دورات تدريب للأمهات حول مواجهة مشاكل تربية الأطفال بالحب

حجم الخط
4

لندن – «القدس العربي» قد نختلف في تربية أبنائنا وقد نجد صعوبات جمة في كيفية التعامل مع طباعهم وسلوكياتهم والتواصل معهم وحتى احتوائهم، فكيف تتعامل الأم مع هذه الصعوبات؟ وكيف تكون أكثر استيعابا لقلقهم ومشاكلهم اليومية؟
تبرز دراسات حديثة أهمية الحب كوسيلة لمواجهة المشاكل التي تطرأ في مسار تربية الأطفال. وهو ما أدى لتخصيص دورات جديدة في العالم العربي كون التربية بالحب أسلوبا فريدا ومميزا ويعتمد على تطبيق عملي وليس نظريا فقط، فالحاجة إلى الحب أصبحت ضرورة لبناء علاقة متينة بين الأهل وأبنائهم، علاقة يسودها الاحترام المتبادل والتماسك العائلي، وبالامكان التواصل مع هذه الدورات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو السكايب.
«القدس العربي» تحدثت مع سناء عيسى الاستشارية النفسية ورئيسة مجلس إدارة «مؤسسة التربية بالحب للتدريب والاستشارات» في لندن وعن هذا الموضوع، قالت:
الطفل بحاجة أكيدة للحب وكلما حرم زاد سلوكه السلبي فهو يعبر عن حاجته للحب والتقبل عن طريق لفت نظر أمه وأبيه سلبيا. الأهل يركزون عادة على السلوك السلبي لأطفالهم فيحاولون تعديله أو قمعه وكلما ركزوا على السلوك أهملوا العلاقة الأهم مع الطفل، الإنسان الذي يملك المشاعر والأحاسيس ولديه كيان وشخصية وآراء وبالتالي تتخلخل الأسرة ويتأثر الطفل بكل ما يجري حوله، والطريقة التي يتربى عليها في البيت تبقى معه حتى يكبر وبالتالي ينقل أسلوب التربية هذا إلى أولاده.

أهمية دورات التربية بالحب

وتضيف: نقوم باعداد دورات للأمهات وللمعلمات وتحديدا للأمهات اللواتي يقمعن أطفالهن ويجدن صعوبة في التعامل معهم. والدورات ليست لتغيير سلوك الأطفال بقدر ماهي مدرسة تعليم مهارات تجعل العلاقة بين الطفل وأمه مبنية على الحب والتقبل وتشعر الأم بارتياح وتستمع بتربيتها لأطفالها وبالتالي تراهم ككل واحد وليس فقط كسلوك يجب تعديله. بعد الدورة تشعر الأم بطاقة إيجابية عالية وتصبح على معرفة ودراية بكيفية تفهم حاجيات أطفالها واحتوائهم خاصة عندما يغضبون وترتبك مشاعرهم.

متى تنفعل الأم؟

الأم تفرح عندما ترى طفلها يدرس وينهي واجباته الدراسية وينجح في المدرسة وعندما يساعدها في ترتيب المنزل ولكن بمجرد ان يخطأ كأن يغضب أو يتشاجر مع أخوانه تشعر بالاستفزاز والانزعاج الشديد وتنفعل كونها فشلت في التربية وأن أبنها غير مؤدب فتقوم بعقابه أو ضربه أو إستعمال كلمات سيئة وهذا يؤثر بشكل سلبي على الطفل الذي يحتاج إلى الدعم لا العقاب.
هذه الدورات تتيح للمرأة أيضا تعلم مهارات تفيدها شخصيا كأن تهتم بنفسها وتتحكم بعصبيتها وتعبر عن نفسها إذا شعرت بحاجتها لفرصة وراحة بسبب الارهاق أو المرض. تتعلم الأم كيف تتكلم مع أولادها وتطلب منهم أن يعطوها بعض الوقت كأن تقول مثلا عذرا لا أستطيع ان أجيب الآن على سؤالك احتاج بعض الوقت بطريقة هادئة.

نصائح من ذهب

يجب أن يكون هناك تناغم واحترام في العلاقة بين الأهل والأطفال ونتعلم كيف نصغي ونستمع لبعضنا. يجب أن لا تتحمل الأم كل الأعباء بل على الأطفال أن يشاركوا ويقلدوا سلوك الأم معهم.
بعد الدورة كثيرات يتحدثن عن أهميتها وكيف أن أطفالهن أصبحوا يراعون مشاعرهن فالطفل يتعلم مراعاة المشاعر والاحترام من سن صغير.
نسأل الأم هل أنت جاهزة للتغيير؟ هل بأمكانك أن تطبقي ما تعلمته في الدورة؟ لأن مجرد حضور دورة لا يحل المشكلة حتى لو كنت تتدربين مع أكثر المدربين كفاءة لن تستفيدي شيئا ان لم تطبقي ما تعلمته أثناء الدورة.
نحن نعطي الأم دعما مستمرا مع الدورات بشكل يومي عندما تنجح نحتفل معها ونشجعها على التواصل وعندما تخفق ندعمها ببعض الأفكار والتقنيات.
وحتى بعد انتهاء الدورة التدريبية تبقى الأم على تواصل مع هذه المؤسسة وتصبح عضوا فيها وهذا يساعدها على الاستمرار في تحقيق المزيد من الأهداف الايجابية في علاقتها مع أطفالها.
ونصيحتي للامهات: التركيز على رؤية الطفل كإنسان عنده أحاسيس ومشاعر. يجب أن تغير الأم نظرتها لأطفالها بدل أن تشتكي من أنهم مزعجون ومتعبون، وينبغي أن ترى فيهم مشروعا يستحق التضحية فعندما تعاملي أبنك بأحترام يحترمك أكثر.

كيف يتأثر المراهق

بالتربية بالحب؟

ما نبحث عنه هو إحداث تغيير في البيوت، عندما يهمل الطفل في سنواته الأولى ولا يتعلم فن التواصل وكان ينفذ أوامر الكبار فقط مثل: غير ملابسك، اشرب، افطر، اذهب للنوم، ادرس، عندما يصبح في سن المراهقة يبدأ الأهل بسؤاله عن كل صغيرة وكبيرة مثلا: أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ مع من تتكلم؟ لا تخرج أخاف عليك من المخدرات والتدخين، عكس ما كان في الصغر عندما كان يقضي وقته في اللعب في الحارة وعندما ينتهي من اللعب تقول له أمه، استحم ونم، وهنا نسأل الأم أين كنت من المحاورة؟
العلاقة والارتباط وشعور الطفل وأحساسه بوجود الأهل في حياته، يعاملونه باحترام وصوته مسموع وله شخصيته المستقلة فعندما يكبر وقد تمتع بكل هذه الايجابيات خاصة في مرحلة المراهقة يكون أقدر على ضبط مشاعره وتكون علاقته مع أهله وطيدة وقوية.
المراهقة مرحلة لإثبات الذات والتحرر من الاعتماد على الأهل في كل شيء وهذا لا يحدث إلا إذا علمه أهله الاعتماد على النفس منذ الصغر، فعندما تأتي مرحلة المراهقة تبدأ عملية التطبيق العملي وتصبح لديه قدرة أكبر للاعتماد على النفس ويكون أنضج في تحمل المسؤولية وهذا يوفر على الأهل التعب والقلق. هناك بعض الأمهات يوفرن لأولادهن كل شيء دون تعب وهذا يجعل الطفل متلقيا ومعتمدا على الآخرين وحتى عندما يصل إلى مرحلة المراهقة لا يستطيع الاعتماد على نفسه حتى في أبسط الأمور وليست لديه المقدرة على أن يقرر لأنه تربى هكذا.
سن المراهقة سن جميل جدا وعلى الأم أن تكون صديقة لأولادها وبناتها وتتمتع معهم.

مساهمة الأب في التربية

على الأم أن تحاول إقناع الزوج بكل ما تدربت عليه من مهارات أثناء الدورة. أما إذا رفض بسبب انشغاله أو انه لديه مبادئ مختلفة في التربية فالأم تبقى على أسلوبها وتطبق المهارات الجديدة والطفل هنا يملك القدرة على التأقلم حتى لو اختلف الأب والأم في طريقة التربية وبالتالي شيء بسيط إيجابي أفضل من لا شيء.
وحتى لو وجد اختلاف في الآراء بين الزوجين يجب أن يرافقه احترام متبادل. فلا يجب أن أقول لزوجي على سبيل المثال: أنت غلطان. ويجب أن يعاملني زوجي بالمثل فلا يتحدث عن أخطائي أو ينتقدني أمام أبنائي أو يقول هؤلاء أولادي وأنا حر فيهم.
على سبيل المثال إذا كانت هناك مشكلة عند ابني وتدخل زوجي لحلها يجب أن لا أتدخل وأخرج إلى غرفة أخرى وعندما يأتي ابني ويقول لي إنه زعلان من أبيه أقول له هذه مشكلتك مع أبيك أذهب وحلها. وبعدها تستطيع الأم التحاور مع زوجها لحل المشكلة بهدوء.
المشكلة عندما يتعارك الأبوان أمام الأطفال حول طريقة التربية يؤثر ذلك أكثر من أن يكون الأهل مختلفين باحترام.
احترام الزوج أمام الأولاد ضروري. ويجب تعلم بعض المهارات لتؤثر الأم على زوجها بطرق غير مباشرة
مثلا: كأن تترك مقالا أو قصة بدون ما تقول له إقرأ أو لازم تتغير، وتمدح زوجها لأن الرجل يحتاج إلى المديح وحتى لو فعل شيئا بسيطا يجب أن تشكره وتمدحه وتقول له أنت إنسان رائع وإن اولاده محظوظون بأن لديهم أبا مثله.
يجب أن تحببي الأولاد في أبيهم كأن تقول الأم لأبنها والدك غاضب جدا لأنه رفع صوته عليك أو ضربك البارحة فهو يحبك كثيرا وتصلح بدل الشعور السلبي اذ ان الأم تجمع دائما.
هل فاقد الشيء لا يعطيه؟ تقول سناء إنها ضد هذه المقولة وتقول إن فاقد الشيء يستطيع ان يعلم نفسه شيئا جديدا لو أراد ويعطيه.
تجربتي الشخصية دائما أقول إن أهلي كانوا أحسن الناس كان كل شيء متوفرا لنا في البيت ولم أكن محرومة من الأخوة والأخوات، وكان والدي حنونا وأمي كانت دائما في البيت لم تتركنا أبدا. لكني حرمت من التعاطف ومراعاة المشاعر والحنان لذلك نويت أن لا أحرم أولادي منها. أنا أحضن ابني كل يوم خمس مرات وأقبله لكني لا اتذكر متى حضنتني أمي أو قبلتني.
الحب ليس التساهل مع الطفل، بل ان الحب هو إذا أخطأ الطفل لا أهينه بل احترمه وأبلغه بأني غاضبة من المشكلة وليس منه شخصيا. الحب هو ان أكون حازمة ومتعاونة في الوقت نفسه.

مهارات بدائل العقاب

التربية بالحب كنز من المهارات أنصح بها كل أم. ابحثي عن بدائل للعقوبة وشجعي طفلك كيف يسمع الكلام بدون تهديد أو إهانة أو عنف. ومن المهارات الأخرى كبديل للعقوبة الحوار فبدلا من أن تهدد الأم طفلها بأن تقول له مثلا إذهب البس البيجاما وإلا سوف تحرم من مشاهدة التلفزيون بإمكانها أن تعطيه خيارات مثلا تريد تغيير ملابسك الآن أم بعد خمس دقائق؟ فهو سيقرر وبذلك تعطيه الخيار بدون تهديد.
وشجعيه على التعاون كأن تقولي: الحليب عندما يترك خارج الثلاجة يفسد اعطينا الطفل معلومة فهو لديه القدرة على الاستيعاب والتذكر،بذلك يتعلم مهارة جديدة تفيده مدى الحياة.

وجدان الربيعي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وهايبية مروة الجزائر:

    السلام عليكم اريد فعلا المشاركة في هذه الدورة او ان تبعثوا بها لي على الايميل و شكرا

    1. يقول وئام محمد حسن:

      اريد ان ادرس هذه الدورات

  2. يقول israa Elnagar:

    فيديو رائع عن تربية الاطفال

    https://youtu.be/FkICZ85he_E

  3. يقول esraa:

    أتمنى تكون موجودة هذه الدورة فى الاسكندرية برجاء الإرسال لى على الايميل الخاص بى

إشترك في قائمتنا البريدية