لبنان.. حزب الله يبدّد آمال ميقاتي بإستئناف جلسات مجلس الوزراء…فهل يشارك وزير المال وحيداً ؟- (تغريدة)

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: لم تمض ساعات على إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قصر بعبدا احتمال معاودة جلسات مجلس الوزراء مقابل توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، حتى بدّد حزب الله الاجواء التفاؤلية والتسوية المفترضة، بتأكيد أوساطه أن لا علم له بشيء ولا بأي جديد، وأن وزراء الثنائي الشيعي لن يشاركوا في جلسات مجلس الوزراء مادام السبب الذي قاطعوا من أجله لم تتم معالجته بعد، حتى ولو كان الغرض مناقشة بنود الموازنة العامة. وقلّلت الأوساط من أهمية المقايضة بين فتح الدورة الاستثنائية واستئناف اجتماعات الحكومة لان الدورة كانت ستُفتح بنتيجة التواقيع النيابية التي كانت ستتخطى رقم السبعين نائباً، وبالتالي ربطت عودتها إلى مجلس الوزراء بإيجاد مخرج لقضية التحقيق العدلي.
غير أن أجواء ذكرت أن اتصالات تجري لإقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور وزير المال يوسف خليل وحيداً بصفته الوزير المختص والمسؤول عن إعداد موازنة عام 2022 لعرضها أمام الوزراء ومناقشتها وإقرارها وإحالتها إلى مجلس النواب، ولاسيما أن اقرار الموازنة هو شرط ضروري لخطة التعافي الاقتصادي والمالي وللتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وإذا تمّ التفاهم على هذا المخرج يمكن حفظ ماء الوجه لوزراء الثنائي الشيعي بعد اتهامهم بتعطيل عمل أهم مؤسسة دستورية في مرحلة تتطلّب تكثيف العمل لمعالجة الانهيار المالي والاقتصادي المتزايد في ظل ارتفاع سعر الدولار الذي لامس عتبة الـ 30 الف ليرة.
ولكن التوقعات ما زالت حذرة حيال الموافقة على السير باقتراح مشاركة وزير المال وحيداً ولاسيما أن التواصل مقطوع حالياً بين رئيس الحكومة وبين حزب الله في أعقاب التراشق الأخير بين الطرفين على خلفية مهاجمة أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله الملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورد ميقاتي عليه، داعياً الحزب ليكون لبناني الانتماء.
واللافت أن بيان”كتلة الوفاء للمقاومة” لم يأت على ذكر معاودة المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، بل اكتفى بالترحيب بالحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية لإيجاد حلول للأزمة، مؤكداً “التمسك بالتفاهم مع التيار الوطني الحر” بعد انتقادات رئيس التيار جبران باسيل، ورأى “أن الحاجة لتطويره أمر طبيعي، وأن كلا الطرفين لديه من الملاحظات والنقاط التي تتطلب نقاشاً إيجابياً لاسيما بعد النتائج التي لمس اللبنانيون أهميتها خلال سنوات التطبيق والالتزام بالتفاهم”.
وفيما سعى حزب الله إلى إحتواء خلافه العلني مع التيار العوني، فقد فتح الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري الباب للسجال مع حزب القوات اللبنانية بعدما وجّه انتقاداً إلى رئيسه سمير جعجع، داعياً إياه للعب في ملعبه وترك الأكثرية السنية بحالها. وغرّد أحمد الحريري عبر “تويتر”: “ليست المرة الأولى التي يحاول فيها د. سمير جعجع الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر أن الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي”، ورأى أن المقصود بهذا الفصل حتماً (تيار المستقبل) وقيادته، إلا إذا كان د. سمير جعجع يعتبر أن بعض الفتات السياسي الذي يغازل معراب بات يشكّل أكثرية يعتد بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرق كي تصبح تحت خيمة القوات”. وأضاف “نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن أترك الأكثرية السنية بحالها وتوقف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية، النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!”.

وردّ عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب ​جورج عقيص​ على الحريري​، قائلاً لقناة “الجديد”: “عندما يرشّح ​تيار المستقبل​ مسيحيين لا نقول له “روح إلعب بالملعب السني”، ولا نخوّن المرشحين ولا أفهم “مغزى الزعل” في حديثه”، معتبراً “أن كلام جعجع لا يستحق كل هذا الرد العنيف من أحمد الحريري ولا يجب أن يُفهم كذلك”، لافتأً إلى “أننا نعترف بحيثيات ​سعد الحريري​ والحريرية السياسية والإعتدال السني الناتج عنها، وسنكون سعداء بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان”.
وعقّب أحمد الحريري على كلام عقيص مشيراً إلى “أن تيار المستقبل حزب غير طائفي وهو يرشّح من مختلف الطوائف لكنه لم يجعل من نفسه يوماً وصياً على المسيحيين، بدليل أنه تبنى في بيروت ترشيح السيدة صولانج الجميل والشهيد جبران تويني، كما تبنّى مرشحاً كتائبياً في طرابلس وقبله النائب الراحل سمير فرنجية”، وأوضح “أن تيار المستقبل لا يناقش الدكتور جعجع في تحالفاته السنية وغير السنية، فهذا شأن يعود له ولمن يرغب في الالتحاق به، غير أن إصراره على تجيير الأكثرية السنية له ولحزب القوات هو جوهر البحث وموضوع النصيحة”.
أما النائب زياد حواط فأوضح أن جعجع قصد أنه “لم يتبلور التحالف مع القيادة بعد ولم يقصد فصل القيادة عن القاعدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية