لغانتس وآيزنكوت: انسحابكما وعدمه سواء.. أصبحتما حلقة في مسلسل الكارثة

حجم الخط
0

بمجرد وجودكم في حكومة الهراءات هذه، أنتم متواطئون في وحشية وعبثية اعتقالات عصابات بن غفير للمتظاهرين ضد الحكومة ورئيسها. أنتم شركاء في تعيين قريب لدمية للمفتش العام ولهجمات خطيرة (المعادية للشعب) على المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا. أنتم شركاء في استمرار الانقلاب النظامي، وفي رفض ياريف لفين لتعيين إسحق عميت رئيساً للمحكمة العليا، ورفض ملء تشكيلة القضاة الناقصة التي تئن تحت عبء الملفات غير المحتمل.

 أنتم شركاء في ضخ الأموال الائتلافية للشركاء الحالمين المسيحانيين والمتهربين من الخدمة. أنتم شركاء في التخلي المستمر عن سكان الشمال وسكان غلاف غزة. أنتم شركاء في تصفية مهداوي التي لا جدوى منها، بل أدت إلى هجوم صاروخي من إيران وربما إلى حرب إقليمية. أنتم شركاء في جرائم حرب حدثت في غزة، وفي عمليات انتقام مخالفة لقوانين الحرب، وقد تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً عنها جميعاً في المحاكم الدولية.

أنتم شركاء في تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الصديقة، وشركاء في مواصلة الحرب بدون أي خطة لليوم التالي، التي ستحاول تشكيل واقع مختلف هنا. أنتم شركاء في الوضع الذي باتت فيه الضفة الغربية على شفا الاشتعال، برعاية مشاغبة المستوطنين وفشل متواصل للواء شاي (يهودا والسامرة) في جهاز الشرطة.

 يمكنكم مواصلة رواية القصص لأنفسكم. ولو لم تكونوا في الحكومة لورّطَنا يوآف غالنت وهرتسي هليفي في تشرين الأول في حرب في الشمال، التي كانت ستجبي منها أرواح عشرات آلاف المواطنين وتزرع الدمار والخراب في تل أبيب وحيفا وبيروت. وترووا لأنفسكم بأنكم دفعتم نحو عقد الصفقة الأولى للمخطوفين، وأنه لولاكم لكانوا في يد السنوار حتى الآن.

يمكنكم أن ترووا لأنفسكم لو تركتموه وحيداً مع سموتريتش وبن غفير ويوآف كيش ونير بركات، لكانت إسرائيل الآن تحت خطر حقيقي، منقسمة ومتخاصمة في الداخل، وينظر إليها من الغرب كدولة شبه مجذومة، وفي نظر الكثير من مواطنيها اعتبارها المكان الأقل أمناً لليهود.

لكن عليكما الاعتراف بأن هذا، بقدر ما، سيكون الوضع وأنتما في الداخل. ترويان أنكما المربية المسؤولة عن الأطفال المشاغبين. ولكن الحقيقة أن لا وجود لمثل هذه الوظيفة في الديمقراطية. ثمة حكومة تتحمل المسؤولية الجماعية، وهناك من يعمل على إسقاطها واستبدالها. اسألوا نتنياهو كيف يعمل ذلك. يكفي أنكما لم تعملا بقوة لإبعاد هذه الحكومة الفظيعة، وتعاونتما معها، كي نبعدكما عن وظيفة المخلّصين بعد يوم على اختفائه من حياتنا.

 بالتأكيد، كانت لديكما نوايا حسنة، لكنما تعرفان ما يمكن أن توصل النوايا الحسنة. لذا، عندما تنسحبان من الحكومة بقلب حزين، بعد أسبوع أو شهر أو سنة أو إلى الأبد، يجدر بكما ألا تكتفيا بهذه الخطوة، بل عليكما وضع المفاتيح والعودة إلى البيت. الأشهر الأخيرة كشفت أنه ليس لديكم وعي مدني أو روح قيادة ورؤية والشجاعة مطلوبة لإنقاذ هذا المكان من أنقاض الخرائب.

غانتس وآيزنكوت وحيلي تروفر، لستم الحل؛ بل السبب الرئيسي الذي بسببه لم ينبت من الكارثة بديل، التي بتنا بفضلها على بعد خطوة من الهاوية.

 غيدي فايس

 هآرتس 18/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية