ورطة بروتوكولية: أي زوجتي رئيس السنغال المنتخب ستكون الأولى؟

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط ـ «القدس العربي»: مع أن القانون السنغالي لا يعطي زوجة الرئيس أي منصب، سوى حضورها المناسبات وذكرها كمرافقة لزوجها الرئيس، فقد تابع رواد شبكة التواصل الاجتماعي في أفريقيا، انشغالهم بورطة بروتوكولية شهدها قصر الرئاسة في السنغال بسبب زوجتي الرئيس المنتخب بشير ديوماي فاي: أي هاتين السيدتين ستصبح سيدة أولى للبلاد: هل هي زوجته الأولى أم أولاده ماري خون ديوماي فاي، أم حفصة ديوماي فاي التي ثنى بها قبل عام؟

والرئيس بشير فاي خامس رئيس للسنغال، هو أول رئيس متعدد الزوجات يدخل قصر الهضبة في داكار: فكيف سيخرج من ورطة اختيار السيدة الأولى هل هو بالقرعة أم بالأقدمية أم بتطليق إحداهن؟
وسبق للرئيس السنغالي المنتخب أن أعلن عن تعدد زوجاته في مهرجان انتخابي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية حيث ظهر أمام الجمهور ممسكا بيدي زوجتيه ماري وحفصة، وقال «تعدد الزوجات ممارسة تقليدية ودينية راسخة في الثقافة السنغالية».
وقال في خطاب خلال الحملة الانتخابية الرئاسية «لدي أطفال جميلون لأن لدي زوجتين رائعتين، إنهما جميلتان للغاية؛ وأشكر الله لأنهما تقفان إلى جانبي دائما».
وذهب الساسة والمدونون الأفارقة كل مذهب في هذه القضية وأشبعوها تداولا ونقاشا، وغالبهم اعتبر أن تعدد الرئيس بشير في الزواج لا يناسب سنه كشاب إذ أنهم يعتبرون أن التعدد مظهر من مظاهر الإقطاع والفكر الرجعي المتخلف.
وأكد مدونون مؤيدون للرئيس «أن تعدد الزواج تقليد يتماشى مع الواقع السنغالي؛ كما أنه يحظى بشعبية لدى العديد من الرجال».
وبينما تعتبر النساء التقليديات في السنغال أن الظئار بركة وخير، تعارض السنغاليات الشابات هذه الممارسة، ويعتبرن أنها زائفة وغير منصفة تجاه المرأة، وهو موقف تبناه تقرير أعدته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ونشر عام 2022: فقد اعتبر التقرير أن «تعدد الزوجات يشكل تمييزا ضد المرأة ويجب أن يُلغى». ودافعت الناشطة السياسية الكاميرونية الشهيرة ناتالي يامب عن الرئيس السنغالي الشاب واعتبرت أنه ليس أول رئيس ينتخب بزوجات متعددة.
وقالت: «دستور السنغال لا ينص على سيدة أولى ولا على سيدة ثانية ولا على السيدة العشرين، فهناك زوجة أو زوجات الرئيس فقط». وأضافت «حسب علمي، وحدها الولايات المتحدة والسلطنات هي التي نصت دساتيرها على سيدة أولى أو ملكة».
وقدمت الناشطة أمثلة برؤساء أفارقة متعددي الزوجات مثل الرؤساء آدما بارو وزوما، وأوليجي انغويما، وكذا الرؤساء موبوتو وإدريس ديبي، ولم يطرح هذا قط أية مشكلة.
وزادت «لن يطرح الأمر إشكالا على الرئيس السنغالي: فالتي سترافقه من زوجاته ستوصف بالسيدة الأولى؛ وإذا حدث ورافقتاه معًا، فستوصفان بالسيدتين الأوليين».
والرؤساء الذين سبقوا الرئيس بشير كانوا أحاديي الزوجات، والثلاثة الأوائل منهم كانوا متزوجين بنساء أجنبيات.
وحسم رئيس غامبيا المعدد مشكلة السيدة الأولى حيث حدد زوجته فاطمة باه بارو، كسيدة غامبيا أولى، وحدد البروتوكول الغابوني زيتا أوليغي زوجة الرئيس الانتقالي الغابوني الجنرال بريس أوليغي نغيما كسيدة أولى وبقيت ظئرها قيد الإخفاء في الإعلام الرسمي.
وبالإضافة لرؤساء السنغال وغامبيا والغابون، فهناك رؤساء أفارقة متعددو الزوجات، ومن أشهرهم ملك سواتيني الحالي مسواتي الثالث، الذي تجاوز عدد زوجاته 20 امرأة.
معلوم أن تعدد الزوجات تقليد أفريقي عريق، حيث يعتبر الظئار دليلا على قوة الرجل ونبله ومكانته، كما أن الأفارقة يتفاخرون بكثرة الإنجاب.
وتعتبر القارة الأفريقية اليوم أكثر القارات التي تحدث فيها حالات تعدد الزوجات.
ويمتد حزام تعدد الزوجات الأفريقي من السنغال في الغرب إلى تنزانيا في الشرق، حيث تقدّر نسبة النساء المتورّطات في زواج متعدّد في هذه المنطقة بما بين ثلث النساء ونصفهن؛ وينتشر تعدد الزوجات بشكل خاص في غرب أفريقيا.
ويشجع الدين الإسلامي تعدد الزوجات، وظل تعددهن في العصور القديمة أمرًا معروفًا في شبه القارة الهندية، وكان أمرًا مقبولًا أيضًا في اليونان القديمة حتّى زمن الإمبراطورية الرومانيّة والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية