فلسطين تنقل معركتها مع إسرائيل إلى أروقة “الفيفا” وتطالب بمحاسبة اتحاد كرة القدم الإسرائيلي

مصعب إبراهيم
حجم الخط
0

رام الله- “القدس العربي”:  كشف جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، عن تقديم مشروع قرار لكونغرس “الفيفا” المزمع عقده في 17 مايو/ أيار الجاري بتايلند، من أجل محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الرياضة الفلسطينية، ولا سيما خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. 

وأوضح الرجوب أن هذا “المشروع جاء بجهد حثيث من جانب اتحاد الكرة الفلسطيني مع مجموعة من الاتحادات الوطنية الشقيقة والصديقة”. 

وأشار إلى أن مشروع القرار الفلسطيني يتضمن نقطتين: “الأولى تنص على توفير كل أسباب القدرة والظروف الإيجابية للاتحاد للعمل على تطوير الرياضة ونشرها في كل أراضي دولة فلسطين، الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة، وضمان حقنا في النشر والتطوير وفق القوانين والأنظمة واللوائح في الفيفا”. 

أما النقطة الثانية، “فتتعلق بإخضاع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، للمساءلة والمحاسبة في الفيفا حسب الأنظمة والقوانين التي يجب أن تنطبق على سلوك وأداء الاتحاد الإسرائيلي”. 

ولفت الرجوب أنه ومن خلال “قراءتنا القانونية، نرى أن الاتحاد الإسرائيلي اخترق أنظمة ولوائح الفيفا في مجموعة من القضايا، حيث يمارس وينظم دورياً لعدد من الأندية في المستوطنات المقامة على أراضٍ يفترض أن تكون تحت سيادة الاتحاد الفلسطيني، ولكنها تشارك في الدوري الإسرائيلي”.

ويعترف الاتحاد الإسرائيلي بستة أندية في مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية. وتعد المستوطنات من وجهة نظر القانون الدولي غير شرعية، وانتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى المناطق الخاضعة للاحتلال.

النقطة الأخرى التي أثارها الرجوب هي “مظاهر الفاشية والعنصرية التي تمارَس من مكونات الاتحاد الإسرائيلي والتي نشاهد تجلياتها في سلوك قوات الاحتلال التي هي على مدار الساعة في حالة احتكاك معنا، وفرضت علينا أن نعلق كل الأنشطة الرياضية، ونحن غير قادرين على تنظيم دوري أو حتى استضافة المنتخبات الوطنية على أرضنا في المسابقات القارية”. 

وأضاف أن الموضوع الآخر الذي يتطرق إليه مشروع القرار الفلسطيني في الفيفا، هو “الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا، والتي طالت أيضا الأسرة الرياضية”. 

وبلغ عدد الشهداء الرياضيين منذ 7 أكتوبر الماضي –بحسب الرجوب- 256 لاعباً وإدارياً وفنياً، منهم 41 طفلا، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض، ومئات اعتقلوا في ظروف صعبة وقاسية، إلى جانب تدمير كل المنشآت الرياضية في قطاع غزة، حيث حولتها قوات الاحتلال إلى مراكز للتحقيق والتعذيب. 

وتظهر آخر إحصائية نشرها اتحاد الكرة الفلسطيني على موقعه الإلكتروني، أن إسرائيل دمرت 45 منشأة رياضية، بواقع 38 في قطاع غزة، و7 بالضفة الغربية. 

الرجوب أكد أن اتحاد الكرة الإسرائيلي لم يعبّر عن استنكاره لهذه الجرائم، معتبرا أن ذلك يستوجب من الاتحادات الرياضية الوطنية في كل العالم، عدم توفير الحماية للاتحاد الإسرائيلي خارج دائرة القوانين والأنظمة واللوائح التي لم يحترمها. 

وتطرق الرجوب إلى دعوة يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلية، لاعتقاله، قائلا إن “ما عبّر عنه هذا الوزير هو نموذج واضح لعقلية الإسرائيليين في التعامل معنا بفوقية، وممارسة الإرهاب ضدنا لإثنائنا عن إيصال رسالتنا للفيفا والعالم”. 

وكان كاتس قد هدد قبل أيام، بحبس جبريل الرجوب، على خلفية مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى مجلس “الفيفا”.

‏وأضاف كاتس في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”: “سنعمل على إحباط خطته، وإذا لم يتوقّف فسنسجنه ونتركه ليلعب وحده بين الجدران”.

وأعرب الرجوب عن اعتقاده أن مختلف الاتحادات القارية ستنحاز لصالح أنظمة وقوانين الاتحاد الدولي، وإلى جانب البعد الأخلاقي والإنساني واللغة القيمية للرياضة التي يجب أن تكون جسرا يربط كل الشعوب، وفق قوله. 

وأكد رئيس الاتحاد الفلسطيني “أننا متمسكون بحقنا في إدارة وتطوير الرياضة وفق قوانين الفيفا، ومتمسكون بحقنا في إخضاع الاتحاد الإسرائيلي للمحاسبة على ما يمارسه من خروقات، بما في ذلك جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية”. 

وشدد أن “قضيتنا عادلة، ونحن نرتكز على القوانين والأنظمة واللوائح التي تنظمها المؤسسات الرياضية الدولية، لكن إسرائيل لا تحترم هذه القوانين، ونأمل أن تقوم المؤسسات الرياضية الدولية بإخضاعها للأنظمة والقوانين الرياضية الدولية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية