قطر تؤكد استمرار جهود إنهاء الحرب على غزة.. والأردن يقول إن إسرائيل تهدف لطرد الفلسطينيين- (فيديوهات)

سليمان حاج إبراهيم 
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”:

شدد منتدى الدوحة الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، على ضرورة مراجعة النظام الدولي الجديد، مع انتقاد واسع لعجز المجتمع الدولي على حماية غزة، في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب أعمالاً وحشية وصلت حد الإبادة، مع انتقاد لدفاع العديد من الدول الغربية عن جرائم الاحتلال.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن “ما يحدث في غزة يدفع الشعوب في العالم إلى طرح أسئلة حقيقية عن جدوى المجتمع الدولي وقوانينه”. واستطرد أنه “من المؤسف أن تساق الذرائع لاستهداف المدنيين وتكون مقبولة لدى البعض”، وهي إشارة لدفاع العديد من الدول الغربية عن إسرائيل.

وقال: “علينا الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع”. وتحدث آل ثاني عن انقسام العالم إلى مطالب بإنهاء هذه الحرب وإيقاف آلة القتل ومتردد حتى في مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وأضاف رئيس الوزراء القطري أنه “على مرّ العقود كان خيار السلام مطروحا ولكنه كان ضحية المماطلة والتسويف.. وعلينا أن نسأل، من هو الطرف الذي واجه كل مبادرات السلام بوضع العراقيل أمامها والتصعيد لإفشالها؟”.

وأكد أن جهود الوساطة لتجديد الهدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس مستمرة على رغم القصف الإسرائيلي المكثف الذي “يضيق المجال” لتحقيق النتائج المرجوة.

وقال إن “جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم”، مضيفا أن “استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا”.

وأوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أنه تم إطلاق سراح المحتجزين في غزة بالمفاوضات لا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، مضيفاً أن بلاده ستستمر بالوساطة لإطلاق سراح كل المحتجزين، شرط وقف الحرب وقصف المدنيين.

وأكد آل ثاني أن أزمة غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير. وأضاف قائلاً إن “حقيقة الخلل في النظام العالمي وعدم القبول بالوصول إلى حل، ودعا لخطوات لإعادة النظر ومراجعة شاملة للأنظمة العالمية. وشدد رئيس الوزراء القطري على ضرورة البدء بمراجعة النظام الدولي والإنساني حيث لا امتيازات للقوة والتمييز.

جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الدوحة 2023، بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وعدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، وخبراء من دول العالم.

وشدد المنتدى في جلسة افتتاحه على تشوه القيم العالمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وما كشفته من قصور في حماية أطفال غزة، والصمت الدولي حيال الجرائم والإبادة الجماعية التي تنفذها سلطات الاحتلال.

 من جانبه، شدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي ،على وجود خطة إسرائيلية ممنهجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه، مع وجود أعمال بلطجة لإخراج السكان، ضمن السياسة التي اعتمدها عدد من المسؤولين الإسرائيليين، الذين أعلن بعضهم الدعوة لمحو الفلسطينيين.

وكشف الصفدي أن السنة الجارية شهدت عدد قتلى قياسيا في الضفة الغربية، مؤكداً أن الأزمة ليست في غزة أو من تتعرض للهجوم الإسرائيلي. وأضاف أن  إسرائيل تتحدى العالم وتنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب.

بدوره، قال محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، إنه يجب أن يتم تحميل الولايات المتحدة مسؤولية بدء هذه الحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين. وأضاف أنه على محكمة الجنايات الدولية التحرك ومساءلة الإسرائيليين، حيث أشار إلى أنها تتحرك فقط حينما يسقط ضحايا إسرائيليون.

إلى ذلك، قال أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، إن العالم يواجه تحديات وهو ينتقل لأحادية قطبية، وهو ما يكرس تعقيداً. واعترف بعجز المؤسسات الدولية عن مواكبة المشاكل الحالية. وشكر الأمين العام للأمم المتحدة، قطر على جهود الوساطة بالتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة وإطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات. وكشف أن مجلس الأمن عجز عن اتخاذ قرار التعامل مع أزمة غزة، مشيراً إلى أن “سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بغزة”.

وأضاف غوتيريش أنه لن يتخلى عن دعوته لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة. واستطرد أنه “ما من حماية فعالة للمدنيين في قطاع غزة وعدد الضحايا غير مسبوق”. وقفز الأمين العام للأمم المتحدة من قضية غزة ليغوص في تحديات البيئة والتغير المناخي ثم انتقل للذكاء الصناعي، مكتفياً بالنزر حول غزة في توضيح موقفه السابق.

ومنحت جائزة منتدى الدوحة السنوية لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين في فلسطين (الأونروا)  لما قدمه موظفوها من تضحيات دعماً للشعب الفلسطيني، وحصلت على تبرع بمليون دولار، وسلمها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وركزت النسخة الـ21 من منتدى الدوحة، التي عقدت تحت شعار “معاً نحو بناء غد مشرق”، على القضية الفلسطينية، وتحديداً العدوان الإسرائيلي على غزة، وأخذت حيزاً هاماً من النقاشات والمباحثات وسيطرت على تصريحات المسؤولين.

وشدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة له في افتتاح فعاليات النسخة السابقة من منتدى الدوحة، على ضرورة مواجهة “الإسلاموفوبيا”، وعدم قمع الصوت الفلسطيني المطالب بحقوقه بسبب فرض واسع لمعاداة السامية التي تقمع أي كشف لعنصرية الاحتلال الإسرائيلي.

ويهدف منتدى الدوحة إلى إثارة الحوار وإثراء المناقشات بشكل أفضل بين المشاركين المؤثرين من الحكومات والمجتمع المدني والإعلام والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر، من خلال المساهمة في مهمته المتمثلة في تشجيع تبادل الأفكار وصنع السياسات والشبكات ذات التوجه العملي.

منتدى الدوحة تحول لمنصة عالمية تدافع عن حقوق العرب

وكرس منتدى الدوحة الذي تنظمه قطر منذ عقدين نفسه منبرا بارزا للحوار والتعدد، ويجمع صناع السياسات وقادة الرأي والخبراء وممثلي وسائل الإعلام حول العالم.

وكان لافتاً في النسخة الماضية من الكلمة الافتتاحية لأمير قطر، ومحتواها في التأكيد على الحقوق الفلسطينية وباقي الشعوب العربية والإسلامية، عمق القضايا التي يطرحها المنبر. وعبّر عن التضامن مع الملايين من الأبرياء واللاجئين ضحايا الحرب في أوكرانيا. لكنه بالمقابل ذكّر بالملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ويعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، ومثلهم كثير من الشعوب الأخرى كالشعب السوري والشعب الأفغاني الذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهم.

ويجمع المنتدى صانعي السياسات، ورؤساء الحكومات والدول، وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية. وأطلق أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، منتدى الدوحة في عام 2000، وعقدت نسخته الأولى عام 2001.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية