بحر غزة شفاء «قرف كنتاكي» في الجزائر … وحرب الزليج تشتعل مرة أخرى

من أكثر الصور التي تناولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أسرة مكونة من 19 فردا أُبيدت عن آخرها في حرب الإبادة المتواصلة على غزة: « هذه العائلة كاملة بأحلامها، بأرواحها، بعطفها، بفرحها، بكل ما يحمل الإنسان من مشاعر وتناقضات وإصرار على الحياة، هذه العائلة كاملة شطبت من السجل المدني.» وهذا حتى نتذكر ولا نسكن لأحلامنا الصغيرة، ولنبقى ننشر أن الإبادة مستمرة وأن أسراً ممتدة كثيرة تباد وتمسح من السجلات المدنية.
والصورة الأخرى، صورة شاطئ «دير البلح» الذي يعج بالمستجمين الهاربين من الحرارة المرتفعة كتب «حسن بلخيضر» «شاطئ دير البلح، فلسطين 17 ابريل 2024، حفظ الله إخواننا وعجّل اللهُ بالفَرَجِ عليهم.» ودوّن « عبد الله زعرور :» المقاومة تاع الصح.» أما «أناسي كريم « فكتب على صفحته: « هاد الشعب والله ماكاين بحالو، واحد العزيمة والقوة والبأس اللي عطاهم الله غريب. الله يقويهم يارب.» ومع كل هذه الآلام لم تستطع الحكومات العربية أن تتكاتف وتزيل المنغصات بينها وتحل مشاكلها الواهية وتفتح الآفاق أمام شعوبها، لانتشالها من كل هذه الاحباطات المميتة، بل هناك إصرار على التفرقة والشحناء تحت ذرائع الهوية والثقافة والتراث.

« وجبات كنتاكي» رغم أنوفنا

مازالت ردود أفعال الشعوب العربية وغير العربية تُظهر مشاعر الغضب والمقاطعة للمنتجات التي تدعمُ الكيان الصهيوني وتمولُ حرب الإبادة على شعب غزة منذ أكثر من 200 يوم، وآخر « التقليعات» الاحتجاج والمقاطعة وإغلاق فرع سلسلة محلات «كنتاكي» في «دالي براهيم» في الجزائر العاصمة، وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن «الجماعة» التي سمحت بذلك. فكتب «سليم يوسف بن خدة» على صفحته في فيسبوك: « من الذي رخص بفتح محلات KFC الصهيونية في «دالي براهيم» في الوقت الذي تغلق فيه الفروع في بقية الدول، تشرّفنا الجزائر بهذا الفرع الداعم للعدو هنا !!!”، وأرفق تدوينته بما جاء على صفحة «الجزائر سكوب» عن « احتجاجات ومظاهرات سلمية نصرة لغزة بعد فتح مطعم KFC بدالي براهيم بالجزائر. ووقفت قناة «دزاير نيوز» على اليوتيوب، على الموضوع، وعنوت تقريقرها بعنوان» غضب عارم من الجزائريين واحتجاجات كبيرة أمام مطعم «كنتاكي» الذي افتتح في العاصمة» وبالفيديو علقت القناة بأن كنتاكي يتوسع رسميا في السوق الجزائرية بين مؤيد ومعارض، فالعلامة الأمريكية الشهيرة « KFC» فتحت أبوابها حديثا ببلدية «دالي براهيم» غرب العاصمة الجزائر، والشركة تخطط على المدى البعيد لافتتاح العديد من المطاعم في البلاد، لكن افتتاح فرع «كنتاكي» أثار غضبا واسعا في الشارع الجزائري وزوبعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فالنشطاء وجهوا أصابع الاتهام للشركة الأمريكية بسبب موقفها الداعم للسياسية المعادية للقضية الفلسطينية. وبين مؤيد ورافض، تسعى العلامة التجارية إلى تقديم تجربة مذاقية استثنائية للعملاء الجزائريين. ويضيف تقرير القناة: أي إضافة وأي قيمة غذائية وأي كرامة في دجاج معفر بدماء سكان غزة الصامدة، وبالفعل من أصحاب «التجربة الرائدة» في إطعامنا هذا الأكل غير الصحي والمقرف وفوق كل ذلك طعام على جثث أهلنا في غزة؟ .
هناك من أجاب بأن الأمر يتعلق برجل أعمال لبناني وآخر إماراتي؟ وعلى صفحة « عامر شافع» نقرأ ما يلي: تأكد افتتاح مطعم « KFC « في الجزائر، وقد قام مجموعة من الشباب بوقفة (احتجاجية) أمامه. المطعم يدعي في حسابه على الإنستغرام بأنه لايدعم، لكن لم يخبرنا ما الذي لايدعمه. هذا الحساب، الذي لاندري إن كان حقيقيا أم مزيفا، يتابع وبكل وقاحة حساب فرع الشركة في الكيان الصهيوني. المطعم دخل الجزائر بالتعاون مع شركتي «أزاديا» و«سيفيتال». إذا لم يتم غلق هذا المطعم ستأتي بعده كل الشركات المملوكة لأساطين الصهاينة مثل «ماكدونالدز» وستاربكس» وأمثالها. حتى بمنطق اقتصادي هل عجزنا عن قلي الدجاج وتحضير القهوة بأنفسنا ليأتينا الأمريكي والصهيوني؟»

حرب الزليج مرة أخرى

أثيرت ملكية الزليج وأحقيتها بين الجزائر والمغرب الشقيقتين، عام 2022 على خلفية قميص المنتخب الجزائري الذي صممته شركة «أديداس».
وأثارت القضية وقتها جدلا كبيرا وسباً وشتماً بين الطرفين لا ترقى إلى مستوى التراث المشترك بين البلدين، على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الإعلامية، وها هي القضية تعود بعد أن أودعت وزارة الثقافة الجزائرية ملفا لدى اليونيسكو لإدراجه على قائمة هذه المنظمة التمثيلية للعام 2025.
وبعد تصريح وزيرة الثقافة الجزائرية بذلك، ثار حفيظة المغاربة من حرفيين وغيرهم من المهتمين بالتراث، وخرجت الدعوة لوزارة الثقافة المغربية أن تتدخل، ويدخل البلدان في رحى تراثية لا تنتهي، والسبب عدم فهم اتفاقية اليونيسكو التي جاءت بفعل عكسي على الشعوب التي كأنها لم تكن تعرف أهمية تراثها وكأنها اكتشفته فقط في عام 2003. وما يهم أن هناك تدوينات تتضمن وعيا يخرج من دائرة الصراع المتفشية في الإعلام وغيره والمجيشة لعواطف غير نبيلة تسعى لترسيخ العداء بين الشعبين، ومن هؤلاء «أمين بنسهيلا» الذي دون على صفحته على فيسبوك: « حرب الزليج المضحكة، إلى متى يفيقو الشعوب الغلبانة أنهم ضحية مسرحية سياسية بين أنظمة حاكمة تصارع بعضها بعض من أجل مصالحها الخاصة وتستخدم شعوبها كدمى لتحقيق ذلك، وإذا انتهت المصلحة عاد كل شيء على ما يرام ، ولكم في حصار دول الخليج ومصر لقطر أحسن مثال، ربحوا العيب لبعضهم لفترة ما، والآن عاد حكامهم إلى إحياء العلاقات من جديد والمواطن المصري الغلبان أصبح يشعر بالخجل من المواطن القطري بعدما ضحكت عليهم حكوماتهم.» أما « أبتيس شريف « فكانت تدوينته مقتضبة: « من حرب البسوس في الجاهلية إلى حرب القفطان والزليج في الجاهلية.»

 كاتبة جزائرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية