طوفان الجامعات التونسية يحفظ ماء وجه الجامعات العربية … وآلة «القمبري» تودع حسنائها

وأخيرا، والحمد لله، وصل طوفان الجامعات الغربية والأمريكية والأسيوية إلى الجامعة التونسية، فها هم الطلبة يخرجون من الجامعة إلى الشارع للاحتجاجات، بكل توجهاتهم. وبشعارات من قلب الجامعة، في فيديو نشر على عدة صفحات ومنها صفحة «فتحي الهمامي»: ارتفعت حناجر الطلبة بشعارات مثل: «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، فك الحصار واجب، فتح المعابر واجب ، تجريم التطبيع واجب، باسم المدرج والكلية لا تراجع عن القضية، «وحدة طلابية باسم الجامعة التونسية»، « تحريك جيوش واجب، تمرير وقود واجب، ضد العميل واجب.» كما قام أحد الناطقين باسم الطلبة بخطاب جاء فيه:
« الطالب أهم مكون من مكونات المجتمع في تونس، كلما وجَدت المجتمع بعيدا عن القضايا الإنسانية، بعيدا عن القضايا الاجتماعية فاعلم بأن فئة الشباب الناشط في المجتمع المدني وبالجامعة قد ، واليوم مع الأسف ولو أن العدد قد قل بالجامعة إلا أننا نلاحظ بوادر إحياء الروح في الجامعة التونسية، فكما قلّ زملاؤنا فإن هذا العدد ليس إلا غيثا من فيض وبإذن الله مع قادم الأيام الاعتصامات بالجامعات، خاصة الجامعات القريبة من دار المقيم العام بإذن الله، صامدون كما هم صامدون داخل فلسطين.
وكتب موقع «بوابة تونس» عن طوفان الجامعة التونسية: « تضامنا مع غزة، الطلبة التونسيون في الشوارع. خرج آلاف الطلاب التونسيين الاثنين 29 أبريل/ نيسان في مسيرات احتجاجية تضامنا مع فلسطين واحتجاجا على استمرار المجازر والعدوان على غزة، وانطلقت مظاهرات من مختلف جامعات العاصمة باتجاه المسرح البلدي، حيث سيكون تجمع طلابي ضخم تحت شعار «طوفان الجامعة». وفي تصريح لبوابة تونس قال «لؤي طرابلسي» عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة، بأن الجامعة التونسية هي في إضراب يوم الاثنين بمختلف المؤسسات من شمال البلاد إلى جنوبها.» وأضاف بأن « تحرك الجامعة التونسية سيتواصل طيلة هذا الأسبوع من خلال فعاليات داخل الحرم الجامعي وخارجه. وبأن طوفان الجامعة سيكون تأكيدا من الطلبة التونسيين للتضامن فعليا مع الفلسطينيين ومع ما يحدث في غزة، ورسالة إلى العالم أن الجامعات ترفض العدوان».
وإذا استطاعت الجامعات التونسية حفظ ماء وجه الجامعات المغاربية والعربية، فإن الجامعات المغربية، انتفضت واحتجت وقُمعت احتجاجاتُها وأُجهض طوفانها: « احتجاجات طلابية مهمة برزت في الجامعات الأمريكية أرى منها مشاهد مماثلة عاشها الطلاب في المغرب (ولازالوا) في ملتقى القدس السادس الممنوع قبل شهر أو شهرين ، وقبله الملتقى الوطني الطلابي 17 قبل عام، وقبلهما ملتقى القدس الخامس الممنوع أيضا قبل سنتين أو أكثر».
ويضيف « عثمان أنجا « في منشوره على صفحته على فيسبوك: « القاسم المشترك بينهم بالإضافة إلى تصديهم جميعا للقضية الفلسطينية، هو تعامل السلطة معهم بانتهاك حرمة الجامعة وقمع الأصوات الحرة ومنع صوت الطلاب الداعم للقضية والرافض للاضطهاد الممارس ضد الشعب الفلسطيني. ويبقى للمؤسسات الإعلامية دور مهم في تسليط الضوء على هذه الأحداث وإبرازها وجعلها تتصدر المشهد، لكنها تظل حبيسة التقديرات السياسية والمصلحية للأطراف المالكة والجهات المدعمة، فهي من تتخذ القرار في تغطية حدث ما من عدمه، وهي من تحدد حدود تعاملها معه ومستوى معالجتها له».
وختم «عثمان» منشوره بتفاؤل حول الحراك وتأثير احتجاجات الطلبة مستقبلا وبأنه «كلما كان الحراك منظما وموحدا كلما ازدادت شدته وقوته، وهو ما ستصل له في المستقبل وستكون القضية الفلسطينية هي الأرضية المشتركة التي تجمع وتوحد جهود الأحرار في كل بقاع العالم.» وهل سيتحقق حراك الجامعة الجزائرية ويغمر بوابتها الطوفان ، يجيب الأستاذ «يوسف حنطابلي» بحسرة، على صفحته على فيسبوك: « يؤسفني أن أكون أستاذا جامعيا في بلدي ولا أستطيع التحرك لنصرة قضيتي بينما جامعات غربية هي في حراك من أجل نصرة قضيتي… القدس والقضية الفلسطينية انفلتت شرعية التعبير عنها ونصرتها من أيدينا وتحولت إلى قضية عالمية افتكها منا من له الضمير وله شرعية صناعة التاريخ.» ويواصل «حنطابلي»: « الجامعات الغربية أصبحت ضمير الحضارة الغربية التي حاولت جاهدة تحويلها إلى أداة في مصلحة المال والأعمال. إنها صحوة ضمير وشعور بضرورة التغيير، العالم يتغير من حولنا ومؤسف أن قلة منا هي من تشارك فيه وتجاهد في غزة ونحن نتفرج، المعادلة الآن بين غزة ومجاهديها والغرب وجامعاته ونحن خارج التاريخ.» وهل سيتحقق شعار طلبة المغرب: «الله الله يابابا نمشيوا لغزة دابا».

رحيل سيدة «الديوان» حسنة

رحلت الفنانة «حسنة أكتع» الأربعاء الماضي بعد صراع مع المرض «بعدما تدهورت حالتها الصحية في قسم الإنعاش وتحت أجهزة التنفس الاصطناعي بمستشفى 240 ببشار» هذا ما ذكرته قناة «رؤية « على صفحتها الرسمية على فيسبوك. ونعى الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من مختلف الفئات والمراتب هذا الرحيل، من وسيط الجمهورية ببشار ومديريات الثقافة بعدة ولايات، ومثقفين وفنانين وإعلاميين وعامة الشعب. المرأة التي عزفت على الأوتار بأسنانها، وتشبثت به رغم رفض والدها لذلك، كما صرحت بذلك لقناة «الحدث» قبل أيام من وفاتها كما جاء بموقع القناة على فيسبوك، وظهرت وهي تعزف لحن أغنية «جزائر جوهرة» على آلة القيتارة.
كما تحدثت أنها تعلمت بمفردها ولم يعلمها أحد بالرغم من أنها بنت «المقدم سالم» و»المقدم»(بسكون الميم) بمعنى المسؤول والمشرف على تسيير شعائر الديوان.
وكان يهددها بمعاقبتها إن عزفت على القمبري، وعندما رآها تعشق تلك الآلة أدخلها لما يسمى في «المحلة» فضاء ممارسة شعيرة الديوان، وبعض طقوسه، كضرب أماكن من الجسد بالسكاكين، وهي طقوس تشبه ما يؤدى في بعض الطرق الصوفية، كالطريقة «العيساوية».
وكانت أمنيتها أن تقدم لها يد العون وتجهز مقرا لتعليم العزف على «القمبري» وتعليم حتى الكبار منهم. رحلت «حسنة البشارية» التي ألهبت العالم بجوهرتها، المرأة التي انتهكت طابو «لمس آلة القمبري» المقتصرة على الذكور من رجال الديوان، الطقوس التي يقوم بها «السود» بمختلف البلدان المغاربية وتحت مسميات مختلفة: «بوسعدية، أو»ديوان بابا مرزوق»، أو «ديوان الوصفان» بالجزائر، و»قناوة» بالمغرب و»اسطمبالي» بتونس وليبيا.
وهي ممارسات شعائرية أسسها ويمارسها الذكور ، ويكون دخول النساء بها عرضيا ، وغالبا ما يكون قصد الشفاء من أمراض يعجز عنها الطب، كمس الجن والانس. القمبري حزين لفقدانها، رحمها الله برحمته الواسعة، وبعد وفاتها قد تتحقق امنيتها وتفتح مدرسة للقمبري باسمها، فعلا في حياتها اشتاقت لتمرة، وبعد وفاتها ستتدفق عراجين التمر على قبرها، رحمها الله.

٭ كاتبة من الجزائر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية