المرزوقي في حوار مع «القدس العربي»: لا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي

حجم الخط
52

المطبعون مع العدو يحاولون إيهام الرأي العام بأنهم يسعون للسلام

وهذا ليس سلاما بل استسلام

سوسة (تونس) أجرى المقابلة نزار بولحية:

بحلول الرابع والعشرين من الشهر الجاري يكون قد مضى عام كامل على إعلان الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، الانسحاب من الحياة السياسية في بلاده. ورغم قلة ظهوره الإعلامي والظروف التي فرضتها جائحة كورونا، فقد قبل الدكتور المرزوقي، وبكثير من رحابة الصدر، أن يستقبلنا في بيته في سوسة على الساحل الشرقي لتونس للحديث حول عدد من القضايا والملفات التي تخص تداعيات قراره ترك العمل السياسي المحلي ودور المجلس العربي الذي يرأسه وإمكانية شغله لمنصب في إحدى المنظمات الدولية وقراءته للانتخابات الأمريكية وموقفه من قضية الرسوم المسيئة للرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- وتصوره لمسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ورأيه في مخرجات الحوار الليبي في تونس ومستقبل الوضع في الجزائر ثم رؤيته لحل القضية الصحراوية التي لا تزال تكبل الاتحاد المغاربي والمتمثل في ضرورة منح الصحراويين الحكم الذاتي ضمن المغرب وداخل المغرب الكبير كما قال ليختتم حديثه بتوجيه دعوة للسلطات السعودية بمناسبة استضافتها قمة العشرين لإطلاق سراح سجناء الرأي والسجناء السياسيين المعتقلين لديها ويجدد التأكيد في الختام على أن الحرب ضد الاستبداد العربي بدأت ولن تتوقف إلا بزواله.
وفيما يلي نص المقابلة:

■ أعلنت قبل عام من الآن “من الحياة السياسية في تونس وأكدت بالمقابل أنك لن تتخلى عن الدفاع عن قضايا الشعب التونسي. لكن ما حصل هو أن من تصفهم بالمنظومة القديمة استغلوا ذلك لإبعادك تماماً لا عن المشهد السياسي فحسب، بل حتى الإعلامي. وطوال عام كامل لم تظهر تقريباً إلا في وسائل الإعلام العربية والدولية مع غياب عن الإعلام المحلي. كما أن السلطات الحالية لم توجه لك أي دعوة لتقدم أفكارك ومقترحاتك حول الحلول الممكنة للأزمات التي تمر بها تونس مثلما فعلت مع مسؤولين سابقين. فكيف تنظر إلى ذلك وهل تعتبر أن إعلانك الانسحاب من الحياة السياسية كان هدية على طبق لمن أرادوا إبعادك عن الشأن العام في تونس؟
■ السؤال متعدد الأبعاد. أولاً فيما يخصني أنا انسحبت من الحياة السياسية الحزبية بمعاركها وصراعاتها ومشاكلها التي أخذت الكثير من وقتي وجهدي لكني لم أنسحب من الحياة السياسية في المطلق باعتباري مواطناً أعيش في هذا الوطن وأتابع آلامه وأعتبر نفسي مسؤولاً عنه مثل كل المواطنين خاصة أني دفعت خمسين سنة من أجله، ولذا فلن أتخلى عنه. لكني الآن خارج لعبة الصراع على السلطة ويمكنك أن تقول إنني في موقع “ستاند باي”، إذا وقعت تهديدات على الدستور أو على النظام الديمقراطي أو تهديدات خارجية فإنني آنذاك سأتدخل بكل قوة. فهذا وطني ولن أتخلى عنه أبداً.
أما مسالة تغييبي فهذا شيء طبيعي، فهناك قوى سياسية وإعلامية تريد أن تمسح ذكري تماماً من الوجود وكأنه ليس أنا من أدخل “النظافة” إلى قصر قرطاج ومن حارب الفساد ومن مهر الدستور ووقع عليه. إن هؤلاء يريدون فسخي من الذاكرة وهذا ما اعتبره تصرفاً صغيراً. وأريد فقط أن أذكر أني لما استلمت الرئاسة بادرت بزيارة الأستاذ أحمد المستيري في بيته لأخبره أننا سنواصل السير على نهج نضالاته من أجل تونس. كما زرت عدة مناضلين آخرين في بيوتهم. يعني أنني لم أدع أبداً أن التاريخ بدأ معي بل كنت مجرد حلقة من ذلك التاريخ. لكن هناك ناس تدعي الآن أن التاريخ بدأ معها وأنها الشخصيات الوحيدة في البلاد وأنا غير معني بما تقوله. أما بالنسبة للإعلام فسأكون صريحاً معك أنا أعتبر أن الإعلام التونسي قد أضر كثيراً بي وبالثورة وبكل ما أؤمن به وأنا آسف لذلك لأني ناضلت من أجل حرية الرأي والتعبير وكنت أول ضحايا للإعلام الحر الذي ناضلت من أجله. وأنت تعلم أنه ورغم كل ما جناه علي هذا الإعلام فإني لم أرفع قضية بأي صحافي. لكن لدي احتراز كبير من الإعلام التونسي في الوقت الحالي ولست مستعداً الآن للتعامل معه. إن هناك نوعاً من الحاجز النفسي بيني وبين هذا الإعلام الذي لعب دوراً مخرباً وهداماً وساهم في تشويهي وإسقاطي في الانتخابات وضرب الثورة وهو اليوم أحد أكبر المشاكل في تونس وطالما لم يتم إصلاحه فلن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في البلاد.
■ تترأس منذ ست سنوات المجلس العربي أو ما كان يعرف بالمجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية. هل تعتقد أن ما يقوم به المجلس الآن يجد صدى حقيقياً في الشارع العربي أو يؤثر في مسار الثورات والانتفاضات التي تحصل في بعض الأقطار العربية؟
■ لقد أسسنا المجلس العربي أنا والأخت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام وأيمن نور أبرز معارضي السيسي وعضدي الأيمن كما يقال عماد الدايمي ليجمع نخبة من الناس الذين يفكرون في الثورة ويجتهدون لاستنباط أفكار للمستقبل. يعني أنه ليس حزباً أو مجموعة لقيادة الجماهير بل هو عبارة عن مختبر للتفكير الاستراتيجي العربي. وقد بدأنا في العمل ونظمنا اجتماعاً كبيراً في إسطنبول منذ سنتين وحددنا التوجهات الكبرى لهذا العمل الفكري وللأسف الشديد جاءت جائحة كورونا وأوقفت العمل مؤقتاً ونبحث في صيغ جديدة.

الإعداد لكتاب «المراجعات»

■ يتحدث البعض عن إمكانية أن يسند إليك منصب دولي هام كأن يتم تعيينك مبعوثاً أممياً في إحدى مناطق النزاعات في العالم. فهل هذا وارد؟
■ في الوقت الحالي لم يعرض علي شيء من هذا القبيل. لكني مستعد أن أخدم حقوق الإنسان والديمقراطية في الوطن العربي وفي إفريقيا وفي أي مكان في العالم. غير أن كل شغلي الآن هو التفكير والإعداد لكتاب سميته “المراجعات” أراجع فيه نفسي وتجربتي وأبحث فيه عن الفكر السياسي في القرن الحادي والعشرين وأراكم فيه تلك الخبرة التي اكتسبها على مدى خمسين عاماً في المعارضة والصراع مع الأيديولوجيات القومية والوطنية والديمقراطية وسأحاول أن أجمع كل ذلك كي تستفيد منه الأجيال المقبلة. وكما قلت لكانا دائماً على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن، وخاصة إذا وقع تهديده داخلياً أو خارجياً.

بايدن أصلح مليون مرة من ترامب

■ لنتحدث الآن عن الانتخابات الأمريكية. لقد أبديت نوعاً من التفاؤل بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن. فهل تعتقد أننا سنشهد بالفعل انعطافة في السياسة الأمريكية تجاه عدة قضايا في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية؟ وهل سيكون بوسع بايدن أيضاً أن يسحب البساط من تحت أقدام الطغاة العرب ويوقف الحماية التي كان يوفرها لهم ترامب مما يفعلونه بشعوبهم؟
■ أنا أنظر للمسألة من عدة مستويات. وأولها مستوى العالم، فأنا لا أحصر نفسي في كوني عربياً مسلماً. فأنا أنتمي للإنسانية ولهذا فليس هناك شك في أن بايدن أصلح مليون مرة من ترامب من ناحية مصلحة البشرية. ويمكن القول إن تسعة وتسعين بالمئة من الأشياء التي تجعلني أفضل بايدن هي قبوله باتفاقية باريس حول المناخ. وربما لا يفهم الكثيرون أهمية قضية المناخ. ثم في الجانب الحقوقي هل يمكن أن تقارن بين شخص عنصري معاد للعرب والمسلمين والسود وشخص آخر يقول إنه سيرفع الحظر عن دخول المسلمين لأمريكا ويصرح أنه ضد العنصرية؟ فهل هناك إنسان عاقل يساوي بين الاثنين؟ إن المشكل هو أن العرب لا يفكرون إلا من زواية واحدة. لكني أقول إنه فقط لأجل قضية الاحتباس الحراري والعنصرية داخل أمريكا فإن الأفضلية لبايدن. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فكيف يقول البعض إنهما وجهان لعملة واحدة؟ الهمّ فيه ما تختار كما يقال وعربياً لو انتخب ترمب لرأيت التهاب الثورة المضادة على الأقل سيحاول المستبدون التخفيف من غلوائهم وربما يؤدي هذا لسراح بعض المعتقلين.

ترامب ليس رئيساً عربياً

■ في علاقة بالانتخابات الأمريكية هل تتوقع حصول اضطراب أو حتى فوضى من هنا إلى حلول موعد تسليم السلطة في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل؟
■ أنا لا أقرأ الفنجان. أنا فقط أتابع ما يجري في أمريكا بشكل دقيق. لقد كان هناك تخوف من حصول فوضى إبان الانتخابات لكن هذا لم يحصل مما يدل على أن الديمقراطية الأمريكية قوية. غير أن هناك الآن من يحاول التشكيك في النتائج. وخلافاً لما قد يعتقده البعض لا يجب أن تنسى أن ترامب ليس رئيساً عربياً أي أنه ديكتاتور يتحكم في كل شيء. فأمريكا دولة مؤسسات وهو لا يملك دوليب الدولة، وبالتالي فلا خوف من حصول فوضى وسيطرد شر طردة وسننتهي من هذا الكابوس ومن هذا النوع من الزعماء الشعبويين. وأنا أرى أن هزيمة ترامب هي هزيمة الشعبوية وهذا جيد ويدل على أن الديمقراطية لا زالت لها مخالب وأنياب.

اليمين المتطرف الفرنسي يتغذى

من الحركات الإسلامية المتطرفة

وهي بدورها تتغذى منه

■ لننتقل الآن إلى قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- هل تعتقد أن الرد على تلك الإساءة يكون بمقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية لأن الطبقة السياسية الفرنسية كما يرى البعض لن تغير مواقفها من المسألة ما لم تشعر بأن المصالح الاقتصادية لفرنسا قد باتت مهددة بشكل من الأشكال؟
■ أنا أخذت موقفاً واضحاً وصريحاً في هذا الموضوع وأدنت تلك الرسوم وتحملت مسؤوليتي. وأستغرب كيف أن الزعماء العرب لم يتحدثوا عن ذلك، هذه النقطة الأولى. أما النقطة الثانية فهي أنني دائماً ما أقول إننا لسنا في حرب مع فرنسا ولكننا في حرب مع اليمين الفرنسي المتطرف. وهذا اليمين المتطرف الفرنسي يتغذى من الحركات الإسلامية المتطرفة وهي بدورها تتغذى منه. وبالتالي فلا يجب أن نسقط في فخ المزايدة بين التطرفين لبعث الانشقاق والفرقة بين الشعوب. وأنا أعتقد أنه يجب على الحكومات العربية والإسلامية أن تكون واضحة وصريحة في التعبير عن رفضها المس بالمقدسات وأن تبلغ فرنسا ذلك. وبالمقابل فإننا يجب أن نتحكم أكثر في أعصابنا وأن لا نرد أو ندخل في مناكفات أو مزايدات قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
■ الإعلان عن عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، هل سيكون برايك مبرراً لالتحاق دول عربية أخرى بقطار التطبيع واقتناعها بما قاله وزير خارجية البحرين، الأربعاء الماضي، في مطار بن غوريون من أنه “حان الوقت لأن ننتهج سياسات أخرى للتوصل إلى حل شامل يحقق الازدهار والنماء للجميع”؟
■ إن أكبر خديعة يقوم بها هؤلاء هي محاولة إيهام الرأي العام بأنهم يسعون إلى السلام. وأنا أقول هذا ليس سلاماً، بل استسلام. من لا يريد السلام؟ نحن نريد السلام بإنهاء معاناة الفلسطينيين وفك الحصار عن أخوتنا في غزة لكن ليس بالاستسلام. والقضية إذن ليست التطبيع أو عدم التطبيع وبين قوسين فلفظ التطبيع خاطئ. فما معنى التطبيع؟ هل كانت لنا علاقات طبيعية في السابق لنعود الآن إليها؟ إن القضية -كما قلت- هي إما سلام أو استسلام. ونحن مع السلام، أما هؤلاء فهم مع الاستسلام. نحن نريد سلاماً حقيقياً مبنياً على احترام حقوق الشعب الفلسطيني، أما هؤلاء فهم مستعدون لرميها والاستسلام مقابل توفير الحماية لهم. وإذا نظرت إلى الأسباب التي تدفع دولاً كالبحرين والإمارات إلى الاستسلام فستجد أنهم يساومون أمريكا بورقة فلسطين لتحميهم من البعبع الإيراني ومن الثورات العربية. هذه هي كل القصة. أما نحن فلسنا بحاجة إلى تلك الحماية ويجب أن نستمر في القول نعم للسلام لا للاستسلام.

حفتر والعراب الإماراتي لن يسمحا بانتخابات ليبيا

■ دعنا نتحدث الآن عن ليبيا. كيف تنظر إلى الإعلان في أعقاب جلسات منتدى الحوار الليبي في تونس عن تنظيم انتخابات عامة في ليبيا في ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل. هل ترى ذلك ممكناً في ظل حالة الانقسام التي تشهدها وحدة الاستقطابات والتدخلات الخارجية فيها؟
■ لا أعتقد أن ذلك الحل سيكون ممكناً. وللأسف الشديد فإن ما حصل هو إرجاء المشكل. والأكيد هو أن هناك أطرافاً إقليمية ستتدخل، فحفتر والعراب الإماراتي الذي وراءه لن يسمحا مثلاً بذلك. وللأسف، بالنسبة للشعب الليبي فالطريق ما زالت طويلة للوصول إلى السلام. وهذا بفعل التدخلات الخارجية. والاستنتاج الذي يدل عليه ذلك هو أننا أصبحنا أمة تحت الوصاية. فهناك الآن تقريباً ثلاث أو أربع دول عربية غير موجودة فعلياً كدول مستقلة أي تحت الوصاية المباشرة. فمن يتحكم في القرار الليبي اليوم للأسف هي الأطراف الخارجية وإخوتنا الليبيون هم ضحايا لفقدانهم استقلالهم، أما أغلب الدول العربية الأخرى فهي تحت الوصاية المقنعة. والمعركة اليوم في الدول العربية هي وبالقدر نفسه استعادة الاستقلال الوطني ومحاربة الاستبداد.

يجب على الحكومات العربية والإسلامية أن تكون

واضحة وصريحة في التعبير عن رفضها المس بالمقدسات

الملف الصحراوي

■ بخصوص الملف الصحراوي وبعد التوتر الأخير وما حصل في منطقة “الكركارات” لاحظنا نوعاً من الصمت الرسمي في بلدين مغاربيين هما تونس وموريتانيا. هل ترى الأمر مبرراً؟ وهل تعتقدان مثل ذلك الموقف قد أنهى فعلياً آخر فرصة لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي؟ ثم هل ترى أن تمسك تونس وموريتانيا بالحياد في هذا الملف بالذات ما زال الآن مناسباً؟
■ أنت تعلم إلى أي مدى أنا مغاربي سعيت وأسعى إلى الدفع بهذا المشروع. لكن من الواضح أن هناك قوى مصممة على إجهاضه. وبالتالي فكلما تقدمنا ووجد حل معقول للمشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي داخل المغرب واتحاد مغاربي كبير إلا تقوم قوى معينة بنوع من الضربات الإرهابية لمنع ذلك. والناس التي تتحمل مسؤولية إفشال المشروع المغاربي هي التي تقف وراء عمليات البوليزاريو الأخيرة التي لا هدف من ورائها إلا منع أي تقارب أو تحقيق للحلم المغاربي. وأنا لدي أمل في أن التغيير الذي سيحصل في الجزائر بتغيير القيادات وبالحراك وبالديقراطية سيأتي بجيل جديد من الحكام تكون لهم الشجاعة والوطنية ليفهموا أن هذه السياسة التي ضيعت علينا أربعين عاماً يجب أن تنتهي وينبغي علينا اليوم أن ندخل في عملية إيجابية للتقارب بين الشعوب. فلا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي في حين إن هؤلاء يجدون أنفسهم معززين ومكرمين داخل اتحاد مغاربي وضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية. نحن نريد توحيد الدول ولا نريد إعادة التقسيم. لأنه إن قبلنا بذلك فما الذي سيمنع غداً من المطالبة بتقسيم الجزائر أو تونس؟ لقد كنا للأسف الشديد رهائن لدى مجموعة في النظام الذي ثار ضده الشعب الجزائري. وأملي الكبير في أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين الذي سيأتي به الحراك والديمقراطية هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير الذي لن يكون بالبوليزاريو وبتقسيم المغرب.
■ لكن هل ترى أن الحياد التونسي والموريتاني في ملف الصحراء ما زال له معنى؟
■ لا ليس لم يعد له معنى ولم يعد ممكناً. إن مستقبلنا في الاتحاد المغاربي. والاتحاد معطل بسبب هذه المسألة. طيب كيف نتجاوزها؟ هناك حل وهو الحكم الذاتي داخل المغرب ثم بناء اتحاد مغاربي أوسع يضم الصحراويين وباقي مكونات الشعوب المغاربية.
■ هل تقول إذن بناء الاتحاد المغاربي يمر من خلال قبول كل الأطراف بحل المشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي للصحراء داخل المغرب؟
■ طبعاً بالضبط. وهذا هو موقفي دائماً وأبداً.
■ لكنك خلال فترة حكمك لم تقل ذلك بوضوح. لقد ظل الموقف الرسمي التونسي في تلك المسالة حتى حين كنت رئيساً محافظاً على الحياد.
■ لا لا… من بداية الثورة إلى حين رحيلي عن الحكم كان موقف النظام الجزائري القديم مني ومن تونس سلبياً وسلبياً جداً حتى لا أقول أكثر. لماذا؟ لأنهم كانوا يعرفون أن موقفي وموقف تونس هو عدم الإيمان بالرؤية الجزائرية لملف الصحراء.
■ عفواً، ولكننا لم نسمع منك خلال مدة حكمك أي تصريح بذلك.
■ كنت أسعى خلال فترة حكمي إلى جمع القادة المغاربيين وطلبت منهم الاجتماع في تونس. وقد قبلوا كلهم عدى قادة الجزائر وكنت أفكر في أن أعرض عليهم في ذلك الوقت عدة مقترحات وهي أولاً مسألة الحريات الخمس، أي حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية للمغاربيين في الدول الخمس ثم إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار الحكم الذاتي. وكانت هناك فكرة تروج في أن يكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي إن وافق المغرب بالطبع. كل هذه الأفكار في إطار حسن النوايا كان بوسعها تحريك الملف في مصلحة الشعوب والدول، لكن الحسابات الخاطئة والأحقاد القديمة غلبت للأسف.

بعبع الدولة المخابراتية العسكرية في الجزائر انتهى

■ قبل خمسة شهور تقريباً قلت لي إن الحراك الجزائري قد حقق مطالبه.. الآن وفي ظل الظروف الحالية، هل ما زلت تعتقد في ذلك؟
■ إن مطلب الحراك كان في الأساس إنهاء احتقار الذكاء الجزائري والكرامة بخصوص إعادة ترشيح شخص كان عجزه لا يخفى على أحد وإنهاء سيطرة مجموعة معينة. وهذا أعتقد أنه تحقق وعندي قناعة أن بعبع الدولة المخابراتية العسكرية في الجزائر قد انتهى وأنه مات في عقول وقلوب الجزائرين وأنهم لم يعودوا يشعرون بالخوف من الدولة العميقة، ولدي قناعة أن الجزائر في السنوات العشر المقبلة ستكون جزائر مختلفة بحكم تجدد الطبقة السياسية، وأنا لدي ثقة تامة في الشعب الجزائري سيقدم لنا في السنوات العشر المقبلة قيادة سياسية جديدة ستبني الاتحاد المغاربي وستفتح الباب للأحلام التي أمني بها نفسي منذ سنوات.
■ تستضيف السعودية غد ٍالسبت قمة العشرين التي تعقد هذه المرة افتراضياً وعن بعد. كيف تنظر لمثل هذه الاجتماعات وهل تراها مجدية؟
■ ربما سيكون النفع الوحيد لهذه القمة هو إطلاق سراح لجين الهذلول وبقية المناضلات والشيوخ والعلماء المعتلقين ومنهم الشيخ العودة. وإذا لم يطلق النظام السعودي سراح مجموعة كاملة من المعتقلين السياسيين إسلاميين وعلمانيين فتكون بالفعل معرة لقادة الدول الغربية المشاركة في القمة لأن حضورهم معناه أنهم يوافقون على السياسات القمعية وهذا سيضرب مصداقيتهم أكثر فأكثر لدى أربعمئة مليون عربي. وأنا آمل أن تبادر السلطات السعودية بإطلاق سراح كل المعتقلين قبل القمة.

موجة ثالثة للربيع العربي

■ قلت لي في مناسبة سابقة إن الثورات العربية مستمرة. لكن ما نراه الآن في الواقع هو أن الاستبداد العربي متواصل. هل ما زال لديك أمل في صحوة مقبلة للشعوب العربية؟
■ أرجع لما كان يقال مثلاً في 2009 في برنامج الاتجاه المعاكس من أن الشعوب العربية انتهت لكن بين عشية وضحاها قامت الثورة. ثم في 2013 عادت الدكتاتورية في مصر وقال البعض إن الربيع العربي مات وصار ما صار في تونس واليمن وسوريا وليبيا. لكن ماذا حصل بعدها؟ انتفاضة في السودان ولبنان والجزائر والعراق. والآن يقولون الشيء نفسه. انتظر وسترى في العشرية الثانية للثورة موجة ثالثة في نفس البلدان وبلدان أخرى. إن المسار قد انطلق وهو يشبه مسار انطلاق المعركة ضد الاستعمار. فهل توقفت تلك المعركة لأنه حصل تعطل في بلد ما. لقد تواصلت إلى أن خرج الاستعمار. نحن الآن في الوضع نفسه. إن الحرب ضد الاستبداد بدأت، هي لن تتوقف إلا بزواله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أسامة حميد -الصحراء المغربية:

    ” أشاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بالقرارات التي أمر بها جلالة الملك لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية بمنطقة الكركارات بالصحراء المغربية.
    كما هنأ جلالته على نجاح هذه العملية وإعادة فتح المعبر أمام المرور الآمن للأشخاص والبضائع من المملكة المغربية في اتجاه الدول الإفريقية جنوب الصحراء.
    وبهذه المناسبة، عبر جلالة الملك عبد لله الثاني لجلالة الملك عن رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية. وستقوم وزارتا الخارجية في البلدين بالتنسيق لوضع الترتيبات الضرورية لذلك.
    وقد عبر جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني، عن تقديره وامتنانه لهذا القرار الهام الذي يندرج في إطار المواقف المؤيدة التي ما فتئت المملكة الأردنية الهاشمية تعبر عنها بشأن قضية وحدة المغرب الترابية”. منقول من جريدة هسبرس المغربية.

  2. يقول مريوم:

    وتبقى تونس هي منبع الحكمة والحكماء كثر الله من امثالك أيها الشهم وزيت باقي بلدان المغرب الكبير بمثل حصافة رأيك وإنصافك فإن لك من إسمك حظا وفيرا

  3. يقول _خليل_@ عين باء:

    مشكل الصحراء المغربية افتعله الفكر الانقلابي العسكري و لا مكان له في زمننا

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    ” فلا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي ” إهـ
    هذا الكلام يا سيادة الرئيس قد يكون مقبولاً سياسياً, لكنه غير مقبول حقوقياً البتة!
    هناك دول بأوروبا أصغر بكثير من الصحراء وأقل سكاناً منها!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول jimmy:

      اتقي الله وكفانا تفرقة المسلمون يجب ان يتوحدو وليس العكس انت تدو الى تفرقة وانت مشرد في بلد غير بلدك الجزائر بلد النفط

    2. يقول jimmy:

      اتقي الله وكفانا تفرقة المسلمون يجب ان يتوحدو وليس العكس انت تدعو الى تفرقة وانت مشرد في بلد غير بلدك الجزائر بلد النفط

    3. يقول نوفل ماليزيا:

      الحقد على بلد فقط لانه حقق مكتسبات إقتصادية وتنموية هو شعور دوني لا يرقى لمستوى الانسانية. علينا ان نتحد ونعمل سويا للوقوف جنبا الى جنب ضد من يريدوا تمزيق ما يجمعنا. الدين نهى عن ذالك فلماذا تتجاوزوا الشرعية الدينية؟

    4. يقول صاحب راي:

      تتكلم عن الحقوق و تتكلم عن اوروبا،
      هل قبلت الدول الاروبية حق تقرير المصير الشعب الكتلاني او الباسكي ؟
      هل قبل ابراهام ليلكلن باستقلال الجنوب الامريكي عن الحكومة الفدرالية؟
      هل قبلت فرنسا حق تقرير مصير شعب كورسيكا؟
      هل قبلت بريطانيا خق تقرير المصير الشعب الإيرلندي؟
      لماذا تصرون فقط على تفكيك الدول المسلمة؟
      كلما طلعت اقلية قبلية في دولة ما تريدون اعطاءها دولة مستقلة كي ينشأ كيان ضعيف تستغله القوى الغربية و الشرقية كي تبتز به الدول المنطقة
      عجبا لكم

  5. يقول د. هشام عمارة. الجزائر:

    احترم كثيرا الدكتور المرزوقي لكن للاسف جانبه الصواب في الكثير ، كيف لحقوقي ضحى بعمره من اجل العدل و الحرية ان يدعو لحرمان شعب من ذلك فقط لانهم قلة، الشعب الصحراوي طلب بحقه في تقرير مصيره لا غير و ان يستفتى بحرية في قضيته فيختار اما البقاء ضمن المغرب او الانفصال كما حدث في كثير من الدول، و لا يخفى على الدكتور ان المغرب نفسه وافق على ذلك قبل ان يتراجع و يختلق الاعذار للتهرب من استحقاق الاستفتاء
    عن موضوع القنصليات، نقلت امريكا و بعض الدول التي تدور في فلكها سفاراتها للقدس و رغم ذلك فالقدس اراض محتلة بحكم القانون الدولي و بحكم اهلها الذين لم ولن يتنازلو

    1. يقول هيثم:

      المغرب هو أول من اقترح تنظيم الاستفتاء سنة 1981. لم يتهرب ولم يعرقل تنظيم الاستفتاء. الأمم المتحدة أقبرت الاستفتاء وتخلت عنه نهائيا منذ سنة 2001 لما تيقنت من استحالة تطبيقه بسب تضخيم اعداد الهيأة الناخبة من لدن الجزائر بعدد كبير من السكان لا علاقة لهم بالصحراء. القرار الأخير لمجلس الأمن كباقي القرارات منذ 2004 تجاوز الاستفتاء و أصبح يتحدث عن حل سياسي واقعي متوافق عليه. و هذا هو السبب الذي دفع الدولة الحاضنة البوليساريو إلى افتعال أزمة إغلاق معبر الكركرات.

    2. يقول أسامة حميد -الصحراء المغربية:

      لماذا لا تطبقون نظرياتكم على أنفسكم أولاً قبل إعطاء دروس حقوقية للآخرين؟ أليس شعب القبائل الذي يعد بالملايين أولا بتقرير المصير الذي تُنْدِنون حوله منذ نصف قرن؟ حكام الجزائر لا يهمهم تقرير المصير المزعوم ولا يحزنون بل الحقيقة الساطعة هو طمعهم في ممر إلى المحيط الأطلسي وهذا لن يكون أبداً. الدكتور المنصف المرزوقي كان رئيساً للجمهورية وهومطلع على الملفات وعلى خبايا الأمور ويعرف تلهف النظام الجزائري على ذلك الممر وقد أشار للمسألة بطريقة ذكية في حواره مع الأستاذ نزار المطلع الجيد هو الآخر على قضية الصحراء المغربية.

    3. يقول سعيد الركيبي:

      حسنا، لماذا لا تصنع الجزائر الحدث والمثال، وتحرج المغرب وغيره بتمكين الشعب القبايلي الشقيق من حق تقرير مصيره عن طريق إستفتاء حر ونزيه يختار فيه القبايلييون إما البقاء تحت حكم الجزائر الحالية أو الإنفصال وتكوين كيان حر ومستقل يضمن كرامة وخصوصية الشعب القبايلي؟
      إذا كان للمغرب POLIZARIO فللجزائر MAK.

    4. يقول عبد الله:

      المغرب لم يتهرب و لم يختلق اعذارا بل بالعكس هو اول من طرح حل تقرير المصير و الاستفتاء في نيروبي
      لكن البوليساريو بدات تقصي فجاة قبائل صحراوية من الاستفتاء مما خلق مشكلة تحديد هوية المستفتين
      وبعد دراسة الممنطقة المتنازع عليها و تناول الامم المتحدة عملية تحديد الهوية خلصت الى التالي :
      ضحت عملية تحديد الهوية مهمة مستحيلة بسبب الطابع القبلي والترحالي للساكنة الصحراوية.
      ـ اعترف عدد من المسؤولين الآمميين بعدم قابلية الاستفتاء في الصحراء للتطبيق. ومنـــذ سنة 2004، لم يعد مجلس الأمن يشير إلى هذا الإجراء، بل يحث على ضرورة البحث عن حل سياسي، متفاوض بشأنه و مقبول من جميع الأطراف.
      لذلك لا يمكن تطبيق حل الاستفتاء
      لذلك لا يمكن ان نعطي حق التصويت عشوائيا فهذا يتناقض مع نص حق تقرير المصير اصلا
      اما بخصوص القنصليات فالمغرب يعتبر الارض ارضه و له حق في ان يفعل فيها ما يشاء
      اما بخصوص مقارنة مشكل الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية الذي ينتهجه بعض الجزائريين هو محاولة لذر الرماد في العيون من اجل كسب التعاطف فالقضيتان واضحتان كل الوضوح هذا من جهة و من جهة اخري فهذا اهانة للقضية الفلسطينية و انقاص من قدرها
      و السلام عليكم

    5. يقول Abdelmalek Moussa:

      هناك شعب جار وشقيق قرر مصيره وانتخب الاسلاميين لتسيير البلاد. وانقلب جيشه ‘الشعبي الوطني’على الشرعية وتسبب في قتل ربع مواطن جزائري.من فضلكم احترمو عقولنا

    6. يقول خالد الزناتي:

      السيد المرزوقي محق في تبرير مساندته دعم مساعي الإتحاد وإلا ما الذي يمنعنا بعدها من قبول تقسيم الجزائر أو غيرها من بلدان المنطقة؟ شعب الطوارق لم يكن يوما في التاريخ على امتداد قرون خاضعا لسلطة حكم بلد من شمال إفريقيا حتى أخضعه الإستعمار الفرنسي بداية القرن العشرين بقوة الحديد والنار وصادر أراضيه التاريخية ليلحقها بمستعمراته, اليوم لا زال شعب الطوارق تنهب ثرواته ؤيعاني التهميش والإقصاء, فثروات الغاز توجد أساسا في أراضي الطوارق التاريخية تامنراست وإليزي, وإن كان من شعب أولى بتقرير مصيره في المناطق الصحراوية فهو شعب الطوارق وفق كل القوانين الدولية و الحقوق التاريخية.

    7. يقول د. هشام عمارة:

      الاخوة المغاربة أؤكد انني لست ضد وحدة المغرب و الصحراء الغربية ولكن بموافقة شعب الصحراء و للاسف لم يقم المغاربة بأي جهد في اتجاه اقناع الصحراويين بجدوى الوحدة بل استمر انكار حتى وجود و تميز هذا الشعب المظلوم مما يذكرنا للاسف بنظرية ارض بلا شعب سيئة الصيت
      بدلا من مواصلة الانكار على المغرب الاسراع في تأليف قلوب الصحراويين و اقنعهم ان بقاءهم مع المغرب قوة لهم وووو هناك الكثير مما يمكن للمغرب تقديمه بدلا من الاضطهاد و التهجير و المنفى و ربما يمكنكم دراسة لماذا انفصل جنوب السودان و لماذا بقيت اسكتلندا ضمن بريطانيا ….و قضية المقايضة التي يرددها بعضكم الصحراء مقابل القبائل لا تجدي نفعا و النفخ فيها لن يوصل لاي شيء لأسباب تاريخية و موضوعية ليس هنا مكان توضيحها

    8. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      @د. هشام عمارة
      .
      يا اخي .. كل هذه الشروحات لك من طرف الإخوة و الأخوات.. و انت تركيا عل شيئ لم يوجد في التاريخ تسميته شعبا ..
      .
      يا اخي .. حمولة قول السيد المرزوقي يجب فهمها سميائيا و ليس رياضيا و لاحسابية و لا إملائيا..
      .
      الرجل يقول بالواضح .. لا يوجد شعب صحراوي في جنوب المغرب .. و الا فيوجد شعب صحراوي و آخر تارقي في جنوب الجزائر ..
      .
      اخي الكريم .. اذا زلت مصرا على استعمال مصطلح شعب و الدي تأرخ الجزائر لدولته .. فاعطينا رجاءا فقط اسم عملة هذه الدولة.
      .
      رجاءا أن لا تعود إلينا بجواب تقول فيه .. انني أتفهم كل شيئ.. و اعرف كل هذا.. و و و .. فهمتويني خطأ … …. لكن الشعب… الخ …

  6. يقول بن الحبيب ميمون:

    مشاء الله عليك والله انت انسان حكيم دكتور

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      ما شاء الله

  7. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    توضيح رجاءا .. للنقاد و المعاويل ..
    .
    ما كتبته ليس شعرا .. و ليس نثرا .. و لا شيئ معروف .. انه سباحة على وزن بحر ..
    .
    سباحة حرة في بحر المحيط الأطلسي.. و تحديدا على شاطئ معبر الكركارات ..

  8. يقول أحمد السنوسي:

    التساؤل حول مبررات الصمت الرسمي للبلدين المغاربيين حول أزمة معبر الكركرات مشروع والإجابة عليه معلومة فحكومتي تونس وموريطانيا تتحاشيان إتخاذ مواقف تثير حنق الدوائر الحاكمة في الجزائر في ما يخص النزاع المغربي الجزائري على الأقاليم الصحراوية لاعتبارات أمنية وأخرى اقتصادية لا تخفى على أحد. لن أستغرب بعد نهاية العهدة الرئاسية للرئيس الحالي السيد قيس سعيد أن يصرح بنفس القناعات التي عبر عنها السيد المرزوقي اليوم. المسؤولين في كلا البلدين الشقيقين يدركون أن استياء المغاربة من رضوخهم لابتزازات النظام الجزائري لا ينعكس سلبا على العلاقات مع المغرب وعلى مصالح البلدين الحيوية, لكن في المقابل استفزاز النظام الحزائري بخصوص قضية دعمه للحركة الإنفصالية *البوليس آريو* سيجر عليهما بلا شك مضايقات وضغوط لا يرغبان في تحملها. لكنني لا أوافق الرأي السيد المرزوقي حين قال : (أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير) لأن كل المؤشرات تشير إلى عكس ذلك ما دام مسؤولون كبار في الدولة الجزائرية صرحوا في الأشهر الأخيرة أن المغرب يشكل العدو الكلاسيكي لهم!! آخرهم رئيس الأركان الجزائري السعيد شنقريحة.

  9. يقول شهاب الجزائر:

    المرزوقي و تصريحاته كأنه يعيش في المدينة الفاضلة شعوب لم تتفق أفرادها كيف تتفق فيما بينها . صرخة في واد سحيق.

  10. يقول A. Z:

    كلام الدكتور المرزوقي قمه في الاعتدال و العقلانيه و المنطق . يجب على د. المرزوقي الأخذ بعين الاعتبار عن تنظيره المعتدل المبني على الأسباب و الحجج و الدلائل دون النظر إلي العاطفه و المشاعر. حكمه هذا الرجل لا يشوبها شاءبه.

    1. يقول الذهبي:

      أنا تونسي أتابع الشأن العام والدولي أعتز كثيرا بهذا الرجل العملاق الذي قزمه الإعلام التونسي الفاسد إنه الرجل الصادق المفكر الذي يتميز عن غيره من السياسيين التونسيين بالمحافظة على المبادئ منذ بداية نشاطه السياسي حتى وإن كان عارفا أن ذلك سيضره سياسيا فهو لا يعرف المجاملة والنفاق وأعتقد أنه الرجل الوحيد في تونس حاليا المؤهل لتوحيد القوى السياسية مهما اختلفت مشاربها وكم أتمنى أن يجد حقه السياسي في المستقبل القريب حتى وإن تقدم به السن فإن عطائه لا يزال غزيرا…

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية