مرصد الساحل: “جند الخلافة” فصيل جهادي جديد ينشق ويبايع تنظيم “الدولة”

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط – “القدس العربي”: كشف مركز الساحل للتحليل الأمني والإستراتيجي، عن ولادة فصيل جهادي مسلح جديد في منطقة الساحل يدعى “جند الخلافة”، نتجت ولادته عن “تصدّع كتيبة (تحرير ماسينا)، بعد تصاعد خلافات بين زعيمها ممادو كوفا، ومجموعة خصومه”.

وانضمت “كتيبة ماسينا” المشكلة عرقيا من مجموعة “الفلان” المالية، لتحالف جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في شهر مارس من عام 2017.

وأكد المرصد المختص في متابعة الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية بعموم القارة الإفريقية أن بعض عناصر كتيبة (ماسينا) انشقوا عنها ليعلنوا عن تشكيل فصيلٍ جديد أُطلِق عليه اسم (جند الخلافة) وليؤكدوا مبايعتهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأسفرت اشتباكات وقعت في شهر يناير الماضي بين مقاتلين من كتيبة “ماسينا”، موالين لآغ غالي وكوفا، وآخرين من نامبالا وبوركينا فاسو، وهم المنشقون الذين أعلنوا عن انضمامهم لتنظيم “الدولة الإسلامية” وتشكيل فصيل “جند الخلافة”.

ويتّهم قادة المجموعة المُنشقّة، وفقا لتحليل نشره المرصد، الجهادي كوفا بالانحراف عن مشروع “تطبيق الدين” وسوء إدارة عمليات الجماعة في الميدان، كما ينتقدون طريقة تقسيمه للغنائم وولائه التام لإياد أغ غالي، ضمن مآخذ أخرى”.

وطرد ممادو كوفا قائد الكتيبة الأعضاء المناوئين له إثر اشتباكات اندلعت بين عناصر الكتيبة قبل أكثر من شهر، وعلى إثر عدة مصادمات أخرى حدثت بين الطرفين بعضها حدث في مطلع يناير الماضي في غورما، والبعض الآخر حدث في 9 يناير في منطقة دوجو، والبعض حدث في 11 يناير في منطقة إينابيلبل.

وشكّلت المجموعة المتمردة جماعة جهادية جديدة في منطقة نامبالا وسط مالي، وتعهدت بالولاء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وللإعلان عن نفسها، تبنّت الجماعة الجديدة المسؤولية عن الهجوم المزدوج الذي وقع في 30 يناير الماضي واستهدف مواقع عسكرية في سركالة قرب مدينة سيغو في مالي.

ويرى مراقبون أن هذا الانشقاق يعكس قوة فرع تنظيم “الدولة الإسلامية” في الساحل والصحراء الكبرى.

ونقل المرصد عن مصادر محلية بالمنطقة تداول مقطع صوتي لزعيم التنظيم أبو الوليد الصحراوي، منتصف شهر يناير الماضي يُطالب فيه زعيم كتيبة “تحرير ماسينا” بدفع الفدية عن المقاتلين الذين تم قتلهم من طرف جماعته والإفراج عن الذين سقطوا أسرى في قبضة تنظيمه في مواجهاتٍ يُفترض أنها دارت بين التنظيمين في وقتٍ سابق.

واقترح أبو الوليد الاجتماع مع قادة جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء.

وانضم فيلق من مقاتلي جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في بوركينا فاسو في ماي الماضي إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي محاولة لتحديد مناطق النفوذ لكل جماعة، عُقد اجتماع أزمة في شهر سبتمبر الماضي ضم قادة في تنظيم أبو الوليد الصحراوي ونظرائهم من جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، بمن فيهم البوركينابي، جعفر ديكو، وأمراء مالي.

وكان الغرض من هذا الاجتماع، حسب مرصد الساحل، هو تحديد مواقع التأثيرات الإقليمية لكل منهما والخطوط التي يجب عدم تخطيها بين المجموعتين، لكن كل تلك المساعي باءت بالفشل، حيث انتهى الاجتماع دون التوافق على تقسيم مناطق النفوذ وازداد التوتر بينهما.

ويتهم تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، خصومه بـ”التواطؤ” مع بعض الدول المجاورة، ولا سيما موريتانيا والجزائر، كما ينتقد ما يصفها بـ”العلاقات الغامضة” لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مع ممثلي الدولة المالية والزعماء المحليين.

كل تلك العوامل، مجتمعة أو متفرقة، يضيف مركز الساحل، أدّت بزعيم كتيبة “تحرير ماسينا” الذي يُشكل جزءً من تحالف جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الموالية لتنظيم القاعدة، إلى فقدان بعض مقاتليه وتأسيسهم لتنظيم جهادي جديد أُطلق عليه اسم “جند الخلافة” والذي بايع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

إلى ذلك، عبّرت بعثة الأمم المتحدة في مالي “مينومسا” عن قلقها بشأن الأنباء المتداولة عن تأسيس الجماعة الجديدة التي تنشط في منطقة نامبلا وسط البلاد، والتي دشنت نشاطها بالإعلان عن مسؤوليتها عن هجمات استهدفت الجيش المالي في الـ30 من الشهر الماضي.

وبهذا الإعلان، قد يُصبح فرع تنظيم “الدولة الإسلامية” أقوى الجماعات الجهادية في الساحل، كما أنه قد ينتزع الصدارة بذلك من فرع القاعدة الذي يضم في صفوفه حوالي 2000 مقاتل معظمهم من الطوارق وقبائل الفلان التي تنحدر منها كتائب “تحرير ماسينا”.

وأسس إياد أغ غالي يوم الخامس مارس 2017، جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهو تنظيم تابع لتنظيم القاعدة العالمي، يضم أربع حركات جهادية ناشطة في منطقة أزواد والساحل وهي: “أنصار الدين”، و”كتائب تحرير ماسينا”، و”كتيبة المرابطون”، و”إمارة منطقة الصحراء الكبرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية