“نمر” يظهر في طنجة: السلطات تباشر “عملية تمشيط” ومدونون تحدثوا عن “معجزة”- (فيديو وتدوينات)

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”:

أطلقت “الوكالة الوطنية للمياه والغابات” (رسمية)، بتعاون مع السلطات المحلية لمدينة طنجة والدرك الملكي، “حملة تمشيط واسعة” للمناطق التي قيل إن “القط الأنمر” ظهر فيها، وذلك من أجل “البحث عن الحيوان والتأكد من صحة هذه الأنباء”.

الخبر الذي انتشر الأربعاء، بشكل سريع في مواقع التواصل الاجتماعي عبر تدوينات وصور ومقاطع فيديو واجتهادات في التأويل أيضا، يفيد برصد نمر صغير في غابة “السلوقية” بمدينة طنجة شمال المغرب، وهو ما يعرف بـ”قط السرفال” أو “القط الأنمر”، الذي أكدت “الوكالة الوطنية للمياه والغابات”، أنه “على وشك الانقراض”.

وحسب بيان الوكالة المذكورة، فإن “القط الأنمر” من “المحتمل تواجده في منطقة كلميم وواد درعة حتى آيت وابيلي شرقا ووادي نون/أساكا على حافة جبال الأطلس الغربي شمالا، أما في الأطلس المتوسط فمن منطقة إفران إلى أويزاغت، وتم توثيق ملاحظتين حديثتين في عامي 2013 و2014”.

وجاء تحرك الوكالة ومعها السلطات المحلية والدرك الملكي، بعد توارد أخبار بمنابر محلية وشهادات تفيد بظهور حيوان “القط الانمر” على جنبات غابة السلوقية بكاب سبارتيل ضواحي مدينة طنجة.

الخبر لم يقف عند حدود الصور والتدوينات المكتوبة، بل تجاوزها إلى مقطع فيديو تقاسمه عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي المغاربة، وظهر فيه “القط الأنمر” أو “قط السرفال” أو النمر الصغير كما وصفه معظم المغاربة، وهو يتجول في جنبات طريق عام بمحاذاة غابة “السلوقية” ضواحي طنجة، ومعه انطلقت التحذيرات والتوجس من هذا الحيوان الذي يعتبر من الحيوانات النادرة وفي طريقه إلى الانقراض.

كما تم تداول أنباء عن رصد مكافأة مالية لمن يعثر على “القط الأنمر” وقيمتها غير مؤكدة بين 10 آلاف درهم (987 دولارا) و70 ألف درهم (6914 دولارا)، ولاحظ مراقبون أن الرقم الأخير مبالغ فيه، وقد يدخل في خانة الإشاعة أو الاجتهاد الشخصي لبعض المدونين.

بالنسبة للسلطات المحلية لمدينة طنجة، فقد تفاعلت بسرعة مع الأنباء الواردة حول ظهور “القط الأنمر”، الذي ينتمي إلى فصيلة النمور، وأشعرت جميع المصالح المختصة بالتحرك عاجلا قصد العثور على هذا الحيوان تجنبا لأي خطر على المواطنين.

أما المواطنون منهم من اغتنم الفرصة وأطلق العنان لمخيلته وسبح في التأويلات، ومنهم من أكد أن “النمر” هارب من إحدى الضيعات في المنطقة أو من فيلا تعود لأحد الأثرياء، كما ربط البعض بين ظهوره وظهور “علامات الساعة” والمعجزات وفق التقويم الخرافي الذي يطغى على فئة تصنف كل الأحداث الطارئة والغريبة في خانة العقاب والتواب.

وهو مارد عليه الصحافي والكاتب عمر أوشن من خلال تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك، قال فيها إن “الدهماء تموت على مثل هذه الأخبار… ولا تشغل عقلها بالمرة أو تطرح السؤال المفترض علميا..”، كما أن “الدهماء تعشق الرجل الذي عض الكلب والمرأة السمكة الحورية التي خرجت في شاطئ تاغازوت..”.

وهاجم الصحافي المغربي من أدخلوا ظهور “القط الأنمر” في خانة المعجزات، حيث وصفهم بـ”القطيع عاشق للغرائبي والخرافي وقصص المعجزات..”، واستشهد بالسابق من حالات مماثلة حين تساءل بصيغة الإخبار “ألم تظهر يوما في الرباط شجرة تسيل بالدم وهناك من سمع أنينها وهي تبكي”، رغم أن تلك الشجرة كانت “في نفس الزنقة والمكان في حي حسان منذ  أكثر من قرن إلى أن جاء يوم فجعلها خيال شعيبا (تصغير لكلمة الشعب والقصد بها الجاهل) تصرخ وتقطر دما”، وحسب أوشن فإن “العامة هكذا كانت وهكذا ستبقى”، لكن “في النهاية سنجد أن الحيوان الذي شاهدوه في غابة كاب سبارتيل قد هرب من فيلا محاطة بالغابة والأسوار”.

ويوضح صاحب التدوينة، أن “الحيوان الوحشي إما هرب من دار هناك”، وإما خيال هلوسات ممن يرى الجن يطير… أو احتمال نزل من سيارة كبيرة لمالكه وصلت هناك واختفى في ظروف غامضة”.

ويخلص إلى أنه “في جميع الحالات، خيال وأحاديث الناس عن الحيوان الأسطورة والمعجزة التي نزلت ليظهر الحق ويزهق الباطل وأقوال الشوافة (العرافة) واقتراب نزول المهدي المنتظر، بعد أن خرج النمر، كلها تنفيس عن الرجل المريض الذي هو نحن”.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية قد نشرت منذ بضع سنوات تقريرا حول الحياة البرية، مؤكدة أنه “من أجل حمايتها، يتعين التعرف عليها، وأبرزت أن “قليل من المغاربة يعلمون أن أصنافا نادرة وفريدة من نوعها من قبيل حيوان القط الأنمر (البج) أو الكاراكال أو العقاب المصري ما زالت موجودة في المغرب، وأن المملكة توجد في المرتبة الثانية، على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد تركيا، من حيث غنى التنوع الإحيائي”.

وأضافت أن “المغرب يحتضن مزيجا بين النظم الإحيائية المدارية الإفريقية والنظم الإحيائية ذات الامتدادات الأوراسية، مما يجعله يتوفر على تنوع إحيائي غني ومتفرد تستفيد منه الحياة البرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية