هل انتقد “مبيضين” محمد الضيف؟ الصفدي يطالب بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.. والأردنيون بزخم في الشارع

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

أظهرت الحكومة الأردنية ولأول مرة علنا، ميلها للحد من “مخاطبات قادة حركة حماس” للشارع المحلي وإبداء الانزعاج، في الوقت الذي شهدت فيه غالبية المدن والمحافظات الأردنية بعد صلاة الجمعة مسيرات تضامنية بزخم جماهيري خرجت بالتزامن تضامنا مع غزة والمقاومة الفلسطينية.

ولم تُعلم بعد ما هي الخلفيات التي دفعت باتجاه “تصريح خشن للغاية” صدر عن وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، ظهر الجمعة بالتزامن مع تغريدة مثيرة لوزير الخارجية أيمن الصفدي يطالب فيها دول العالم بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.

لكن هذه التصريحات التي لا تبدو “متسقة” مع بعضها البعض، ترافقت مع تطورات حرجة وحادة في “هبة شعبية أردنية” هذه المرة توحي بأن الشارع في طريقه للتصعيد بصورة غير مسبوقة في العشر الأواخر من شهر رمضان، ليس فقط تضامنا مع غزة والمقاومة، ولكن سعيا لإلغاء اتفاقية وادي عربة ووقف العلاقات والتطبيع مع إسرائيل.

 وأظهرت تصريحات وزير الاتصال مهند مبيضين حالة “الانفعال” الحكومية التي قررت الرد فيما يبدو على دعوات صدرت عن الجناح العسكري في حركة حماس لتفعيل الاحتجاجات الشعبية في دول الجوار الفلسطيني.

ومن المرجح سياسيا، أن قائد كتائب القسام ورئيس أركانها محمد الضيف، ضرب وترا اعتُبر حساسا في عمّان، عندما ردد عشرات الأردنيين ضمنيا دعوته لـ”تجاوز الحدود والمشاركة في معركة تحرير المسجد الأقصى والقدس”.

وصُنّف فورا تصريح الضيف بأنه “عدائي ويتجاوز الخطوط الحمر في الأردن”، الأمر الذي دفع حكما الوزير مبيضين للرد والتركيز على أن الأردن “دولة ذات سيادة ولديها مؤسسات دستورية ومرجعيات”.

مبيضين سياسيا كان عمليا في الرد والاتصال على “مداخلة صوتية” للقائد الضيف، بالتزامن مع انتشار غير مسبوق في تظاهرات الأردنيين لهتاف: “إحنا رجالك محمد ضيف”.

أحد المسؤولين الرسميين أبلغ “القدس العربي” بأن بعض قادة حماس يخالفون المتوافق عليه، ويتجاوزون في حال الإصرار على تحريض الأردنيين. والوزير مبيضين بثت تصريحاته محطة “سكاي نيوز” وليس التلفزيون الأردني، في مؤشر إضافي يعزز القناعة بأن المقصود “توجيه رسالة لقادة المقاومة” موقّعة من حكومة الأردن وليس “إعلان موقف”.

بوضوح، نصح مبيضين قادة حماس بتجنب ووقف ما أسماه “التحريض”، بل ووقف تقديم النصائح والتركيز على جلب السلام والصمود لأهل غزة، ثم تحدث عن أيدولوجيات بائسة، وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف.

واعتبر الوزير الأردني أي محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة تريد أن تشتت البوصلة وتشتت التركيز الأردني، وأنّ الأردن بلد له سيادة وله مرجعياته الدستورية ولا ينظر إلى بعض المراهقات السياسية.

كما تحدث عن إفلاس القوى التي تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى، وطالب صراحة قادة حركة حماس، أن يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم والصمود لأهل قطاع غزة، مشددا على أن السلام خيار استراتيجي، والمعاهدة هي التي تمكّن الأردن من ممارسة الدور في تخفيف الضغوط على الأهل في الضفة الغربية.

ويبدو للعيان أن هذه اللغة التصعيدية من الوزير مبيضين غير مسبوقة، ويُتوقع ان تساهم في زيادة نمو التظاهرات بالشارع الأردني وليس العكس.

لكنها عموما، المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤول أردني نصائح نقدية مباشرة لقادة حماس، فيما فاجأ وزير الخارجية الجميع بأول دعوة لوقف تصدير السلاح للإسرائيليين، في موقف ينسجم عمليا مع ما يطالب به الشارع الأردني.

في الأثناء، خرج للشارع عشرات الآلاف من الأردنيين في 7 محافظات على الأقل تضامنا مع المقاومة وغزة وبالتزامن. وذكرت مصادر راصدة أن أكثر من 13 مسيرة حاشدة نظمت في مدن أردنية بعد صلاة الجمعة تفاعلا فيما يبدو مع دعوات قادة المقاومة الفلسطينية.

وخرجت تظاهرات في عمّان والزرقاء وإربد وجرش شمالا، وكذلك في الكرك ومعان والطفيلة جنوبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية