الذي يأتي من الغرب لا يفرح القلب!

حجم الخط
0

اخذنا الغرب الاستعماري عبيدا الى بلدانهم عبر البحار والمحيطات حيث مات الكثير منا بسبب الامواج العاتية، وصل بعضنا الى بلدانهم لنعمّرها ولنحفر الانفاق ونعمل في المزارع والمصانع بثمن بخس بلقمة عيش تسد الرمق ليس إلا، جعلونا رقيقا صرنا احد المقتنيات بمنازلهم نأتمر بأوامرهم، نقبل أيديهم وتدعوا لهم بطول العمر فلولاهم لم يكن بإمكاننا الخروج من ارضنا، حيث ركوب البحر يعتبر عملا خطرا وقد يكون مؤداه التهلكة.
بسبب احداث 11 سبتمبر اقاموا الدنيا ولم يقعدوها دمروا كل شيء يمت بصلة الى كياننا، اهانونا في مقدساتنا، دنسوا المساجد واحرقوا المصاحف بل ‘بالوا’ عليها، رموا بنا في السجون دون محاكمات بل اعتبرونا في احسن تقدير ادنى اصناف البشر لا حقوق له.
عندما رشح الحزب الديمقراطي ‘اوباما’ لخوض الانتخابات هللنا له وكبّرنا واستبشرنا به خيرا كونه ذو سحنة سمراء مثلنا وتمنينا فوزه ليكون رئيسا لأكبر دولة علّه ينظر الى بقية الشعوب نظرة احترام وتقدير كونها قدّمت الملايين من ابنائها وجرت انهرا من الدماء على ارضها، اضافة الى ملايين المعوقين والمشردين والأرامل واليتامى ليعيشوا فوق ارضهم بعزة وكبرياء التي سلبها الغرب منهم، بعد استيلائهم على الارض وهتك الاعراض ونهبهم خيرات البلدان التي حلّوا بها فهم اشبه بالجراد الذي لا يترك شيئا حيا خلفه. واثناءحملته الانتخابية وعد بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى.
اعتلى ‘اوباما’ سدة الحكم صفّق له ملايين السود والعرب علّه يغيّر وجهة نظر بلاده بشأن القضايا العربية ومنها فلسطين، اوفى اوباما بوعده زار مصرفي 4 يونيو 2009 وحلّ ضيفا على جامعة القاهرة، افتتح خطابه بآيات من القران ثم تحدث عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعن العلاقة القوية بين أمريكا وإسرائيل واصفًا العلاقة بقوله ‘لا يمكن قطع الأواصر أبدًا’ لكنه وصف أيضًا حال الفلسطينيين بأنه ‘لا يطاق’ ووصف تطلعاتهم لبناء الدولة بأنها شرعية تمامًا كشرعية طموح إسرائيل في وطن يهودي.كلام لم يسبقه اليه احد من الرؤساء الامريكيين ‘الدولة الدينية’ وفي عهده توسع العدو في انشاء المستوطنات وقضم الاراضي الفلسطينية لتقطع اوصال الدولة الفلسطينية المزعومة في الضفة ويستحيل اقامتها ومن ثم تسفير الفلسطينيين الى الخارج وإعلان فلسطين التاريخية ارضا خالصة لليهود!
كنا نعتقد انه سيغيّر وجهة نظر الامريكيين تجاه قضايانا المصيرية ويبذل ما في وسعه لتنوير الرأي العام الأمريكي بالخصوص، اصابنا شيء من الاحباط وتبين لنا اننا افرطنا في احلامنا وعلّقنا امالنا على شخص كونه ذو سحنة سمراء’ نشأ وترعرع وكبر هناك’ اردناه ان يكون مساعدا لنا في التعريف بقضايانا وإرجاع بعض الحقوق الينا، فماذا نقول عن ابناء الوطن الذين تربوا ونشئوا بين ظهرانينا وتعلموا بمؤسساتنا وعندما لم يرق لهم المقام بيننا بسبب او بدونه ذهبوا الى الغرب واتوا على ظهور الدبابات وحجارة السجيل التي القتها طائرات الغرب فدكت ما بنيناه طوال العقود الماضية وسوّته بالأرض وجعلوها فتنة بيننا ليطيب لهم المقام والتربع على كرسي الرئاسة وان كان على جثثنا، وجمع ما يستطيعون جمعه وتحويله الى حساباتهم بالخارج وليبقى المواطن العادي يلعن يوم تصديقه لهم بأنهم جاءوا لتحريره من العبودية. فعدد دولنا آخذ في الازدياد وسكاننا في التناقص. وليصدق قول ابائنا : اللي ايجي من الغرب ما يفرّح القلب.

ميلاد عمر المزوغي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية