شارة بلا سعر

حجم الخط
0

إن الكتابات المؤذية التي كتبت على حائط المسجد قد نظفت فورا، وبقي باب المدخل المتفحم فقط شاهدا على ذلك العمل الفاحش. إن مسجد أبو بكر في أم الفحم يظهر جيدا من شارع وادي عارة، فهو مبنى حجري مدهش باسلوبه ترتفع الى جانب قبته مئذنة عالية محددة الرأس. والمسافة بينه وبين الشارع في الحاصل دقيقة ونصف دقيقة سفر لكن أي سفر: فالطريق مشوشة ومعوجة وفيها عدد من المخارج. وللوصول الى المسجد يجب أن تعرف الطريق فلا مكان هنا للصدفة ولا سيما حينما تأتي لاحراق مسجد وكتابة كلام فاحش مُغضب، فالوصول يجب أن يكون سريعا وألا يقل الانسحاب عن ذلك سرعة.
حدث ذلك في فجر يوم الجمعة قبل ثلاثة اسابيع. ففي الثالثة وخمس دقائق فجرا وقفت أمام المسجد سيارة بيضاء نزل منها شابان أُخفي وجهاهما بقبعتي الكوبوتشون اللتين لبساهما. وفحص أحد الشابين باب المدخل الرئيس وحينما وجد أنه مقفل التف وبحث عن مدخل آخر وحينما لم يجد عاد الى الرئيس وسكب عند أسفله على بساط المدخل وقودا ورمى بثقاب. وكتب الشاب الثاني على السور ‘أمر امساك’ و’العرب الى الخارج’. ويظهران في آلات تصوير حراسة المسجد مُركزين عارفين بعملهما غير مترددين. وفي اللحظة التي أنهيا فيها بثلاث دقائق عادا سريعا الى السيارة وهربا من المكان.
‘حدثت هنا معجزة من السماء’، قال احمد محاجنة ابن السادسة والاربعين الذي يسكن بالقرب من المسجد، وهو لا يقصد الحريق بل يقصد أخاه. ‘كان قد عاد بالضبط من عرس قبل أن يصلا بسبع دقائق ومر بالقرب من المسجد، فهو يُرى في آلات التصوير. ولو أنه لقيهما بناءا على معرفتي به لحدثت هنا خسارة في الأرواح لا أعلم من أي جهة لكن كان سيموت هنا اشخاص’.
يتفق الجميع في المدينة على هذه الحقيقة. لو أن جماعة ‘شارة الثمن’ التي أضرت بالمسجد وقعت في أيدي عدد من سكان أم الفحم لانتهى ذلك الى ضربات قاتلة. وحينما جئنا هذا الاسبوع الى المسجد في حي عراق الشباب وجدنا سكانا متأهبين. إن البلاد مليئة الآن باعمال كراهية وتسجل في يوم بعد يوم احداث جديدة. وبعد أم الفحم باسبوع تم تدنيس مسجد آخر في قرية الفريديس وثقبت اطارات سيارات كانت تقف في تلك المنطقة. وبحسب الاحصاء فان هذا هو دار العبادة الـ 31 التي أصابتها جريمة الكراهية في اسرائيل وفي داخل يهودا والسامرة منذ 2009. وهذا قبل أن نحصي اعمال المجازاة التي نفذت هذا الاسبوع على مواقع يهودية، ومنها كتابات على قبر التناء الحاخام حلفاتا في الجليل برسم الصليب المعقوف وكتابة ‘شارة الثمن ستدفع الثمن’.
وليس الحديث عن مواقع دينية فقط، فاعمال الكراهية موجهة ايضا على سيارات عرب. ففي قرية الجش في الجليل ثقبت قبل بضعة اسابيع اطارات اربعين سيارة. وسجلت في الناصرة العليا ايضا اعمال ثقب اطارات لعرب. وفي يوكنعام وحدها سجل في الشهر الاخير 12 واقعة ثقب اطارات سيارات لمرممين عرب، وواقعتا كتابات فاحشة وتحطيم واجهات زجاجية لعيادة طبيب اسنان درزي. وبعد الواقعة السادسة أمر قائد المنطقة الشمالية، المقدم زوهر دبير بوضع حد لذلك.
‘انشأنا فريق عمل كبيرا عمل في يوكنعام فقط’، يقول قائد مركز شرطة العفولة ايتان منشه المسؤول عن يوكنعام ايضا. ‘وأشركنا فيه اشخاصا من الشباك ومحققين ومخبرين من الوحدة المركزية في الشمال ومن مركز شرطة العفولة. ونشرنا مواقع مراقبة وكمائن وركزنا جهدا استخباريا وعملنا في ايام السبت والاعياد. واضطررنا أن نركز قوة كبيرة بدل مهمات شرطة تقليدية كي نتعقب هذه الظاهرة التي لا تحتمل’.
يتم التحقيق في جميع الوقائع بصورة كثيفة، لكن سجل الى الآن نجاح واحد فقط وما زال هو ايضا غير واضح: ففي ظهر يوم الاربعاء في حوالي الساعة الثالثة من ظهر يوم الاربعاء، لاحظ مفتشو شرطة كانوا في موقع المراقبة شابا يثقب اطارات سيارة في شارع هبشان في يوكنعام. وتبين بعد ذلك أن السيارة لمقاول ترميم عربي. يقول قائد الشرطة منشه إن الحديث عن شاب في الخامسة والعشرين من عمره وهو ‘غير متدين وعامل وشخص غير معروف للشرطة. ومرت عدة ساعات منذ أن اعتقل، وما زال الى الآن يحافظ على حقه في الصمت ويقول: أيها الرفاق لا تتحدثوا إلي’.
وأفضى جهد التحقيق في احراق المسجد في أم الفحم الى اعتقالات ايضا. فقد تم التعرف على السيارة البيضاء التي خرج منها الشابان في تلك الليلة وأنها لـ عميحاي ونيرا متوكي من يتسهار، وبعد الحادثة بـ 12 يوما اعتقل قسم الجريمة القومية لوحدة الشرطة الرئيسة (شاي) الزوجين وأفرج عن نيرا بعد يومين باعتقال اداري وبقي عميحاي معتقلا للتحقيق. في البداية نسبت الشرطة الى عميحاي متوكي مشاركة في تنفيذ الفعل لكن المحققين تراجعوا الآن عن شبهة الاحراق. وقد حاولوا هذا الاسبوع أن يستخرجوا منه اسماء الاشخاص الذين استعملوا السيارة للوصول الى المسجد في أم الفحم وزعم ردا على ذلك أنه لا يعلم شيئا ولم يفش شيئا. ويسمى هذا طريقا مسدودا في التحقيق.
في صباح أمس أفرجت محكمة الصلح في القدس عن عميحاي متوكي لاحتجاز منزلي بكفالة ذاتية. ويقول ضابط شرطة كبير إن الشرطة ملزمة بأن تستنفد تحقيقه. ‘استعملت سيارته في تنفيذ جريمة شديدة خطيرة ولا يستطيع أن يردنا بجواب ‘لا أعلم’. فهل اذا أخذوا منك غدا سيارتك وشاركت في حادثة سير شديدة أفلا تضطر الى تقديم تفسيرات للشرطة؟’. وتزن النيابة العامة هل تقدم لائحة اتهام لمتوكي بسبب التشويش على التحقيق وكتم الأدلة.

اعراض المشتبه فيه الساكت

إن استقرار الرأي على انشاء الوحدة الخاصة التي هدفها علاج احداث شارة الثمن وكل مخالفة اخرى يشتمل عليها تعريف ‘جريمة كراهية قومية’ اتخذ في الشرطة في مطلع 2013. وألقى قائد الوحدة الشرطية الرئيسة في منطقة شاي حاييم نسيم المهمة على قائد الشرطة أودي ليفي وهو محقق شرطة قديم حشد خبرة بالتحقيق في جنايات نشطاء يمين متطرف في يهودا والسامرة. وخصصت الشرطة لذلك مبلغ بضعة ملايين من الشواقل وزيادة 60 وظيفة جديدة.
بدأت الوحدة في العمل في 1 آذار 2013. وتم تجنيد الاشخاص وبدء العمل بصورة متوازية. فكان ثمة محققون ومخبرون ومركزو استخبارات واشخاص تقدير وعاملون في التنصت ووظائف زيدت في خلال التحرك، وجرى على الجميع اعداد خاص متعلق بهذا المجال كمعرفة الميدان الذي يعمل فيه النشطاء البارزون في اليمين المتطرف، ومحاضرات في مواضيع الثقافة والواقع والدين، وتمثيل صراعات وسبل مواجهتها.
‘يجب أن نذكر أن 90 بالمئة من قضايا الجريمة القومية الى ما قبل بضعة اشهر نفذت في يهودا والسامرة’، يقول ضابط رفيع الرتبة في الشرطة، ‘ولهذا كان من الطبيعي أن تنشأ هذه الوحدة في منطقة شاي. إن العاملين في القسم يعرفون ظاهرة ‘المشتبه فيه الساكت’ ويعرفون كيف يواجهونه. إن الكثرة الغالبة من المشتبه فيهم في اعمال شارة الثمن يسكتون في التحقيق، وهم يسكتون في المحاكم ايضا بل مع العاملين في الرفاه. وإن كثيرين منهم أحداث ويصعب علينا في مرات غير قليلة أن نعثر على آبائهم لأنهم غير مستعدين حتى لذكر اسمائهم. توجه اليهم اسئلة فلا يردون ولهذا يحاول المحققون السير في طرق جانبية بالحديث عن الدين والزراعة وامور ليست لها صلة مباشرة بالتحقيق، لتليينهم’.
في الـ 14 شهرا التي مضت منذ بدأت الوحدة عملها زاد الضغط على نشطاء اليمين وعلى سكان المستوطنات والبؤر الاستيطانية. ‘انتقلنا من الرد الى المبادرة’، قال عامل في تطبيق القانون في يهودا والسامرة. ‘وأحبطنا ومنعنا عشرات الاحداث ونفذنا اعتقالات عاجلة وحشرناهم في زاوية. ويعني هذا الخروج للمراقبة في منطقة قرى فلسطينية وقع فيها عدد كبير من احداث شارة الثمن وتنفيذ كمائن في الليل، واعتقال مشتبه فيهم محتملين على مدار الساعة، وهذا عمل كثيف مرهق. نستلقي وننتظرهم. ونحن لا نربت على أكتافنا لكن الظاهرة في يهودا والسامرة تضاءلت، وحينما زاد الضغط على النشطاء انتقلوا للعمل في داخل الخط الاخضر’.
من بداية السنة الى شهر أيار فتح في وحدة الجريمة القومية 78 ملفا جنائيا، واعتقل 102 مشتبه فيهم وقدمت 37 لائحة اتهام. إن انتقال جرائم الكراهية المسماة ‘شارة الثمن’ الى داخل الخط الاخضر لا ينسب في الشرطة الى الضغط الذي استعمل في يهودا والسامرة على اليمينيين. ‘لاحظنا عند النشطاء المركزيين رغبة في الحصول على صدى عام واعلامي أكبر بسبب هذه الاعمال’، يقول ضابط الشرطة الكبير. ‘هذه امور نعلمها يقينا من موديعين، فهم يبحثون عن تناول الجهاز السياسي لافعالهم وهم معنيون بأكبر قدر من الكشف الاعلامي. واصبحت اعمال شارة الثمن في يهودا والسامرة تحصل على صدى أقل من الاعمال الموجهة على مساجد في أم الفحم والفريديس’.
يجب أن نضم الى الرغبة في صدى اكبر والى ضغط الشرطة حقيقة أن الفلسطينيين في القرى حول المستوطنات بدأوا ينظمون أنفسهم في مجموعات حراسة للغراس والحقول والمساجد. والمواقد التي يشعلها القرويون في الليل ليتدفأوا وقت الحراسة يراها المسافرون في الشوارع ومنفذو شارة الثمن ايضا.
قال عامل في منطقة شاي: ‘الحادثة التأسيسية من هذه الجهة حدثت في كسرى في مطلع كانون الثاني حينما أمسك بعدد من الشباب من البؤرة الاستيطانية ايش كوديش دخلوا القرية الفلسطينية وكان آخر شيء توقعه اولئك الشباب أن يمسك الفلسطينيون بهم، وحينما جئنا لاخراجهم من هناك رأيتهم دهشين وأنهم تلقوا هناك ضربة معنوية، في تلك الواقعة نجح الفلسطينيون في احداث ردع وقل النشاط في القرى منذ ذلك الحين. لا يعني هذا أنه اختفى تماما لكن ذلك أثر بيقين’.
وفي هذا الوقت بدأت تتراكم الاحداث في داخل اسرائيل. وفرقت الشرطة بين ثقب الاطارات وكتابة شعارات على حيطان وبين المس بدور العبادة. إن ثقب الاطارات جناية عقوبتها حتى ثلاث سنوات سجن، أما الاحراق لسبب قومي فهو جريمة شديدة تزيد عقوبتها على عشر سنوات. ولذلك تولت قيادة المنطقة الشمالية في الشرطة التحقيق في ثقب الاطارات في يوكنعام والناصرة العليا، ونقل التحقيق في احراق المسجدين في أم الفحم والفريديس الى الوحدة الخاصة في منطقة شاي. وتولت وحدة القائد ليفي التحقيق في ثقب الاطارات في قرية الجش بسبب العدد الكبير للسيارات التي تضررت. وكذلك التحقيق في ثقب الاطارات في جلجولية في المثلث حيث ثقب في ليلة واحدة في شهر آذار الاخير اطارات 19 سيارة.
‘إن مخطط العمل في حالات احراق المساجد متشابه’، يقول الضابط الكبير. ‘وهذه الحالات في مقدمة اهتمام وحدة الجريمة القومية. فكل طاقات هذه الوحدة متجهة الآن الى هناك. يوجد بضع عشرات النشطاء من يهودا والسامرة اكثرهم من يتسهار والتلال القريبة منها، يحدثون هذه الوقائع الشديدة. ونحن نعرف من هم تقريبا.
إنهم يدبرون امورهم في خلايا صغيرة ويتغير احيانا تركيب المنفذين وتكون السرية دائما كبيرة ويحرصون على عدم ترك آثار بعدهم فهم يطمسون الآثار ويلبسون قفازات ولا يحملون هواتف خلوية، ويعتمرون قبعات لاخفاء وجوههم. وهذه اعمال تحتاج الى تخطيط سابق كمسار الوصول ومسار الفرار وإلا كان من السهل جدا أن يعلقوا في داخل القرية وأن ينتهي الامر الى عمل تنكيل. ولهذا جاء التفريق بين ثقب الاطارات والمس بالمقدسات الدينية. ليس فقط أن معنى المس بالمقدسات الدينية شديد قابل للانفجار بل يوجد في هذه الحالات ايضا عمل اعداد سري. وكل من عالج في الماضي منظمات جريمة وانتقل ليعالج منفذي شارة الثمن يقول إنهم لا يقلون بل يزيدون على منظمات الجريمة بمستوى الاحكام واستخلاص الدروس والسرية. فمنظمات الجريمة تخطيء من آن لآخر وهم لا يكادون يخطئون. وفي حين قد ينبس مخالف القانون احيانا بكلمة بالقرب من زوجته، فانهم لا يشركون النساء في شيء ولا يُنبس بأية كلمة’.
يمثل المحامي ونشيط اليمين القديم ايتمار بن غبير الزوجين متوكي من قبل جمعية ‘حنينو’ التي تمنح نشطاء اليمين مساعدة قانونية. وهو يقول إن احد اسباب زيادة ظاهرة شارة الثمن انشاء الوحدة الخاصة. ‘يوجد شعور بعدم الامن في الطرق وشعور بالاحباط والتمييز بسبب هدم بيوت لليهود في المستوطنات في مقابل تجاهل البناء غير المرخص الكثيف في القرى العربية في يهودا والسامرة، لكن لا يمكن مع ذلك تجاهل تنكيل الشرطة بالمستوطنين بواسطة هذه الوحدة. فعلى سبيل المثال كانت معاملة المرأة من الزوجين متوكي مزعزعة، فقد فتشوها تفتيشا مس بحشمتها مسا شديدا وقالوا لها إنهم سينقلون أبناءهما الخمسة الى عاملة اجتماعية وإنها لن تراهم بعد ذلك (يقول متحدث منطقة شاي ردا على ذلك: ‘هذه الدعاوى داحضة ومنكرة من أساسها’). ويحدث ذلك غضبا كبيرا يعبر عنه في صورة اعمال شارة الثمن. ويصعب على هذه الوحدة أن تصل الى انجازات لا لأنهم لا يجهدون بالعكس إنهم يعملون على مدار الساعة، لكن المشكلة هي أن سلوكهم غير حكيم جدا جدا’.
ما هو الشيء غير الحكيم الذي يفعلونه؟
‘إن الشعور على الارض أنهم يبحثون فقط كيف يوقعون المستوطنين في الشرك وليسوا وحدهم فقط بل الشرطة بعامة. قبل ثلاثة اسابيع مثلت ثلاث فتيات صغيرات تم الادعاء عليهن أنهن كتبن ‘شارة الثمن’ في الرمل بالقرب من مقبرة اسلامية في القدس واعتقلهن رجال شرطة من منطقة دافيد في القدس ومكثن ليلة كاملة في الاعتقال. وفي الغد جيء بهن للمحاكمة في محكمة الصلح في القدس فقذفت القاضية الشرطة بقولها ‘لماذا تضيعون وقتي’ وأمرت بالافراج عنهن. وفي خارج المحكمة كانت تتظاهر عشرات من رفيقاتهن من الاولبانة. وبين أن الشرطة جعلتهن بطلات. وتحدث امور كهذه في كل يوم. يجب على من يريد أن يقلل اعمال شارة الثمن أن يرخي الزمام قليلا وأن يقلل التنكيل والمطاردة’.
إنهم في الشرطة خائبو الأمل بسبب التوجه المخفف للمحاكم، ففي شباط من هذا العام مثلا اعتقل ثلاثة شباب من يتسهار متلبسين وهم يقطعون اشجار زيتون لفلسطينيين بالقرب من القرية. وفي نفس اليوم أفرجت المحكمة عنهم لاحتجاز في بيوتهم برغم أنه قدم فيهم آخر الامر لائحة اتهام. وفي نهاية 2012 ضبط عدد من نشطاء شارة الثمن متلبسين وهم يحرقون سيارة في الظاهرية بالقرب من الخليل وأفرج عنهم لحجز منزلي ايضا.

يديعوت 9/5/2014

عوديد شالوم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية