مصر: إدارة الجامعة الأمريكية تهدد طلابا شاركوا في احتجاجات دعما لغزة

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: هددت إدارة الجامعة الأمريكية في القاهرة، طلابا شاركوا في احتجاجات دعم غزة الأسبوع الماضي بإحالتهم للتحقيق والفصل ومنعهم من استكمال دراستهم، حسب طلاب تحدثوا لـ«القدس العربي».
وبين الطلاب، الذين فضلوا عدم ذكر اسمائهم، أنه بعد اشتباك أمن الجامعة معهم الاثنين الماضي، لمنعهم من استكمال احتجاجهم الذي يطالب إدارة الجامعة بفسخ التعاقدات مع الشركات الداعمة للاحتلال، فوجئوا باتصالات هاتفية من إدارة الجامعة تطالبهم بالكف عن الاحتجاج أو التعرض للفصل وإنهاء دراستهم في الجامعة.
وأكد الطلاب أن عقب اشتباك أمن الجماعة مع الطلاب، اتخذت الإدارة قرارا بمنع أي من خريجي الجامعة من دخول مبني الجامعة، كما بعثت برسائل تهديد لقيادات الأسر الطلابية وطالبتهم بعدم المشاركة في الاحتجاج خشية تصاعد الاحتجاجات.
وكان طلاب في الجامعة الأمريكية، نظموا الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الأسبوع الثقافي الذي يستضيفه مقر الجامعة في ميدان التحرير وسط القاهرة، احتجاجات على مدار 3 أيام تطالب إدارة الجامعة بإلغاء التعاقدات مع الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي تحت شعار «أين تنفق أموالنا».
وقال أحد الطلاب لـ«القدس العربي» إن الاحتجاجات بدأت الأحد قبل الماضي، عندما رفع الطلاب لافتة تطالب إدارة الجامعة بإنهاء تعاقداتها مع شركات عالمية متهمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وبين الطالب أن، الاحتجاج استهدف الضغط على إدارة الجامعة لإنهاء عقودها مع شركة الكمبيوتر العالمية هيوليت باكارد (إتش بي) وشركة التأمين الفرنسية أكسا، وهما من أكبر الشركات التي وضعتها حملة مقاطعة إسرائيل في مصر على رأس قائمة الشركات المستهدفة بالمقاطعة، بسبب تورطهم في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي وبناء المستوطنات.
وتابع: في اليوم التالي رفع الطلاب نفس اللافتة، ووزعوا بيانا على الطلاب كما ألقوا نسخ منه من الأدوار العليا في مبني الجامعة على البهو الرئيسي. وقال الطلاب في البيان، إن شركة «إتش بي» لتكنولوجيا المعلومات هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات، توفر قاعدة بيانات لسجل سكان الأراضي المحتلة للشرطة ووزارة السكان والهجرة الإسرائيليين لخدمة سياسات الفصل العنصري الاحتلال والاستيطان غير المشروع، كذلك تقدم أجهزة كمبيوتر وأنظمة مراقبة لصالح جيش الاحتلال.

توعدتهم بإحالتهم للتحقيق والفصل ومنعهم من استكمال دراستهم

وتابع: البيان أكد أكسا الفرنسية تستثمر أموالها في 5 بنوك إسرائيلية وتمول جرائم الاحتلال من استيطان وقتل وتهجير للفلسطينيين، بالإضافة لاستثمارها في شركة «إيلبت» الإسرائيلية التي تصنع أسلحة محرمة دوليا وتوردها لجيش الاحتلال لاختبارها في أهلنا في فلسطين.
وطالب الطلاب في البيان، بإنهاء كل العقود مع الشركتين وأي شركة أخرى مدرجة على قائمة حركة مقاطعة إسرائيل «بي دي إس» وتعهد الجامعة بالالتزام بالقائمة، كذلك طالبوا بالتزام إدارة الجامعة بالشفافية مع الطلاب والإفصاح عن سبل إنفاق مصروفاتهم الدراسية.
ويوم الاثنين الماضي، حاول العشرات من الطلاب المحتجين رفع اللافتة خلال ندوة حول التفاوت الاقتصادي في القاهرة، التي عقدت كجزء من المهرجان الثقافي للجامعة الأمريكية في مقرها في ميدان التحرير، لكن الطلاب فوجئوا بأمن الجامعة يشتبك معهم، ويصادر اللافتة ويدفع عددا من المحتجين، قبل أن يتدخل بعض أعضاء هيئة التدريس لحماية الطلاب.
وتمكن أحد الطلاب من الصعود إلى المنصة، وقراءة بيان وقّعه عدد من الطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس، وردد هتافات «يا طلاب الأمريكية. جامعتنا تدعم الصهيونية».
وخلال قراءة البيان، قطع أمن الحرم الجامعي التيار الكهربائي عن القاعة، ما رد عليه الطلاب بهتافات متضامنة مع فلسطين ومناهضة للاحتلال، ومنتقدة لرئيس الجامعة، أحمد دلال، بسبب محاولة إسكات الاحتجاج واستمرار العلاقات مع الشركتين العالميتين.
وكان آلاف الطلاب وعشرات الأكاديميين في الجامعة الأمريكية في القاهرة عريضة تحمل عنوان «أين تذهب أموالنا» تطالب إدارة الجامعة بإلغاء التعاقد مع شركات تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب الموقعون على العريضة بمقاطعة إدارة الجامعة بفسخ جميع عقود الرعاية والتبادل مع أي شركات تدرج في قوائم حركة مقاطعة إسرائيل «بي دي اس».
كما طالبوا، بالتزام الإدارة بالشفافية المالية الكاملة في المستقبل، والإفصاح عن سبل إنفاق الرسوم الدراسية، إضافة إلى «تعديل جميع العقود المستقبلية مع البائعين داخل الحرم الجامعي لمنع توريد السلع والمنتجات من قبل الشركات الداعمة للاحتلال الصهيوني.
وانتقدوا، امتناع إدارة الجامعة عن تقليد كانت تتبعه في السنوات الماضية، والمتمثل في إصدار كشف حساب تبين فيه أوجه صرف أموال الجامعة.
وقال الموقعون: ما لم تعد الجامعة تفعل ذلك، فلا نعلم ما إذا كانت تتورط في شراكات أخرى مع داعمين للكيان الصهيوني، فنحن لا نريد أن تمول حرب الإبادة ضد الفلسطينيين بأموالنا.
وأعلن الطلاب أنهم سيواصلون الاحتجاج، عقب انتهاء الإجازة التي تمتد 10 أيام، (بدأت الخميس الماضي).
وكانت الجامعة الأمريكية في القاهرة شهدت العديد من الاحتجاجات الطلابية تضامنا مع فلسطين، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فبعد يومين من انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتشد مئات الطلاب في الحرم الجامعي دعما لفلسطين، واحتجاجا على شن قوات الاحتلال هجوما على قطاع غزة.
ومثلت المظاهرات والمسيرات التي نظمها طلاب داخل الجامعة، أول تضامن شهدته الجامعات المصرية مع غزة.
وخرج الطلاب في مسيرة حاشدة داخل حرم الجامعة ورددوا هتافات داعمة لحركة «طوفان الأقصى» في فلسطين وتنديدا بعدوان إسرائيل. وهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا أقصى» وطالبوا وقتها بنصرة حركات المقاومة حتى تحقيق النصر.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نظم الطلاب مظاهرة، أدت إلى إلغاء إدارة الجامعة ظهور ممثلي شركة أكسا في معرض التوظيف في الجامعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية