دراسة: أفريقيا بؤرة الإرهاب الأولى وغالبية أحداثه مسجلة فيها

عبد الله مولود
حجم الخط
0

77 في المئة من أحداث وعمليات الإرهاب المرصودة على المستوى الدولي خلال السنتين الأخيرين مسجلة في أفريقيا وفي منطقة الساحل الأفريقي والصومال بالتحديد.

نواكشوط ـ «القدس العربي»: معلوم أن أفريقيا قارة المتناقضات؛ فبالإضافة إلى كونها أغنى وأفقر دول العالم، فإن 77 في المئة من أحداث وعمليات الإرهاب المرصودة على المستوى الدولي خلال السنتين الأخيرين، مسجلة فيها وفي منطقة الساحل الأفريقي والصومال بالتحديد. ذلك ما توصلت له دراسة تحليلية نشرها للتو المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية.

وأكد المركز أن الوفيات المرتبطة بالعنف الإسلامي المتشدد ارتفعت بنسبة 20 في المئة في العام الماضي (أي من 19412 في عام 2022 إلى 23222 في عام 2023) وهي نسبة اعتبرها المركز «عالية بل ومستوى قياسيا من العنف المميت، حيث أنها تزيد بالضعف تقريبًا على الوفيات الناجمة عن العنف الجهادي المتشدد المسجلة في عام 2021».
وأوضح المركز «أن نسبة 83 في المئة من الوفيات المبلغ عنها وقعت في منطقة الساحل والصومال» مضيفا «أن المنطقتين شهدتا زيادة سنوية، بلغت تواليا، نسبة 43 في المئة و22 في المئة في عدد الوفيات المرتبطة بالتطرف العنيف».
وأكدت الدراسة «أن عدد الوفيات المرتبطة بالعنف الإسلامي المتشدد في منطقة الساحل، المقدر بنحو 11643 ضحية، يعتبر رقمًا قياسيًا لم يسجل مثيل له في الساحات الأفريقية الخمس منذ أن وصلت أعمال العنف التي اقترفتها بوكو حرام إلى ذروتها في عام 2015».
ومثلت الوفيات الناجمة عن العنف في منطقة الساحل زيادة بنحو ثلاثة أضعاف عن مستوياتها في عام 2020 عندما وقع أول انقلاب عسكري في المنطقة، والذي تم تبريره ظاهريًا على أساس انعدام الأمن.
وبلغت الوفيات في منطقة الساحل 50 في المئة من جميع الوفيات المرتبطة بالإسلاميين المتشددين المبلغ عنها في القارة في عام 2023.
وبالمقارنة، شكلت منطقة الساحل 30 في المئة من الوفيات المرتبطة بالإسلاميين المتشددين في القارة عام 2020.
وبلغت نسبة العنف المرتكب ضد المدنيين 35 في المئة من مجمل الأحداث المرتبطة بالإسلاميين المتشددين في منطقة الساحل، وهي أعلى نسبة مسجلة في أي منطقة داخل أفريقيا.
ونظرًا للتقلص الكبير في المساحة المتاحة لوسائل الإعلام لتغطية الوضع الأمني المتدهور منذ الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، فمن المرجح أن يكون المبلغ عنه من أحداث العنف والوفيات المرتبطة بالجماعات الإسلامية المتشددة، أقل من المتوقع.
وترتبط الزيادة المسجلة في عدد القتلى بتحالف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وخاصةً جبهة تحرير ماسينا وأنصار الإسلام، حيث ارتفعت بنسبة 67 بالمئة في الوفيات المبلغ عنها، منتقلةً من 5499 عام 2022 إلى 9195 اليوم.
ولمواجهة هذه الأرقام المخيفة التي تحدثت عنها دراسة المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، انعقدت يوم الجمعة بالعاصمة النيجرية أبوجا، قمة أفريقية تحت عنوان «دعم التعاون بين الهيئات الإقليمية لمواجهة تهديدات الإرهاب لأفريقيا».
وخصصت القمة لوضع استراتيجية أكثر إحكاما لمواجهة تزايد وتجذر الإرهاب، حيث استعرض زعماء القارة خلال جلساتها، التهديدات الناجمة عن الإرهاب داخل أفريقيا.
وأوصت القمة بتوسيع الجهود في مجال الحد من انتشار الأسلحة الخفيفة، كما تمخضت عن قرار بتأسيس مركز أفريقي لمحاربة الإرهاب مهمته جمع وتبادل المعلومات ودعم قدرات القدرات في مواجهة ظاهرة العنف المسلح.
ويأتي انعقاد هذه القمة أشهرا بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أن قارة أفريقيا تمثل أكبر بؤرة للإرهاب على مستوى العالم، وأن نسبة 77 في المئة من الأعمال الإرهابية المقترفة في العالم خلال عام 2023 مسجلة فيها.
ولمواجهة انتشار ظاهرة الإرهاب، وقعت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا اتفاقا مع مكتب الأمم المتحدة الخاص بمكافحة الإرهاب؛ حيث نص الاتفاق على التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم التام للمجموعة في جهودها ضد الإرهاب والعنف المسلح.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية