مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى… و8495 معتقلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

الضفة – «القدس العربي» : شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتان مزيدا من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنون.
وأظهر فيديو متداول من مدينة بيت لحم اختناق خبّاز فلسطيني داخل أحد الأفران في قرية حوسان غرب مدينة بيت لحم بفعل إجباره من قوات الاحتلال على أن يغلق باب مخبزه أثناء اقتحامها للقرية. وكان الشهيد حازم دعنا قد نهض في ساعاتٍ مبكرة من فجر يوم الجمعة الماضي، ومن ثم توجه الى مخبزه في القرية قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المنطقة.
وفور اقتحام الاحتلال القرية طالب بإغلاق محلاتها التجارية، وأجبر دعنا على إغلاق مخبزه وهو في داخله، فبقي عالقًا بين خبزه وفرنه دون أيّ منفذ تهوية في المكان.
وتزامن ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على مقربة من باب المخبز المغلق وبشكل مكثف ضد الشبان الذي تصدوا لاقتحامها.
شيئًا فشئيًا بدأ الأكسجين ينفد داخل المخبز الصغير، ويحلّ محله الغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال وغاز الطبخ وحرارة الفرن المشتعلة، ليرتقي خنقًا وفق ما نتج عن التشريح الطبي.
وأظهر مقطع مصور من كاميرا المراقبة داخل المخبز، اللحظات الأخير للشهيد حازم دعنا، وظهر عالقا لا يستطيع الخروج من المخبز والاحتلال يقف خلف الباب.

هجمات واقتحامات

وفي سياق متصل، شن الاحتلال الإسرائيلي عمليات مداهمة واعتقال في مناطقة مختلفة من الضفة المحتلة بينما واصل اقتحامه قرية الفندق شرق قلقيلية.
واقتحمت قوات الاحتلال قريتي الفندق وكفر قوم شرق قلقيلية، وداهمت عددًا من المنازل، واعتقلت الشاب خالد مراد شتيوي بعد اقتحام منزله في كفر قدوم.
وفي طولكرم، اقتحم الاحتلال قرية علار شمال المدينة، وداهم عددًا من المنازل واعتقل أربعة شبان من القرية.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت منزل عائلة الشهيد جميل جعار الذي ارتقى خلال معركة طوفان الأقصى، وألحق أضرارًا بالمنزل واعتقل شقيقه نصار.
ونقلت مصادر محلية عن إطلاق مقاومين النار باتجاه دورية لجيش الاحتلال في مرج بن عامر قرب جنين.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال شارع حطين ومحيط البلدة القديمة في المدينة.
وتعرضت قوات الاحتلال المقتحمة لإطلاق نار كثيف في شارع عمان شرق نابلس، بينما اعتقلت سيدة في بلدة دير الحطب شرق المدينة بعد اقتحام منزلها.
وفي أريحا، اقتحمت قوات خاصة من جيش الاحتلال منزلا في حارة السلمي في مخيم عقبة جبر في أريحا، ودفعت بتعزيزات باتجاه المخيم.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب صهيب فرح شقيق الأسير قصي فرح بعد اقتحام منزله في مخيم عقبة جبر في أريحا. كما اقتحمت بلدة بيت سيرا غرب رام الله.
وإلى جنوب الضفة المحتلة، استهدف شبان البرج العسكري على مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية، بينما اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، تزامنًا مع اقتحامها مدينة دورا جنوب الخليل.
واعتقلت 15 مواطنا على الأقل من الضّفة، بينهم فتاة وطفلان، إضافة إلى أسرى سابقين.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، أمس الأحد، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: طولكرم، وقلقيلية، وجنين، وطوباس، وسلفيت، وأريحا، والقدس.
وأضاف البيان أن «قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، خلال عمليات الاعتقال، ترافقها اعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين».
يشار إلى أنّ حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بلغت نحو (8495)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وفي ملف اعتداءات المستوطنين، منع مستوطنون رعاة في خربة الفارسية في الأغوار الشمالية، من رعي مواشيهم في المراعي وبقايا المحاصيل البعلية بعد حصادها.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة إن «المستعمرين بحماية الاحتلال، منعوا مربي الماشية في المنطقة من رعي مواشيهم في أراض كانت مزروعة بالمحاصيل البعلية، وذلك بعد حصادها».
ويستفيد مربو الماشية بالعادة في هذه الأيام، من بقايا المحاصيل البعلية خاصة التي تحصد في مثل هذا الوقت من العام، أو المحاصيل المروية بعد الانتهاء من قطافها.
وفي الخليل، اقتحم مستوطنون تل ماعين الأثري في مسافر يطا جنوب الخليل.
وقالت مصادر محلية إن عشرات المستوطنين اقتحموا تل ماعين الأثري، ونصبوا الأعلام، وأقاموا طقوسهم التلمودية، وذلك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويواصل المستوطنون عمليات اقتحام المناطق الأثرية في مسافر يطا، وملاحقة رعاة الأغنام، والسيطرة على الآبار والأراضي الرعوية، تمهيدا للاستيلاء على المزيد من أراضي المواطنين.
وفي القدس، اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في سادس أيام عيد الفصح اليهودي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن أكثر من 600 مستوطن اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وتحديدا في منطقة مصلى باب الرحمة وباب القطانين.
وذكرت محافظة القدس الفلسطينية أن أعداد المستوطنين التي اقتحمت المسجد الاقصى المبارك خلال فترة الاقتحامات الصباحية في اليوم السادس بلغت 908 مستوطنين، فيما بلغت أعداد السياح 75 سائحا أجنبيا دخلوا المسجد الأقصى من باب السياحة الإسرائيلية.

.. وبمشاركة نائب من الليكود

وشارك في الاقتحام عضو الكنيست السابق الحاخام المتطرف يهودا غليك، وعضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم عاميت هليڤي.
وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية، ونصبت الحواجز داخل البلدة القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.
وتستغل سلطات الاحتلال الأعياد والمناسبات اليهودية للتضييق على المواطنين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم، من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها، وإعاقة حركة تنقل المواطنين ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة، في الوقت الذي تُسهّل فيه اقتحامات المستعمرين للمدن الفلسطينية، والمقامات الإسلامية والأثرية في الضفة، خاصة الحرم الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأقصى في القدس.
وكانت منظمات الهيكل المزعوم دعت إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، لتقديم «القربان» خلال عيد الفصح اليهودي.
وشارك نحو 1600 مستوطن، الخميس الماضي في اقتحام المسجد الأقصى، وهو أكبر عدد للمقتحمين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية