منظمة «آكشن إيد»: غزة أصبحت مقبرة للنساء

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: قالت منظمة «أكشن إيد» الدولية، إن غزة أصبحت «مقبرة» للنساء والفتيات، مشيرة إلى أن السكان يعيشون «كابوسا» لا يمكنهم الاستيقاظ منه.
وأفادت بمقتل ما يزيد على 34 ألف شخص خلال الأشهر الستة والنصف الماضية، بينهم 70٪ من النساء والأطفال، من ضمنهم 10.000 امرأة، ومن ضمنهن نحو 6.000 من الأمهات.
وأكدت في الوقت ذاته أنه لا يوجد مكان آمن في غزة من الموت والدمار، لافتة إلى أنه تم قتل ما لا يقل عن 18 طفلاً خلال الغارات الجوية على مدينة رفح في نهاية الأسبوع، حسب التقارير الصادرة، بالإضافة إلى امرأة حامل، تمكن الأطباء من إنقاذ طفلتها عبر عملية قيصرية طارئة.
وتطرقت إلى قيام جيش الاحتلال بتركيز الغارات الجوية المكثفة بشكل خاص على مدينتي رفح ودير البلح ومدينة غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مما أدى إلى لجوء مئات الآلاف من الأشخاص هناك خوفًا على حياتهم.
وسلطت المنظمة الضوء على أوضاع حليمة، إحدى السيدات في غزة والتي نزحت إلى جنوب وادي القطاع.
وقالت وهي تصف المشاهد المؤلمة «القصف مدوٍ ومسموع، وأحياناً لا ننام طوال الليل، فنستيقظ ونفكر كيف نستطيع إطعام أطفالنا، لأنه لا يوجد أمن غذائي».
وتابعت «لا نعرف إذا ما يمكننا الاستيقاظ أو لا في اليوم التالي، وفي حال الاستيقاظ، نفكر في الأشياء الصالحة التي يمكن العثور عليها وتناولها».
ووفق المؤسسة، النساء والفتيات تأثرن بالأزمة في غزة بطرق مختلفة خلال الـ 200 يوم الماضية، فيما هناك فقط ثلاثة مستشفيات قادرة حالياً على توفير رعاية الأمومة من أصل 11 مستشفى تعمل بشكل جزئي في القطاع.
وأشارت إلى أن النساء الحوامل يضطررن إلى الولادة دون رعاية كافية أو إمدادات طبية، بما في ذلك المضادات الحيوية ومسكنات الألم وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأشارت إلى أن النقص الشديد في الغذاء، يؤدي إلى إصابة العديد من النساء بسوء التغذية لدرجة أنهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن حديثي الولادة، في حين تتعرض بعض الأمهات الحوامل للإجهاض في وقت متأخر جدًا من حملهن نتيجة لسوء التغذية.
وبسبب ظروف الحرب يضطر ما يقدر بنحو 690.000 امرأة وفتاة إلى التعامل مع الدورة الشهرية كل شهر، وسط نقص حاد في مستلزمات الدورة الشهرية والمياه النظيفة والصابون والمراحيض والخصوصية.
واستندت المؤسسة الدولية إلى تقرير حديث صادر عن «الأونروا» أشار إلى أن النساء والفتيات، هن من بين المعتقلين الذين تم اعتقالهن في غزة، كما يشير إلى أنهن تعرضن لسوء المعاملة بما في ذلك احتمالية التحرش والعنف الجنسي على يد القوات الإسرائيلية.
وأوضحت أنه على الرغم من تحذير الخبراء من أن المجاعة وشيكة في قطاع غزة، فإن المساعدات التي تدخل قطاع غزة لا تزال أقل من الكمية المطلوبة.
ودللت على ذلك بما ظهر من تحليل للبيانات التي جمعتها «الأونروا» والتي تشير إلى أن معدل شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة بشكل يومي خلال شهر نيسان/ إبريل حتى الآن، بلغ 191 شاحنة عبر معبري كرم أبو سالم ورفح، وهو أقل بكثير من معدل الشاحنات التي كانت تدخل غزة قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث كان يدخلها 500 شاحنة يوميا.
وأكدت أنه لم يتم إدخال سوى القليل من المساعدات لفترة طويلة لدرجة أن منظمة «أوكسفام» تقدر بأن القطاع يحتاج في الوقت الحالي إلى 1500 شاحنة يومياً لتعويض النقص.
وذكرت أن العاملين في المجال الإنساني، ما زالوا يواجهون مخاطر غير مقبولة عند تقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة «أكشن إيد» في فلسطين رهام جعفري وهي تصف الوضع الحالي» يعيش الناس في غزة كابوساً لا يمكنهم الاستيقاظ منه منذ أكثر من 200 يوم».
وأضافت «أصبحت غزة مقبرة للنساء والفتيات اللواتي يشكلن الغالبية العظمى من عدد الضحايا بدلاً من أن تكون مكانا يمكنهن العيش والتطور فيه» لافتة إلى أنهن يعانين من نقص حاد في الغذاء والماء، ويعشن في ظروف مكتظة وغير صحية.
وأكدت المنظمة الدولية أن المدى الكامل لانتهاكات حقوق الإنسان والرعب في غزة «لم يتم الكشف عنه بشكل كامل بعد». وأضافت «لقد روعتنا التقارير الأخيرة عن اكتشاف ما يقارب 300 جثة في باحة مستشفى ناصر في خان يونس» مطالبة بإجراء تحقيق كامل دون تأخير.
وأشارت إلى أن حجم المساعدات التي تصل حاليا إلى قطاع غزة لا يزال غير كاف على الإطلاق، على الرغم من الحاجة الماسة والملحة لتلك المساعدات، وطالبت أيضا بزيادة حجم الإغاثة الإنسانية بشكل كبير وفوري.
وأكدت أن أكثر ما تحتاج إليه النساء والفتيات وجميع المحاصرين في غزة، هو وقف دائم لإطلاق النار الآن، كونه «السبيل الوحيد لوضع حد للقتل والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمطلوبة بشكل آمن وفعال على نطاق واسع».
ومؤسسة «آكشن إيد» الدولية هي اتحاد عالمي، وتعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا، وقد باشرت عملها في فلسطين في عام 2007 «لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية