حزب الله يرد بـ65 صاروخا بعد جريمة إسرائيلية في ميس الجبل أوقعت 4 شهداء

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”:

فاجأ الطيران الحربي الاسرائيلي بلدة ميس الجبل نهار الأحد بغارة معادية مدمرة عندما استهدف منزلاً في وسط البلدة ما أدى إلى دمار وتضرر عدد كبير من المنازل وسقوط 4 شهداء من عائلة واحدة و5 جرحى، والشهداء هم الوالد فادي حنيكي وزوجته مايا عمار وابناهما محمد وأحمد.

وعلى الفور، أفادت وسائل اعلام اسرائيلية عن حالة تأهب واستنفار على الحدود الشمالية وقطع طرقات في الجليل تحسباً لرد حزب الله الذي أطلق وابلاً من الصواريخ قارب الـ30 على كريات شمونة، وتم رصد سقوط بعضها داخل المدينة، ما تسبب بإصابة اسرائيلي بجروح خطيرة وبانقطاع الكهرباء، كما أطلقت النيران على موقع “راميا” الاسرائيلي وعلى مبنى في مستوطنة “أفيفيم” ومبنى آخر “شتولا” وانتشاراً للجنود وآلياتهم في الزاعورة وقواعد الاحتلال في الجولان. وصدر عن حزب الله البيان الآتي “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‏‏‌‌‌‏والشريفة، ورداً على الجريمة المروعة ‏التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة ميس الجبل وارتقاء شهداء وجرحى مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية ظهر يوم الأحد 05-05-2024 مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا والفلق”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس بلدية كريات شمونة قوله ان القصف الذي استهدف البلدة تسبب بأضرار كبيرة ودمّر منازل عدة. فيما أحصى جيش الاحتلال إطلاق 65 صاروخًا من جنوب لبنان. وقال رئيس بلدية كريات شمونة “من يعتقد  أن سكان المدينة سيعودون ليكونوا كالبط في حقل الرماية يرتكب خطأ جسيمًا”.

بعدها أغار الطيران على بلدات العديسة ومركبا والطيبة وكفركلا ومحيط العزية،

وكان القصف الإسرائيلي طال بلدتي شبعا وعيترون بعدد من القذائف المدفعية. وحلّق الطيران المعادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري طيلة الليل وحتى الصباح، وأطلق جيش الاحتلال نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط.

توازياً، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أننا جاهزون لملاقاة العدو إذا أخطأ بحساباته وأراد أن يخرج من قواعد الردع التي فرضناها عليه، لكن حتى الآن نحن نتريث ونصبر؛ لأننا نرى بوادر عدم الخروج من هذه القواعد تجنيبًا لبلدنا ولأهلنا من مغبة حربٍ مفتوحة ستكون فيها الدماء وسيكون فيها خسائر”.

ميقاتي ينفي الكلام عن رشوة أوروبية لإبقاء النازحين.. والراعي وباسيل لرفض الاساليب المغرية

ولفت رعد من بلدة كفرملكي إلى “أن العدو الإسرائيلي لم تُلْو ذراعه إلا على أيدي المقاومة في لبنان، وهي مصممة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وستمنعه من أن يُنفذ مشروعه العدواني الذي يُريد من خلاله أن يستبيح لبنان”، وقال: “عندما تكون قويّاً في مواجهة العدو ولديك ما يسمح بأن تُثبّت هذه القدرة، فالآخر سيرضخ وليس العكس”.

وذكّر “بأن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يقول إنه “خلال السنوات الماضية كُنا نخشى الساحة اللبنانية لأننا خائفون من حزب الله”، ما يؤكد أن عقدة الخوف سائدة عند الإسرائيلي”، مضيفاً “ما حدث في غزة أن الأمريكيين جاؤوا وكسروا له عقدة الخوف وشجّعوه على استباحة كل شيء في القطاع من أجل أن يُخلّصوه من هذه العقدة، لذلك هو يُجرم الآن ويتوحش ويستبيح في غزة”. وسأل “لماذا لا يستطيع أن يفعل ذلك في لبنان؟ ولماذا يتوعد ويهدد ويعطي المهل تلو المهل ولا يُقدِم على فعلٍ يورطه فيما تورط به في غزة؟ لأنه يعرف أن المشكلة مع اللبنانيين نتائجها وخيمة على كيانه، ونحن لا نرجو الحرب ولا نسعى إليها، لكننا على أُهبة الاستعداد لمواجهتها”.

بدوره، رأى رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن أنه “رغم الحلف العالمي ضد حماس وإطلاق يد العدو لارتكاب مجازر يندى لها الجبين فإن غزة العزة انتصرت ولم يستطع العدو استعادة أي أسير، ولم يسحق المقاومة، ولم يستطع أن يركز احتلاله في القطاع، ولم يستطع أن يفرض على الفلسطينيين الهجرة من جديد”. وأكد أنه “خلال سبعة أشهر تحقق تطور كبير، كان العدو يتباهى بالتفوق العسكري الاستراتيجي والتكتيكي، وبأن إسرائيل تردع كل محيطها وتتفوق عليه، فسقط التفوق والردع الإسرائيلي وسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر، وهذا التطور الكبير يجب الحفاظ عليه والبناء عليه وتحقيق المزيد من الإنجازات بالعزيمة والإرادة والإعداد”.

كذلك، اعتبر عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة أنه “إذا استمر العدو الإسرائيلي في رفض وقف إطلاق النار، فإن هزيمته ستكون معلنة وغير قابلة للشك، وسوف تسقط رؤوسا كبرى ويهتز هذا الكيان كما اهتز من خلال ضربات المقاومة، ومن خلال ما وجهته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مشهد غير مسبوق يعلم العدو حقيقة حجمه، وحجم ما نمتلك نحن في محور المقاومة من قوة واقتدار”. ولفت إلى “أن الورقة الفرنسية بغض النظر عما ورد فيها من تفاصيل وعناوين، لها علاقة بالجنوب اللبناني المجاهد المساند في هذه اللحظات لأهله في فلسطين وغزة”، مضيفاً من بعلبك “كل كلام عن واقع الجنوب وعن مستقبله هو كلام لا نقاش فيه من قبلنا، ولا تعليق حتى تضع الحرب أوزارها في فلسطين وفي غزة على نحو كامل”.

اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فدعا “إلى الإسراع في إيقاف الحرب على جنوب لبنان، ووضع حد لهدم المنازل، وتدمير المتاجر، وإحراق الأرض ومحاصيلها، وقتل المدنيين الأبرياء وتهجيرهم وإتلاف جنى عمرهم في ظرف اقتصادي سبق وأفقرهم”.

وعلى اهمية الوضع الجنوبي وانتظار الرد اللبناني من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتنسيق مع حزب الله على الورقة الفرنسية التي تضمنت نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة بحسب أوساط متابعة، فإن المستجدات الجنوبية لم تحجب العاصفة السياسية والاعلامية التي سُجلت حول ملف النازحين السوريين بعد اعلان رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين عن تقديم مليار يورو للبنان على 4 سنوات، وهو ما رأى فيه كثيرون “رشوة” لإبقاء النازحين في لبنان.

ودعا البطريرك الراعي “إلى توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم وعدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان لأهداف سياسية ليست لصالحهم ولا لصالح لبنان”، مشدداً على “أن مصلحة هؤلاء المحافظة على وطنهم وتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وممتلكاتهم. فنقول لهم: المجتمع الأوروبي والدولي يستعملكم لأغراض سياسية ليست لخيركم. لا تستبدلوا وطنكم بمغريات بقائكم في لبنان. ولا تبادلوا الاستضافة اللبنانية بالاعتداء على اللبنانيين والقوانين”.

ورأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الخطوة الاوروبية “محاولة لاستئجار لبنان لصالح بقاء اللاجئين مقابل تشريع أبواب الهجرة للبنانيين”، وأكد “أن لبنان ليس للبيع أو الإيجار”، محدداً “المشكلة اللبنانية الأساسية بانصياع المسؤولين للسياسات الخارجية ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية”. وتوجه “إلى المسؤولين اللبنانيين بجملة أسئلة على سبيل الاستفسار وأولهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”، سائلاً “كيف ستوزع أموال المليار يورو وما هي حصة الدعم لبرنامج العودة لسوريا؟”.

وحيال المواقف المنددة بترحيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالهبة الاوروبية، بادر ميقاتي للاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري وتمنى عليه “الدعوة إلى جلسة نيابية عامة لمناقشة موضوع النازحين وذلك من أجل وقف الاستغلال السياسي الرخيص الحاصل في البلد في هذا الملف على حساب المصلحة العامة”.

سبق ذلك صدور بيان عن المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي رد فيه على “الحملة السياسية والإعلامية الجارية تحت عنوان أن “الاتحاد الاوروبي يقدم رشوة للبنان لقاء إبقاء النازحين السوريين على أرضه والتي يشارك فيها سياسيون وصحافيون ووسائل اعلام، في محاولة واضحة لاستثارة الغرائز والنعرات، أو من باب المزايدات الشعبية، أو حتى بكل بساطة لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة أو إنجاز”.

واضاف “المدهش أن بعض هذه الحملات السياسية يستخدم نبرة السخرية التي تسيء إلى الدبلوماسية اللبنانية الجادة والمسؤولة، في انعدام واضح للحس بالمسؤولية الوطنية في مقاربة ملف بهذا الحجم والخطورة يتطلب إجماعاً وطنياً ورؤية موحدة لحله”. واعتبر “أن الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أرضه غير صحيح مع التأكيد أن هذه الهبة غير مشروطة بتاتاً ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات”، مؤكداً “أن ما يحصل هو محاولة خبيثة لإفشال أي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة، وما توصل إليه رئيس الحكومة بحصيلة الحملة الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الخارجية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية