات يرسل لجميع المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأمم المتحدة» منتقدة في الوقت عينه ما وصفته «النفاق الغربي بشأن التعاطي مع حقوق الإنسان والمرأة الفلسطينية خاصة» ساخرة من «المنظمات التي تتباكى على حقوق المرأة التي يمكن وصفها بمنافقي حقوق المرأة أو تلك التي تتعاطف مع نساء فقدن قطتهن أو كلبهن ويساعدنهن على عرضهن على طبيب نفسي، بينما تتجاهل تلك المنظمات بكل وضوح ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من تعسف وإجرام على يد قوات الاحتلال».
وعبرت عن «الأمل بأن يتم الدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية حتى لا تضيع قصة المرأة وسط المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني» مؤكدة أن «رهان البعض خاسر أن يؤدي إطالة أمد الحرب إلى حالة فتور في دعم القضية الفلسطينية» مشددة على أهمية «استمرار الدعم للشعب الفلسطيني حتى ولو بالكلمة».

الحكيم يدعو لـ«إجبار الكيان الصهيوني على الرضوخ للقرار الأممي القاضي بإيقاف الحرب»

وحذرت من استخدام مفردة «إسرائيل» في تقارير البرلمان العربي، مبينة ضرورة الانتباه من استخدام «مفردات تقود إلى التطبيع من دون الشعور بذلك، عند وضع كلمة (إسرائيل) من دون قصد ربما أحيانا حتى يراد منها الاعتياد عليها» منوهة إلى أن «العراق اعتمد مصطلح الكيان الصهيوني رسمياً بعد منع تداول كلمة (إسرائيل) بموجب قانون تم اعتماده» حاثة البرلمان العربي على وجوب أن «يكون الكيان الصهيوني هو المصطلح الرسمي الذي يتم التعامل به في التقارير الرسمية التي تصدر عنه».
وفي العاصمة بغداد، لفت رئيس البرلمان إلى خطورة ما يجري من جرائم ابادة صهيونية بحق أهالي غزة على السلم الاقليمي والعالمي.
المندلاوي أشار خلال استقباله مجموعة من الخبراء والباحثين الدوليين من ممثلي مركز «تشاتام هاوس» للشؤون الدولية في لندن، إلى «التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لا سيما ما يجري في فلسطين» مجدّداً «موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية وادانته لجرائم قوات الاحتلال».
وحذّر، حسب بيان لمكتبه، من «خطورة ما يجري من جرائم ابادة صهيونية بحق اهالي غزة على السلم الاقليمي والعالمي» فيما أكد أن «المنطقة لن تنعم بالاستقرار والأمن في ظل وجود هذا الكيان الإرهابي، وأن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».
وتضمّن اللقاء أيضاً «مناقشة أحدث المستجدات على الساحة المحلية، وبيان رؤية العراق لمستقبل العلاقة مع التحالف الدولي» حيث أكد المندلاوي «حاجة البلاد إلى علاقات ثنائية غير عسكرية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وغيرها مع الدول المشاركة في التحالف».
وأعرب عن «حرص العراق على الانفتاح مع محيطه الإقليمي والدولي وبما يخدم مصالح الشعوب» كما تطرق اللقاء إلى «أبرز التحديات والفرص أمام مجلس النواب والحكومة في الوقت الراهن، ودور العراق في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي».
يأتي ذلك في وقتٍ نددت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، بتعرض قواتها في سوريا والعراق إلى هجومين منفصلين بالصواريخ والمتفجرات والطائرات المسيرة في أقل من 24 ساعة، بعد توقف دام قرابة ثلاثة أشهر.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي، إنه «نجد أنه من المثير للقلق بشكل خاص أن حزب الله اختار استئناف هجماته ضد الأفراد الأمريكيين بعد ساعات فقط من انتهاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة ناجحة لواشنطن، لذا يبدو من الواضح أن إيران لا تحترم السيادة العراقية».
وأضاف: «لقد رأينا هذه الهجمات في الماضي، وأوضحنا لإيران ولحزب الله، أننا سندافع عن مصالحنا، وسندافع عن أفرادنا، ولا يزال هذا هو الحال».
وقبل ذلك، قال مسؤول أمريكي لوكالة «رويترز» إن هجوما بطائرة مسيرة مسلحة استهدف القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة «عين الأسد» الجوية، غربي العراق، لكنه لم يتسبب في وقوع أضرار أو إصابات.
وهذا هو الهجوم الثاني على القوات الأمريكية في المنطقة خلال أقل من 24 ساعة.
ويأتي الهجومان بعد توقف استمر لنحو ثلاثة أشهر عن استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا بعد شهور من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة يوميا تقريبا والتي كانت تشنها فصائل مسلحة متحالفة مع إيران.
ومساء السبت، استهدف هجوم بطائرة مسيرة قاعدة «عين الأسد» من دون وقوع أضرار أو سقوط جرحى، وفق ما أفاد به مسؤول عسكري أمريكي.
وتأتي هذه التطورات في سياق إقليمي شديد التوتر، فمنذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول استهدفت أكثر من 150 ضربة بطائرات مسيّرة وصواريخ القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا.
ومساء 13 أبريل/ نيسان، أطلقت إيران نحو 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، سقط غالبيتها، وردت تل أبيب بشن هجوم، وصفه مراقبين بـ«المحدود» على مدينة أصفهان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية