الجزائر: الأزمة بين الأمازيغ والعرب في ‘غرداية’ مستمرة

حجم الخط
4

الجزائر ‘القدس العربي’: تتواصل الأزمة القائمة بين الأمازيغ الإباضيين والعرب المالكيين في مدينة غرداية ( 600 كيلومتر جنوب العاصمة) رغم محاولات السلطة إيجاد حل لهذه الأزمة سواء على المستوى المركزي، أو على المستوى المحلي، إلا أن الأزمة تبقى قائمة، ومستعصية على الحل، خاصة وأن زيارة هذه المدينة والحديث إلى الطرفين يعطي الانطباع إلى أن المشكل أعمق بكثير، من ‘مناوشات بين الأطفال’ مثلما نظرت إليها الحكومة.
ورغم أن بعض الأحزاب مثل حزب العمال قفز على هذه الأزمة من أجل الحديث عن يد أجنبية، رغم أن وزير الداخلية الطيب بلعيز نفى أن تكون هناك أياد أجنبية في هذه الأزمة، فلويزة حنون زعيمة حزب العمال، التي لم تضع قدما في غرداية منذ بداية الأزمة راحت تخرج ورقة اليد الأجنبية، والمؤامرة على هذه المدينة لأنها معبر لقنوات البترول والغاز، مع أن المشكل أعمق من هذا.
إن الوضع في غرادية اليوم هو كالآتي، الأمازيغ المعروفون بالميزابيين يحتمون بأحيائهم التي تسمى بالقصور، وحركة التجارة التي يشتهرون بها معطلة، لأنهم دخلوا في إضراب عن العمل، لأنهم يخشون على أنفسهم وعلى تجارتهم، مؤكدين على أن الأمر يتعلق بهاجس أمني، وأنهم لم يعودوا يأمنونعلى حياتهم وتجارتهم، وأن هناك أحياء لم يعودوا قادرين على دخولها أو المرور عليها خوفا من تعرضهم للاعتداء، بل إن الكثير منهم أضحوا مجبرين على خلع الطاقية البيضاء التي يضعونها على رؤوسهم حتى لا يتعرضوا للاعتداء.
وبحسب هؤلاء فإن هناك مجموعة إجرامية تحظى بالحماية من طرف جهات نافذة وأن هذه المجموعة ترى أنها قادرة على أن تفعل ما تشاء، بدليل أنها أقدمت على أن اقتحام محلات الميزابيين واعتدت على أصحابها، وأحرقت محلات ومساكن أخرى، وكتب بعضهم على واجهات المحلات عبارة ‘ارحل’، موضحين أن قوات الأمن تأخرت في التدخل، وأن بعضا من رجال الشرطة تقاعس في أداء واجباته، علما وأن هذه التهمة موجهة أيضا من طرف العرب للشرطة، التي وجدت نفسها متهمة من الطرفين، من جهتها مديرية الأمن العام فتحت تحقيقا في الموضوع وقررت فصل ثلاثة رجال شرطة وإحالتهم على القضاء.
ويؤكد سكان القصور من الميزابيين أنه ليست لديهم أي مشكلة في التعايش مع العرب، وأن الذي يتحدث عن فتنة طائفية أو مذهبية يحاول التغطية على واقع هذه الأزمة، التي سببتها مجموعة إجرامية متمكنة ومحمية، وأن الميزابيين معروفون ليس فقط في غرداية بل في كل التراب الجزائري بأنهم أناس مسالمون ومتحضرون وجادون في عملهم وفي تجارتهم.
من جهتهم يؤكد سكان حي المجاهدين الذي كان ساحة للمواجهات على أن شرارة الأحداث بدأت الأحداث بالاعتداء على شاب من العرب، أصيب بحجر في الرأس أدى به إلى الدخول في غيبوبة لعدة أيام، وكاد يفقد حياته من جراء هذا الاعتداء، ويؤكد سكان الحي على أن من يسمونهم بميليشيات من الميزابيين هجموا على الحي وأحرقوا المنازل، واعتدوا على السكان شبابا وشيوخا وأطفالا، واجبروا العشرات من العائلات على الرحيل والتخلي عن منازلهم خوفا على حياتهم.
وبحسب هؤلاء فإن الإشكال عميق ولا يتمثل فقط في شرارة أشعلت الأحداث، وأنه لا بد من تحقيق معمق لمعرفة مسببات هذه الأزمة، التي يرون بأنها قديمة، وسببت شرخا بين سكان مدينة غرداية، لأن العرب يرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، لأن الأمازيغ يحظون بمعاملة مميزة من طرف السلطات، التي لا تستطيع فتح مركز شرطة أو درك داخل القصور، تاركة للميزابيين حرية واستقلالية تسيير شؤونهم، مع أنهم مواطنون كغيرهم يفترض أن تكون لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مهتم بالوضع من بلجيكا:

    انا تعجب من اتهامات لويزة حنون للمغرب مرة اخرى انه المسؤول عن هذه الازمة ..فهل كل ما سقطت بقرة في منطقة الجزائرية يتهم المغرب انه من فعلها …يا لا العجب . هذه الازمة و ازمات اخرة كثيرة هي بسبب السياسة الخاطئة للنظام الجزائري التي تعتمد على الاقصاء و الحكرة في بلد غني بالثروات كالجزائر تماما كازمة منطقة القبائل و منطقة الطوارق اذين يتوفرون اصلا على حكومات في فرنسا. الوضع الجزائري الداخلي خطير و هو على كف عفريت وحسب تقرير امريكي لان الجزائر هي االمرشحة الاولى لثورة عارمة هذا العام لان كل مقوماتهاموجودة امام رئيس مريض لازال يتشبث بكرسيه و نظام عسكرى تحت قبضة جنرالات حركيين استعمروا منذ منذ فجر الاستقلال رغم ان الدولة في غياب االإستراتيجيات تحاول كل مرةسراء السلم الاهلي من جهة و افتعال ازمات مع المغرب من جهة اخرى لتصدير ازماتها ااداخلية و لا ادا على ذلك عرقلتها لكل حل في الصحراء المغربية لان النظام الجزائري الذي يحكم قبضته على الانفصاليين البولبساريو لا يريد تصفية العلاقات مع المغرب فهو يعلم ان الصحراء مغربية و يناور ، فهذا جانب من القائل التي بحدثها النظام الجزائري و سيكون اول من سيكتوب بنارها فانت تدعم تقسيم المغرب و سيتي الله بالتقسيم في الجزائر نفسها و سوف ترى بعز عزيز

  2. يقول حميدوش الجزايري:

    المشكل تراكم لسنين طويلة و ها هو يصل إلى درجة التعفن حتى تكاد الأمور تنفلت. رأيي الخاص بي هو أن السبب الرئيسي هو النظام، كونه و بكل بساطة لا يعير، و لم يعر، أي أولوية أو اهتمام للشعب على اختلاف مكوناته وأن المواطن هو في ذيل اهتماماته إن لم يكن غائبا عنها برمتها. تختلف الأسباب الثانوية المؤدية لمثل هذه الأحداث لكن أصلها يعود لهذا النظام الذي يحتقر شعبه، ولنا في ذلك دلائل كثيرة يطول ذكرها.إذ أن أبناء الوطن ذوي الأهلية في التسيير مهمشون و مُحيَّدون مما خلق جوا ينتعش فيه أناس لا يربطهم بالأهلية و المسؤولية تجاه الوطن أي شئ. أي أن العفن بلغ تقريبا كل المستويات.
    ملاحظة للأخ الذي يبدو أنه مهتم بالوضع، لويزة حنون غير محسوبة على النظام، إن صحت التسمية. ثانيا، إذا كانت مراجعك هي التقارير الامريكية كما نعرفها،فمصداقية ما تقول يصعب التشكيك فيها!. و أخيرا أن يتمنى المرء شرا كالذي تمنيته، فهو يبدي أن تفكيرك قد تسمم و تعفّن و قد لا يكون مغايرا عن تفكير الذين “تنتقدهم”

  3. يقول حسن عين اللوح المغرب:

    الازمة التي اندلعت بين العرب والامازيغ بمدينة غرداية ليست وليدة اليوم بل تمتد لسنوات طوال والمخابرات الجزائرية تحركها كلما ارادت تمرير مخطط معين في درجة عالية من السرية ولعل ما يشغل بال الجزائرين اليوم هومشكل مرض الرئيس وتفليقة والسلطة المشتتة بين المدنين والعسكرين وكل طرف ينازع الاخر في من يتولى رئاسة الجزائر في حالة عدم ترشح بوتفليقة او بموته . والحالة هده ارادت مخابرات الجزائر تخدير الاحزاب الجزائرية بمشكل غرداية ومعها الشعب الجزائري المقهور الذي تسرق منه ثرواته وتهرب الى الخارج بشكل سريع خصوصا بعد مرض الرئيس وتحرك الشارع للمطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير وغالبية اثرياء الجزائر هربت اموالها الى الخارج تحسبا لاي انفلات امني . ومشكل غرداية هومجرد بالون لقياس ضغط المجتمع وعلى ضوء التقرارير الاستخبراتية سيتم وضع خريطة سياسية جزائرية جديدة وهي تطبخ في الكواليس سيدفع الشعب الجزائري تبعاتها الكاريثية على اقتصاد بلدهم مشكل غرداية جزء من الكل والمخابرات تحرك اللبعة

  4. يقول إسماعيل زياني الجزائر:

    السلام عليكم و رحمة الله ….أنا من مدينة غرداية ولقد عايشت كلما حدث ورايت بأم عيني كل شيىء . قال عز و جل { ولا ينبئك مثل خبير} أي من خبر الشيء .
    فأولا من باب التصحيح فالميزابيون أي الإيباضيون ليسوا أمازيغ و الأمازيغيون نفسهم ينفون ذلك .
    ثانيا لقد لعب الميزابيون دور إخوة يوسف عليه السلام .
    ثالثا كاتب هذا المقال وقع في شراكهم

إشترك في قائمتنا البريدية