الصدر يساند احتجاجات أمريكا المناصرة لغزّة: العالم لن يكون تحت إمرة المستعمرين

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد مسؤولون عراقيون موقفهم الرافض لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في غزّة، حاثين المجتمع الدولي على الإسراع في وقف العدوان وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين، فيما عبّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن تأييده للاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية المناصرة للقطاع، مؤكداً في الوقت ذاته أن العالم لن يكون قرية تحت أمرة «المستعمرين الغزاة».

«الديمقراطية الزائفة»

وقال الصدر في «تدوينة» له معلّقاً على الاحتجاجات الأمريكية المناصرة للقضية الفلسطينية، إن «طلاب جامعات أمريكا نساءً ورجالاً تحت وطأة الديمقراطية الزائفة للحكومة الأمريكية. وتحت عنف الحرية الكاذبة لتلك الحكومة المتهالكة».
وأضاف: «بعد أن استعمل الإسلام من بعض المتشددين من مدعي الانتماء إليه فقتلوا وذبحوا وتسلطوا على الرقاب. اليوم انكشف قناع جديد كان مغطى بعسل الديمقراطية وشهد الحرية ليذوق الجامعيون في أمريكا مرارة ذلك العسل المسموم والشهد النتن، مستوحية ذلك من الكيان الصهيوني النتن وكبيره النتن».
ووفق الصدر فإن «اليوم نحن ننادي بالكفّ عن قمع الأصوات المنادية بالسلام والحرية ووقف المجازر والإرهاب الصهيوني القذر والوقح» منوهاً إلى أن «صوت الجامعات الأمريكية المنادية بوقف الإرهاب الصهيوني، صوتنا. وكل من يحاول إسكات ذلك الصوت الهادر في أي من بقاع العالم إنما هو وحش كاسر، لا رحمة في قاموسه ولا حرية إلا وفق شهواته ولا ديمقراطية إلا مخاطة على قدر أريكته وحكمه».
وتابع: «تعساً لحكومات ظالمة تستعبد أرباب الحق وتساند شرذمة الباطل والاحتلال، وتعساً لقوانين تبيح المجتمع الميمي وتقمع أصوات الطهارة والعفة، وتعساً لذلك الأخطبوط الظالم الذي يجوّع الشعوب ويجعلها تحت خط الفقر والبؤس على حساب ذوي البرجوازية والاستهتار الاقتصادي والنفوذ المالي المقيت».
وأتمّ الصدر قائلاً: «كفوا أيديكم عن شعوبكم وإلا حانت نهايتكم وانتخاباتكم، وسوف لن يحكم بعد الآن نزق مثل (النتن) ياهو. ولا خرف مثل بايدن، فقد حانت نهايتكم وانكشف زيفكم وانهارت أكاذيبكم ولن تنطلي مجدداً على أي أحد على الإطلاق. ومن الآن فصاعداً لن يكون العالم قرية تحت إمرتكم أيها المستعمرون الغزاة، وستتهاوى غطرستكم كما يتهاوى بيت العنكبوت.. فقد ارتفع صوت المستضعفين ولن ينخفض» مشيراً إلى إنه «وما (غزة هاشم) إلا بداية النهاية لألاعيبكم ومسرحياتكم السخيفة، ولن يصفق لكم إلا من كان من صناعتكم ومن كان من نتاجكم».
يأتي ذلك في وقتٍ أكد فيه الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، وقوف العراق مع الشعب الفلسطيني لنيل كامل حقوقه المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية.
وخلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومساعده حسام زكي، بحث رشيد مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية على الساحة العربية، وعلاقة العراق مع الجامعة العربية، والدول العربية الشقيقة وآليات تطويرها.
وأكد رئيس الجمهورية، حسب بيان صحافي، أن «العراق وانطلاقا من دوره المحوري يسعى إلى تعزيز علاقاته مع دول الجوار والعالم بناء على الاحترام المتبادل للسيادة والأمن والقرار المستقل، وبما يحقق المصالح المتبادلة والمشتركة» مشيراً إلى «حرص العراق على تقريب وجهات النظر بين الدول الشقيقة والصديقة وتبني الحوار البنّاء في حل ومعالجة الأزمات وبما يرسخ الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي».

مسؤولون عراقيون يحثون المجتمع الدولي على وقف العدوان على غزة

ولفت رشيد إلى ضرورة «التوصّل لرؤية مشتركة لإنهاء الأزمات التي تعاني منها عدد من الدول العربية، مبينا أهمية توحيد المواقف إزاء التحديات التي تواجه الشعوب».
وتطرق إلى الأوضاع في فلسطين، مؤكدا «وقوف العراق شعبا وحكومة مع الشعب الفلسطيني لنيل كامل حقوقه المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية، وحث المجتمع الدولي على بذل الجهود من أجل الوقف الفوري للعدوان وزيادة المساعدات الإنسانية للعوائل الفلسطينية المحاصرة» مشددا على وجوب «العمل الحثيث لوقف التصعيد المستمر الذي أصبحت له تداعيات على دول المنطقة بصورة عامة».
وعلى هامش حضوره مؤتمر العمل العربي المنعقد في العاصمة بغداد، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

موقف مبدئي

وحسب بيان حكومي فإن رئيس الحكومة العراقية، جدد «موقف العراق المبدئي ممّا يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة» مؤكداً ضرورة أن «تتوحد الجهود والمواقف العربية، من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق».
وقبل ذلك، التقى وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، بنظيرته الفلسطينية إيناس العطاري بحضور السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد الرويضي، وذلك على هامش اعمال الدورة (50) لمؤتمر العمل العربي في بغداد.
ونقل بيان صحافي عن الأسدي قوله: «العراق حكومة وشعبا وبمراجعه كافة يدعم القضية الفلسطينية واقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف» مشيرا إلى أن «موقف السوداني يعد الموقف الأكبر عربيا تجاه فلسطين إيمانا بقضية شعبها في الدفاع عن نفسه وتقرير مصيره».
وأضاف أن «العراق لديه مختلف الفعاليات الداعمة لفلسطين وهناك قرارات اتخذها مجلس الوزراء لدعم القضية الفلسطينية» لافتا إلى ان «لدى الوزارة فكرة مشروع ستطرحه على منظمة العمل العربية لإنشاء صندوق خاص لدعم فلسطين». وطالب أعضاء فريق أصحاب الاعمال في مجلس إدارة منظمة العمل العربية بإدراج فلسطين عضواً دائماً في منظمة العمل الدولية.
جاء خلال اجتماع فريق اصحاب الأعمال على هامش أعمال الدورة (50) لمؤتمر العمل العربي المنعقدة في العاصمة بغداد. وناقش الاعضاء من الدول العربية التقرير السنوي الخاص بمنظمة العمل الدولية، وأبدوا عليه بعض الملاحظات بخصوص قضية فلسطين، مؤكدين ضرورة ان «يكون هناك موقف واضح لمنظمة العمل الدولية من المجازر الوحشية التي تحصل في فلسطين» مطالبين بـ«إيقافها ووقف إطلاق النار هناك».
وحثّ أعضاء الوفود على ضرورة «طرح اسم فلسطين كعضو دائم في منظمة العمل الدولية، خاصة وأن هناك سوق عمل يحتضر ونحو أكثر من 550 ألف عاطل عن العمل».
في حين، أعرب المدير العام لمنظمة العمل الدولية غيلبرت هونغبو، عن قلقه العميق إزاء تجدد الصراع في الأرض الفلسطينية المحتلة وتأثيره على العمال وأصحاب العمل الفلسطينيين والآثار غير المباشرة على اقتصادات البلدان المجاورة.
وقال في كلمة في المؤتمر: «ينعقد اجتماعنا في وقتٍ تقع فيه الأرض الفلسطينية المحتلة مرة أخرى في صراع مدمر ومؤلم. في الأشهر الستة الماضية، فقد عشرات الآلاف في غزة حياتهم أو أصيبوا بجراح، ونزح مئات الآلاف، ويواجه الملايين الآن الجوع والفقر والمرض».
وأضاف: «لقد أدى الصراع أيضاً إلى فقدان سبل العيش والوظائف في غزة والضفة الغربية، ويهدد بزعزعة استقرار العديد من الاقتصادات في المنطقة». وأكد المسؤول الأممي أن «من أجل المساعدة في معالجة أثر الحرب على سوق العمل، شرعت منظمة العمل الدولية في برنامج استجابة طارئة، أطلقت من أجله نداءً لحشد دعم بقيمة 20 مليون دولار أمريكي. وقد استفاد من هذه الاستجابة حتى الآن أكثر من 9.000 عامل من غزة تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية، وأتاحت لمنظمة العمل الدولية جمع البيانات حول تأثير الحرب على سوق العمل الفلسطيني والتي ستساهم في إرشاد وتطوير استجابة المنظمة. كما دخلت منظمة العمل الدولية في شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإطلاق برنامج طارئ للتشغيل في غزة لتوفير فرص العمل والخدمات الصحية والبلدية الضرورية».

الكثير من الإنجازات

وفي الأثناء، أكد وزير العمل القطري، رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، علي بن سعيد بن صيمخ المري، أن منظمة العمل العربية حققت خلال هذا العام الكثير من الإنجازات.
وقال، في كلمته، «نجتمع في ظل ظروف استثنائية وخاصة الواقع في غزة» مؤكداً أن «أزمة غزة انعكست على واقع العمل في المنطقة».
وأضاف أن «منظمة العمل العربية حققت خلال هذا العام الكثير من الإنجازات» معرباً عن أمله في أن «يخرج مؤتمر العمل العربي بنتائج تحافظ على استحقاقات العمال».
وتابع: «استعرضنا في تقرير المنظمة واقع العمال في الأراضي الفلسطينية وما يتعرضون له من عمليات إبادة» مؤكداً بالقول: «سنواصل دعمنا إلى القضية الفلسطينية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية