حركة حماس تتريث في الرد على مقترح الهدنة فيما الحرب على غزة متواصلة

حجم الخط
0

القدس: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه قطاع غزة الخميس فيما لم تقدم حماس بعد ردها على مقترح الهدنة، ما يلقي بظلال من الشك على إمكان التوصل إلى اتفاق بعد سبعة أشهر تقريبا على بدء الحرب.

تلقت حماس من دول الوساطة وهي قطر والولايات المتحدة ومصر اقتراحاً ينص على وقف القتال مدة 40 يوما، وكذلك تبادل أسرى محتجزين في غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي زيارة الأربعاء لتل أبيب، حضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حركة حماس على القبول باقتراح الهدنة في غزة الذي وصفه بأنه “جيد جدا”.

وفي الوقت نفسه، جدد بلينكن معارضة واشنطن للهجوم الذي تصر إسرائيل على شنه على رفح المكتظة بالمدنيين في جنوب القطاع.

 “وضع حساس” 

وفي غياب أي تقدم، تواصل قوات الاحتلال حربها التي بدأتها إثر هجوم حماس غير المسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب الدولة العبرية.

واستشهد 28 شخصا على الأقل خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. واستهدفت عمليات قصف شمال القطاع الذي تفرضه قوات الاحتلال حصارا عليه، ووسطه وجنوبه.

في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت هدنة امتدت أسبوعا الإفراج عن 105 أسرى بينهم 80 إسرائيليا أو من حملة جنسية مزدوجة، في مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيا من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتتمسك حماس التي تولت السلطة في غزة في العام 2007 بمطالبها، خصوصا بأن يفضي أي اتفاق إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما ترفضه حكومة الاحتلال.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان “ورقة التفاوض الحالية موقفنا سلبي منها وفي حال قام العدو الإسرائيلي باجتياح رفح فسيتم وقف التفاوض”.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين إن “الوضع حساس” مشيرا إلى أنه لم يتّخذ بعد قرار نهائي.

 “غياب خطة”

من جهتها، تقول حكومة الاحتلال إنها عازمة على مواصلة الهجوم حتى “النصر الكامل” على الحركة الإسلامية التي تصنّفها منظمة إرهابية كما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ومن أجل تحقيق هذا “النصر”، يعد جيش الاحتلال  لهجوم بري في رفح التي يقول إنها آخر معاقل حماس وحيث يتكدّس مليون ونصف مليون فلسطيني.

وأعاد بلينكن الأربعاء تأكيد رفض واشنطن عملية عسكرية كبيرة في رفح قائلا “لا يمكننا ولن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرض المدنيين للأذى”.

بدوره، تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت وشدد على “ضرورة أن تتضمن أي عملية عسكرية محتملة في رفح خطة فعالة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من هناك والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية”، وفق البنتاغون.

أسفر هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة  عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، استنادا إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ورداً على الهجوم، تعهّدت حكومة الاحتلال القضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 34596 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.

ميدانيا، أفاد شهود عيان باستهداف خان يونس بقصف جوي، فيما استهدف قصف مدفعي شرق مدينة رفح.

كذلك، قال شهود إن اشتباكات وقعت بين مسلّحين وجنود الاحتلال في مدينة غزة وسط قصف مدفعي عنيف.

وتعرّضت منازل في حيَي الزيتون والشجاعية للقصف أيضا فيما وقعت اشتباكات مسلّحة في مخيّم النصيرات.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه قصف الكثير من المنشآت “العسكرية” بما في ذلك أنفاق وتمكن من قتل شخص كان يدخل منشأة عسكرية وسط غزة.

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا، وهي تمثل مهمة مكلفة وخطرة جدا في القطاع الفلسطيني الضيق بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها عدا عن مادة الأسبستوس.

من جهته، حذّر مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني في غزة محمد المغير الخميس من خطر الصواريخ غير المنفجرة. وقال هناك “كل أسبوع ما يزيد عن 10 انفجارات بسبب عبث الأطفال والمواطنين (بالصواريخ غير المنفجرة) مما يتسبب في فقدان حياتهم أو بإصابات خطيرة”.

“لا راحة”

في مدينة رفح، يأمل الميكانيكي يوسف حرازي بأن ينتهي القصف والقتال قائلا “تركت الحرب أثرا عميقا فينا. لا نجد راحة لا جسدية ولا عقلية …”.

وإلى الشمال في خان يونس، بدأ أطباء يجهّزون مجمع ناصر الطبي الذي دمره القتال للعودة إلى الخدمة بعد تلقي معدات جديدة.

وقال مدير المستشفى عاطف الحوت “أولويتنا هي إعادة تشغيل قسم الطوارئ، استطعنا إعادة تجهيزه بشكل شبه كامل سواء مما هو متوافر داخل المجمع أو من بقية المستشفيات أو مما تم إحضاره مع الوفود الطبية والمساعدات الخارجية”.

وفي القطاع حيث تخشى الأمم المتحدة انتشار المجاعة، لا تكفي المساعدات الدولية القليلة التي تخضع لتفتيش إسرائيلي صارم نظرا إلى الحاجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وتوجه بلينكن الأربعاء إلى معبر كرم أبو سالم، وهو أحد معبرين لدخول المساعدات الى القطاع من إسرائيل. وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على الدولة العبرية لتسهيل دخول المساعدات برا وبكميات أكبر، كما بدأت بإنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة لإنزال المساعدات التي تصل بالسفن.

من جانب آخر، أعادت سلطات الاحتلال فتح معبر إيريز (بيت حانون) شمال قطاع غزة للمساعدات المنقولة من الأردن. وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، دخلت 30 شاحنة محملة بالغذاء والإمدادات الطبية إلى القطاع الأربعاء عبر معبر إيريز من الأردن.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية