ما زال الوقت أحبك

ما زالَ الوقتُ أحبّك .لا أحد يعرفُ كيفَ ترتعشُ رغبتُك غيري. لتعم أقواسك ليلاً لا يعوزنا شيء، سوى أن نغطّي عرينا ونمارسَ ضجيجنا الليليّ بزقزقاتٍ حمراء.
٭ ٭ ٭
أنتم تتّجهون باتجاه الوردة. والشارع باتجاه آخر، أنتم ترونَ لوحةً زيتية مرسومة بألوانِ التراب والرماد. وهو يرى افخاذَكم العارية النحيفة. مبلّلةً في الخفاء من دماثةِ ما يرنُّ من أوتارٍ. تعزفُ تحت الشمسِ وتطلقُ موسيقى لذيذةً، تنفرطُ كحبّاتِ الرمّان في كلِّ أنحائكم. أنتم ترسمونَ الجسدَ المليء بالثقوب، أعمى يمشي في كلِّ اتجاهٍ ويبصرُ، ولا تعتزلون أنتم أبجديّةً تتكلّم.
٭ ٭ ٭
أكادُ أرى أنَّ السماءَ ليست عاليةً كثيراً لألمسها. أرغبُ أنْ أُحرّك نجومَها وأبدّلَ أماكنَها. أرغبُ أنْ أغسلَ بعضاً من غيومِها بصابونٍ أبيض. وكأنني دائماً أرغبُ أنْ أتقدّمَ. أعلو وأعلو والطيورُ خلفي تتساقطُ من الدهشة.
٭ ٭ ٭
أنا متّهمٌ  بافتراسي جسدي كلَّ ليلة. ولطالما بادلتُه الكتابةَ وبادلني هو بكسرِ بيضِ الكلام، عصيٌّ على الترويضِ أنا. لأنني تيقّنتُ أنني إلهٌ سومري. خرجتُ لأبادلكم الليلَ والكتابة في آنٍ.
٭ ٭ ٭
دائماً مكانٌ آخر يدعوني أنْ لا أذهبَ لسواي. دائما الوقتُ تائهٌ في بيتي مرتبكٌ دائماً كحصان. أغادرُ موقعَ البيتِ أردّدُ هل أنَّ الوقتَ يمشي خلفي؟
أكنسُ مكاناً يتأوّهُ من رداءِ الزمنِ المثقوبِ بالقاذورات. الهواءُ نفسه يستأذنُ المرورَ من الشرفاتِ، التاريخ نفسه يمشي حافياً ويقرأُ بصوتٍ عال، الضوء يمسحُ بمنديلٍ أبيض جبينَ الظل.
٭ ٭ ٭
قرّرتُ غداً أنْ  أفكّرَ بما ينتظرني خلفَ الباب قبلَ أنْ أخرجَ مع أنَّ اليومَ هو يوم غد. والليل في أوّله وأنا عار أحاولُ أنْ أعثرَ على قنديلٍ أطفأته قبل قليلٍ. امراةٌ تعزفُ في سلالمِ رغبتها.
٭ ٭ ٭
المدهشُ رغمَ أنني كلّ يومٍ أموتُ بشكلٍ رديءٍ. وبقدرِ ما أموتُ أولدُ كلَّ يومٍ من جديد. وبشكلٍ صالحٍ للاستخدام والإدهاش المستمرّ. أنا أعرفُ أنْ أسبقه بشكلٍ جيّد. أغسلْني بنصوصي واحرقْني وأصعد نازلا.
٭ ٭ ٭
ثمّة ما أصفهُ برداً في ذاكرةِ الغيم. ثمّة أعشاب تجهلُ أنَّ الشمسَ صفراء. ثمّة نساءٌ يشبهن الحروب يغمرن الماضي الناحل، ثمّة قدّاسٌ يقيمُهُ فمها الجامح، هذه الكلمات الزرقاء كلّما نظرتْ إلى بساطٍ أبيّضَ الورد.
٭ ٭ ٭
أنكسرُ من خيبتي، اوبّخُ هشيمي وقد تأخرَ في رواقٍ متعرّج. لم يكنْ بطيئاً كما ينبغي وبسخرية نارٍ تغلقُ البابَ عليَّ وتمضي. فاتأبّط ُرمادي وأمشي مع أيّامٍ ماضيةٍ ثملة، تركضُ خلفي وتلاحقُني آلافُ من طيورِ حطامي. وأتأمّل أفواهي تقول أي معنى يكسرُ فيَّ أنفاق الضوء.

٭ شاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية