حركة جيش تحرير السودان تجمد نشاطها في مناطق قوات «الدعم السريع»… واشتباكات عنيفة شمال كردفان

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلنت حركة جيش تحرير السودان الموالية للجيش تجميد نشاطها وإغلاق جميع مكاتبها في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع ،متهمة إياها بمحاولة تأسيس دولة جديدة في إقليم دارفور.
يأتي ذلك بالتزامن مع تجدد الاشتباكات على نحو عنيف في ولاية شمال كردفان، في وقت أفادت لجان المقاومة في مدينة الحصاحيصا وسط السودان بسقوط قتيل وإصابة آخرين خلال مقاومة المدنيين في قرية « البويضاء» لهجوم نفذته قوات الدعم.
وقالت الحركة في بيان أمس الأحد إن السكان المحليين في القرية الواقعة في ريف الحصاحيصا، تصدوا لهجوم نفذته قوة تابعة للدعم السريع، مشيرة إلى شروع تلك القوة في أعمال نهب واسعة أثارت غضب المدنيين.
واتهمت الحركة ُ، القوات التي يتزعمها النائب السابق لرئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي) بإطلاق الرصاص على المواطنين العُزل ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخرين.
ومع تصاعد التوتر في إقليم دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة مليط التي تبعد 65 كيلومترا شمال مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في الإقليم، أعلنت حركة جيش تحرير السودان التي يتزعمها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، تجميد نشاطها في جميع مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال مناوي في بيان نشره أمس الأحد على منصة (اكس) «إن قوات الدعم السريع قابلت محاولات القوة المشتركة للحركات المسلحة من أجل دفع جهود التعايش السلمي، بالاعتداء على المزيد من المناطق في إقليم دارفور».
وأضاف: «كلما تساهلت القوة المشتركة لحركات دارفور، رغبةً في ترك أبواب الحوار مفتوحة تتمادى قوات الدعم السريع، مستغلةً هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها».
واتهمها بمحاولة ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تحظى بما أسماه «الاعتراف الصامت وأنها تمضي في ذلك كما خُطط له».
و لم يوضح مناوي الجهة التي يزعم شروعها في وضع خطط لقوات الدعم أو التي تعترف بدولتهم ضمنيا.
وأشار إلى أن قوات (حميدتي) تحاول من خلال استيلائها على «مليط» تطويق مدينة الفاشر من جميع الجهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المساعدات الإنسانية، وذلك في محاولة لفرض الأمر الواقع على الأهالي في إقليم دارفور.
وشدد على أن محاولات الدعم قطع سبل الحياة عن الفاشر، سيدفع القوة المشتركة للحركات المسلحة لاتخاذ قرارات مناهضة لتوقعات الدعم السريع. وأكد على أن القوة المشتركة ستمضي نحو استعادة بقية مدن دارفور أخر التي تعيش «حالة الاختطاف» متهما قوات الدعم السريع بتحويلها إلى مدن للأشباح.
وفي سياق إعلان حركة جيش تحرير السودان عن تجميد نشاطها وإغلاق جميع مكاتبها في مواقع سيطرة قوات الدعم السريع، قال المتحدث باسم الحركة الصادق علي النور، إن القرار جاء نظرا للتطورات الأخيرة والظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، وبناءً على تقييم الأوضاع الأمنيّة والسياسية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وأشار إلى تلقيه توجيهات من مكتب الإدارة والتنظيم، تفيد بتجميد جميع الأنشطة السياسية والتنظيمية والإعلامية وإغلاق مكاتب حركة جيش تحرير السودان في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات أطلقها مسؤولون دوليون خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالسودان الجمعة الماضي، من أن نحو 800 ألف شخص معرضون لخطر شديد ومباشر في مدينة الفاشر، بعد تفاقم أعمال العنف والتهديد والمخاوف من اندلاع صراع قبلي دموي في جميع أنحاء دارفور.
وعلى الصعيد الميداني، صد الجيش أمس الأحد، هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض شمال كردفان.
وحسب شهود عيان تحدثوا لـ« القدس العربي» شهدت الجهة الغربية للمدينة اشتباكات عنيفة بين الفرقة الخامسة مشاة «الهجانة» التابعة للجيش وقوات الدعم السريع التي نفذت هجوما مباغتا من ناحية « حي الوحدة».
وقالت إن الاشتباكات تواصلت حتى المساء، حيث استطاعت قوات الهجانة اجبار قوات الدعم على التراجع.
وفي إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان، أصدر الحاكم «أحمد العمدة بادي» مرسوما بتمديد حالة الطوارئ في الإقليم لمدة 30 يوما ابتداء من أمس الأحد.
ومنح قائد الفرقة الرابعة مشاة ومدير الشرطة ومدير جهاز الأمن العام والمخابرات كامل الصلاحيات الدستورية والقانونية للتدخل بكافة الإمكانيات المتاحة لاتخاذ الاجراءات المناسبة حسب طبيعة الحال.
إلى ذلك تتواصل حملات الاعتقال التي تستهدف الناشطين السياسيين والمدنيين في السودان. وفي السياق لفتت مجموعة «محامو الطوارئ « الناشطة في رصد الانتهاكات ضد المدنيين، إلى تصاعد حملات الاعتقال خاصة في ولاية سنار، مشيرة إلى أنها أصبحت (ولاية الرهائن والمعتقلين).
وقالت إن استخبارات الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش تستهدف الناشطين في غرف طوارئ الولاية والمتطوعين في المبادرات الطوعية وأعضاء لجان المقاومة واعضاء الاحزاب السياسية بمحليات الولاية المختلفة.
ورصدت المجموعة الحقوقية 48 حالة اعتقال في الفترة الممتدة من ديسمبر/ كانون الأول الماضي وحتى أبريل/ نيسان الجاري.
وذكرت أن الولاية شهدت حملات ممنهجة ومكثفة، حيث تقوم مجموعات مسلحة تابعة للاستخبارات باقتحام المنازل وترويع الأطفال والنساء وكبار السن وأفراد عائلات الناشطين.
واتهمت القوات المسلحة بأخذ مدنيين كرهائن من أجل الضغط على المستهدفين لتسليم أنفسهم مؤكدة أن عناصر النظام القديم وراء عمليات الاعتقال بالتوجيه والإرشاد عن الناشطين.
وقالت إن المداهمات وعمليات الاعتقال اتسمت بالعنف الشديد والضرب والتنكيل والحط من كرامة المعتقلين فضلا عن عمليات التعقب والمطاردة وترصد الناشطين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية