مصر تكثف مساعيها لإعادة التهدئة لحدود غزة.. وإسرائيل تنشر المزيد من ‘القبة الحديدية’ وتعد العدة تحسبا لاتساع المواجهة

حجم الخط
1

غزة ـ ‘القدس العربي’: كثفت مصر من اتصالاتها مع حركة حماس وإسرائيل بهدف إعادة حالة التهدئة، وإنهاء حالة التوتر على طول الحدود الفاصلة، وقال جيش الاحتلال أن نشطاء من غزة أطلقوا أمس قذيفة صاروخية جديدة على مناطق الجنوب، بعد أن نشر العديد من بطاريات منظومة ‘القبة الحديدية’ في مناطق الحدود تحسبا من اتساع نطاق المواجهة، فيما لا تزال قوات الأمن التابعة لحماس تنفذ خطة طوارئ في العمل.
وتفيد مصادر فلسطينية أن الجهات المصرية تكثف من اتصالاتها بهدف إعادة تثبيت التهدئة، ومنع انهيارها لوقف أي تصعيد إسرائيلي محتمل ضد قطاع غزة في أعقاب التوتر الذي بدأ ظهر الثلاثاء الماضي. وتجري المخابرات المصرية التي رعت اتفاق التهدئة الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي اتصالات مع الطرفين، ويتوقع أن يتم العودة لحالة الهدوء تدريجيا.
وكان ياسر عثمان السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية قال إن بلاده تجري اتصالات لإعادة التهدئة في قطاع غزة ووقف التصعيد الإسرائيلي.
وجاء التحرك المصري عقب سلسلة رسائل تهديد إسرائيلية توعدت القطاع، حيث طلب يوفال شتاينيتس، وزير الشؤون الإستخبارية بإسرائيل، القائم بأعمال السفير المصري مصطفى القوني، بأن تنقل بلاده رسالة ‘شديدة اللهجة’ لحماس، بسبب الأحداث الأخيرة.
وأكد أنه في حال استمرت الهجمات من القطاع على جنوب إسرائيل، فإن إسرائيل ‘ستضطر للرد بقوة أكبر عليها’.
وخلال الإجتماع بينهما أكد القوني أن بلاده تؤكد وجوب عدم تصعيد الموقف، والعمل على استتباب الهدوء ميدانيا.
ومع اندلاع المواجهة وخشية من تصاعد الأمور نصب جيش الإحتلال الإسرائيلي عدة بطاريات لمنظومة ‘القبة الحديدية’ المضادة للقذائف الصاروخية، في المناطق القريبة من الحدود.
ونصب الجيش أمس بطاريات في مناطق أشدود وعسقلان وإيلات، علاوة عن بطاريات نصبها الأربعاء في منطقتي بئر السبع وسديروت .
وأكد مسؤولون في تل أبيب أن بلادهم تستعد لنشر نظام الدفاع الصاروخي في مواقع أخرى في منطقة الجنوب، بالإضافة إلى بطارية دائمة في عسقلان.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن قيادة الجيش المرابطة على حدود غزة من فرق المشاة والهندسة والمدرعات انتشرت على طول السياج ، تحسبا لإطلاق النار من غزة أو محاولات التسلل.
وقصفت القوات الإسرائيلية المتواجدة على حدود شمال القطاع أراض زراعية تقع شرق بلدة بيت حانون، وأحدثت أضرارا مادية وأثارت حالة من الخوف الشديد في صفوف السكان.
وأمس وفي ظل التحركات لتثبيت التهدئة من جديد أعلنت تل أبيب عن سقوط صاروخ أطلق من القطاع وسقط على أحد بلداتها الجنوبية.
وقال متحدث عسكري أن القذيفة الصاروخية سقطت جنوبي مدينة عسقلان، في منطقة خلاء دون أن تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار.
وعقد وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون في مقر قيادة الجيش بتل أبيب أمس اجتماعا مع كبار الضباط للبحث في خيارات الرد على إطلاق الصاروخ.
وأكد مصدر عسكري أن الخيارات المطروحة تشمل ردا عسكريا على إطلاق الصاروخ، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني يحاول في كل حالة تدهور أمني أن ‘يقول الكلمة الأخيرة، من خلال إطلاق صاروخ أو قذيفة هاون’.
وقال أنه بالرغم من عدم سقوط قتلى أو إصابات أو حتى أضرار جراء الصاروخ الأخير على النقب الغربي، ولكننا نستعد للرد كرسالة واضحة للجانب الفلسطيني.
وأضاف الموقع وفقا للمصدر العسكري أن أحد الخيارات المطروحة الإستمرار في إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي تدخل منه البضائع والسلع لسكان غزة.
وسبق وأن هدد يعالون بمواصلة الهجمات ضد غزة، حال لم يستتب الهدوء في الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع، وأكد أن أجهزة الأمن لديه ‘تعد العدة لاحتمال تصاعد الوضع في الجبهة الجنوبية’.
وحمل في تصريحات صحافية حركة حماس التي تحكم قطاع غزة المسؤولية الكاملة عما يجري، وقال ‘إذ لم تلتزم بالهدوء هي وباقي الفصائل فسنرد بصورة أشد’.
وأعرب ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي عن ‘خيبة أمله’ من عدم قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإدانة ‘الإعتداءات الفلسطينية’ التي تعرضت لها إسرائيل في الأيام الأخيرة، وجاء في بيان صدر عن ديوان بنيامين نتنياهو ‘الإرهاب الفلسطيني يأتي نتيجة مباشرة للتحريض ضد إسرائيل الممارس سواء في الإعلام الفلسطيني أو في الكتب المدرسية التي تنشرها السلطة الفلسطينية’.
وبدأت المواجهة ظهر الثلاثاء الماضي حين قتل عامل عربي من مدينة رهط ويحمل الجنسية الإسرائيلية، بنيران قناص فلسطيني حين كان يعمل لدى شرطة متعاقدة مع وزارة الجيش الإسرائيلي في تصليح السياج الأمني الفاصل عن غزة، وشنت عقبها إسرائيل عدة غارات جوية متتالية أسفرت عن استشهاد طفلة، وإصابة نحو 20 آخرين بجراح، وتدمير مواقع تدريب لنشطاء المقاومة وحركة حماس. وأثارت الغارات المتتالية الإسرائيلية وقتها الخوف من الدخول في مواجهة جديدة، تصل إلى شن هجوم إسرائيلي كبير على غرار الهجوم الأخير قبل عام ‘عامود السحب’.
واتخذت الفصائل المسلحة كافة التدابير تحسبا من اتساع المواجهة، وأخلت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس على عجل مقرات أجهزتها الأمنية، ولا تزال حالة الإخلاء قائمة في بعض المواقع.
وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي أن عمليات التوغل المتكررة لقوات الإحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وقصف مواقع المقاومة والمنشآت المدنية وأراضي المواطنين ‘يمكن أن تشكل بداية لانهيار هذا الإتفاق إذا لم تتوقف بشكل نهائي.
وضمن سياسة عقاب قطاع غزة واصلت سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصرين، أمام حركة إدخال المساعدات والبضائع والوقود لليوم الثاني على التوالي، بأمر من وزير الجيش.
وكان المعبر أغلق بناء على تقييمات الجهات الأمنية المختصة في ظل التصاعد الحاصل في على الحدود مع قطاع غزة’.
ووصف النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إغلاق المعبر المفتوح بشكل جزئي لمرور المواد الغذائية والمساعدات بأنه ‘عدوان جديد وعقاب جماعي’.
وقال ‘إغلاق المعبر المفتوح جزئياً خطوة خطيرة جداً باعتباره شريان الحياة في غزة والذي يتم من خلاله تزويد القطاع بإمدادات الحياة اليومية اللازمة لاستمرار الحياة’.
وحذر حمدي شعت ممثل الحكومة في اللجنة العليا لكسر الحصار من استمرار ‘الصمت الدولي والعربي المريب والمستهجن على الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة’، وقال إنه ‘يضاعف معاناة المواطنين’.
وأكد أن الوضع الإنساني في القطاع سيتدهور، لو استمر الحصار بـ’هذا الشكل دون التخفيف من معاناة المواطنين وفتح المعابر بصورة دائمة’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول laa:

    ليست غزة أجمل المدن..

    ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية

    وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.

    وليست غزة أغنى المدن..

    وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.

إشترك في قائمتنا البريدية