المغرب يكثف حملته الاعلامية والدبلوماسية ضد الجزائر

حجم الخط
29

الرباط ـ ‘القدس العربي’: كثف المغرب حملته الاعلامية والدبلوماسية ضد الجزائر في اطار المواجهات التي اندلعت بين البلدين على خلفية رسالة بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لندوة افريقية لدعم جبهة البوليزاريو عقدت في العاصمة النيجيرية ابوجا اتهم فيها المغرب بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان الصحراوي، ودعا الامم المتحدة لتوسيع صلاحيات قواتها المنتشرة بالصحراء لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها لمجلس الامن، وهو ما اعتبره المغرب تصعيدا من اعلى سلطة بالجزائر ضد وحدته الترابية.
وقرر المغرب سحب سفيره من الجزائر للتشاور كخطوة احتجاجية مع حرصه على عدم التصعيد وبالوقت نفسه يقوم بحملات اعلامية وتحركات دبلوماسية لتوضيح موقفه. وفي هذا الاطار التقى وزبرالخارجية المغربي صلاح الدين مزوار سفراء الدول العربية والافريقية والدول الدائمي العضوية في مجلس الامن بالاضافة للقائه قادة الاحزاب المغربية وبرمجة لقاء مع البرلمان.
وقالت مصادر دبلوماسية مغربية ان مزوار قال ان قرار المملكة استدعاء سفيرها المعتمد بالجزائر للتشاور، جاء على إثر التصعيد في مواقف الجزائر والتي وصلت أوجها، خلال الكلمة التي ألقيت باسم الرئيس الجزائري في أبوجا.
وأوضح مزوار أن’الحملة العدائية للجزائر ضد المغرب بلغت ذروتها إثر توجيه الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يوم 28 أكتوبر الجاري، رسالة إلى ندوة انعقدت في أبوجا، تضمنت العديد من المغالطات، واكتست طابعا عدائيا واضحا تجاه المغرب، واستفزازا خطيرا، كما اشتملت ادعاءات تضليلية وعبارات غير مسؤولة وغير مقبولة في حق المغرب، وهي معطيات تؤكد موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف’.
وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية ان الجزائر ‘بدل الانخراط في المساهمة بجدية في البحث عن حل سياسي فإنها تتجه من خلال هذه الرسالة إلى قضايا هامشية ومناورات تسويفية تعرقل العمل السياسي وتمدد من الوضع الراهن في المنطقة’، مشددا على أن الإصرار على استهداف المغرب لن يصرف أنظار الشعب الجزائري الشقيق عن انشغالاته الفعلية وانتظاراته المشروعة.
واعتبر أن هذه التصرفات المؤسفة والمتكررة تتعارض كليا مع الإرادة الصادقة التي أبداها دائما المغرب لإرساء علاقات أخوية، وعلاقات تعاون وحسن جوار مع الجزائر، وذلك بهدف النهوض بالاندماج المغاربي ورفع التحديات المتعددة التي تواجهها المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية المغربية ان مزوار سجل أن قرار استدعاء المغرب لسفيره المعتمد في الجزائر للتشاور، جاء عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك بعد أن شهدت الشهور الأخيرة تصاعدا في الحملة الموجهة ضد المغرب، بدأت بتصريحات وأعمال عدائية من قبل مسؤولين جزائريين، وحملات مغرضة من طرف الإعلام الرسمي الجزائري.
وقال إن المغرب ‘كان دائما يتعامل مع كل التصريحات من منطلق المسؤولية والعمل على إيجاد حل سلمي سياسي عادل للنزاع حول قضية الصحراء المغربية وتسهيل مأمورية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، غير أنه ‘عندما تمس مصالحه وأساسا قضيته الوطنية، فإنه يتخذ موقفا حازما’.
واكد وزير الخارجية المغربي ان بلاده ‘ستتعامل دائما بروح المسؤولية وحسن الجوار والرزانة والتفكير في المستقبل وفي البناء المغاربي من أجل إرساء تكتلات قادرة على مواجهة التحديات المطروحة على مستوى المنطقة في ما يخص الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية
ووصفت الجزائر قرار الحكومة المغربية بكونه ‘غير مبرر’، ويشكل ‘تصعيدا مؤسفا يستند إلى مبررات زائفة تمس بسيادة الجزائر، التي لا تحتمل مواقفها المبدئية بخصوص القضايا الإقليمية والدولية أي تشكيك تحت تأثير تدخلات أجنبية’.
وقال بلاغ لوزارة الخارجية الجزائرية اول امس الخميس ان ‘حملة التهجم المتواصلة على الجزائر التي يشنها بعناد جزء من الطبقة السياسية المغربية، والتي تناقلتها وضخمتها وسائل الإعلام العمومية لهذا البلد تتنافى وعلاقات الأخوة والتعاون، وحسن الجوار التي تربط بين البلدين’.
وتابع بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية بأن ما سماها ‘الحملة المغربية المتعمدة، وهذا التصعيد ينمان بكل وضوح عن الممارسة المعروفة التي ترمي إلى إضفاء طابع ثنائي على مسألة تقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة’. وأكد أن ‘الجزائر فيما يخصها تبقي على مجموع بعثاتها الدبلوماسية، والقنصلية في المغرب، ورؤساء هذه البعثات الذين يواصلون نشاطاتهم بشكل عادي’، مبدية أملها في أن ‘لا يتعدى هذا الفصل المؤسف في مجرى العلاقات الجزائرية المغربية بعده الفعلي، وأن يتم تجاوزه سريعا’.
واضاف أن ‘موقف الجزائر المبدئي حول ضرورة استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية لم يتغير البتة، وأن الخطاب الذي ألقاه وزير العدل حافظ الأختام في أبوحا يجدد التأكيد على ثبات هذا الموقف المعروف، والذي يحظى أيضا بدعم واسع من الاتحاد الإفريقي والبرلمان الأوروبي والعديد من الفاعلين الدوليين الآخرين’.
وقال رمطان لعمامرة في وقت سابق ان بلده ‘لا ترغب في صب المزيد من الزيت على النار’، الا ان مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية اتهم الجزائر بالتصعيد ضد المغرب، و’هو ما لا يُمكن تجاهله بأي حال من الاحوال’
وقال ان استدعاء السفير المغربي، ‘خُطوة أولى، سَتَليها خُطوات أُخرى لإعلان مَوْقف وَاضح يتم فيه استنكار ما حَصل من طرف الجزائر، سيما أن الموضوع لايتعلق فقط بموقف لإحدى الجمعيات الحقوقية أو لجنة من اللجان، بقدر ما يتعلق بأعلى سُلطة في الجزائر، وجهت رسالة تضمنت مجموعة من المغالطات وجب التصدي لها’.
واضاف ‘ لا يُمكن بأي حال التغاضي عن ذلك بأي وجه من الوجوه، سيما أن ما وقع تصعيد واضح، تم خلالها استعمال كلمات مثل الاحتلال، ومثل هذه الأمور تقتضي التعامل معها بصرامة’.
الى جانب ذلك تجندت الاحزاب المغربية لاصدار بيانات لادانة الجزائر وتعرف عدد من المدن المغربية التي تحتضن مؤسسات دبلوماسية جزائرية تظاهرات في محيط هذه المؤسسات. وقام متظاهرون اول امس بالدار البيضاء بمحاصرة القنصلية الجزائرية وانزال العلم الجزائري وقامت الشرطة باعتقال احدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول (الجزائر)didoudz:

    ارى ان الامور ضخمت اكثر مما تستحق ……مع ان الموقف الجزائري باق هو هو يا ترى مالذي راه الاخوة المغاربة جديد في هكذا تصريحات .على فكرة الامر لا حدث عند الشعب الجزائري ماعدا تزامن التصعيد مع رمزية اندلاع الثورة .المجد و الخلود لشهدائنا الابرار …………و تحية خاصة الى عبدالكريم الخطابي و شهداء حرب الريف

  2. يقول نوميديا نوميد الجزائر:

    اظن الجزائر ستبقى تدعم البوليساريو سياسيا وعسكريا حتى اخر رمق وما على الاخر الا تقبل امر الواقع , والان الكرة في ملعب المغرب ماذا يريد ان يفعل ؟

  3. يقول [email protected]:

    اولا على الحكومة المغربية ان تستوعب الدروس من مغالاطاتها للراي العام الداخلي ومحاولة تهريب مشاكلها الداخلية كما تهريب مخدراتها الى الجزائر هده نقطة وثانيا المغرب خاض حرب é(سنة مع جبهة البوليساريو من اجل تحرير اخر مستعمرة في افريقيا وثالثا الو م ا داهبة الى دعم مشروع دولي لتوسيع صلاحيات الامم المتحدة لحماية الصحرايويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية فالحملات الاعلامية المغربية هي مجرد وهم تقف فرنسا وراءه لتشجيع الرباط المرتبكة ساسيا وامنيا واجتماعيا هد بكل بساطة ما في الامر

  4. يقول جزائرية تزيرية:

    حرروا سبة و ملية من إسبان و بعد ذلك يمكنكم تحدث عن الصحراء!!!!!!

  5. يقول امازيغي:

    الامازيغ المغاربة لن يتقاتلوا مع اخوانهم الجزائريين .وما تحاول بعض صحف المشرق ان تصطاد في الماء العكر . نحن اذكياء جدا .صدقوني لن ينجح الامر و سنحل جميع مشاكلنا بهدوء شديد وبحكمة .انتهىى الامر

  6. يقول ماءالعينين الصحراوي:

    ان الجزائر لا تحتاج الى من يدافع عنها فهي دولة ذات سيادة تحصلت على استقلالها بالدم والمعانات وهزمت فرنسا وحلفائها وخرجو يجرون أذيال الهزيمة صاقرين 1962 ومن هنا فهي دولة مستقلة لها شعب طيب يحترم نفسه ثرواته كثيرة والحمد لله متشبثة بالدفاع عن المظلوم في جميع انحاء العالم اليس من قال نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة هو الزعيم هواري بومدين ان الجزائريات مازلن يلدن اكثر من بومدين وعليه هذا الشخص الجبان مزق العلم الوطني الجزائري بأمر من القصر الذي يتخبط في او هامه ان التاريخ ل يرحم والظلمون مالهم الهزيمة ومن هنا أقول كصحراوي اننا نحن الصحراويون نحترم الجزائر ونقدر موقفها ولن ننساه أبدا وسياسة المخزن ستفشل لان ما بنيا على باطل فهو باطل وعلم الثورة الجزائرية أقدس علم عرفه التاريخ وسيعرفه الى الابد 1 23 تحيا الجزائر وتعيش الجزائر

  7. يقول يوسف:

    يجب على كل باحث عن الحقيقة ان ان يتسائل لمادا المغرب يخشى الاستفتاء تقرير المصير ان كان كما يدعى ان كل الصحراويين الى جانبه ولمادا يخشى مراقبة المينورسولحقوق الانسان فى بلد لا يعترف له احد بالسيلدة عليه هل هناك ما يخفيه المغرب عن العالم وان كان نبشته منظمات دولية وازنة كهيومن راتش ووتش ومنظمة العفو الدولية ومؤخرا و قبل ايام الاتحاد الاروبى وفى ابريل الماضى كانت الولايات المتحدة الامريكية على وشك طرح الموضوع على مجلس الامن وان كان المغرب متؤكد فيما لايضع مجالا لشك ان الصحراء الغربية مغربية لمادا تتواجد الامم المتحدة هناك ولمادا يتفاوض مع البوليساريو فلمادا هدا التحامل على الجزائر

  8. يقول يوسف:

    آخر اوراق القصر المتبقية بعد ان اتضح له انه في طريق انسحابه من الصحراء الغربية بعد النكسات الديبلوماسية و الإعلامية و الإقتصادية على المستوى القاري و الدولي بخصوص هذه القضية الأممية بقيت لو فقط ورقة جر الجزائر الى هذا النزاع المفتعل من طرف مالك المغرب السابق الذي افتعل احتلال الصحراء الغربية عسكريا ليبعد عنه ضباط الجيش السامون بعد محاولتي انقلاب كادت تعصف بعرشه و اليوم مع بداية نهاية اكذوبة اطروحاته يسعى لخلط الاوراق من خلال اقحام الجزائر في النزاع الثنائي بينه و بين ممثل الصحراويين البوليساريو

  9. يقول ضاري فتحي:

    “انأ أشاكس جاري إذا فانا موجود ” أمسى مبدءا ترتكز عليه الأنظمة العربية (الآيلة للسقوط) كي تضمن وقتا إضافيا من الهدوء الاجتماعي

  10. يقول فتحي:

    عندما أقول “الجزائر” فلا أعني الشعب الشقيق بأي حال من الأحوال. إنما أعني من بيده سلطة القرار من القادة في الجيش والمخابرات. أما الشعب الشقيق، فآخر ما يمكن أن يفكر فيه هو خيانة الأفضال والمؤازرات التي ما فتئ أشقاؤه المغاربة يقدمونها له على الدوام، ابتداء من مساعدته على الاستقلال بالدم والدرهم، وانتهاء بإحجامه عن رد الصاع صاعين بدعم الانفصاليين عن الجزائر في الطوارق والقبايل، ولا أقول دعم الجهاديين في جبال الجزائر والصحراء الكبرى، فذلك أبعد ما يكون عن السياسة المغربية حتى لو كان هؤلاء الجهاديون ينخرون في عضد “العدو” الجزائري ويضعفونه، مرورا بالسكوت – ولو إلى حين – عن مطالبة الأمم المتحدة بفتح ملف الصحراء الشرقية التي سلمتها فرنسا للجزائر في ظروف استعمارية خالصة وخاصة… والتي يجب أن تعود إلى مالكيها الشرعيين المغاربة عاجلا أو آجلا…

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية