القدس في أول أيام رمضان.. قمع وحصار وأجواء حزينة بفعل إجراءات الاحتلال واستمرار العدوان على غزة- (فيديوهات)

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

القدس- “القدس العربي”:

بالنسبة للمقدسيين فإن ما عاشته مدينة القدس مساء أمس الأحد ويوم الاثنين (الأول من رمضان) هو تأكيد على صدق توقعاتهم فيما يتعلق بالنوايا الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى وتحديدا خلال شهر رمضان بعد أكثر من خمسة شهور على حصار المدينة.

وحمل اليوم الأول للشهر الفضيل تكذيبا كاملا دعمته المجريات على أرض الواقع لكل ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول أن إجراءات الاحتلال في القدس ستبقى كما كانت في رمضان العام الماضي حيث سيسمح للمسلمين بالتوافد إلى الأقصى وأداء الصلوات في ضمان للحرية الدينية.

عاشت مدينة القدس وتحديدا البلدة القديمة أجواء رمضانية حزينة بعد تعزيز للحصار على المسجد الأقصى

وعاشت مدينة القدس وتحديدا البلدة القديمة أجواء رمضانية حزينة بعد تعزيز للحصار على المسجد الأقصى منعت خلاله شرطة الاحتلال الشبان المقدسيين من دخول الأقصى، فيما استمر الحصار المفروض على مدينة القدس.

وبدت أسواق البلدة القديمة فارغة جراء تشديدات الاحتلال وحصاره على المدينة المقدسة وعدم السماح للمواطنين بالوصول إليها.

وغابت الإنارة وعمليات التجميل التي يجريها مواطنون وتجار في أحياء البلدة القديمة وأمام المحلات التجارية وذلك في حالة من التضامن العامة مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب عدوانية منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

وقابل قمع قوات الشرطة الإسرائيلية للمصلين الفلسطينيين في أول صلاة تراويح في الشهر الفضيل، توفير حراسة مشددة لاقتحام نحو 275 مستوطنا، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال التي شددت من إجراءاتها العسكرية في مدينة القدس المحتلة وتعرقل وصول المصلين للأقصى.

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، ونشرت آلاف الجنود، في ظل منع فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول للمسجد الأقصى.

وكان الحدث الأبرز إلى جانب قمع المصلين أن نصبت قوات جيش الاحتلال أسلاكًا شائكة على الأسوار المحيطة بباب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وبحسب محافظة القدس فإن هذا السلوك هو سابقة خطيرة حيث يحدث لأول مرة منذ عام 1967.

وأوضح مسؤول حركة “فتح” في البلدة القديمة ناصر قوس، أن الاحتلال يهدف من هذه الخطوة إلى منع دخول المصلين إلى المسجد الأقصى للصلاة.

ومساء الأحد، عرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المصلين لأداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى المبارك، وسط تشديدات عسكرية في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

ومنعت قوات الاحتلال الأهالي من الدخول لأداء صلاة التراويح من باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى، وذلك في انتهاك صارخ للمسلمين وتقييد حقهم في العبادة.

وتواصلت الدعوات للنفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وإعماره والصلاة فيه، في محاولة لحماية المسجد وكسر حصاره المتواصل منذ أكثر من خمسة أشهر.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال احتجزت المواطنين على أبواب المسجد الأقصى وأعاقت وصولهم إليه.

وأضافوا أن الاحتلال فرض قيودا على دخول الشباب للأقصى لأداء التراويح، وسمح بدخول النساء من سن 40.

ورغم كل القيود والتضييق المتوقع على المسجد الأقصى كانت دائرة الاوقاف الإسلامية بالقدس قد انهت استعداداتها لاستقبال ضيوف المسجد الأقصى بكامل طاقته.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، في حديث صحافي، إن فتح الأقصى للجميع وعدم فرض القيود ووقف التحريض، سيؤدي الى تهدئة الأمور.

وشدد على أن الأوقاف قامت بإنجاز كل الترتيبات الاستثنائية في المسجد الأقصى قبل شهرين من حلول الشهر الفضيل من ناحية اعداد البرامج الدينية منذ صلاة الفجر حتى بعد صلاة التراويح، والجانب الصحي من خلال الاتفاق مع “المركز الصحي العربي، الهلال الأحمر، المسعفين العرب، برج اللقلق، نوران، الشعلة، أمل، سما”، لضمان سلامة الوافدين الى الأقصى، وكذلك التكفل بوجبات الافطار في المسجد الأقصى.

وقال مفتي الديار الفلسطينية والقدس الشيخ محمد حسين إنّ الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإجراءات أمنية تعيق وصول المسلمين للمسجد الأقصى المبارك وتحديداً في أيام الجمعة من كل أسبوع.

ودعا الشيخ حسين في تصريح صحافي له إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وتجاوز حواجز الاحتلال والمعيقات التي وضعها في الطريق إلى القدس والأقصى.

وقال الشيخ محمد حسين: “الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يُصلي قرب الحواجز العسكرية التي تنصبها قوات الاحتلال لمنع وصول المصلين للمسجد الأقصى”.

وأضاف حسين: “بأي حال من الأحول لن تُغير هذه الظروف والحواجز من عزيمة وإصرار الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان وعلى مدار أيام العام”.

23 كتيبة ووثيقة

وعشية اليوم الأول من شهر رمضان المبارك؛ دفع جيش الاحتلال بـ 23 كتيبة إلى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وسط المخاوف التي تثار بما يتعلق بتصعيد وانفجار كبير في الضفة والقدس خلال رمضان.

وفي السياق، أجرى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، مناقشة أمنية مشتركة بين الوزارات حول مسألة نقص المساحة المخصصة للأسرى الفلسطينيين، ووجه وزارات المالية والحرب بتجهيز آلاف الأماكن للمعتقلين والأسرى الجدد بشكل عاجل.

وتم إصدار التوجيه بعد مناقشة قدم خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك تقييمهما بأنه خلال عام 2024 سيتم اعتقال آلاف الاسرى في غزة والضفة الغربية.

وخلال المناقشة، عرضت مصلحة السجون الإسرائيلية خططها لاستقبال أسرى على أساس إعداد أنظمة جديدة قصيرة ومتوسطة المدى.

ويأتي ذلك بينما كشفت وثيقة سرية مسربة لوزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت”، تحذر من انفجار كبير للوضع بالضفة الغربية المحتلة خلال شهر رمضان.

وبحسب الوثيقة، فإن الخوف من التصعيد في الضفة المحتلة والقدس خلال شهر رمضان، “سيدمر أهداف الحرب على قطاع غزة”.

وقال “غالانت” في الوثيقة إن هناك تصعيدا أمنيا قادما في شهر رمضان يتطلب تحويل قوات الاحتلال من غزة والحدود الشمالية إلى الضفة الغربية.

وتنقل الوثيقة عن غالانت قوله إن أسباب الانفجار المتوقع هي التحريض المتزايد والوضع الاقتصادي في الضفة والقدس والتصريحات التحريضية للسياسيين الإسرائيليين، وأوصى بتخفيف القيود على دخول الفلسطينيين للأقصى في سبيل تخفيف حدة التوتر.

وتتناول الوثيقة ضرورة اتخاذ خطوات في إطار استعدادات المؤسسة الأمنية لتصعيد محتمل في الضفة الغربية.

وتشير الوثيقة إلى أن التصعيد الأمني في الضفة الغربية “يصب في مصلحة حماس وإيران”.

ووفقا لغالانت، فقد قدم له مسؤولون أمنيون مرارا وتكرارا واقعا إشكاليا في الضفة الغربية يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة وقال: “لقد ذهبت المخابرات العسكرية والشاباك إلى حد تحديد ذلك تحت تحذير استراتيجي من اندلاع التصعيد في المنطقة”.

وبحسب وزير الحرب، فإن هناك عدة عوامل جعلت رمضان أكثر حساسية هذا العام منها اتساع نطاق عمليات المقاومة والتحريض على الشبكات الاجتماعية وتدهور الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وضعف الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

كما يشير غالانت إلى التصريحات غير المسؤولة من قبل عناصر سياسية إسرائيلية بشأن القدس والمسجد الأقصى قبل شهر رمضان، في إشارة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

ويشير غالانت في الوثيقة إلى أن “هناك فرصة حقيقية للتدهور إلى تصعيد غير ضروري في الضفة وفلسطين المحتلة عام 48 مما سيؤدي إلى تحويل الموارد ونظام المعركة من غزة بطريقة تضر بقدرتنا على تحقيق أهداف الحرب”.

وبحسب الباحث المقدسي المتخصص في شؤون المسجد الأقصى زياد ابحيص فإن مشاهد شرطة الاحتلال وهي تعتدي بالضرب على الشبان الذين أدوا الصلاة في سوق القطانين وتفرقهم بالقوة وتلاحقهم إلى خارج أبواب البلدة القديمة للقدس، وذلك بعد أن منعتهم من دخول المسجد الأقصى المبارك للصلاة تظهر بوضوح السياسة الصهيونية الواضحة بالتطبيق اليوم (مساء الأحد)، حيث “لسان نتنياهو وإجراءات بن غفير، في فرض ذات القيود لكن بتظليلها بطبقة من الخداع لتمريرها”.

وأضاف: “رغم مراوغة نتنياهو وتلاعبه بالألفاظ لنشر وهمٍ عن رفع القيود الأمنية الصهيونية المشددة عن المسجد الأقصى المبارك، الاحتلال يمنع الشبان من الدخول لصلاة العشاء ويهاجم المصلين الوافدين للأقصى من باب القطانين، ليستديم بذلك حصاراً مفروضاً على المسجد الأقصى منذ 16-9-2023 وقد بات عمر هذا الحصار يقترب اليوم من ستة أشهر”.

تنديد رسمي

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين إن إسرائيل تحول الضفة الغربية بما فيها القدس إلى ثكنة عسكرية، للتنكيل بشعبنا، ولتضليل العالم بأنها مُستهدفة.

وقالت الخارجية في بيان صحافي وصل الـ”القدس العربي” نسخة منة، إن دولة الاحتلال تتعمد نشر ما يزيد على 23 كتيبة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وكأنها تُعيد احتلالها بالقوة من جديد، إضافة إلى آلاف الكتائب والفرق الشرطية التي تجتاح مدينة القدس بحجة حلول شهر رمضان المبارك، كذلك نشر ما يزيد على 750 حاجزا عسكريا في طول الضفة وعرضها، وإغلاق الحواجز والبوابات الحديدية المنصوبة على مداخل القرى والبلدات والمدن”.

وأضافت أن هذه الممارسات التصعيدية تُشعل توترات جديدة على ساحة الصراع، مؤكدة أن حواجز الاحتلال العسكرية وبواباته الحديدية ليس لها أي وظيفة أمنية، بل تستخدمها لفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين والتنكيل بهم وإذلالهم.

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من فرض قيود على الدخول إلى المسجد الأقصى، خاصة في شهر رمضان، الأمر الذي يزيد المنطقة اشتعالاً.

وقال إن المطلوب الآن وجود إرادة سياسية أمريكية لتحويل تصريحات الإدارة الأمريكية الهامة بخصوص اقتحام مدينة رفح إلى أفعال حقيقية على الأرض، وهي قادرة على ذلك، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المستمر الذي يذهب ضحيته يومياً المئات من الأطفال والنساء والشيوخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية