ميرون زيوس

نظرَ الماءُ اليَّ. كامرأةٍ تعجنُ الخَبز
وضعتُ ابتسامتي في استغرابِ أيقونة
تحدّقُ في نقوشٍ تلهثُ فوق الباب
وأنتبهتُ إلى طائرةٍ ورقيّةٍ أكثر إرهاقاً من السماء
منديلي الأبيض في يدي يرنُّ كناقوس
وما زلتُ أمشي إلى قطعٍ من الضوءِ توّاً تصعدُ إليَّ
من شرقٍ يجيءُ إليَّ من مكانٍ غريبٍ وبلا مهارة
تحتارُ ذاتَ حاضر كنتُ أمسك بيدي فراشة وأهذي قبل الكلام
تقريباً من بين يديَّ حين كانت تشمُّ الماضي من الماء
كانَ يفتحُ فمَه الترابُ بإتقانٍ كسردابٍ بلا باب
كنتُ غائبا وأسمعه بعد أن أذهبَ جالسا وأجيء بنعش
ما كانَ يفعلُ هكذا حتى في الصيفِ الماء
أو بالأحرى حين يضعُ تحت ذقنِه بعضَ لهاث ثلج
الليلةَ يبدو أنَّ الماءَ يحملُ فوق كتفيه سبعَ عيون مكسورة
متروكة في رقيمٍ ما مسّهُ بصر
وأحياناً كان الحجرُ أيضا ينظرُ إليَّ
ويهذي بمقدارِ حاجته إلى البكاء
كجنودِ حربٍ في شهوةِ سرير
لا بدَّ أنْ أسرحَ أفكاره الماء
وأكسرَ الجرارَ من هياكلِها العظميّة
وأطلق سيرينيات الماء إلى البحر
بإقدامهنَّ العاريات وفمهنَّ الموسيقى
٭ ٭ ٭
بصرُ وردٍ يحتاجُ إلى ضوء
فمُهُ يدٌ مهملةٌ كثيراً في أصصِ
فراغٌ يرخي أيّاه الليلَ قبلَ أناي الضوء
ثمّة بصرٌ أكثر ملائمة لفمِ الظل
ثمّة لوحة بيضاء تحدّقُ في إصغاءِ الماء
ثمّة من يخيطُ السماءَ بكلامِ التراب
ثمّة مقبرة تعوي في جسدي ريّانة في ليمونِ ظلام
أمامي يحدثُ هذا بكلِّ بساطة
وأحرقُ عودَ ثقاب وأشربُ الشايَ بلذّة هر
يهزُّ الغيمَ بعوائِه المتبختر كلَّ ليل
وأقفُ في جانبي ماءٌ
ليسَ يعيشُ في نهرٍ بمصباحٍ مطفأ
…………
الفراغُ الذي يراني أمس مثل غيومٍ متشابهة
أنا أمحوهُ بإتقان تعبيرِ خمرةٍ تسكرُ في أسناني
أتركها في قعرِ كاس مثقوبٍ تفكّر برائحتي
أستمرُّ في استغلالِ حاجته إلى الغد
وبدقّةِ امرأةٍ بارعةُ التلفيق
خفيّا أتأخّرُ كثيراً أمامَ الضوء
ولا أقدر أنْ أجتاز تلّة حسن حظّي
في مشهدٍ نائم أبدو فيه أنيقاً جدّاً
فأسقطُ برقّةٍ في صلصال بوزتيف بالأحمر
ليس مصيري أفضل من ثلج
يقومُ بحركاتٍ غريبة جوارَ نافذة
لا حصر لجزءٍ من ثرثرةٍ تتقدّمني في سوادِ لافتات
قُصتْ على شكلِ قطعٍ صغيرةٍ بعد نقوشٍ في إقحوانة معبد
ملأتْ بالشكولاتة في حلقِ سرِّ ليلِ جسدٍ ممسوس كتمثال
لا يتكلّم إلا مع صرّةِ أصابع في مكانٍ ضيّق من خلف الماء
…………..
مصباحٌ في حفلِ تأبين ينظرُ إلى شمعٍ يمسكُ بظلٍّ
ويقعُ من الضحكِ في قائمة فراغ
ذاكرةُ الميّت سائلٌ أسود وحده يفهمُ الكتابة
ووحدي بعد غبطةِ الأسطورةِ بشــــخصي أجيءُ
وحين تأتين قبل برتقالٍ يلائمُ فمَ جثّةٍ حمراء
مازالت تتلعثمٌ أمام أنثى توصدُ البابَ بسرِّ شهوةِ كلام
أسفلَ ضوءٍ يبصرها بخيطِ يفكّرُ بدفءِ ما تحته
من طراوةِ غرينٍ ينسجُ صامتاً تعبيراً مكسورا
جملةٌ مفيدةٌ من غبــــارٍ سريــع كقصبٍ نحيل يمرُّ وصـــوته شـــهوة ذاكرة تخيط ُالمطرَ في الشتاء

٭ شاعر من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية