غزة بعد مئتي يوم ما زالت رغم خرابها شابة في مواجهة برابرة بايدن… ومؤامرات خصومها

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: 200 يوم وغزة تحارب وحدها، تنام في العراء بلا ماء ولا دواء. 200 يوم لم يهب لنجدتها أحد كلنا يمثل على غير الحقيقة دور المنقذ، أصبحنا نكذب على غزة وأهلها، كما يكذب كبراؤنا، لا نخجل من العالم الذي يشاهدنا ونحن نقايض على أشرف من فينا لقاء دولارات تتكاثر بين أيدينا، نزعم أننا نبكي على غزة، بينما الحقيقة التي نعلمها جميعا، حكاما ومحكومين أن غزة باتت تحرج مشاعرنا، كلما أردنا أن نعود لشؤوننا البسيطة وجدول أعمالنا، تحرجنا غزة بصور ناسها الجوعى والجرحى وهم يناضلون طيلة الوقت ولا ييأسون من انتظار فرج سماوي، ولا يطلبون منا أبيض ولا أسود، فقط عدم المتاجرة بنكبتهم التي يتجرعون ويلاتها بمفردهم..
ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قال إن الموقف المصري ثابت ومعلن عدة مرات من القيادة السياسية، ويرفض تماما اجتياح رفح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، نافيا بشكل قاطع ما تم نشره في إحدى الصحف الأمريكية الكبرى؛ تدعي فيه أن مصر تداولت مع الجانب الإسرائيلي خططا عن الاجتياح المزمع لرفح، مؤكدا أن تحذيرات مصر المتكررة، وصلت من جميع القنوات؛ للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة، وأوضح ضياء أنه في الوقت الذي تفكر فيه إسرائيل في هذا الاجتياح، تقف مصر وكل دول العالم ومؤسساته الأممية ضده.
ومن التراشق بسبب الأوضاع الحقوقية: وصف النائب طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، تقرير الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر بـ «المزري والمضحك والمريض»، مؤكدا أن التقرير يسرد أقاويل من بعض المصادر ذات الأجندات الخاصة بهم. وانتقد تجاهل التقرير للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتشريعات النيابية المبنية على هذه الاستراتيجية بمحاورها الأربعة. وأشار إلى تجاهل التقرير حجم الإنجازات التي حدثت وتمس حقوق الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر من الرعاية الصحية والخدمات المرفقية على أرض مصر. وشدد على أن الحقوق المدنية والسياسية تأتي على رأس أولويات حقوق الإنسان في مصر، مشيرا إلى مناقشة ذلك في «الحوار الوطني» الذي انطلق منتصف عام 2022.
200 يوم

تُدَمّر غزة بالكامل منذ أكثر من 200 يوم، وما زال القانون الدولي غائبا. تمت تسوية غزة بالأرض وأهلها كما يصفهم بلال الدوي في “الوطن” لا حول لهم ولا قوة والعالم في حالة صمت مُريب، قُضي على مستقبل الأطفال وهُدمت مدارسهم ومستشفياتهم، ولا يجدون العلاج المناسب ويموتون جوعا، والمنظمات الدولية غير قادرة على التصدي لإسرائيل، الإدانات الدولية حبر على ورق، مؤتمرات صحافية لشجب مجازر إسرائيل، لكن لا أحد يتحرك ليقول لإسرائيل STOP.. مُعاناة، مجاعة، حرمان من العلاج والغذاء والدواء والمياه والكهرباء والاتصالات، إنها الإبادة الجماعية بعينها، إنها جريمة حرب، آسف «إنها جرائم حرب» تُرتكب في حق 2.4 مليون مواطن فلسطيني مُقيم في قطاع غزة. انتهى وقت الكلام، رُفعَت الأقلام وجفت الصحف، فاليوم يوم الحِداد على غياب القانون الدولي عن عمد، وللأسف هذا الغياب للقانون الدولي يجد داعمين له ويجد أرضا خصبة للنمو في مجلس الأمن، في اجتماعات مجلس الأمن وأثناء التصويت على قرارات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو إدانة إسرائيل أو إعلان الدولة الفلسطينية وانضمامها للأمم المتحدة، على الفور يرفع مندوب القوى العظمى يده بسرعة لإعلان اعتراضه والإعلان -بطبيعة الحال- عن حق الفيتو الجاهز لمساندة إسرائيل في كل الأوقات، وفي كل الأحوال مهما ارتكبت من مجازر في المستشفيات ومهما قامت به من عمل مقابر جماعية، إنه دعم غير طبيعي لإبادة جماعية لشعب يبحث عن الحياة على أرضه وأرض أجداده، إنه لأمر مؤلم.

لا من مجيب

جميع مقرات المنظمات الإنسانية في قطاع غزة تم استهدافها، منظمة الصحة العالمية تصرُخ ولا أحد يستجيب لصرخاتها، منظمة الإغاثة الإنسانية دفعت عناصرها الثمن وتم استهدافهم بلا رحمة ولا أحد يتحرك.
يقول بلال الدوي: أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة لا يألو جهدا ويتحرك تحركات جادة في كل الاتجاهات من أجل التحذير من حدوث مجاعة في غزة، ومن اختراق القانون الدولي ومن تهديد الأمن والسلم الدوليين، لكن تحذيراته لا تجد من يستمع لها، بل إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يشن عليه حملة كبرى ويقول: «لا توجد مجاعة» غوتيريش في كل خطاباته في الأمم المتحدة، وأمام معبر رفح، وفي كل لقاءاته بزعماء العالم يُطالب باحترام المواثيق الدولية وقال الجُملة الشهيرة: «الشرق الأوسط على حافة الهاوية»، لكن من الواضح أن القوى العظمى أقوى من الأمم المتحدة، وأقوى من القانون الدولي وأقوى من العدالة الدولية التي ننتظر تطبيقها في مجلس الأمن. 200 يوم مرت على دمار قطاع غزة – وما زال الدمار مُستمرا- والأوضاع فيه تُدمي قلوبنا ونحن عاجزون أمام القوى العظمى التي تُناصِر الهَدامين الطامعين في أرض غزة وغازها وثرواتها وسواحلها، ضاربا عرض الحائط بالمواثيق الدولية.. 200 يوم وهى في عرفنا بمثابة 200 سنة لأن يوم هذا العدوان بسنة، فاليوم يشهد ضربات صاروخية وضحايا من الأطفال والنساء وهدم المنازل وصرخات في كل مكان ودماء تسيل ودواء مفقودا وعلاجا غائبا ودموعا على خدود الكبير والصغير، وقلوبا مكسورة ومهزومة وأُناسا مُشردين لا يجدون أي مأوى، وجُثثا بلا عدد وجنازات لا حصر لها.. وحسبى الله ونِعم الوكيل.

الإرهاب الفكري

تغير الحال، في جامعة جورجيا وغيرها من الجامعات الأمريكية العريقة وفقا لما أخبرنا به الدكتور يحيى عبدالمبدي محمد في “الشروق”: تبدلت السياسات الجامعية على نحو درامي وصادم خلال شهور قليلة في ظل حملات الإرهاب الفكري، و«محاكم التفتيش»، وموجة المكارثية الجديدة التي تشهدها الجامعات الأمريكية، في ما يتعلق بمناصرة القضية الفلسطينية، والتنديد بالإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة. ففي يوم الخميس الماضي، وللمرة الثانية في تاريخ الجامعة العريقة (كانت المرة الأولى عام 1968) تدخل الشرطة إلى حرم الجامعة، وتعتقل ما يزيد عن مئة طالب وطالبة، بعد أن استدعتها إدارة الجامعة لإخلاء مخيم صغير في حديقة الجامعة، للمتظاهرين تعبيرا عن التضامن مع غزة، في مشهد مخزٍ يمكن مشاهدته على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. في أعقاب تعهّد رئيسة الجامعة نعمت شفيق (من أصل مصري) بعقاب الطلاب الذين يحتجون في حرم الجامعة بلا تصريح. وكانت إدارة الجامعة قد علّقت في وقت سابق نشاط عمل مجموعتين طلابيّتين هما: «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام»، بداعي القيام باعتصام دون تصريح. كل إجراء وقح يقيد الحريات في الجامعات الغربية، لا بد أن يتناسب ويتوافق مع القانون، وهذه رذيلة من رذائل الحداثة الغربية، وقيم الدولة الحديثة في الثقافة الغربية. التهمة السخيفة التي استغلتها إدارة الجامعة والشرطة هي «التعدي على ممتلكات الغير». يا لها من تهمة أمريكية الثقافة بامتياز، ففي الثقافة الأمريكية يمكن لأحدهم قتلك بالرصاص إذا وجدك في حديقة منزله، وشك في أسباب وجودك أو مصادفة وجودك.

جامعة كولومبيا

في محاولة للتأكد من حدسه حيال تحيز منصات الذكاء الاصطناعي الراهنة، سأل الدكتور يحيى عبدالمبدي محمد، تشات جي. بي. تي: ماذا يحدث في جامعة كولومبيا، وهل هناك اضطرابات واعتقالات للطلاب؟ وكانت الإجابة، لا يوجد لدي معلومات حول هذا الأمر، عليك أن تتواصل مع إدارة الجامعة للحصول على معلومات موثقة، فأضفت أن الصحف الأمريكية قامت بالفعل بتغطية الأحداث، فكانت الإجابة: تواصل مع الصحف للحصول على هذه المعلومات. هذا يحدث فقط في القضايا التي تخالف السائد والمقبول في العقل الغربي، وما دون ذلك فعادة ما تكون الإجابة متوقعة. تحدثت هاتفيا إلى صديقي الذي يدرّس في جامعة كولومبيا لأكثر من ربع قرن، وطلبت منه استيضاح الصورة، وكيف تحولت الأوضاع في الجامعة العريقة على هذا النحو، فأجابني بالتعبير المصري، إنها «مسخرة» لم يشهدها طوال سنوات عمله في الجامعة، ولكن ما جعله مطمئنا هو ثقته بأعراف الجامعة، التي ستنتصر لقضايا الحريات في نهاية المطاف، وقبل ذلك صمود الطلاب ووعيهم. وهو ما أكدته الطالبة مريم علوان، إحد ىرموز الاحتجاجات لوسائل الإعلام، بأن التهديد بالشرطة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعبئة. تتعرض الجامعات الأمريكية وإداراتها إلى حملات ترهيب من الكونغرس، والحكومة الفيدرالية بصورة غير مسبوقة، فقد تم استدعاء رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا وغيرها لجلسات استماع واستجواب من قبل لجان الكونغرس، تميزت بالوقاحة في توجيه الأسئلة والتهديد. وكانت نعمت شفيق آخر من وقف مع مجموعة من قادة جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” أمام لجنة التعليم التي يقودها الجمهوريون في مجلس النواب. وربما كانت هذه الجلسة، قد أثرت على تحول موقف الدكتورة شفيق، واتخاذها مواقف عدائية ضد الطلاب واحتجاجاتهم. فقد ذكرت شفيق في شهادتها بأنها تشعر بالإحباط لأن سياسات الجامعة لم تكن على قدر الحدث، وتعهدت باتخاذ الجامعة مواقف أكثر صرامة. وكانت أولى الخطوات توجيه تحذير مكتوب للطلاب بضرورة فضّ المخيم، ثم استدعاء الشرطة. وهددت الجامعة باتخاذ إجراءات تأديبية في حق الطلاب تشمل الإيقاف والفصل.

لماذا الآن؟

رئيس الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال أهارون حاليفا كان من أوائل من اعترفوا بالمسؤولية عن الفشل الاستخباراتي في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول ووضع استقالته أمام رؤسائه، لكن طلب منه البقاء حتى نهاية الحرب. اليوم والكلام لجلال عارف في “الأخبار”، يقدم الرجل استقالته بالفعل ويتم قبولها، وتثير الاستقالة ما تثيره من تفاعلات ويبقى السؤال هو: لماذا الآن؟ الحرب لم تنته، ولا يريد لها نتنياهو أي نهاية قريبة. لا بد أن يكون هناك ما دفع حاليفا لتقديم استقالته، أو دفع رؤساءه لكي يطلبوا منه ذلك. الاستقالة تأتي في ظل وضع متأزم داخليا وفشل عسكري، لا يرى نتنياهو علاجا له إلا المزيد من التصعيد والتهديد بمذبحة مرعبة في رفح يعارضها كل العالم. كما تأتي الاستقالة بعد عاصفة الصدام المباشر مع إيران، ومع تصعيد خطير في الضفة الغربية.. فهل تكون الاستقالة تعبيرا عن خلافات جديدة داخل المؤسسة العسكرية؟ ربما يكون هذا هو الأرجح داخل مؤسسة تتحمل بالتأكيد نصيبها من المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، وعن الفشل في 200 يوم من الحرب، وتشكو «على الدوام» من غياب أي رؤية استراتيجية لسياسة إسرائيل، والخضوع لأهواء السياسة والسياسيين مهما كانت الأثمان المدفوعة. الجيش الإسرائيلي قام بتشكيل لجنة تحقيق في ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل شهور، وأغضب ذلك نتنياهو الذي أدرك أن ذلك يقطع الطريق على محاولته تبرئة نفسه من أي مسؤولية، وتحميل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر ثم في حرب غزة. ربما الأقرب أن تكون الخلافات الجديدة حول الضفة الغربية التي يزداد فيها الموقف اشتعالا في ظل هوس سكان «المستعمرات» الإسرائيلية واقتحامات الجيش الإسرائيلي، والسيطرة المطلقة على القرار الإسرائيلي في الأراضي المحتلة من جانب بن غفير وسموتريتش ومباركة نتنياهو. وربما لهذا أعلن قائد المنطقة الوسطى، وهي المنطقة التي تتعامل مع أحداث الضفة الغربية اعتزامه ترك موقعه.. ستكون الأسئلة حول الاستقالات المؤجلة للقيادات السياسية ثم العسكرية. لكن علينا أن ندرك أن الانفجار قريب في الضفة والقدس إذا لم تتوقف الإبادة في غزة فورا.

مجلس الظلم

شاهدنا فشلا جديدا لمجلس الأمن في أن يُنصف فلسطين المحتلة وشعبها الأبي في منحه عضوية كاملة في مجلس الأمن الدولي.. جلسة عاصفة
كشفت وفقا لمختار محروس في “الوفد” الكثير من المواقف، وسوء النوايا وخداع السنين.. فلا التطبيع شفع ولا الانبطاح نفع.. جلسة مجلس الأمن التي عقدت الخميس الفائت، كشفت عن استمرار وقاحة سفير إسرائيل لدى مجلس الأمن وتطاوله بالسب والقذف ضد المجلس وأمينه العام غوتيريتش الذي لم يُسبق، ولن يتكرر في مقبل السنين أن يجود الدهر بشخصية أممية جريئة تنصف الحق وتنشد العدل وتقف إلى جانب الحقوق المعلومة والمشروعة لشعب من شعوب العالم يشهد إبادة جماعية من أجل تصفيته وتصفية قضيته العادلة.. وقاحة ممثل دولة الاحتلال في المجلس لم تجد من يوقفها أو يعيدها إلى الصواب المفقود، من رئيس الجلسة وزير خارجية مالطا.. وقاحة مندوب دولة الاحتلال وإهانته للمجلس ولأمينه العام ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبق أن أهان أمين عام المجلس في إحدى جلسات المجلس السابقة لوقف إطلاق النار في غزة العزة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ولكن مندوب الصين رئيسة المجلس حينذاك، تصدت لوقاحة مندوب إسرائيل ووبخته وطالبته بالحديث باحترام وأعادته إلى ما يجب أن يكون من احترام تحت قبة مجلس أمن العالم.. هذا ما تؤمن به إسرائيل من ردع أو تصدي، لن تلتزم دولة الاحتلال ولن تحترم مجلس الأمن وقراراته عبر تاريخه، والتى كان آخرها قراره بوقف إطلاق النار في غزة العزة احتراما لشهر رمضان..

أمانة بأيديكم

جلسة مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين كشفت للجميع عن موقف أمريكا الحقيقي تجاه حل الدولتين.. استخدام أمريكا حق النقض لاعتماد فلسطين كدولة، نسف من وجهة نظر مختار محروس كل تصريحها في رغبتها في حل الدولتين وحق تقرير مصير شعب فلسطين في دولة حرة مستقلة على جزء من أراضيها المحتلة والمغتصبة.. استخدام أمريكا حق النقض ضد إجماع منقطع النظير من دول العالم كشف عن أن أمريكا هي الراعي الرسمي لضياع حقوق شعب فلسطين ووقف حمام الدم في الشرق الأوسط.. الفيتو الأمريكي كشف زيف وكذب وخداع أمريكا للعرب والمسلمين من حل الدولتين ووقف دوامة العنف والقتل والتدمير والتهجير والإبادة الجماعية لشعب فلسطين.. التصريحات الأمريكية حول حل الدولتين على مدار عقود كانت كذبا ووهما يتم ترويجه لكسب الوقت لتمكين أمريكا وإسرائيل من إتمام مشروعهما بتصفية القضية الفلسطينية.. على الجميع وهم قادرون إذا أرادوا وبعيدا عن التصريحات والمطالبات والمناشدات، أن يجبروا أمريكا والكيان المحتل بحل الدولتين وتقرير مصير شعب ارتوت أرضه بدماء آلاف الشهداء من رجال ونساء وأطفال، بغية تقرير مصيره وأن ينال حقوقه المشروعة في وطن حر أبي كامل السيادة.. أمريكا وإسرائيل لا تعرف غير منطق القوة والردع والمصالح، وأنتم قادرون إذا أردتم وأنتم كثر وتملكون كل أدوات الضغط.. فيا أيتها الدول العربية والدول الإسلامية والدول الأفريقية ودولة عدم الانحياز وأنتم تكتلات وعُصب أممية، لن تستطيع أمريكا أن تعيش أو تقوى سوى بضعفكم وتشتتكم.. دماء أبناء فلسطين وشهداؤهم وما يتعرضون له من إبادة جماعية وضياع وتدنيس مقدساتنا الإسلامية ومسرى رسول الله أمانة في أعناقكم فلا تضيعوها.

خليها تعفن

الاستهانة ولعب دور المتفرج من قبل الحكومة على حملات المقاطعة، وآخرها حملة مقاطعة الأسماك، التي بدأت من بلد الأسماك بورسعيد، وانتشرت كالنار في الهشيم في باقي المحافظات، اعتبرها ياسر شورى في “الوفد” موضع خطر: هذه الاستهانة ليست في محلها ولا تجدي نفعا لأن المقاطعة في الأساس هي رسالة شعبية مفادها مفيش حكومة، لأن المقاطعين لم يقتنعوا بما تقوم به الحكومة وحديثها ليل نهار حول خفض الأسعار. سلاح المقاطعة بدأ في الأصل من السلطة، عندما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أو أصدر قرارا بالتوقف عن شراء اللحوم لمدة شهر بعد زيادة أسعارها ربع جنيه في السبعينيات، ونجح السادات وقتها، وجاءت فكرته بفائدة، وانخفضت أسعار اللحوم، وعلى دربه سار الرئيس مبارك ومن بعده الرئيس السيسي بدعوة الشعب لعدم شراء السلع التي يرتفع ثمنها. السلطة إذا هي من علمت الشعب المقاطعة والزهد في البضائع التي لا تناسب دخولهم.. ووراء الحكومة أصبح الشعب مقاطعا حتى وصل إلى مقاطعة حتى الفول والعدس والبصل، فماذا تبقى له لكي يأكله؟ انقلب السحر على الساحر، وأصبحت المقاطعة رسالة ساخرة من الحكومة نفسها التي تركت الأسعار ترتفع إلى هذه الدرجة التي لا تطاق، ووصلت إلى ارتفاع جنوني في أسعار الأسماك في بلد يطل على بحرين ونيل وعدد كبير من البحيرات، ومزارع سمكية قيل إنها سوف تغطي السوق المحلي، وبعد ذلك تذهب إلى التصدير، مقاطعة الأسماك الأخيرة لها فلسفة وبدأت من بلد هو الأكثر إنتاجا للأسماك ويطل على المتوسط وقناة السويس. الحكومة عليها ألا تكون من بنها هذه المرة، وأن تنخرط في إجراءات جادة نحو تخفيض الأسعار، وليس مجرد شو إعلامي ليس له صدى على أرض الواقع. مقولة الشعب المعلم في الحقيقة تترسخ كل يوم لدى الشعب المصري الذي يعطي دروسا للحكومة بأنه لا ينقطع في مجرد تصريحات أو التركيز على تخفيض أسعار سلع وترك الباقي بلا أي ضوابط.. المؤشرات تقول إن حملة «خليها تعفن» الخاصة بالأسماك قد أتت أُكلها، وأن بعض تجار الأسماك الكبار بدأوا عرض تخفيض الأسعار خوفا من الخسائر التي تنتظرهم.

لو أرادت

يرى عماد الدين حسين في “الشروق” أن أمام الحكومة فرصة ذهبية هذه الأيام لاستعادة جزء كبير من الشعبية التي فقدتها في الشهور الماضية، بسبب الارتفاعات الجنونية في معظم أسعار السلع والخدمات الناتجة عن ارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر الجنيه. في الشهور الأخيرة تلقت الحكومة هدية هي أقرب إلى المعجزة، والمتمثلة في صفقة رأس الحكمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم الاتفاقات مع صندوق النقد والبنك الدوليين والاتحاد الأوروبي وبقية شركاء التنمية. هذه الحصيلة الدولارية غير المسبوقة مكنت الحكومة من توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء، وتوفير الدولارات للمستوردين في البنوك الرسمية لاستيراد سلعهم أو الإفراج عما هو موجود في الموانئ، وبالتالي بدأت أسعار السلع تستقر إلى حد كبير. بعضها انخفض، وبعضها لم يشهد زيادة جديدة، مقارنة بالأيام الصعبة التي كانت السلع تشهد زيادات أكثر من مرة يوميا. وزارة التموين مشكورة أعلنت الأسعار الجديدة المنخفضة للخبز الحر والفينو، يوم الأحد الماضي، كما أعلنت العقوبات التي سيتم فرضها على أصحاب المخابز المخالفة للأسعار والأوزان الجديدة، والتي تشمل الغرامة الكبيرة ومصادرة الدقيق وتصل إلى إغلاق المخبز. وعلى أرض الواقع فإن عدد الذين التزموا بهذه القرارات ما يزالون قلة، وبالتالي فإن عدم تطبيق القرارات بصرامة سوف يعني مزيدا من الغضب الشعبي، وترسيخ الصورة الخاطئة بأن كل ما تفعله الحكومة مجرد تصريحات وإجراءات على الورق، وإنها تحابي كبار التجار الجشعين، حينما تتركهم يفعلون ما يحلو لهم على حساب غالبية المواطنين.

ماذا يمنعها؟

السؤال الذي أصر عليه عماد الدين حسين: ما الذي يمنع الحكومة وأجهزتها الرقابية المختلفة من توجيه ضربات قاضية لهذه النوعية من التجار والباعة معدومي الضمير؟ لا أطالب إطلاقا بمخالفة قواعد السوق والمنافسة الشريفة أو سجن الناس بالمخالفة للقانون، وأظن أن كل مستثمر ورجل أعمال حقيقي، لا يكون سعيدا إطلاقا بهذه الفوضى والعشوائية الموجودة في السوق، التي لا تستفيد منها إلا قلة من المحتكرين معدومي الضمير. ما أطالب به هو أنه ما دامت أن الحكومة اجتمعت مع اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات، وهما يمثلان رجال الأعمال والتجار والمصنعين، وتم الاتفاق على قواعد حاكمة للأسعار الأساسية، فلماذا لا يكون هناك تطبيق صارم لهذه القواعد؟ أعلم أنه لم يعد لدينا قانون للطوارئ، لكن أتمنى أن يتم تطبيق القانون العادي بأقصى شدة ممكنة. ولا تأخذنا رحمة أو شفقة بأي محتكر أو معدوم الضمير، يبيع السلع الأساسية بأعلى من الطبيعي. التاجر اللص أو الغشاش أو المحتكر أخطر مليار مرة من أي إرهابي. على الأقل الإرهابى نعرف أنه عدو البلد، ونحذر المواطنين منه ومن فكره، ونكشف عن علاقته بكل أعداء الوطن، لكن المحتكر أو المضارب يعيش وسطنا ويتحدث عن الوطنية كثيرا، ويهتف بأعلى صوته «تحيا مصر»، بل من الممكن أن يزايد في وطنيته على كثيرين. هذا هو النموذج الذي يخرب ويفسد ويعطل أي عملية تنمية أو بناء حقيقى للبلد. الحكومة وقبل توحيد سعر الصرف قامت بمطاردة بعض كبار تجار العملة ما ساهم في حل جزء من المشكلة. وأظن أننا في حاجة ماسة جدا اليوم إلى مطاردة وسجن كل مضاربي السلع الأخرى بالقانون.

المهم تعميرها

لم تكن سيناء في يوم من الأيام مجرد قطعة من الأرض، فقد اختلطت رمالها بدماء شهدائنا الأبرار، وكانت دائما مطمعا للغاصبين وهدفا لكل المؤامرات التي حاولت غزو مصر أو الاعتداء عليها.. وفي تاريخ مصر كانت سيناء وفقا لما أطلعنا عليه فاروق جويدة في “الأهرام” أهم قلاع الدفاع عنها، وسجلت في كل العصور عزيمة شعب لم يهادن، ولم يستسلم أمام الغزاة، وما زالت سيناء حتى الآن تتعرض للمؤامرات.. وسيناء التي تمتد شواطئها على بحرين وتزيد مساحتها عن مساحة كثير من الدول تمثل جزءا عزيزا من أرض مصر، إنها أرض الفيروز ومهبط المقدسات، وفيها كلم الله موسى عليه السلام، وعلى ترابها المقدس يوجد الكثير من الأماكن التاريخية والدينية.. ما زالت سيناء حتى الآن تواجه أطماع المغامرين من شواذ الأرض والقتلة وتجار الحروب، ولكنها صامدة وقادرة على أن تحمي ترابها وشواطئها ودماء شهدائها، وهي الآن تقع في قلب مصر حماية وصمودا وأمنا.. إنها الآن تجمع خير أجناد الأرض وكل إنسان فيها يستطيع أن يدافع عنها ترابا وبشرا، ولن تنجح محاولات المغامرين في الاعتداء على حرمة ترابها.. قبائل سيناء الذين وهبوا دماءهم دفاعا عنها يقفون أمام كل غاصب يحاول تهديد أمنها، وكل شبر يخضر على أرضها يفتح آفاق زمان أكثر أمنا وسوف نحتفل كل عام بسيناء الأمل والمستقبل والكرامة.. كل شجرة تنبت على أرض سيناء.. رسالة حب لكل شهيد مات على أرضها وكل بيت أقيم في مدنها حصن أمان، وكل طفل ولد بين ربوعها.. حياة جديدة ووطن يحب الحياة وإنسان يموت في سبيلها.. إنها سيناء قطعة عزيزة من قلب مصر.

مبرة المعادي مريضة

أمام أكثر من 17 مستشفى ومستوصف خاص، لا يوجد ما يخدم مئات الألوف من سكان المعادي إلا مستشفى واحدا، هو مستشفى مبرة المعادي. لكن إذا دخلته هذه الأيام مريضا أو زائرا لمريض، ستعلم حسب كارم يحيى في “المشهد”، ما لا ينشره الإعلام أو ينقله مراوغة لا صراحة عن البيانات الرسمية اعتبارا من مطلع هذا العام حين تقول: المستشفى “قلعة الطب في المعادي” التابعة للمؤسسة العلاجية (وزارة الصحة) أصبح مطروحا للقطاع الخاص كي يشغله ويديره، وبمقتضى القرارين الوزاريين: 493 و476 لسنة 2023. ويعود إنشاء “المبرة” لعام 1948 من تبرعات وأموال المواطنين، وأصبحت تخدم مرضى المعادي والأحياء المجاورة بطاقة 112 سريرا و65 من أسرة الطوارئ والرعاية المركزة، وفيها 14 قسم يعالج تخصصات مختلفة، مع وحدة للأطفال المبتسرين وأخرى لغسيل الكلى. وكانت المبرة وما زالت تحتاج إلى جانبها للمزيد من المستشفيات العامة، مع عدد سكان زاد في عموم مصر ست مرات من 18 مليونا إلى 105 ملايين اليوم. والمدهش أن وزير الصحة زارها يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي ولم يتحدث عن الخصخصة، بل أشاد بافتتاح قسم عمليات القلب المفتوح قبل أسابيع، مع الإعلان عن بيانات رسمية تقدر إجمالي الجراحات التي تجري فيها سنويا بمتوسط 11 ألف عملية. والأكثر مدعاة للاندهاش أن يعيش المرضى نزلاء المستشفى ونحو 600 من العاملين فيها على صفيح ساخن من قلق وتساؤلات من قبيل: هل سيطردوننا بعد أيام؟ وأين نذهب؟ ونحن نسأل معهم: لو هناك خصخصة وبيع، فهل يدخل في مخطط مشروع الأبراج والفيلات والفنادق الترفيهي الاستثماري “نايل بيرل”، الذي يحتل ويزحف على مناطق كانت صروحا للصناعة والإنتاج أمام نيل المعادي وبالقرب منه؟ ما هي الحكاية ومن المستفيد؟ صارحونا، ولا تتركوا قتل مستشفى مبرة المعادي ودفنه هو الآخر يمر في صمت.

دفعة النكسة

طارق الشناوي في “المصري اليوم”، يروي أن المخرج خيري بشارة بعد أن منحه محمد قبلاوي رئيس مهرجان (مالمو) درع تكريمه، قال إنه كان من المفترض وعمره 21 عاما أن يسافر للسويد لكي يكمل دراسته في السينما وربما يكمل أيضا حياته، إلا أنه كان قد أحب فتاة بولندية، فكان من الصعب أن يذهب إلى السويد، إلا أنه عندما وصل هذه المرة إلى السويد، شعر وكأنه لم يتجاوز 21 عاما. الفتاة التي أحبها وتزوجها هي السيدة مونيكا، عاشت معه في شبرا، تتحدث بطلاقة العامية مثل أولاد البلد، تذهب للتسوق في الشوارع والحواري وتفاصل وتداعب البائعين في شبرا. عندما أرى خيري، أتوقف أمام لقطة، لا أعتقد أن لها وجودا واقعيا إلا في ذاكرتى. ثلاثة من الموهوبين جمعتهم (دكة) واحدة في معهد السينما تحديدا عام 63، كانت مصر في حقبة عبد الناصر تعيش تحت مظلة زهو الانتصارات الاقتصادية والاجتماعية، و(تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا/ في كل قرية عربية)، الكل كان يصدقها، باعتبارها حقيقة، والأحلام لا تعرف نهاية، ومن البديهى أن الموهوبين الثلاثة كانوا مثل الملايين يصدقون، أننا على بعد أمتار قليلة من تحرير فلسطين، وجاء عام تخرجهم مواكبا لأكبر هزيمة تعرضت لها مصر والأمة العربية في العصر الحديث، استيقظ الجميع على كابوس يونيو/حزيران 67، وأطلقوا عليهم تهكما (دفعة النكسة). تجاوزوا وقتها العشرين بسنوات قليلة، أشطرهم في الدراسة خيري، كان يقرأ ويحفظ المقرر وخارج المقرر، هذا ما أكده لي داود عندما سألته عن الأشطر في الدراسة، أما علي بدرخان فقد روى لي حكاية أخرى، أن والده وهو أحد أهم رواد السينما، المخرج الكبير أحمد بدرخان، وكان يدرس لهم بالمعهد، قرر أن يخصم منه درجتين، رغم أنه يستحق العلامة الكبرى، وحكى بدرخان الكبير لأمه السبب قائلا: (الولد بيتفلسف في الإجابة، عارفها بس بيلف ويدور، كان يستحق الدرجة النهائية، لم أمنحها له عشان يتعلم)، وعاتبت الأم ابنها لأنه أغضب والده بكثرة الفلسفة، وتعجب علي بدرخان لأنه فعلا جاوب السؤال مباشرة. وبعد أن حصل على ورقة الامتحان، اكتشف أنه نال الدرجة النهائية، والده اختلط الأمر عليه بينه وبين زميله (المتفلسف) خيري بشارة لتشابه خطيهما، ربما أراد بشارة التأكيد لأستاذه أنه الأكثر ثقافة بين الثلاثة، ربما.

كسر في الحوض

بسرعة فائقة تمر الأيام والسنون، وها هو يمر أربعون يوما على وفاة الراحل الكبير الأستاذ محمد عبدالجواد رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي. قبل وفاته بنحو أسبوع ألتقاه عبد المحسن سلامة في “الأاهرام” في منزله وسط كوكبة من الزملاء والصحافيين والأصدقاء على مأدبة غداء عامرة من إعداد كريمته المحبة له، والمقربة إليه، منى محمد عبدالجواد احتفالا بعيد ميلاده الـ100. كان منتعش الذاكرة، ودارت مناقشات كثيرة ومستفيضة بينه وبين الحاضرين حول ذكرياته الطويلة والممتدة بين الصحافة والسياسة وعلاقاته بالرؤساء السابقين، بدءا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومرورا بالزعيم أنور السادات، الذي جمعتهما علاقة وطيدة وأسرية، ثم الرئيس الأسبق حسني مبارك. بعد الحفل بأسبوع اتصلت بي كريمته منى تبلغني إصابة والدها بكسر في مفصل الفخذ داخل المنزل، وعلى الفور اتصلت بالصديق الدكتور عادل عدوي وزير الصحة الأسبق وأستاذ العظام الذي لم يتأخر، رغم أنه كان مسافرا خارج البلاد ـ في الأردن الشقيقة ـ ضمن مهمة علمية، لكنه أصر على متابعة حالة الأستاذ محمد عبدالجواد، وهو في الخارج، وتواصل على الفور مع زميله الدكتور محمد ربيع أستاذ العظام، الذي تابع على الفور الحالة وأخبرني بضرورة إجراء جراحة على الفور.
شاءت إرادة الله أن يتوفى الأستاذ محمد عبدالجواد قبل إجراء الجراحة، وكأن ارادة الله كانت رحيمة به، حيث فاضت روحه إلى السماء دون ألم أو معاناة. في الأسبوع الماضي كانت ذكرى الأربعين، ذهبت إلى منزله وكان هناك حشد من الأصدقاء والزملاء من مختلف الأعمار من الرجال والسيدات يتقدمهم الأستاذان عبدالله حسن، وعلي حسن رئيسا التحرير والإدارة السابقان في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعدد كبير من الزملاء والزميلات من مختلف الصحف والإصدارات، في مشهد إنساني عظيم يؤكد قيمة الوفاء والامتنان لصحافي عظيم من جيل الرواد له بصمات مهنية وإنسانية رائعة. تعرفت على الأستاذ محمد عبدالجواد عن قرب من خلال عملى النقابى منذ أن خضت انتخابات نقابة الصحافيين في دورة 2007، وتوليت خلالها موقع وكيل أول النقابة في صحبة النقابي الأستاذ مكرم محمد أحمد. منذ ذلك الحين توطدت علاقتي به. رحم الله الأستاذ محمد عبدالجواد كرمز مهني كبير من رموز الصحافة، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية