محامية لبنانية “تتحدى” القضاة في محاكمة الرئيس الموريتاني السابق.. وتشغل مواقع التواصل- (تدوينات)

 عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط– «القدس العربي»: بلسان عربي طلق، وبظهور غير محتجب لفت الأنظار أمام محكمة بلد محافظ، وبمرافعات مستميتة دفاعاً عن الرئيس الموريتاني السابق، ظهرت المحامية اللبنانية الشابة سندريلا مرهج لتكون أنثى وحيدة بين كوكبة من محامي الدفاع الساعين لتبرئة رئيس سابق متهم بالفساد وسوء التسيير ونهب المال العام.

فقد لفتت المحامية الأنظار إليها بعد أن نشب حوار ساخن مع رئيس المحكمة الجنائية القاضي عمار ولد محمد الأمين، عندما شككت في قانونية غض المحكمة الطرف عن شرعية سجن موكلها، فقد أجابها القاضي قائلاً: “ربما المحامية اللبنانية ليست مطلعة على النصوص الإجرائية الموريتانية”، وهو ما رأت فيه ساندريلا اتهاماً لها بالجهل، وتهجماً لا مبرر له، وقررت وضع حد لمداخلتها والانسحاب، ليرد عليها رئيس المحكمة بقوله: “ذلك شأنك”.

وانشغلت المحكمة وحاضروها وقتاً طويلاً بمحاولات استرضاء المحامية سندريلا، ومنحها فرصة لإكمال مداخلتها، وكان رد رئيس المحكمة “أنه لم يمنع المحامية اللبنانية من إكمال مداخلتها، لكنها بدأت مرافعاتها في المحاكمة بتحدي المحكمة، وتم تجاوز ذلك لها، ثم واصلت لتقول إنها تتحدى من يأتي بنص في منظومة الإجراءات يثبت أن الإيداع تتجاوز مدته 48 ساعة، وهو ما رددنا عليه بالقول: إنها ربما ليست مطلعة على القانون الموريتاني، ونلتمس لها العذر في ذلك”.

https://www.facebook.com/sandrella.merhej/posts/pfbid0TGFGwq7KAQy5uMptxUJZBTAkip6jDD2snzTp4BGFJvRDE1haTHnPkFJ3dGXkaiLCl

وكانت سندريلا قد خاضت قبل هذه المعركة، معركة أخرى، بعد أن انتقد أحد المحامين “حضورها لترافع وهي مكشوفة الرأس أمام محكمة في بلد له تقاليده وأعرافه”.

انزعجت المحامية سندريلا من هذا الموقف، ودونت عنه في صفحتها قائلة: جئتُ إلى موريتانيا من بلاد الأرز لأدافع عن رمز. في بلادي، حيث أجراس الكنائس تعانق قبب المساجد “التكفير إرهاب”. جئتُ من بلادٍ أكثرية عائلاتها مسلمة ومسيحية في آنٍ معاً: محمد متأهل من ريتا، وإلياس ابن علي، وزينب خالة عمر. في بلادي الإكراه في الدين حرامٌ والتحدي يوازي الموت”.

وأضافت: “لم آتِ إلى هنا لأتحدّى ديانة، وهذا ليس من شِيَمي ولا أخلاقي ولا عاداتي ولا ديانتي، ديانة المحبّة. لم آتِ إلى هنا لأتحدّى معرفة علمية أو قانون بلد، أو لأُهانَ أو أُهين. جئتُ من بلد الحرية، حيث المرأة والرجل سواسية في العِلم والمِهن، ما جئتُ بتحدٍ أنثوي لعقل ذكوري، جئتُ لأني أحبّكم، ولأنّي تقتُ فعلاً أن أترافع أمام قضائكم مع وأمام كوكبة من أهل القانون والثقافة. سعيتُ لأن نضيف سوياً إلى مدماك الحقوق والعدالة حجراً، حجراً أخطأتم برميه عليّ. لا تكرهوا مجيئي يا سادة، فأنا من ورثة طائر الفينيق، من الرماد وُلدت، وكالرماد أُنثر وأولَدُ وقد أعودُ”.

وزادت: “اعذروا مجيئي، فالدفاع عن الحق عقيدتي ورَفض الهوانِ هويتي. جئت من بلادٍ، الديبلوماسية فيها لأروقة السياسة حصراً، افهموني يا سادة لستُ من قوم يبدّلوا تبديلاً”.

ما تعرضت له سندريلا مرهج في مغامرتها الدفاعية في موريتانيا، أثار تعليقات كثيرة هنا وهناك.

كتبت عزيزة البرناوي، من أنصار الرئيس الموريتاني السابق، تخاطب سندريلا، متعاطفة معها: “أنت في بلدك الثاني، تتقدمين معركة الحق لدحض الباطل، تلتف حولك غالبية الشعب الموريتاني، ويقف إلى جانبك أحرار المواقف، وخيرة أساتذة القانون، وتدافعين عن أفضل قائد عرفته المنطقة، فلا تكترثي لحملات الاستهداف فسوط الحق الذي تضربين به وجوه الطوب أوجع سكان الجحور”.

ودافع المدون أحمد الشراح عن سندريلا قائلاً: “هذه مريم زوجة الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه رحمه الله، كانت مسيحية، ولم يطلب منها أي عالم ديني موريتاني تغطية شعر رأسها، على رغم كثرة حضورها في المهرجانات، وكثرة سفرها مع الرئيس المختار للولايات الداخلية”.

وعلق المدون إبراهيم محمد على انتقاد المحامي لعدم احتجاب ساندريلا قائلاً: “سحرت المحامي، وأربكت لسانه، فتبعثرت أفكاره وتمركزت عيونه على خصلات شعرها”ـ

وكتب الشاعر والكاتب الموريتاني محمد ولد أمين معلقاً على حادثة كشف شعر المحامية سندريلاً: “حين يأمر رجل من موريتانيا سيدة سافرة أن تغطي شعرها فتلك مجاملة لطيفة وراقية، فكأنه يشهد الناس على جمالها ويعترف أمامهم أن صباحاتها أربكته؛ حقاً.. نحن بلد الشعراء”.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid025KQJKkQyRecprPiz6ZDK3xeh6LcZRwopYfdaDXA9UzdG8nti2xxJrC3ZEGdErcw5l&id=100010667017161

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية