بغداد تلمِّح لوساطة لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران

حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي» : ألمح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الإثنين، إلى إمكانية أن تستغل بغداد علاقتها بواشنطن وطهران لخفضّ التصعيد بينهما، وفيما اعتبر أن إيران تعدّ دولة جارة للعراق ويرتبط معها بمشتركات، عدّ الولايات المتحدة الأمريكية، حليفا استراتيجيا، مؤكداً أهمية استمرار العلاقة معها.
وخلال لقائه مجموعة من الجالية العراقية في واشنطن وولايات أمريكية أخرى، على هامش زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، أوضح السوداني، حسب بيان لمكتبه، أنّ «العراق لكل العراقيين، والبلد في حاجة للخبرات والتجارب والفرص والمبادرات من الشخصيات العراقية في أمريكا» معلناً في الوقت عينه عن «العمل على دراسة لتأسيس دائرة لشؤون المغتربين، من أجل تحقيق تواصل فعال مع الجاليات العراقية في العالم، حيث تبحث الحكومة عن الكفاءات بعيداً عن المحاصصة».
ووفق رئيس الوزراء العراقي فإن «إيران دولة جارة ولدينا معها مشتركات، وأمريكا حليف استراتيجي وعلاقتنا مهمة معها» لافتاً إلى أن «العلاقة مع إيران والولايات المتحدة تعد ميزة للعراق، ويمكن أن توظف في خفض التوتر، وهذا ما حصل في كل الأزمات في المنطقة».
وأضاف: «زيارتنا إلى الولايات المتحدة مهمة، لبيان رؤيتنا حول شكل العلاقة مع أمريكا» مبيناً أن «العراق اليوم يختلف عما كان عليه في 2014، لأنّ داعش لم يعد يشكل خطراً على العراق».
وتريد الحكومة العراقية، حسب قول السوداني، «الانتقال إلى علاقات ثنائية مع دول التحالف الدولي بعد الانتصار على داعش، على غرار دول المنطقة، وبضمنها العلاقات الأمنية» كاشفاً عن «عقد الاجتماع الأول للجنة التأسيس المنصوص عليها في الاتفاقية الإطارية، وستكون هناك اجتماعات دورية لهذه اللجنة». وأشار إلى أن «العراق اليوم يشهد تعافياً غير مسبوق واستقراراً وأمناً وتنمية حقيقية وخدمات ملموسة في كل أرجاء العراق» منوهاً أن «أمريكا منحت العراق تفضيلات في الإعفاء الجمركي وتم توقيع مذكرة مع مؤسسات التمويل بقيمة 5 مليارات دولار، وكلها غير مفعلة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي».
وأكد أن «الخزانة الأمريكية سجلت ملاحظات على عمل المصارف في السنوات السابقة، وليس خلال الحكومة الحالية التي اعتمدت المنصة الإلكترونية» لافتاً إلى أن «خطوة الحكومة الأولى كانت إصلاح المؤسسات الرقابية، وإجراءاتنا في مكافحة الفساد مهنية وليست انتقامية». ومضى يقول: «استعدنا الكثير من الأموال والمطلوبين في قضايا الفساد الذين يحملون جنسيات أخرى، وبعض المطلوبين سلموا أنفسهم طواعية للقضاء» كاشفاً أيضاً عن «توقيع العقود مع (توتال) والجولة الخامسة والجهد الوطني ستمكن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز خلال 3- 5 سنوات».
وزاد: «بدأنا بالمشاريع المتعلقة بالمصافي، وسيكون 2024 آخر عام لاستيراد المشتقات النفطية» متحدثاً أيضاً عن تفعيل «قطاعات الصناعة والزراعة، وتم تشغيل المصانع المعطلة، مثل مصانع إنتاج الأسمدة والحديد والصلب».
واعتبر رئيس الحكومة العراقية أن «أساس النهوض الاقتصادي هو الإيمان بدور القطاع الخاص الذي تم دعمه من قبل الحكومة» عادّاً مشروعا طريق التنمية وميناء الفاو بأنهما «سيخلقان عراقاً جديداً» حسب وصفه، فيما أشار إلى أن «طريق التنمية المشروع الأقلّ كلفة والأسرع لنقل البضائع، وسيتم توقيع المبادئ الأولى له خلال زيارة الرئيس التركي قريباً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية