غارات جوية إسرائيلية جديدة على غزة

حجم الخط
0

الأراضي الفلسطينية: شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية جديدة الخميس على قطاع غزة، وسط تزايد المخاوف على المستوى الدولي من ردّ محتمل على الهجوم الإيراني غير المسبوق على الدولة العبرية في نهاية الأسبوع الماضي.

والأربعاء، قرّر الاتحاد الأوروبي الذي دعا “جميع الأطراف إلى التحلّي بأكبر قدر من ضبط النفس”، فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف برنامج المسيرات والصواريخ، المعدّات والأجهزة التي استخدمت في أول هجوم مباشر تنفّذه طهران على الأراضي الإسرائيلية.

يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتي بدأت رداً على الهجوم الذي شنّته حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، استناداً إلى بيانات رسمية لسلطات الاحتلال.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

 “جثامين في كلّ مكان”

وأفاد شهود عن غارات للاحتلال كثيفة استهدف قطاع غزة ليل الأربعاء الخميس، حيث استشهد 33899 شخصا خلال أكثر من ستة أشهر من الحرب، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس أنّه ضرب عشرات “الأهداف” في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، بما في ذلك “إرهابيون ونقاط مراقبة ومنشآت عسكرية”.

واستهدفت الغارات خصوصاً مدينة غزة ومدينتي خان يونس ورفح الواقعتين في الجنوب، وفقاً للدفاع المدني في القطاع المحاصر.

وقال المصدر ذاته إنّه “تمّ العثور على جثامين ثمانية شهداء من عائلة عياد، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، بعد قصف مزرعتهم في حي السلام” في رفح.

وبعد القصف الذي طال رفح حيث يتكدّس 1,5 مليون نازح جراء الحرب، قالت جملات رمضان “استيقظت على صوت البنات يصرخن ماما، ماما… ركضت ووجدت الأطفال يركضون… وكانت الجثث متناثرة في كلّ مكان”.

في هذه الأثناء، يستمرّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التأكيد على خطّته لشنّ هجوم برّي على رفح الواقعة على الحدود مع مصر، والتي يقدّمها على أنّها آخر معقل رئيسي لحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007 وتصنّفها حكومة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنّها منظمة إرهابية.

 “رسائل” إيرانية لواشنطن

وفي سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت طهران أنّها نفّذت هجومها غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في نهاية الأسبوع في إطار “الدفاع المشروع” عن النفس بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، في ضربة نسبتها طهران إلى إسرائيل.

وأطلقت في وقت متأخر السبت أكثر من 300 صاروخ ومسيرة بحمولة إجمالية تبلغ 85 طناً قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريبا بمساعدة حلفائها ولم تخلف سوى أضرار محدودة.

وأعقبت الهجوم تهديدات متبادلة بعمليات انتقامية في سياق التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط على خلفية الحرب في غزة، إذ أكّدت إسرائيل أنّ “إيران لن تفلت من العقاب”.

ولم يتضح ما قد يكون عليه الردّ الإسرائيلي، وما اذا كان سيطال الأراضي الإيرانية مباشرة، أو مهاجمة مصالح طهران أو فصائل حليفة لها في بلدان مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.

غير أنّ قناة “كان” التلفزيونية العمومية الإسرائيلية أفادت بأنّ نتانياهو قرّر، إثر محادثة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران في حال نفّذت وعيدها بمهاجمة الدولة العبرية.

ونقلت القناة عن مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه قوله إنّ “الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً (…) سيكون هناك حتماً ردّ لكنّه سيكون مختلفاً عمّا كان مخطّطاً له في البداية”.

من جانبها، قالت شبكة “إيه بي سي” الإخبارية الأمريكية إنّ الحكومة الإسرائيلية فكرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضدّ إيران لكن دون أن تُصدر أمراً بذلك.

في الجانب الإيراني، صرّح وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بأنّ بلاده بعثت “رسائل” عدّة إلى الولايات المتحدة للتأكيد أنّ إيران “لا تسعى إلى توسيع التوترات” في الشرق الأوسط مع إسرائيل، حسبما أفادت وزارته الخميس.

 “قبل فوات الأوان الأوان”

ومنذ شنّ الهجوم الايراني، أكدت واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل، أنّها لن تنضم إلى أي هجوم على طهران ودعت إلى وقف التصعيد، كما فعل عدد من الزعماء الغربيين والعرب.

وبدلاً من ذلك، أعلن البيت الأبيض أنّ واشنطن ستفرض “في الأيام المقبلة” المزيد من العقوبات التي تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني والحرس الثوري ووزارة الدفاع.

كذلك، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء أنّ الاتحاد الأوروبي قرّر فرض عقوبات جديدة على طهران لتوجيه “رسالة واضحة” بعد الهجوم على إسرائيل.

ورحّب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بهذه الخطوة، مؤكداً عبر منصة “إكس” أنّه “يجب إيقاف إيران الآن قبل فوات الأوان”.

وبينما تتعثّر محادثات الهدنة في قطاع غزة، أعلنت قطر الأربعاء أنّها في صدد “تقييم” دور الوساطة الذي تؤديه منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

وبعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، تحوّل القطاع إلى أنقاض حيث يعاني 2,4 مليون نسمة محاصرون فيه من الجوع جراء نقص المياه والغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، فيما لا يدخله سوى كميات قليلة من المساعدات عبر معابر تسيطر عليها إسرائيل.

وصدرت نداءات عالمية لإسرائيل تطالبها بوقف القتال ومعالجة الكارثة التي حلت بالقطاع. وقالت الأمم المتحدة إنها ستطلق الأربعاء نداء لجمع 2,8 مليار دولار لمساعدة فلسطينيي غزة والضفة الغربية المحتلة.

لكن نتنياهو وصف تقارير المنظمة الدولية عن مجاعة وشيكة في غزة بأنها “ادعاءات”.

من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء أنّ كميات من الدقيق من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، دخلت إلى غزة بعد وصولها الى ميناء مدينة أسدود في إطار العمل على زيادة كميات المساعدات.

إلى ذلك، أفاد عدد من الدبلوماسيين بأنّ تصويتاً في مجلس الأمن الدولي على منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من المقرّر أن يجري الخميس أو الجمعة.

لكنّ يبدو أنّ مشروع القرار الذي تمّ تقديمه بمبادرة من الجزائر، محكوم بالفشل بسبب معارضة الولايات المتحدة التي تتمتّع بحق النقض (الفيتو).

(وكالات) 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية