منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة داخل أراضي 48: لسنا حجّة على أحد ولا يوجد فصيل فلسطيني حجّة علينا

حاوره: وديع عواودة
حجم الخط
0

على خلفية الانتقادات الموجهة للقائمة العربية الموحدة داخل أراضي 48 عقب مشاركتها في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، يشدد رئيسها النائب منصور عباس على أن الحركة الإسلامية التي أسسها الشيخ الراحل عبد الله نمر درويش في نهاية سبعينيات القرن الماضي هي فلسطينية محلية ليس لها أي ارتباط تنظيمي، إداري مع أي حركة إسلامية في المنطقة والعالم ولا حتى على مستوى الشعب الفلسطيني. ويتابع «الحركة الإسلامية لها مرجعيتها الفكرية والفقهية والتنظيمية الإدارية فهي لا تحمل أحدا على مستوى الشعب الفلسطيني أو العالمين العربي والإسلامي مسؤولية قراراتها وخياراتها السياسية، كما لا تتحمل مسؤولية قرارات وخيارات التيارات والهيئات الإسلامية العالمية والمحلية». ودعا عباس العالم العربي الرسمي والشعبي إلى عدم خلط الأوراق وأن يحترموا تجربة فلسطينيي الداخل وتجربة «الموحدة» السياسية وألا يزجوا فيهم في الصراع الدائر بينهم مثلما يدعو «للتعرف على تجربتنا السياسية مباشرة منا وليس من الشانئين أو الكارهين أو الخصوم». ويرى «أن المواطنة الإسرائيلية الموجودة مع كل أبناء المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل تعطيك امتيازا معينا وتفرض عليك اشتراطات معينة وأنه يتحرك في هذه الخصوصية وبالتالي ما ينطبق عليهم لا ينطبق على بقية أجزاء الشعب الفلسطيني» وفيما يلي نص الحوار.

*ماذا سيكون مصير قانون منع لم الشمل الذي يهدد مستقبل حكومة بينيت؟
**الموحدة رفضت القانون ولا يمكن لإنسان فلسطيني أن يوافق عليه ولكن كيف نتعامل مع منع لم الشمل هذا يقوم على السؤال كيف نقوم باختراق ربما يكون تدريجيا تخفف من تبعاته عن كاهل 20-25 ألف فلسطيني. هناك فئة حصلت على مكانة إقامة عددها 3500 فلسطيني وهناك نحو عشرة آلاف فلسطيني حازوا على تصريح إقامة تتجدد ويحرمون من الحقوق. التسوية لم تنضج بعد وما زلنا نعمل وبات واضحا أن هذا القانون الذي صدق عليه كل سنة منذ 17 عاما يتم طرحه للنقاش والتداول فيه مع جهات حكومية للمرة الأولى. الحكم على الحكومة في المسار العام وبالنظر للبدائل فلسنا انتحاريين وسنتصرف بحكمة تلبي الكثير من تطلعاتنا وربما تحسم الأمور في اجتماع بينا وبين وزيرة الداخلية الإسرائيلية غدا الإثنين.
*فوجئت بأنك وصلت إلى هذه المرحلة بأن تكون لاعبا في الحلبة السياسية الإسرائيلية؟
**لا لم أفاجئ فمنذ البداية كانت عندي استراتيجية سياسية قائمة على فهم الواقع وإمكانيات وفرص التأثير وفهم الآخر الإسرائيلي وبناء على ذلك بنيت خطابا ممكن أن ينفذ عميقا في كل هذه المنظومة مع رؤية صريحة بأن الخيار الأفضل لنا في هذه المرحلة هو الشراكة السياسية المؤثرة واختراق الحدود ودخول الحصون التي بنتها المنظومات الإسرائيلية أمامنا. وبالتالي النتيجة التي توصلنا لها رغم استهزاء وسخرية البعض ثبتت أن كل ذلك خطأ. فعلا نجحنا أن نحقق في المرحلة الأولى التي انتهت في تشكيل ائتلاف إسرائيلي بمشاركة حزب عربي لأول مرة في التاريخ. ثبتت صحة مقولتنا كجزء من نهجنا السياسي وتبين أنها تعمل ولا تقوم على وهم.
*هذه الرؤية السياسية تقوم على وجود حالة تعادل في إسرائيل بين معسكرين متنافسين على الحكم فماذا ستفعل بحال انتهت هذه الحالة في ظل تعريف إسرائيل نفسها دولة لليهود؟
**هذه جزئية بسيطة من الاستراتيجية السياسية ولكن كان لي قراءة واعية ومتأنية لتجربتنا السياسية كمجتمع عربي فلسطيني في إسرائيل. نعم يمكننا التأثير بكل الحالات فقد سبق وقد أثرت جملة قرارات عندما كانت تحكم حكومة يمين قبل الحكومة الحالية. حتى لو تغيرت موازين القوى السياسية استطاعت الموحدة دخول الحلبة السياسية الإسرائيلية وأن تكون لاعبا مؤثرا فيها وهذا الأمر سيستمر بعدما تم استيعابه من قبل أوساط واسعة في إسرائيل. صحيح أن التأثير عند فقدان حالة التعادل السياسي لن يكون كما هو موجود اليوم حيث نمتلك قدرة على تشكيل وإسقاط حكومة، ولكن فكرة الحضور والتأثير وكوننا جزء من المشهد السياسي، ستبقى ونحن ما زلنا في بداية المرحلة الثانية مرحلة تمكين السياسة العربية داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية. وهذا يتجلى لدى أوساط واسعة من الإسرائيليين ولدى حراك أوساط إعلامية وأكاديمية تتفاعل بشكل جيد مع هذا الأمر وهذا سينعكس على النخب السياسية.
*ولكن حتى الآن هذه زوبعة في الإعلام وربما في الوعي ولا تغيير في واقع حياة فلسطينيي الداخل؟
**نحن لا نزال على مسافة أسبوعين من انطلاق الائتلاف الحاكم وهناك قرارات الآن تنضج وستطرح على طاولة الحكومة في الأيام والأسابيع القريبة والحكم على هذا المسار يحتاج إلى شهور كي نلمس النتائج وإن كان واضحا اليوم أننا لاعب مؤثر. على سبيل المثال قانون منع لم الشمل كان يتم إقراره في يوم واحد منذ 2003 دون إجراء نقاش إسرائيلي حوله واليوم الكل منشغل فيه منذ أسبوعين والحكومة لم تقو على تشريعه لأن موقف الموحدة صلب منه. وهناك مداولات وقرارات لخدمة مصالح المجتمع العربي في شبكات الكهرباء والماء والتدخل لوقف غرامات تفرض على بناء بيوت عربية في النقب وغيرها وما زلنا في بداية الطريق. وهناك عمل يومي مقابل الوزارات.
*تقول نحن في بداية الطريق وهناك اتفاق بينكم وبين الائتلاف الحاكم فهل هناك تفاهمات لم ترد في الاتفاق؟
**طبعا. التفاهمات العامة أوسع من الاتفاق الائتلافي ونتقدم فيها خطوة خطوة فهو اتفاق سياسي. هناك تطلعات لأمور نستطيع القيام بها مع هذه الحكومة أبعد مما هو موجود في الاتفاق.
*وهذه بقيت خارج الاتفاق بسبب حساسيات اللعبة السياسية الإسرائيلية؟
**ليس كل شيء يكتب في الاتفاق الائتلافي.
*يبدو أن الموحدة سددت ثمنا كبيرا مقابل تفاهمات واتفاقات معظمها وعود مستقبلية أو مرهونة بموافقة المستشار القضائي للحكومة؟
**خلال العامين الأخيرين دائما تعرضنا لحملة تشكيك وطعن بمصداقية كل ما نقوم به وثبت أن مسار الموحدة متين وفيه بمراجعة سريعة مصداقية قوية وكل ما قلناه ثبت والوضع السياسي الحالي هو تحول تاريخي، وبرأي باحثين ومراقبين كثر. الأرقام المالية أيضا تقول ذلك فقد حصلنا على ميزانيات أضعاف ما حصلنا عليها ولكن تحويلها يحتاج لإجراءات والمصادقة على موازنة الدولة وعلى الخطة الاقتصادية.
*هناك جهات في القائمة المشتركة وخارجها تقول إن بعض هذه الميزانيات موجود أصلا وبعضها حازت عليه المشتركة أصلا في الماضي وأن الموحدة تبالغ لأن المبالغ المتفق عليها هي نتاج سنوات طويلة في المستقبل؟
**طالما هناك ادعاء بأن هذه حقوق لنا وينبغي أن نحصل عليها بغض النظر عن العملية السياسية نفسها وهذه رؤية فشلت. وحتى اليهود المتزمتين «الحريديم» لم يحصلوا على مستحقاتهم إلا باتفاقات سياسية. على أي حال نواب المشتركة وغيرهم أمضوا سنوات طويلة في العمل البرلماني فماذا أنجزوا بواسطة نهجهم الذي سلكوه؟ دائما يرددون أن الخطة الاقتصادية 922 هي اتفاق مع المشتركة وهذا أيضا غير صحيح فهي نتيجة سعي السلطات المحلية العربية ولم تستغل إلا جزئيا ودور المشتركة فيها شكلي فقط. بينما في الاتفاق معنا سنستعيد كل الميزانيات التي لم يتم استثمارها في السنوات الخمس الأخيرة.
*هذا رد على مقولة إن الحقوق تنتزع ولا تمنح أو يساوم عليها؟
**هناك واقع سياسي موجود يقول إن حقك ومطالبك لا يمكن تحقيقها إلا بمشاركتك الفاعلة في اللعبة السياسية الإسرائيلية ونحن بحاجة لتسوية مشاكل ملحة وخطيرة لا يمكن الانتظار عليها مثل استشراء الجريمة التي سنكافحها بخطة حكومية حقيقية لم يكن بالمقدور بلوغها بدون مشاركتنا. وبدون الاهتمام بالحقوق المدنية فإن فلسطينيي الداخل سيعزفون عن النضال السياسي وربما ينخرطون باللعبة الإسرائيلية بالكامل دون عناية كافية للهوية الوطنية. لابد من الموازنة بين الشعار السياسي بين احتياجات مجتمعنا.
*وأين الاحتجاج الجماهيري والميداني؟
**له دور كبير في التعبير عن الرأي ولكن ثبت بقراءة التاريخ إن كل الحراكات الشعبية لم توصلنا لمبتغانا وعلى أي حال الأمر ما زال متاحا فمن يملك قدرة فعلا على تحريك الشارع العربي فليرينا كيف يمكن ذلك فنحن نعلم أن المظاهرات عندنا يشارك فيها بشكل عام نشطاء الأحزاب فقط ولم تصل إلى حالة شعبية عامة لها زخم مؤثر على القرار السياسي.
*لا يساورك الشك في قرارة نفسك اليوم بأن الثمن الذي سدده منصور عباس والموحدة أكبر من المكاسب التي تتحدث عنها؟
**المقارنة ليست في هذا الموضوع. نعم الموحدة تدفع الثمن كبيرا منذ عام بالتشكيك والافتراء والتخوين من قبل شركاء الأمس.
*قصدت الثمن من جهة العلاقة مع إسرائيل؟
**ما يحركنا هو الحرص على حياة ومستقبل وحقوق مجتمعنا بكل المجالات. الموحدة لم ولن تتنازل قطعيا عن أي من ثوابتنا الدينية أو الوطنية أو الاجتماعية واحتفظت لنفسها بحق الانفراد في موقف حيال هذه القضايا كما ثبت في قانون منع لم الشمل وغيره. نعم الموحدة نجحت بالدخول إلى ائتلاف ودعم حكومة هي استمرار لحكومات إسرائيل. الاحتلال كان وسيبقى موجودا إلى حين وهناك استمرار في سياسات تمييز سابقة. لكن الحكم على الأمور لن يكون بناء على قرار هنا أو هناك بل على المسار الكلي لهذه الحكومة. إذا تمت هذه العملية السياسية كما نفكر ستكون هناك انعطافة معينة ولا أقول حادة في السياسات العامة في إسرائيل من جوانب كثيرة وهذا هو الامتحان الحقيقي.
*زميلك سامي أبو شحادة يتهمك بهذا السياق بأنك بذلك تقوم بتحسين شروط العبودية بدلا من العمل من أجل الحرية؟
**كل الشعارات التي يمارسها سامي أبو شحادة وغيره ثبت أنها مقطوعة عن الواقع وتحمل آثارا سلبية على مجتمعنا وتعطي إسرائيل ذرائع أحيانا. بل إن خطابه يعود سلبا بنتائج عكسية عليه بمعنى أن أبو شحادة يريد أن تكون إسرائيل دولته من خلال دولة كل المواطنين. الخطاب السياسي العام للتجمع والجبهة نتائجه تأتي عكسية ولذا فهو لا يحفظ وجود ولا حقوق ولا يمكننّا، بل يضعف مكانة المجتمع العربي ويضعه دائما في الزاوية وهو إقصاء فوق إقصاء يمارس ضدنا. منهج الموحدة هو منهج المشاركة. نعم له ثمن ولكن ثبت أنه فاعل وحاضر وفرض المجتمع العربي قضايا على الطاولة وعلى الرأي العام الإسرائيلي وهذه بداية التغيير.
*هناك علاقات اجتماعية أو على الأقل طرح السلام بينكم وبين نواب المشتركة؟
**بعض نواب المشتركة مثل أحمد الطيبي وأسامة السعدي يتعاملون معنا بمنطق إدارة علاقة طبيعية مع من نختلف معهم سياسيا ولكن للأسف بقية نواب المشتركة لا يعتمدون هذا المنطق وحصل أن مروا بجانبنا ولم يطرحوا السلام علينا وتوجههم عدائي.
*هل يعي منصور عباس تماما أن ما قمت به هو اعتراف أهل البلاد الأصليين بمنظومة وكينونة إسرائيل السياسية وبه دلالة سياسية كبيرة وأن ذلك ثمن سياسي كبير؟
**هذا سؤال تم تجاوزه من قبل كل الأحزاب العربية. تجاوزنا في اللحظة التي تعاملنا فيها بإيجابية مع المواطنة الإسرائيلية ثم مع المشاركة في انتخابات السلطات المحلية وفي البرلمانية منذ أن شارك الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقوائم عربية سلطوية في انتخابات الكنيست الأولى بعد شهور من نكبة 1948. طبعا الموقف ليس أن السياسة أو المجتمع الإسرائيلي أو الأحزاب الصهيونية كانت فاتحة ذراعيها وتنتظر احتضان الأحزاب والسياسة العربية. الصورة كانت معكوسة. طالما تعرضنا لتشكيك وتنزع شرعية سياستنا بخطاب تحريض وتمييز وكراهية.
*يعني هناك اعتراف متبادل؟
**في اعتقادي إن ما حدث هو أننا فرضنا أنفسنا على المجتمع والسياسة في إسرائيل وهذا تحول لحالة قبول عامة وطبعا الحديث يدور عن ما هو سائل وبحالة تكوّن وتراكم وممكن أن تحصل اهتزازات كما حصل في الشهر الماضي، الأحداث التي أعادت للذاكرة أحداث العام 2000 لكن صلابة موقف الموحدة وإيمانها بجدوى استراتيجية الشراكة السياسية الفاعلة والمؤثرة جعلنا ألا نرتكز في وضعيتنا السياسية وحمى المجتمع العربي من العودة للجلوس على مقاعد الاتهام بالإرهاب والتطرف. استطاعت الموحدة أن تكون درعا للمجتمع العربي للدفاع والحماية وبمفهوم معين التقدم إلى الأمام وفرض أنفسنا على السياسة الإسرائيلية ودخول الحلبة رغما عنهم اضطرارا منهم، ولكن هذا الاضطرار سيّولد ثقافة سياسية جديدة بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي. ولا أنكر أن هذا يحدث تأثيرات في المجتمع العربي وتعامله مع الأمر وتطويره نحو نهج جديد.
*هل ترى برغبة أوساط شعبية واسعة من فلسطينيي الداخل تريد التأثير السياسي سببا كافيا كي تذهب إلى حد المشاركة غير المسبوقة في ائتلاف إسرائيلي حاكم؟
**واضح أن هناك موقفا شعبيا ثابتا تقريبا في السنوات الأخيرة يتكاتب مع نهج منصور عباس أو نهج القائمة العربية الموحدة في هذا الجانب.
*تبرر نهجك السياسي بأن هذا ما يريده الشعب حسب الاستطلاعات رغم أن المطلوب هو الذهاب حيث يجد القائد مناسبا ومفيدا لشعبه لا ما يطلبه المواطنون؟
**بات واضحا أن هناك رأيا عاما واسعا مؤيدا لنهج الشراكة ونحن نجحنا بترجمتها لبرنامج عمل مدروس. وظيفة القائد هو أن يقود قيادة قيمية مرتبطة بالسؤال الأول من نحن. لذا كل ما تطرحه الموحدة ينبع من برنامج سياسي يرتكز على من نحن. هوية عربية فلسطينية واضحة راسخة مع رواية تاريخية متبناة بشكل كبير مع أهداف في الواقع الموجود مع تطلعات مستقبلية. ماذا نريد واضح لنا أيضا ولسنا بعيدين في هذا السؤال عن بقية الفعاليات السياسية العربية.
*ماذا نريد؟
**نريد قيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس وممارسة حقوقنا المدنية والوطنية والدينية داخل منظومة المواطنة المتساوية مع علاقات عربية يهودية تقوم على الندية لا على التبعية والدونية. ما يميز الموحدة في هذا الجانب رؤيتها بعيدة تقول إننا نريد أن نصل لحالة السلام والأمن المتبادل والشراكة والتسامح بين الشعبين لأننا نعيش في ظلال صراع دام فأنت بحاجة لبعد قيمّي في الحل الذي تطرحه. هذا جزء من رؤيتنا بعدما نجحنا في قراءة المجتمع الإسرائيلي وهواجسه. يمكننا أن نبقى عقودا نخاطب أنفسنا بأحلامنا وطموحاتنا دون أي مردود على الطرف الآخر. نريد خطابا سياسيا يعبر عن الهوية والأهداف المنشودة لمجتمعنا وشعبنا لكننا نريد التأثير على الآخر الإسرائيلي كما يفعل هو ويؤثر فينا بشكل مستمر.
*لكن القضية الفلسطينية غابت من اتفاق الموحدة مع الائتلاف الحاكم؟
**باعتقادي هذا الموضوع حضر في مسألة المكانة بمعنى أنك عندما تعزز مكانتك السياسية كمجموعة وكأفراد فإنك تمنح نفسك فرصة التأثير في مساحات يعتقد البعض أنه يغيب فيها. نجاحنا في مخاطبة الإسرائيلي وفي خطاب الشراكة ثم السلام يعيد إلى الواجهة آمال بتسوية الصراع كما نريد.
*هناك مكاسب تبدو مدنية وفيها بعد وطني مثل حماية بيوت عربية من الهدم والاعتراف بعدد قليل من القرى غير معترف بها ولكن على مستوى الشعب الفلسطيني لم يذكر ولا حقوقه ولا إنهاء الاحتلال؟
**لا. ذكر الاتفاق بخطوطه العريضة موضوع السلام ولكن أقول مجددا إن هذا الاتفاق هو معادلة سياسية لحظية لتوليد حكومة مكونة من أقطاب سياسية مختلفة ولكن واضح لي أن المكانة التي نتمتع بها الآن ستفتح لنا آفاقا للإطار الفلسطيني العام والحديث عن حقوق شعبنا. أريد أن يكون ذلك عبر حوار جدي وحقيقي لأن كثيرا من السياسات مبنية على جهل وأفكار مسبقة بشعبنا ومجتمعنا.
*يمكن ترجمة أقوالك إن هذه حكومة تصريف أعمال لا تستطيع الخوض في الشأن الفلسطيني ولا تحمل الكثير؟
**ما زالت هذه حكومة وليدة خداج. لا. بالذات بسبب تركيبتها المتنوعة ممكن أن تخوض مستقبلا في القضايا الشائكة لأنها قوس سياسي واسع ونقطة الضعف فيها ممكن أن تتحول لنقطة قوة لأنها تخلق داخلها حوارا حقيقيا حيال هذه القضية.
*كم ستبقى هذه الحكومة؟
**على عكس الترجيحات السائدة وبالذات من جهة المعارضة هذه الحكومة قادرة على إكمال أيامها.
*هذا المأمول من طرفك ربما؟
**لا. لم أقل أني آمل أن تكمل أيامها بل قلت إنها قادرة على ذلك.
*تفكر بهاجس أن تكون همزة وصل بين إسرائيل والجانب الفلسطيني سواء في رام الله أو غزة؟
**لا أريد الدخول في تفاصيل لكن دوري سيكون دائما دافعا إيجابيا لدعم قضية شعبنا الفلسطيني من خلال رؤية واضحة وصريحة لتحقيق السلام والأمن والشراكة والتسامح بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
*تلقيت اتصالات من جهات فلسطينية ترتبط بموضوع الصراع؟
**منصور عباس لن يدخّر جهدا في الدفع نحو تسوية وحل لصالح شعبنا الفلسطيني.
*هذا كلام عام هل جرت اتصالات ولو أولية؟
**نترك هذا الأمر لساعته وحينه.
*يشمل ذلك اتصالات من جهة غزة؟
**نترك هذا الموضوع فلماذا نتحدث به في هذه المرحلة؟
*عشية توقيع الاتفاق مع الائتلاف الحاكم في إسرائيل زار وفد عن الموحدة رام الله والتقى الرئيس عباس هل شاركت به؟
**اللقاء تم مع قيادة فلسطينية لا مع الرئيس. لا لم أشارك. الهدف هو التواصل ولا علاقة للشأن الإسرائيلي. ما يميز القائمة العربية الموحدة أن قرارها يؤخذ في مؤسساتها فقط ولا تقبل إملاء أحد أي توجه. نلتقي ونسمع ونتحاور ولكن لا نتنازل عن القرار المستقل بالرؤية التي تخدم المجتمع العربي.
*حتى لو كان ذلك من جهة الرئيس الفلسطيني؟
**نحترم أبو مازن كرئيس للشعب الفلسطيني ونقدره ولكننا نمارس دورنا السياسي النابع من رؤيتنا المستقلة للأمور.
*هناك شخصية سياسية تعتبرها ملهمة؟
**أنا بدأت حيث انتهت تجربة مؤسس الحركة الإسلامية الشيخ الراحل عبد الله نمر درويش الذي بدأ بالعمل المسلح قبل الانتقال للنضال المدني وللشراكة التي وضع هو قواعدها وأنا مكمل طريقه. وقال إن تجربتنا قائمة على تجارب سابقة ونراكمها.
*وأي سياسي ملهم لك؟
**واضح أن الذي أرسى تجربتنا السياسية البرلمانية هو النائب عبد المالك دهامشة الذي استطاع إيجاد نقطة التوازن الدقيق بين خطابي الوطن والمواطنة وخرج من عباءة القوى اليسارية الصهيونية وعمل باستقلالية ومهد لنا الطريق اليوم كقوة سياسية مستقلة داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية.
*ترى نفسك قريبا من نموذج إسلامي من حولنا بنهجك هذا؟
**شخصيا استفدت من تجربة معظم المفكرين الإسلاميين الذين ذهبوا نحو إنضاج الفكرة الإسلامية السياسية مدنيا واستطاعوا استيعاب الحالة العصرية والتعامل معها برشد وتطعيمها بمنظومة القيم الإسلامية بفكر وفقه مقاصدي متقدم. الأسماء كثيرة ولكنني متابع لقادة التيار الفكري الإسلامي الوسطي منذ نشأتي واستفدت منهاعلى المستويين الفكري والعملي. الحديث عن تجارب إسلامية في السودان، تونس، المغرب وتركيا. دائما كانت هذه التجارب حاضرة في ذهننا ونتعلم من نجاحاتها وفشلها.
*كم سنة مارست مهنة طبيب الأسنان ومتى قررت دخول معترك العمل البرلماني؟
**سنوات قليلة. على المستوى السياسي والتمثيلي نشأت فكرة الترشح للكنيست في 2017 فقط لأنني كنت دائما أفكر بممارسة المسار التربوي والدعوي والاجتماعي العام علاوة على دوري في الحركة الإسلامية ولكن بعد تجربة القائمة المشتركة التي ولدت في 2015 شعرت أننا لم نستنفد تجربة الشراكة السياسة في إسرائيل وجدت نفسي متجها نحو المشاركة في العمل البرلماني علاوة على عوامل خارجية وعلى انتقادات مجتمعية تصاعدت حول أداء القائمة المشتركة.
*من استشرت؟
**المشورة الأساسية كانت مع الشيخ عبد الله نمر درويش قبل رحيله. تحدثنا ودفعني وحفزني بهذا الاتجاه وأوصاني بالانتباه لأمور عامة وشخصية تتعلق بي وبالمشهد السياسي.
*تستشير أحدا من أقاربك؟
**بالشأن السياسي لا.
*يبقى لك ما تفعله على المستوى الشخصي وأنت غارق في السياسة؟
**هواياتي تكاد تنحصر بالقراءة في الفكر والفلسفة والعلوم السياسية والطبيعية فأصلي كنت طالبا بارزا في الفيزياء والرياضيات والكيمياء ولذلك تخصصت في بداية الطريق في الإعجاز العلمي للقرآن في المساجد.
*وجدت في الدين ما يسوغ نهجك السياسي البراغماتي الذي يصفه البعض بالتفريطي؟
**القرآن الكريم هو مرجعية المسلم مع سنة النبي الكريم لكن تجربتنا السياسية إنسانية ولا أريد إلقاء مسحة من القداسة على ما نقوم به. ما نقوم به بقيمه وأطره العامة الثابتة وإضاءاته تأتي من ثقافتنا الإسلامية والقيم التي نؤمن بها، العدالة والسلام والتعارف والحوار.
*حتى المشاركة في إئتلاف إسرائيلي معظم مكوناته هي أحزاب صهيونية؟
**نعم. هذا اجتهادي طبعا. لا أريد أن يفهم القارئ كأن منصور عباس يسير حسب فتاوى يفتيها لنفسه. لكن في الإطار العام ما أقوم به ينبع من اجتهادي وفهمي من كليات الشريعة الإسلامية بما يتعلق بواقعنا. لا أفتي للمسلم في الضفة أو غزة أو الأردن أو اندونيسيا. القرآن الكريم يعطيك مبادئ عامة أنت تحاول من خلالها بناء مشروعك السياسي في واقعنا الذي نعيشه داخل إسرائيل. السياسة الشرعية لا تدار بالفتاوى، هذا حلال وهذا حرام إنما بالقواعد العامة: قيم العدالة وإزالة الضرر والظلم والموازنة بين المصالح والمفاسد وفقه المقاصد أعطانا الكثير من الأدوات التي نستخدمها في تفكيرنا السياسي. على سبيل المثال درء المفاسد تتقدم على جلب المنافع وهذه قاعدة جزئية مثلا أو ما لا يدرك كله لا يترك جله وهذه أساس التفكير البراغماتي.
*بناء على ذلك تتفق إذن مع قرار التقسيم الذي أيده الشيوعيون الفلسطينيون؟
**التجارب السياسية يجب ان تقيم بشجاعة ورشد وإلا سيستمر شعبنا الفلسطيني بالتردي من سيء إلى أسوأ. في كل محطات مسيرة شعبنا من قبل قرار التقسيم كانت هناك خيارات يمكن أن تكون أفضل من القرارات التي اتخذت.
*درويش سوغّ نظريته البراغماتية على مقولة إن الفلسطينيين في إسرائيل يقيمون داخل بطن الحوت لكن هذه لم تعد صالحة اليوم وتقادمت؟
**مقولته نابعة من فقه الواقع وما زالت صالحة. لا تستطيع العيش دون فقه الواقع الذي يعني أن تدرك بالأساس من أنت وتدرك إمكانياتك ونقاط قوتك وضعفك وتعرف الآخر وما لديه ورغباته وموازين القوى مقابله. رسم السياسات بتجاهل هذا الواقع يعني أنك ترمي نفسك للتهلكة.
*ردا على مقولة «بطن الحوت» ودعوة الشيخ الراحل عبد الله درويش للمشاركة في انتخابات الكنيست عام 1996 كي تحمى الحركة من الحظر الإسرائيلي وهذا ما تم لاحقا في 2015 يقول الشيخ رائد صلاح معقبا في مذكراته إن الحركة الإسلامية كانت ستموت بكل الأحوال وستكون بلا روح لو دخلت البرلمان الإسرائيلي. ماذا تقول؟
**نحن الآن بعد 25 عاما من تجربتنا البرلمانية ما تزال الحركة الإسلامية موجودة وتزدهر على المستوى الدعوي والاجتماعي ولها دور واسع في البلاد والعالم وهي تكفل 20 ألف يتيم وترفد الأقصى بآلاف المرابطين وتدعم ثبات المقدسيين وتشارك في إغاثة بيروت بعد انفجار مرفئها وكذلك السودان بعدما غرقت وهكذا في البوسنة والهرسك واثيوبيا وغيرها. إذن هي تلعب دورا هاما في العالم وتعكس انتمائها لهويتها الوطنية الفلسطينية والعربية والإسلامية والإنسانية.
*هل كانت اتصالات بين الحركة الإسلامية وجهات عربية وإسلامية بعد دخولكم الائتلاف الحاكم في إسرائيل؟
**كانت هناك اتصالات وحوارات وبيانات صدرت وتعقيبات عليها. المواقف التي صدرت في المدة الأخيرة تنم عن جهل بواقعنا.
*فوجئت بمهاجمة حركة حماس لكم على ذلك؟
**لا يستطيع أحد أن يقول ما موقف حماس من هذا الموضوع فهي تركته لنا على قاعدة أهل مكة أدرى بشعابها.
*لكن موسى أبو مرزوق هاجمكم في تغريدة غاضبة؟
**هاجم ثم انسحب بعدما أدرك أنه ليس مطلوبا منه التدخل في شأن الحركة الإسلامية في الداخل مثلما من غير المقبول أن يتدخل منصور عباس في شأن حماس. كل من لديه اطلاع على تجربتنا في الداخل يبدي تفهما لخياراتنا.
*هل لديك تصور كيف ننهي حصار ومأساة غزة وتهدئة الأوضاع؟
**لا بديل عن المصالحة الفلسطينية أولا. ثم لابد من مبادرة سياسية فلسطينية موحدة تعيد فرض القضية الفلسطينية على الساحة. بدون ذلك سيبقى حل قضية غزة جزئيا. يبقى تركزنا الآن على قضايانا المحلية الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في إسرائيل.
*إلى أين يتجه الصراع الكبير؟
**الملاحظ أن إسرائيل في فترة حكم نتنياهو اتجهت نحو إدارة الصراع دون محاولة تسويته. للأسف هذا الموقف تغلغل للموقف الفلسطيني أيضا وفقا لقرائتي للتحركات الفلسطينية في رام الله وغزة فهي أيضا تفكر بإدارة الصراع لا تسويته وهذه حالة سيئة جدا وما ساهم في ذلك هو الانقسام الفلسطيني الداخلي وبذلك دخلت ملعب إدارة الصراع. لا حل للقضايا الجزئية إلا بحل كلي للقضية الأم. الصراع يتجه للاستمرار وربما مع سيطرة وتحكم بألسن اللهب.
*لكن إسرائيل ترفض التسوية رغم أنها تقترح 22 في المئة فقط من فلسطين فكيف تتم المصالحة؟
**كل طرف عليه أن يبلور أولوياته وينظر للمستقبل ونحن في الموحدة قلنا إنه قبل الخوض في مسارات وطبيعة الحل ينبغي وضع هدف نهائي- نقطة النهاية هي أن الشعبين يجب أن يعيشا بسلام وأمن.
*كان الرئيس عباس الأكثر اعتدالا واستعدادا للسلام في العالم ولكن إسرائيل لا تريد التسوية؟
**حتى لو أن إسرائيل غير معنية ماذا يفعل الجانب الفلسطيني من أجل أن يجعلها معنية. عندما يقول كل منا أي مقولة ينبغي فحصها إن كانت صحيحة وهل هي صحيحة بشكل دائم أم أنها مواقف تتبدل. عند المراجعة ستجد أن كثيرا من مواقف الأحزاب الإسرائيلية قد تغيرت. من كان يتوقع أن يتم أول عملية سلام معه دولة عربية تتم تحت مظلة الليكود. نتنياهو نفسه بعد ولايته الأولى هو من استمر في استحقاقات مسارات أوسلو وشارون هو القائل إن حكم مستوطنة نتسريم كحكم تل أبيب هو من فكك المستوطنات من غزة. المعنى هو أن المواقف السياسية سائلة ودينامية.
*ولكن إسرائيل بالسطر الأخير لا تريد تسوية وسلاما فماذا يجعلها تقبل بها؟
**لا أتدخل في التفاصيل. الأصل أن يذهب الطرفان باتجاه تحقيق تسوية وسلام. القاعدة الثانية تقول إنه لنفترض أن هناك طرفا رافضا للتسوية فالتحدي أمام الطرف الأول أن يصنع ديناميكية تغيير في المواقف بأدوات متعددة تجعل من الطرف الممانع يرغب بإحداث تغيير معين.
*هذا تلميح للحاجة بأن يكون الاحتلال غير مجاني؟
**لا اتحدث عن أثمان مع أن كلمة ثمن لها عدة معاني.
*القصد أن إسرائيل لا تدفع ثمن احتلالها؟
**عادة عندما يفكّر بهذا الموضوع يذهب المتلقي باتجاه المقاومة المسلحة. هناك أدوات أخرى للتأثير ربما تكون أكثر نفعا من أدوات فيها عنف مثلا.
*مثلا؟
**ساحات التدافع كثيرة. ماذا تفعل مثلا في الساحة الدولية وساحة الحوار وساحة بناء الذات والكيان؟
*انتفاضة شعبية سلمية؟
**واحدة من الأدوات. كإنسان يقوم مسارا معينا أقول إننا فشلنا قبل عام ونيف في إحداث اختراق في السياسة الإسرائيلية واليوم وضعنا خطة وبنهج مختلف استطعنا أن نحقق أمرا معينا كان «تابو» بالنسبة للسياسة الإسرائيلية وهذا مثال. إذا لم يكن عندك إيمان بقدرتك على إحداث تغيير فلتترك القيادة والفرصة لغيرك.
*منصور عباس شق المشتركة في سبيل هذا النهج؟
**لا. القائمة المشتركة كانت مشتركة بالاسم فقط. لكنها منذ تأسّست في 2015 عمل كل حزب فيها عمل لوحده وكانت وسيلة لتجميع أصوات وخلقت ركودا في الفكر السياسي. سبق وانقسمت قبل ذلك في 2020.
*هناك من يدعي أن نتنياهو فكّك المشتركة؟
**هذا ادعاء مارسته الجبهة والتجمع. كل ما قيل عن طبيعة علاقتنا بنتنياهو ثبت أنه كاذب. تبين أن مواقف العربية الموحدة هي التي أسقطت حكومة نتنياهو وليس المشتركة. المسألة ليست الكم. كنا 15 نائبا في المشتركة وكنا في مهب الريح مجرد غثاء بينما اليوم نحن في الموحدة أربعة نواب استطعنا أن نفرض أنفسنا كلاعب سياسي فعال بفضل خطة وحراك سياسي وخطاب سياسي متقدم.
*هل تعمل وتتصرف على هذا النحو على مبدأ أن وجود العرب ضمن جماعة كبيرة في الكنيست هو منديل أحمر يثير الثور الإسرائيلي الهائج؟
**هذا الأمر موجود في الفكر السياسي الإسرائيلي ولذلك لم يرحب بفكرة المشتركة حتى لدى أوساط اليسار الإسرائيلي.
*كنت في الحقيقة تفضل التحالف مع الليكود لأكثر من سبب؟
**في جملة الاعتبارات التي وضعناها في استراتيجيتنا كانت تقول الموحدة إننا لسنا في جيب اليسار ولا اليمين ففهمت هذه الخطوة وكأننا بخروجنا من عباءة اليسار قد اقتربنا فورا من اليمين وهذا غير صحيح.
*لكنك كنت تفضل حكومة برئاسة الليكود لأن مكوناتها تشبهك اجتماعيا ولأنها برأيكم تدوم أكثر ولأن المشتركة عندئذ لن تقاسمكم في التلويح بالمكاسب للمجتمع العربي؟
**السبب الأساسي هو الفهم أن إحداث الاختراق في السياسة الإسرائيلية يجب أن تتقدم في الموقف تجاه أحزاب اليمين.
*نجحتم بالاختراق وبأي مفهوم؟
**المواقف الإسرائيلية أفضل بكثير تجاه المجتمع العربي وتجاه العلاقات العربية اليهودية وتجاه أنسنة الحال بدلا من التعامل معك كعدو وتجاه لجم أوساط حرضت علينا كان نتنياهو في مرحلة معينة جزء منها.
*رفعتم شعار ضد المثليين وهذه الحكومة ترفع رايات المثلية على أسطح الوزارات وقد زاودكم نواب من الليكود على ذلك؟
**لنا مواقفنا ولبقية الأحزاب المشاركة في الائتلاف لها موقفها.
*متى تتحقق المكاسب كوقف الجريمة وغيرها؟
**هناك قرارات تتم صياغتها وستكون على طاولة الحكومة وخطط اقتصادية يتم صياغتها وهذا خلال أسابيع أو شهور.
*أهم ملاحظة أو سؤال في مقابلات الإعلام الغربي معك؟
**الأسئلة حاولت أن تفهم لماذا وكيف صنعتم حالة التغيير هذه مقارنة مع دول أوروبية مثل فرنسا فشلت في توفير معادلة لشراكات بين جماعات سكانية مختلفة.
*مخطّط استيطاني كبير؟
**لا. إن نظرت في التفاصيل لا يوجد مخطط استيطاني كبير. هذا سؤال مركزي. كيف نتعامل مع حكومة ورثت سياسات تكريس الاحتلال وسياسات أمنية وخارجية معينة؟ التعامل مع هذه الحالة مختلف عن مبدأ القبول والرفض إنما منطق خلق ديناميكية تغيير على المدى البعيد. نعم القضية الفلسطينية حتما ستستفيد على المدى البعيد.
*ويشمل التهويد والاستيطان مثلا؟
**كل له ظرف معين يتم معالجته خلاله. الأولوية بشكل عام ترتبط بقضايا المجتمع العربي في إسرائيل وكل ما نستطيع تقديمه لدعم قضية شعبنا سنقدمه. التأثير في هذا الجانب يكون بالحوار والإقناع بمحاولة تعايش الشعبين وفق الرؤية القائمة على السلام والأمن والعدل.
*هناك خط أحمر لديكم بعده لن يكون إئتلاف؟
**الحكم على هذه الشراكة في الائتلاف ليس حكما على قرار هنا أو قرار هناك إنما على مسار عام. إذا صار في الاتجاه صحيح سنعطيه فرصة والعكس صحيح.
*هل هناك مدة زمنية محددة؟
**هذا أمر متراكم ونحتاج إلى عام أو عامين حتى تتضح الاتجاهات.
*توقفت عند أخطاء المشتركة فأين أخطأت الموحدة؟
**سارت الموحدة في طريق جديد معالمه لم تكن واضحة في كثير من العثرات ولابد أن وقعت كبوات أو تصريحات خاطئة.
*أي تصريحات أنت نادم عليها مثلا؟
**كل تصريح خرج عني دون روية. لا حاجة لأن يبتز منصور عباس وكأنه يعترف بأخطاء ارتكبها في تصريحاته لأنني أعمل وارتكب أخطاء وأنا أسرع من يعترف بأخطائه. ينبغي التمييز بين حقيقة وجوهر الشخص وبين أخطاء يرتكبها وقعت بحسن نية.
*منصور عباس يعتبر نفسه صاحب تجربة سياسية مع قلب كبير يحتفظ بمساحة من البراءة ولا نقول السذاجة ويقول لنفسه إنه لو يخطأ يصحح لكنني أريد البقاء حقيقيا؟
**هناك من قال لي إن أهم شيء عنده ألا يخطئ فقلت له: إذن لن تعمل. منصور عباس يقول إنه يريد التقدم وسلوك طريق وعرة حتى لو كلفني تضحيات شخصية. أكثر من مرة قلت وكان من المفضل ألا تصدر عني.
*وهل يتعلم منصور عباس من أخطائه أم تكررها؟
**طبعا. بهذه الفترة تكثر التصريحات الخاطئة لأنك تسلك طريقا سياسيا جديدا ثم لأن حضورك الإعلامي أضعاف ما هو موجود لدى سياسيين عرب آخرين.
*الحركة الإسلامية داعمة لتوجهاتك ولك سيطرة على كل نواب الموحدة؟
**طبعا تعاملت الحركة برشد ودعم وإلا لما وصلنا إلى هنا. نعم أنا وزملائي النواب في نفس القارب. هم موجودون بذات مسار وبذات الشراكة السياسية ولكن هناك فجوات بينهم ومنصور متقدم قليلا عنهم من هذه الناحية.
* زميلك النائب سعيد الخرومي لن ينشق عن الموحدة كما نشر على خلفية خلافات داخلية؟
**لا. هناك انشغال مفرط بنا ونتعرض للكثير من الافتراءات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية