بعثرة ورمي “طحين الإغاثة”: إسرائيل “تشاغب” على “معبر إيريز” وبلينكن والأردن معا.. وبيان “غاضب” للخارجية- (تدوينة)

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

بيان وزارة الخارجية الأردنية شديد اللهجة الذي صدر بعد ظهر الأربعاء له ما يبرره من الحيثيات والوقائع بعدما حرمت حكومة اليمين الإسرائيلي الأردن من خطوة لوجستية وسياسية أساسية اتفق عليها مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وليس مع تل أبيب.

وجه المشهد المصور لمستوطنين إسرائيليين يعيقون شاحنات أردنية على معبري كرم أبو سالم وإيريز ضربة قوية لمجهود الإغاثة الأردني.

في المشهد صور قاسية لعنف المستوطنين الذين سمح لهم بالعبث بأكياس الطحين ورميها على الأرض نكاية بمجهود الإغاثة الأردني في الوقت الذي أثار فيه هذا المشهد كل الذكريات الحزينة المرتبطة بمسار التكيف الأردني عبر الأمريكيين مع يمين إسرائيل، حيث حذر سياسيون أردنيون بالجملة من أن حكام تل أبيب الحاليين لن يحترموا أي مصلحة للأردن بالرغم من الدور الأردني النشط مؤخرا في التصدي لليلة المسيرات والطائرات الإيرانية.

مشهد الطحين المرسل عبر هيئة الإغاثة الهاشمية الأردنية والذي يبعثره عدد قليل من المستوطنين على مرأى جنود الاحتلال ودون تدخل منهم تداوله الأردنيون بكثافة عبر منصات التواصل حتى اندفعت وزارة الخارجية لإعلان تنديدها بأشد العبارات في بيان صدر الأربعاء باعتداء مستوطنين متطرفين على قافلتي مساعدات أردنيتين كانتا متجهتين إلى غزة.

القافلة الثانية حسب البيان الأردني كانت الأولى التي يفترض أن تدخل غزة عبر معبر إيريز منذ يوم 7 أكتوبر.

بيان الخارجية الأردنية اعتبر فشل حكومة إسرائيل في حماية القافلتين خرق غاشم للالتزامات القانونية للقوة القائمة بالاحتلال، والناطق باسم الخارجية السفير سفيان القضاة اعتبر ما حصل نسف لكل ادعاءات الحكومة الإسرائيلية والتزاماتها بخصوص الإغاثة والمساعدات.

السفير القضاة اعتبر ما حصل جريمة وطالب بتدخل دولي واضح علما بأن القافلة ضمن برنامج متفق عليه عبر هيئة الإغاثة الهاشمية الأردنية مع منظمات دولية من بريطانيا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة وبالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي.

السلوك الإسرائيلي وجه رسالة إحباط للدبلوماسية الأردنية بوضوح والمفارقة تمثلت في أن من أعلن عن أول قافلة ستتوجه عبر معبر إيريز لم يكن الأردن بل الوزير الأمريكي بلينكن، الأمر الذي يعزز قناعة الطاقم الدبلوماسي الأردني بأن الإدارة الأمريكية نفسها يتم تجاهلها من جهة الإسرائيليين ولا تستطيع توفير أي ضمانات في ملف المساعدات.

وهو ما دفع سياسيين أردنيين من بينهم الدكتور جواد العناني للتذكير بأن الإدارة الأمريكية الحالية ضعيفة وبأن الوزير بلينكن وفقا لسياسيين أخرين كان قد اختصر مسافات من الرهان العربي عندما زار تل أبيب في بداية العدوان معلنا حضوره بصفته يهودي.

في الأثناء أعلن بعد عصر الأربعاء عن مغادرة الملك عبد الله الثاني في زيارة مفاجئة إلى إيطاليا والولايات المتحدة ووصفت الزيارة بأنها زيارة عمل ضمن الجهود التي يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ووقف الكارثة الإنسانية في غزة.

الانطباع في عمان الرسمية أن بعثرة الطحين والتحرش بقوافل المساعدات أقرب إلى رسالة من اليمين الإسرائيلي لأن جنود الاحتلال كانوا يراقبون المشهد ويستطيعون منع المستوطنين المتطرفين الذين تجمعوا بعدد قليل بدلالة توفر إمكانية أمنية لإحباطهم والسيطرة عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية