الإدارة الأمريكية تصارع الوقت للوصول إلى تفاهمات قبل نهاية الشهر لتمديد المفاوضات والعرب يعطون عباس اليوم الرد النهائي

حجم الخط
0

غزة ـ ‘القدس العربي’ من أشرف الهور: لا تزال الإدارة الأمريكية عبر طواقمها الفنية في القدس تحاول تقريب وجهات النظر الفلسطينية الإسرائيلية، على أمل ضمان تمديد المفاوضات، بانتظار ما سيخرج عنه اللقاء المقرر اليوم لوزراء الخارجية العرب الذين سيبحثون بحضور الرئيس عباس الخيارات المستقبلية، في ظل التطورات الأخيرة، رغم الحملة الشديدة التي يشنها قادة تل أبيب ضد الفلسطينيين وآخرهم وزير الجيش موشيه يعلون.
ولا تزال المواقف بين الطرفين متباعدة، ولم يقتربا بعد من منطقة مشتركة يمكن أن تكون مكاناً للإنطلاق إلى ما بعد 29 من الشهر الجاري الذي يصادف انتهاء مدة التسعة شهور المخصصة للمفاوضات.
ونقلت وكالة ‘معا’ المحلية عن مصادر مختلفة تأكيدها أن التصريحات الأمريكية التي تصف المفاوضات بأنها ايجابية، مجرد ‘خدعة سينمائية’ الهدف منها منح المزيد من الوقت للوسيط الأمريكي مارتن انديك، ليمارس المزيد من ‘المحاولات الفاشلة’ لمنع انهيار المفاوضات.
المصادر ذكرت أن جلستي المفاوضات الأخيرتين اتسمتا بـ ‘العنف اللفظي والإختلاف الكبير وعدم الإتفاق’.
ويذكر التقرير أن إنديك طلب من الجانبين أن يخرج تصريح أمريكي مقتضب يخفف من حدة الأمور، بشرط أن لا يخرج أي مسؤول إسرائيلي أو فلسطيني لتكذيب التصريحات.
وتذكر المصادر أن إندك يمارس ضغوطا في الوقت الضائع على الوفدين من أجل إعادتهما إلى طاولة المفاوضات ‘على أساسات متحركة وغير ثابتة’، وأن الوفدين يشعران أنه لا فائدة من مواصلة المفاوضات بهذا الشكل.
ولا زال الوفد الإسرائيلي برئاسة تسيبي ليفني يصر على سحب الفلسطينيين طلبات الإلتحاق بـ 15 مؤسسة وميثاق دولي، وهو أمر يرفضه الجانب الفلسطيني، الذي أبلغ الطرفين الأمريكي والإسرائيلي في جلسة المباحثات الأولى التي جاءت عقب التصعيد، أن الملف بات من الماضي ولا يمكن التراجع عن الخطوات.
ودخلت المفاوضات في مأزق جديد مع قرب انتهاء مدتها المقررة نهاية الشهر الجاري، بعد أن رفضت إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، مشترطة قبل تنفيذ الخطوة أن توافق السلطة على تمديد المفاوضات، وردت القيادة الفلسطينية بتقديم طلبات للإنضمام لـ 15 وثيقة ومعاهدة دولية.
ومن المقرر أن تشهد اللقاءات تكثيفا مع قرب الإنتهاء من الشهر الجاري، حيث سيركز البث الأمريكي في مجملة على عدم انتهاء المدة، دون طرح خطة جديدة تضمن الإستمرار في المفاوضات.
ويرتقب الجميع ما ستؤول إليه المباحثات العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية اليوم الأربعاء بطلب من الرئيس الفلسطيني الذي سيحضر هو الآخر هذا الإجتماع.
ومن المقرر أن يطلب عباس بدعم عربي لخطواته الأخيرة، كذلك سيستمع إلى وجهات النظر العربية حيال ملف المفاوضات، وسيطلب من المجتمعين ‘قرارات أكثر حسما’ بشأن ملف المفاوضات.
وفي إسرائيل لا زال المسؤولون هناك يحملون الجانب الفلسطيني والرئيس عباس مسؤولية فشل المفاوضات، وقال وزير الجيش موشيه يعالون إنه كان يعلم مسبقا بالنتيجة التي ستؤول إليها المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، زاعما أن الجانب الفلسطيني هو ‘شريك للأخذ وليس للعطاء’.
وأضاف’الجانب الفلسطيني اعتاد على عدم اتخاذ قرارات حاسمة وكلما واجه قرارات كهذه ترك الطاقم الفلسطيني طاولة المفاوضات فألقى باللائمة على الطرف الإسرائيلي’.
وكان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان اتهم الرئيس عباس بإفشال المفاوضات من خلال التوجه إلى الأمم المتحدة، قبل استكمال الإجراءات الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القدامى ببضع ساعات.
وقال مهددا ‘إذا أراد الجانب الفلسطيني أن يعود للتفاوض حول هذا الموضوع فيجب عليه سحب الطلبات التي قدمها للإنضمام إلى المواثيق الدولية’.
وكانت قيادة القوى الوطنية والإسلامية عقدت اجتماعها الدوري، لبحث آخر المستجدات السياسية وقضايا الوضع الداخلي .
وأكدت في بيان لها تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه رفضها لـ ‘الإبتزاز والتهديدات الصادرة عن حكومة الإحتلال، التي تعبر عن إفلاسها ومحاولات فرض شروطها على شعبنا وقيادته’، وأكدت أنها تنظر بـ ‘خطورة بالغة إلى التهديدات الموجهة للرئيس أبو مازن’.
وأكدت على أهمية اتخاذ قرار التوقيع على انضواء فلسطين في الوكالات والتوقيع على المعاهدات الدولية مع دون استثناء كاستحقاق فلسطيني بعد الإعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة .
وطالبت بالذهاب لمجلس الأمن لإدانة ووقف سياسة بناء وتوسيع الإستعمار الإستيطاني غير الشرعي وغير القانوني في أراضي الدولة الفلسطينية والعاصمة القدس.
وأكدت أيضا رفضها تمديد المسار التفاوضي، وأكدت على ضرورة وقف المفاوضات ‘في ظل استفادة الإحتلال من ذلك في تصعيد عدوانه وجرائمه واستمراره في سياسة القتل والإعتقالات والتهويد وفرض سياسة العقوبات الجماعية والتطهير العرقي’.
وطالبت ببلورة موقف عربي داعم ومساند لشعبنا الفلسطيني وقضاياه العادلة، وشددت على ضرورة التمسك بالمقاومة ضد الإحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية