غزة ـ «القدس العربي»: لا يزال مصير مدينة رفح الفلسطينية معلقاً، ففي حين أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل وافقت على الاستماع إلى «مخاوفها» بخصوص غزو المدينة التي تضم نحو 1,5 مليون، غالبيتهم من النازحين، أقرّ رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي خططا لعمليات عسكرية هناك، فيما تتجه الأنظار إلى نتائج المفاوضات بخصوص العرض المصري لهدنة وإطلاق رهائن، والذي من شأنه، في حال نجح، أن يجمد أي هجوم على رفح.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن إسرائيل وافقت على الاستماع إلى «مخاوف ورؤى واشنطن» قبل اجتياحها رفح. وأضاف لشبكة (أي. بي.سي) «لقد أكدوا لنا أنهم لن يدخلوا رفح حتى تتاح لنا الفرصة لمشاركة وجهات نظرنا ومخاوفنا معهم».
وجاء كلام كيربي قبل ساعات من اتصال أجراه الرئيس جو بايدن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. وسبق هذا الكلام الكشف عن إبلاغ بعض كبار المسؤولين الأمريكيين وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في مذكرة داخلية، بأنهم لم يجدوا تأكيدات «ذات مصداقية أو موثقة» من إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة الأمريكية وفقا للقانون الإنساني الدولي، فيما أشار مسؤولون آخرون إلى عكس ذلك.
وبحلول 24 مارس/ آذار، كانت سبعة مكاتب على الأقل في وزارة الخارجية الأمريكية، قد أرسلت مساهماتها في «مذكرة خيارات» أولية لبلينكن.
وأثار عرض مشترك من أربعة مكاتب هي الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، والسكان واللاجئون والهجرة، والعدالة الجنائية العالمية، وشؤون المنظمات الدولية «قلقا جديا بشأن عدم الامتثال» للقانون الإنساني الدولي أثناء متابعة إسرائيل لحرب غزة.
ورغم حديث كيربي، فقد قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس أركانه هرتسي هاليفي «ناقش وأقر خطط مواصلة الحرب مع قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان وجميع قادة الفرق والألوية التابعة للقيادة». ووفق موقع «والا» العبري، فإن هاليفي أقرّ خلال المناقشة خطط عملياته لاجتياح رفح.
وتزامن ذلك مع استمرار الهجمات الدامية ضد رفح، حيث ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا في قصف عنيف لأحد منازل المواطنين شمال شرق المدينة إلى عشرة، بعد أن قضى أمس الأحد ثلاثة متأثرين بجراحهم الخطرة.
في الموازاة، استمر التحليق المكثف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي في أجواء المدينة، ضمن عمليات الرصد والتصوير وجمع المعلومات.
وبدا لافتا رفض نحو 30 ضابطا وجنديا احتياطيا من لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي أوامر للاستعداد لعملية عسكرية في رفح، بدعوى «الإرهاق» وفق إعلام عبري.
وقالت قناة (12) الخاصة، أمس الأحد، إنّ «قرابة 30 جندياً من لواء المظليين الاحتياطي الملحق بلواء المظليين النظامي، تلقوا أمرا بالاستعداد للعمل في رفح، لكنهم أبلغوا قادتهم بأنهم مرهقون ولم يعودوا قادرين على ذلك (القتال)».