22 شكوى لبنانية ضد إسرائيل.. وجيش الاحتلال: عمق لبنان يتحوّل إلى منطقة حرب والحزب بدأ يخاطر

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: يستمر التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان حيث استفاق الجنوب على غارة معادية استهدفت بلدة الهبارية وتحديداً مركز جمعية الإسعاف اللبناني التابع للجماعة الإسلامية التي انخرطت في القتال ضد اسرائيل إلى جانب حزب الله، ما أدى إلى استشهاد 7 عناصر من طاقم الإسعاف وجرح 4 مدنيين وتدمير المبنى وتضرر منازل مجاورة. والشهداء السبعة هم: براء أبو قيس، عبد الرحمن الشعار، حسين الشعار، أحمد قاسم الشعار، عبد شريف عطوي، محمد فاروق عطوي، ومحمد رغيد حمود.

وأكد المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب “أن استهداف العدو للمركز الإنساني هو تجاوز للخطوط الحمراء”، موضحاً “أن 12 مسعفاً كانوا يعملون في المركز لحظة قصفه من قبل العدو الاسرائيلي”.

وصدر عن إدارة جمعية الإسعاف بيان ندد بهذا الاستهداف، واعتبره “جريمة نكراء بكل المعايير وانتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية”، وحمّل الجهة المنفذة لهذه الجريمة كامل المسؤولية”، مطالباً “السلطات اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة المجرمين في المحاكم الدولية”.

بدوره، أدان حزب الله “العدوان الآثم والجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المرضى والطاقم الطبي، في مركز الجمعية الطبية ‏‏الإسلامية، في بلدة الهبارية”، وأكد “أن هذا العدوان لن يمر من دون رد وعقاب”، وتقدم “من عوائل الشهداء الأعزاء بأحر آيات العزاء والمواساة”.

وأطلق حزب الله رشقات صاروخية على دفعتين من جنوب لبنان نحو كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في الجليل الأعلى. وتحدث إعلام إسرائيلي عن إطلاق حوالي 30 صاروخاً من لبنان نحو الجليل وعن إصابات في قصف كريات شمونة وأضرار. وأفيد بمقتل مستوطن إسرائيلي جراء القصف الصاروخي على كريات شمونة، وعن إصابة 4 بينهم حالة حرجة.

مزاعم الاحتلال

وزعم جيش الاحتلال أنه استهدف مبنى عسكريًّا تابعاً للجماعة الإسلامية في الهبارية مستهدفاً مسلحاً كان له دور في التخطيط لهجمات ضد إسرائيل وكان مرتبطاً بـ “المجموعة الطبية الإسلامية”. وبحسب البيان تم القضاء على الهدف مع مسلحين آخرين كانوا في المبنى.

وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “بأن الجيش أقر برنامج تدريب هذا العام ويركز على رفع جاهزية سلاح الجو لحرب على جبهة الشمال”. ونقلت “هآرتس” عن المتحدث قوله: “عمق لبنان يتحول إلى منطقة حرب وحزب الله بدأ يخاطر”، مضيفاً “رصدنا إطلاق 110 صواريخ من لبنان على إسرائيل خلال اليومين الماضيين”. وختم “حتى الآن لم تتوفر الشروط للتوصل لاتفاق مع حزب الله، وربما تسهم صفقة تبادل الأسرى في غزة في التوصل لاتفاق أيضاً مع لبنان”.

ويأتي هذا التصعيد استكمالاً للمواجهات الدائرة جنوباً بين حزب الله وإسرائيل التي فتح جيشها نيران أسلحته الرشاشة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب باتجاه اطراف البلدة وعلى الأحراج المجاورة، وسقطت قذيفتان بين بلدتي الطيبة والعديسة.

في المقابل، استهدف حزب الله انتشاراً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية وقوة مشاة داخل خيمة في حرش راميم وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، كما‏ استهدف “سلاح القناصة في الحزب التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام وأصابوها إصابة مباشرة. وتمت مهاجمة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بالمدفعية.

رميش

إلى ذلك، نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان “نفياً قاطعاً الأخبار الكاذبة والمغرضة التي تم تداولها في وسائل الإعلام عن محاولة مجاهدي المقاومة الاسلامية إطلاق صواريخ على العدو الصهيوني من داخل بلدة رميش (المسيحية) او من جوار مدرستها او من جوار البلدة عموماً”، وأكدت “أنها أخبار كاذبة وملفقة لا أساس لها من الصحة على الإطلاق”. واعتبرت “ان الجهات التي اصرت وتصر على إطلاق هذه الإشاعات الكاذبة واتخاذ المواقف على أساسها، هي جهات مفترية ومحرضة على الفتنة بين اللبنانيين وتعمل في خدمة العدو وأهدافه، من حيث تعلم او لا تعلم، محذرين اللبنانيين منها ومن مساعيها الخبيثة وأهدافها البغيضة”.

إلا أن الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر دعت “المقاومة للقيام بكل ما يجب لتجنيب المدنيين في كل لبنان وتحديداً في قرى الجنوب والبقاع الحدودية، خطر التعرض للقصف الإسرائيلي”، وطالبت في اجتماعها برئاسة النائب جبران باسيل “الجيش والمقاومة وقوات الطوارئ بإجراء كل ما يلزم لطمأنة الأهالي مع التفهم لحقهم في رفض أي استدراج للحرب يهدد حياتهم وممتلكاتهم”، وذكّرت “إن الاحتضان الوطني والشعبي هو واجب بالدفاع عن لبنان، ولكنه يبقى خياراً عندما يتعلق الأمر بساحات أخرى”.

ورحّب التيار “بقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن”، وتمنى “أن يدخل حيّز التنفيذ الفعلي في غزة وأن تنسحب مفاعيله على لبنان الذي لا يزال عرضةً لاعتداءات اسرائيلية آخرها قصف على بلدة الهبارية الجنوبية مما ادّى إلى استشهاد 7 أشخاص في مركز للإسعاف وغارات على البقاع، اضافةً إلى التشويش الخطير على مطار بيروت”.

شكاوى الخارجية

تزامناً، أودعت وزارة الخارجية الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بناء على مداولات الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تاريخ 19 آذار/مارس نسخاً من الرسائل والشكاوى البالغ عددها 22 ضد إسرائيل الموجهة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، منذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية “أن لبنان وثق لبنان عبر هذه الشكاوى، خروقات إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحث أعضاء مجلس الأمن مجتمعين على ادانة هذه الاعتداءات، وطالبهم بلجم انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية والحؤول دون نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق. كما تضمنت أيضاً بعض هذه الشكاوى ردود لبنان المفصلة على ادعاءات اسرائيلية تتهم فيها لبنان بخرق القرار 1701. كذلك طرح لبنان في رسائله إلى مجلس الأمن الدولي خارطة طريق، وتصوراً لتحقيق استقرار مستدام في الجنوب اللبناني من خلال التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الامن 1701”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية