وزير الخارجية الجزائرية: لا نبحث عن بديل لاتحاد المغرب العربي واجتماع تونس كان ناجحاً

حجم الخط
0

الجزائر- «القدس العربي»: أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أن اتحاد المغرب العربي يظل “هدفاً مشروعاً وتاريخياً ولا يوجد عمل لإيجاد بديل له”، رداً على التأويلات التي رافقت الاجتماع الثلاثي التشاوري لقادة الجزائر وتونس وليبيا في العاصمة التونسية.
وقال عطاف في لقاء مع ممثلي الصحافة الجزائرية، بالجزائر العاصمة، إن الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع مؤخراً بتونس الرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي، قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، كان “ناجحاً” وهو “ليس وليد ظروف خاصة” كما أنه “ليس بديلاً عن اتحاد المغرب العربي”. وأوضح عطاف أن اللقاء التشاوري بين القادة الثلاثة بتونس “ليس موجهاً ضد أي طرف”، مبرزاً أن اتحاد المغرب العربي يظل “مشروعاً وهدفاً تاريخياً” وأن باب المشاورات يبقى “مفتوحاً أمام الجميع إذا توفرت النية والإرادة السياسية”. وذكر وزير الخارجية أن الرئيس تبون “فكّر في هذه المبادرة منذ مدة طويلة وتطرق إليها مع قادة دول المغرب العربي ووزراء خارجيتها خلال مختلف الزيارات التي قاموا بها الى بلادنا”. وتحدث أن هذه الفكرة تمخضت من كون منطقة “شمال إفريقيا والمغرب العربي تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي تفتقر إلى آلية للتشاور المنتظم والدوري بين دول هذا الفضاء”، لذلك -أضاف الوزير: “كان السيد رئيس الجمهورية يصر في كل مناسبة على استحداث آلية لسد هذا الفراغ وإسماع صوت المنطقة في كافة المحافل الدولية والجهوية”. وأبدى عطاف في هذا الإطار “أسفه” لكون منطقة المغرب العربي “تتضمن ملفات تصنع الحدث في العالم، على غرار الملف الليبي ومنطقة الساحل الصحراوي”، غير أن هذه الملفات -كما قال- “تخوض فيها كل الدول إلا دول المنطقة التي تعتبر معنية بهذه الملفات بالدرجة الأولى”، وهو “واقع مرير”، على حد قوله.
ولفت الوزير إلى أن الجزائر “بصفتها عضواً غير دائم بمجلس الأمن الأممي، بحاجة إلى التعرف على آراء الأشقاء في الكثير من الملفات المطروحة على مستوى مجلس الأمن، لا سيما تلك التي تعني مباشرة دول المغرب العربي”، مبرزاً أن “التنسيق مع الدول الشقيقة في المنطقة أولى من غيرها، لكون الجزائر ترى فيهم أبناء العائلة الواحدة”.
وعن مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الجزائر وتونس وليبيا، قال عطاف إنه تمخض عن “نتائج إيجابية، لا سيما من الجانب السياسي”، مشيراً إلى أنه “لم يسبق وأن تم عقد لقاء مثل قمة تونس، حيث كان النقاش بين قادة الدول الشقيقة الثلاث عائلياً ومفتوحاً واتسم بالصراحة، وهو ما يعكسه مضمون البيان الختامي الذي توج بـ4 ملفات أساسية تمس حياة مواطني هذه البلدان، وهي تنمية المناطق الحدودية، الطاقة، الأمن الغذائي وتذليل مشاكل التبادل التجاري”، وهي -يتابع- من “أولويات العمل المشترك بين الدول الثلاث قبل القمة القادمة التي ستعقد بطرابلس بعد 3 أشهر”.
وكان البيان الختامي قد شدد على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق لتدعيم مقومات الأمن والاستقرار والنماء بالمنطقة وتعزيز مناعتها مع بروز متغيرات ومستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة. واتفق قادة البلدان الثلاثة المجتمعون في قصر قرطاج، على “الحاجة الملحة لأن يكون للدول الثلاث صوت مسموع موحد وحضور مؤثر وفاعل في مختلف فضاءات الانتماء الإقليمية والدولية”.
وحول الوضع في الساحل الصحراوي، أوضح الوزير أن الجزائر “ليست مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في هذه المنطقة وهي تقوم بواجبها وتضطلع بكامل مسؤولياتها لضمان أمن واستقرار المنطقة”. واسترسل قائلاً: “بلادنا تواصل المشاورات حول مستجدات هذه المنطقة لإعادة الأوضاع إلى سكتها الصحيحة”، وهي ترافع من أجل الحل السياسي الذي لطالما دعت إليه لحل المعضلات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو”. وحذر من أن “الأوضاع المتردية في هذه المنطقة سياسياً واقتصادياً تتطلب اليقظة وتكثيف الجهود”. وتعرف علاقات الجزائر مع دولتي مالي والنيجر تدهوراً بسبب تغيير سياسة البلدين اللذين شهدا انقلابين عسكريين، تم خلاله في مالي التخلي عن اتفاق المصالحة في الجزائر، ورفض التعاطي في النيجر مع مبادرة جزائرية لحل الأزمة الدستورية في هذا البلد سياسياً.
وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد عطاف أن الجزائر تواصل جهودها أممياً بعد أن كانت “أول دولة نجحت بمجلس الأمن في تمرير لائحة حول وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة وفتح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية”. وأبرز رئيس الدبلوماسية أن الجزائر “لن تتوقف عن مساعيها من أجل منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ولديها استراتيجية في ذلك، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي خصص لهذه القضية حيزاً كبيراً في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
أما عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، فأوضح أنه “لا توجد أي مشاكل في العلاقات بين البلدين” وأن هناك “لقاء قريباً سيجمعه مع نظيره الفرنسي تحضيراً للاستحقاقات القادمة بين البلدين”. وكانت الصحافة الجزائرية قد انتقدت في الفترة الأخيرة تحركات الوزراء الفرنسيين وتصريحاتهم بخصوص التعاون الاقتصادي بين فرنسا والمغرب في منطقة الصحراء الغربية التي تطالب الجزائر بتمكينها من تقرير المصير وفقاً لمقررات الأمم المتحدة، ما أوحى بإمكانية تدهور العلاقات من جديد بين الجزائر وفرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية