نصفها ماء

أنتقيك آلهة عينها جبل وأعصر من أصابعها عطراً استنشقه كلما أردت أن أموت، فأنهض حين تمر روحك قرب غربة جسدي من جميع فتنة جنائنك الهادئة أحس دفئاً يتجول في جسدي من جنوب كرنفال جسدك القربان.
………..
كل شيء خال حتى وحدتي خالية، قارورة عمري المتكسرة منذ حياة أخرى ماضية عشتها حفنة سوداء من براءتي، خالية أيضاً ثمالة الليل المتسكع في جسدي، كل شيء خال بكل برود أقول تعالي لرؤيتي سيدتي أنا محظوظ لو فعلت.
…………….
وحدي كملابس نسائية مبللة، تحرض البالغين سن الجسد التعثر على الضفة الأخرى من الليل، أرفع مليون شرفة من شرفاتك الشفافة، تفكر بعيون طين وأصابع غيم ثلجي الدخان وأطبق فرضة جنوني على نابض إرجاع مثلث، وأرمي كتاباتي الدبقة في فوضى رجفتك العمياء. وحدك تعبرين من كلام يسقط من فم الماء برمش صلصال أعوج إلى لا أحد، فيها يده تحمل ملايين التجاعيد تجمع خربشات عنبي الأحمر فتنهضين كآلهة تتبختر في فوضى أناملي.
…………………
أسدل النافذة في الليلة التي أنت معي، لا أريد أن يأتي النهار بأبي أيضاً أغلقة لست أرتاح ولا أسمع إلاّ رنة خطاك، ولو أعرف أن فيروز ستزعل مني أرجع في الشتاء بارداً إليك بعد أن لفحت الكثير من النساء في الصيف.
……………….
هذه الأصابع تثيرني تدير الملعقة في شاي الفجر
كأني أموع مثل السكر حين تلمس بغنج ثوبك الشفاف
وجسدي لا ينسى أن يضع أمامه مرآة لتمشيط الضوء

وإيصال النار الباردة إلى تلك المرأة التي نصفها هواء ونصفها ماء، وتهيل التراب في النار مثل النعاس، يسمع موسيقى الفجر تحت ذراعيها والبحر في غسقه المنتشي يصعد ليفرك حلمتي سماء تهرب أمام هواء لا يرحم، تنهداتها وهي تقذف الماء على شفتيه. وكطفل يصغي إلى انثيال دفء الحليب إلى عطش القديس لليل بلا مأوى ونعاس.
……………
لن أرجع ما معنى أن أعيد ترتيب خسائري لن أزعج امرأتي بتكرار الليلة الأولى في انهــــياري الأول، وترتيله افتتاح المناولة الجسدية المذهـــولة، سأذهب إلى مكان آخر منذ عشرين سنة أنـــت تزورين جسدي بوجه مستعار ما كنت أعرف بأن أمسّك لأن الثاني مني بعد أول خسارة كان يأتي إليك بدلاً عني.
………..
هذه الرموز لا تؤلمني. ضعها في أي موضع آخر. ليس لك من حرج. ضعها على الوردة في الليل. في حلمة امرأة تمردت على القميص في عري رجل يائس يقلب أوراق خسائره الفادحة بعد نصف الليل، وامرأته تنام تحت جسد رجل آخر في برد شجرة وضعت في مكان لا يصلح في لوحة تكدست في طرقها السوداء جثث متفسخة تهمس لحفنة ماء ضع جسدك في الخارج واذهب إلى امرأة تستسلم بسخونة لشهوة روحك.

٭ شاعر من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية